أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حداد اليونان على- آيا صوفيا - وسكوت العرب عن احتلال مقدساتهم














المزيد.....

حداد اليونان على- آيا صوفيا - وسكوت العرب عن احتلال مقدساتهم


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 28 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأ الإمبراطور الروماني جستنيان الأول في بناء كنيسة آيا صوفيا الواقعة في الضفة الغربية من مدينة إسطنبول عام 532، وتم افتتاحها رسميا عام 537، وهي مركز بيزنطي ديني وتاريخي مشهور، وبقيت كاتدرائية مسيحية حتى سيطرة محمد الفاتح على المدينة قبل نحو 500 سنة، أي خلال الحكم البيزنطي ، ثم تحولت إلى مسجد حتى عام 1934 عندما قررت الدولة التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك تحويلها إلى متحف، ومنذ ذلك التاريخ منعت الصلاة فيها لأي دين من الأديان، وبقي الوضع كذلك حتى وافقت المحكمة الإدارية العليا التركية على قرار تحويلها إلى مسجد في 10/ 7/ 2020، وأقيمت أول صلاة جمعة فيه يوم 24/ 7/ 2020.
تحويل دور العبادة من دين إلى آخر مارسته الأديان؛ ولهذا لا يستغرب المرء من تحويل مساجد إلى كنائس، وكنائس إلى مساجد؛ فقد تم تحويل مسجد قصر الحمراء في غرناطة إلى كنيسة سانتا ماريا، ومسجد قرطبة إلى كاتدرائية، ومسجد بالمردوم في طليطلة إلى كنيسة ماريا، ومساجد أخرى كثيرة حوّلت إلى كنائس ومطاعم وبارات ونوادي ليلية في إسبانيا واليونان والدولة الصهيونية وغيرها.
وفي المقابل تم تحويل كنائس إلى مساجد منها تحويل المسجد الأموي في دمشق الذي كان كنيسة يوحنا المعمداني، وتم شراء آلاف الكنائس في أوروبا وأمريكا وتحويلها إلى مساجد خلال الثلاثين سنة الماضية، حيث يوجد اليوم 3000 مسجد في ألمانيا، 2300 في فرنسا، 2106 في خمسين ولاية أمريكية، و1600 في بريطانيا، والعديد من المساجد الأخرى في دول أوروبا الشرقية وأستراليا وأمريكا اللاتينية، وما زالت ظاهرة بيع الكنائس وتحويلها إلى مساجد ومطاعم وبارات ونوادي ليلية وغير ذلك تتنامى في الغرب، خاصة في أوروبا الغربية بسبب تراجع الدين والتدين في القارة وفي الغرب عموما، وإن غالبية السكان المحليين في تلك الدول يقدمون الرعاية لبيوت العبادة أيا كانت غير أبهين باعتراضات بعض رجال الدين ومن يدعمهم من المتدينين المسيحيين، ولم يحدث أن تم تسجيل سوى احتجاجات محدودة على تحويل الكنائس إلى مساجد.
تحويل آيا صوفيا إلى مسجد قوبل إما بالاستنكار أو بالترحاب في مناطق مختلفة من العالم، وانقسم الناس بين مؤيد ومعارض، وكل طرف يطرح أسبابه ومبررات قبوله أو رفضه لما حدث، لكن الأتراك كانوا الأكثر قبولا وحماسا، واليونانيون كانوا الأكثر رفضا وغضبا؛ فبينما اعتبر معظم الأتراك التغيير حقا سياديا لهم، واحتفلوا بالمناسبة، وأدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صلاة الجمعة في المسجد الجديد مع آلاف المواطنين، وقرأ آيات من القرآن الكريم، وحمل رئيس الشؤون الدينية علي أرباش سيف محمد الفاتح كتعبير على عظمة تركيا وهو يلقي خطبة الجمعة، اعتبرت اليونان التغيير استفزازا وعدوانا على التراث المسيحي هدفه إثارة الفتنة والطائفية والكراهية، وأدلى أعضاء في البرلمان والحكومة اليونانية بتصريحات رافضة للقرار التركي حرضوا عبرها اليونانيين على تركيا، وأعلن الحداد الرسمي في البلاد، ونكست الأعلام، وقرعت أجراس الكنائس تعبيرا عن الحزن، وأحرق العلم التركي، وخرجت مظاهرات احتجاجية في عدد من المدن اليونانية.
