أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ليو و لِيان .. وأُمَّهُما البيضاء الطويلة














المزيد.....

ليو و لِيان .. وأُمَّهُما البيضاء الطويلة


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 23:17
المحور: كتابات ساخرة
    


عند أذانِ المغرب ، رأيتُ رذاذ الماء يتقافزُ فوق السياجِ الأيسرِ ، قادِماً من "كراج" جارتي البيضاء الطويلة.
هكذا هبطَ العيدُ"إضطراريّاً" عَلَيّ ، قبلَ ستة عشر ساعةٍ من هبوطه "الإعتياديّ" عليكم.
قفزتُ مثلَ غزالٍ سعيد ، وتوجّهتُ بسرعة البرق نحو "أقوى" مضخّةٍ ماء عرفها العراق المعاصر، وسَحَبْتُ أطولَ "صوندةٍ" في التاريخ الحديث، وصرختُ في جميعِ أفرادِ العائلةِ الخاملينَ من شِدّةِ الحَرّ: أطفأوا كلّ شيء ، ودَعوا المُحَرّكَ "الحرامي" يشتغِلُ على الفور.
من المطبخِ ، إلى بابِ البيتِ المُطِلِّ على الشارعِ ، عبر الكراج ، كنتُ أرُشُّ الماءَ كيفما أتّفَق ، مادّاً رأسي نحو رذاذها العذب ، وأنا أبتَسِمُ بحبورٍ مثلَ أبلهٍ طاعنٍ في السِنّ.
وَصَلْنا بخطواتنا "الهارمونيّةِ" المتّسِقةَ، المتناغمة معاً(كما في كُلّ مرّةٍ) إلى باب البيت.
كانت أظافر قدميها المطليّتينِ بالأحمر القرمزيّ، هي أوّل الكائناتِ المضيئةِ المبلولةِ التي رأيتها من خلف الباب.
وقبل بزوغِ الصُبحِ بقليل ، ظهَرَ على جانبي خصرها الكافر طفلانِ رائعان.
لكي أقولَ شيئاً(أيّ شيء)، سألتهما : هلاو جِدّو .. ما هو إسمكما يا حلوين؟؟
أجابا على التوالي ، كأنّهما مفاتيح بيانو تُداعبها أصابع موزارت:
أنا ليو ... أنا ليان.
كان صوتهما كصوتِ أُمّهما .. صوتٌ لهُ رائحة.
هنا ظهرَتْ زوجةُ جاري كاملةَ البهاءِ على الباب ، كخليطٍ من "الجُمّارِ" والتمرِ البَرْحيّ .. ورأتني ، و تظاهَرَتْ بالخجَلِ لثوان .. ثُمَ ابتَسَمَتْ .. ثُمّ أستَوَتْ فوق قلبي.
قلتُ دونَ وعيٍّ كامل: عيدٌ مبارك ، وأيّاماً سعيدة.
ضحكَتْ هامسةً كالشَفَقِ القُطبيّ ، وقالتْ : ولكنّ العيدَ غداً ، وليسَ اليوم.
أردتُ أن أقولَ : ولكنَّ العيدَ هو أنتِ .. ولكنّني لَم أتمكَنْ من قول ذلك . لقد شعرتُ أيضاً (مثلها) بالقليلِ من الخجَلِ الحارّ.
هذه أوّلُ مرّةٍ في تاريخ الحضاراتِ العراقيّة المتعاقبة ، يتبادلُ فيها جارانِ حديثاً "مُطَوّلاً" كهذا.
وأستَدارَت أمّ ليو و ليان ، لتغيب ، بعدَ إنْ "لَوَتْ" روحي لَيّاً .. وأستدارَ معها الكوكبانِ الدُرِّيانِ عائدينَ كجوقٍ ملائكيٍّ إلى المطبخِ المجاور لمطبخي .. هناك .. حيثُ أسمعُ دائماً ديكها "الهراتيَّ" ، وهو يعوي في وجهها الحُلو ، من شدّة البهجة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيدُ والكوفيدُ والحَرُّ والخَرَفُ الوطنيّ
- عندما تَجِفُّ على الرملِ ، وتحتفي بكَ اليابسة
- أنا أعرفُ الأشياءَ عندما تنتهي
- أنتَ أعرَج .. ولَنْ تَلْحَقَ القافلة
- أوُدُّ لو أنّنا نجلسُ الآنَ .. معاً .. يا أبي
- الإقتصاد العراقي .. مأزق الحالة ، وإشكاليّة الحَلّ
- 14 تموز 1958 .. جَدَل التكريس والمُغادَرة
- في العاشرةِ من العُمْر .. كنتُ أقرأ
- توقيتاتٌ للقتلِ بالساعاتِ الكبيسة
- جسورُ بغدادَ فارغةٌ كالقلب .. حَتّى مِنّي
- هذا الذي هوَ أنتِ
- هذا الخراب .. شامِلٌ وعميقٌ و كامِل
- مزابل و مقابر و مسالِخ.. ومستشفيات
- قصصٌ قصيرة .. تشبهُ الليل
- كلّما أردتُ أن أنتَحِر
- علاقات المنَصّات في زمان الكوفيدات
- أشياء عاديّة جداً .. تشبهُ الماء
- نحنُ نكتبُ.. والليالي تزيد
- في التاسعةِ صباحاً .. بتوقيتِ اليرموك
- بعضُ النساء .. بعضُ النساء


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - ليو و لِيان .. وأُمَّهُما البيضاء الطويلة