أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمر يزبك - كاميرا نوال السعداوي














المزيد.....

كاميرا نوال السعداوي


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


السجينة رقم 1586 تضحك بعذوبة على شاشة "الجزيرة"، وتروي قصة السجينات المسلمات اللواتي رقصن، والسجينات الماركسيات اللواتي صلّين بخشوع عندما قُتل أنور السادات، وفعلن ذلك لأنه ببساطة يعني الحرية. ثم تضيف، ممازحةً سامي كليب في برنامجه المميز "زيارة خاصة": أنور السادات سجنني لأني صدقت كذبة الديمقراطية.
تضحك نوال السعدواي أمام الكاميرا، هي الطبيبة والأديبة العربية الشهيرة التي ارتبط اسمها بحركات التحرر النسوي، وكانت بعض كتبها مثل "أنثى ضد الأنوثة" و"المرأة والجنس"، بين الأكثر مبيعاً على امتداد سنوات طويلة. تضحك السعداوي، ولا يصدّق المشاهد أن هذه المرأة البشوشة ذات الملامح الحانية، هي نفسها من شبهها بالشيطان كثير من المحافظين وأصحاب الأقلام الذكورية.
الكاميرا، التي عقدت صلحاً من نوع خاص مع وجهها، غيّرت المفهوم الشائع عن هذه السيدة المشاكسة. ولقد انقضى زمن كانت السعداوي توصف فيه بأبشع النعوت، وأقسى ما يمكن أن يُكال للمرأة من اتهامات، مثل الطعن في أنوثتها، وتوصيفها بالمسترجلة، وهو الوصف الملازم لأغلب النساء اللواتي اشتغلن على قضايا تحرر المرأة العربية. وأعتقد أن المشاهد انتظر من ظهور السعداوي حديثاً مكرراً عن حرية المرأة، ومساواتها بالرجل، الأمر الذي ملّه نتيجة ابتذال موضوعة المرأة على الفضائيات العربية. لكنها فاجأت مشاهديها، بتواطؤ مضمر بينها وبين الكاميرا، لتبدأ أولى المفاجآت من عذوبة حديثها وضحكات عيونها المشعة بالأنوثة رغم الشعر الأبيض. المفاجأة التالية التي لم يكن ينتظرها المشاهد هي أنّ السعداوي أشادت بحرية المرأة دون أن تتحول إلى رجل، على شاكلة صورتها المشاعة في الرأي العام. كذلك أبت إلا أن تقرّ بمبدأ الشهوة الجنسية، ولكنها منحته الدرجة الثانية، مفضلةً شهوة المعرفة: أسمى الشهوات!
العيّنة على أحكامها الموضوعية كانت انتقادها رواية حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر" من حيث بنيتها الفكرية القائمة على ذكورية مفرطة، في الآن ذاته الإشادة ببنائها الفني. تمازح الكاميرا بعفوية وطزاجة، وتعاند كطفلة أعداء الحياة، وتدافع عن الإسلام وليس عن شكلانية الدين، وترفض حجاب العقل دون أن تخجل من جسدها، وتستغرب كيف يسحق البعض حريات الناس. وبإيماءات لماحة، تهرب من عين الكاميرا المباشرة دون أن يشعر مشاهدها أن هناك كائناً وسيطاً بينه وبينها، فتغيب العدسة الصغيرة، وينسى المشاهد الكاميرا، ويشعر أن الصندوق الصغير الملون هو أشبه بنافذة مفتوحة على بيت الجيران، وأن هذه السيدة التي ارتبط اسمها بتعرية المرأة من كل صفاتها وخصائصها، هي أمّ، وزوجة مسنة طيبة، تجلس على شرفة بأفق واسع، صحبة شريك حياتها، ضاحكة، باشة، مثيرة بعض الغرابة. فأن تفكر المرأة بهذه الجسارة، وأن تكون قادرة على توليد المعرفة، بل وبلوغ مرتبة متقدمة في تقديم تلك المعرفة، أمر يندر أن تمتلكه امرأة عذبة مفعمة بالحيوية. ينبغي، استطراداً، أن تكون تلك المرأة من طراز ضاربي الرجال بالعصي!
كاميرا نوال السعداوي كذّبت هذا التنميط الزائف، لأن الصورة لا تعرف الكذب حين تسرد تفاصيل الوجوه!



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غابة اميرتو ايكو
- كاميرا حالمة
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه
- دمشق تدعوك
- المثقف بين الإتباع والإبداع
- سينما... يا بلدي


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سمر يزبك - كاميرا نوال السعداوي