اليونانيون فعلوا هذا دفاعا عن كنيسة تمثل جزأ مهما من تراثهم الديني والحضاري؛ فماذا فعل العرب والمسلمون عندما ضمت إسرائيل القدس، وحرقت المسجد الأقصى، وحفرت أنفاقا تحته لهدمه وبناء المعبد على أنقاضه، وسمحت للصهاينة بالدخول إلى ساحاته وتلويثه، وقسمت الحرم الإبراهيمي في الخليل؟ لا شيء سوى بيانات التنديد والتهديد والوعيد المكررة الكاذبة! أي إنهم لم يثأروا لكرامتهم، ولم يعلنوا حتى الحداد في أي دولة عربية أو إسلامية، ولم ينكسوا الأعلام، ولم ينتفضوا ويتظاهروا بأعداد كبيرة مؤثرة تعبيرا عن رفضهم للعبث بمقدساتهم كما فعل اليونانيون!
أردوغان نسي أن الإسلام يأمرنا بأن نحترم شرائع الديانات الأخرى ونحافظ على معابدها، وان الرسول صلى الله عليه وسلم كان دائما يوصي بعدم هدم المعابد، ولم يتعلم الدرس من الخليفة العادل عمر ابن الخطاب الذي رفض أن يصلي في كنيسة القيامة خوفا من أن يحولها المسلمون إلى مسجد، وحاول منذ وصوله لحكم تركيا استغلال الدين لأهداف شخصية وسياسية؛ ولهذا فإن تحويله آيا صوفيا إلى مسجد، وتدخله في سوريا وليبيا وقطر ودول عربية وإسلامية أخرى يهدف إلى إقناع الناخبين الأتراك بدعم حزب التنمية والعدالة الحاكم الذي تراجعت شعبيته وخسر مدينة إسطنبول في الانتخابات الأخيرة، وإلى زيادة شعبيته وتحفيز طموحاته الوطنية على خلفية الحنين للإمبراطورية العثمانية التي يحلم بإعادة أمجادها!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرائق والتفجيرات في إيران واحتمال نشوب مواجهة في المنطقة
- الصراع في ليبيا وتفتيت الوطن العربي
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي يآخي بيننا وبين الصهاينة!
- ملك إسبانيا السابق يحاكم على جرائم فساد وحكامنا ينهبون ويبطش ...
- تصريحات رئيس وزراء الأردن الأسبق فايز الطراونة لا تعبّر عن ر ...
- اتفاق فتح وحماس .. دعم وتفاؤل فلسطيني وقلق إسرائيلي
- أمريكا وإسرائيل ومحاولات إشعال حرب أهلية في لبنان
- حفلة المعارضة الرسمية العربية لضم المستوطنات والأغوار .. أكا ...
- كتاب بولتون وعفن السياسة العنصرية الابتزازية الأمريكية
- الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب
- السعودية ومحاولات الخروج من مأزق حرب اليمن
- اجتماع - منظمة التعاون الإسلامي - بشأن ضم أجزاء من الضفة الغ ...
- العنف ضد العنصرية الأمريكية ..: بداية ثورة على الظلم وصفعة م ...
- ضم الأغوار والمستوطنات ينهي أحلام قيام دولة فلسطينية ويهدد م ...
- لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واع ...
- ردود الفعل الرسمية العربية الانهزامية على نوايا إسرائيل بضم ...
- الإجراءات التقشفيّة السعودية...محاولات بائسة لإصلاح ما أتلفت ...
- أموال العرب السائبة في دول الغرب وتداعيات كورونا
- - أم هارون - وأخواتها ومحاولات الإساءة للشعب الفلسطيني وقضيت ...
- السعودية والإمارات وتقسيم اليمن


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - حداد اليونان على- آيا صوفيا - وسكوت العرب عن احتلال مقدساتهم