أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمدعبدالرحمن - أسراهم لا أحرارنا














المزيد.....

أسراهم لا أحرارنا


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


حياً أو ميتاً ، فأنّ الأسير الإسرائيلي لدى المقاومين الفلسطينيين يُـعدّ بمثابة ثروة هائلة في هذه الظروف الفلسطينية العصيبة .
بالطبع، وعلى عكس انساننا العربي ، كلنا يعرف قيمة الجندي الإسرائيلي المأسورعند حكومته ، فهو في الميزان الإسرائيلي أثقل منا جميعاً أحياءً وميتين ، وبمراجعة سريعة لتاريخ الصفقات التبادلية يمكننا أن نلحظ أنّ (جثة) جندي إسرائيلي واحد قد عادلت في أحدى المرّات بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين والعرب لدى اسرائيل،مايعني أنّ بيد المقاومين الفلسطينيين الآن فرصة ذهبية لأستثمار الأسير الأسرائيلي أو جثته في بورصة المساومات بما قد يعود عليهم بفوائد جمّـه.

هذه هي الحقيقة بلا رتوش ومزوقات:ـ فأنسانهم أغلى وأثمن وأهم وأعلى واعزّ وأثقل من الإنسان العربي ، بل أنّ ( ميتهم ) أبقى من (حيّـنا) وأسراهم أكثر حرية من أحرارنا ، وها انتم ترون كيف أنّ قادة الأحتلال الأسرائيلي أوقفوا رزنامة الزمن عند حدود جنديهم المأسور وكيف أنهم ركنوا جانباً كل شيء كي يتفرّغوا لتحريره وكيف أنهم تناسوا جميع مشاكلهم ومماحكاتهم الحزبية لتخليصه،ولا تتفاجئوا إذا رأيتم الذئب الأمعط أيهود أولمرت يتباكى كالحمل الوديع على باب السلطةالوطنيةالفلسطينية من أجل أن تنظر بعين الرأفة على الأسير الإسرائيلي، وانا أدعوالله أن لا يستعجل المقاومون الفلسطينيون في إبرام صفقةٍ مـّـا مع عصابة أولمرت قبل أن يأكلونها لحماً ويرمونها عظماً حتى أتعلـّم ( ويتعلم معي من يشاء من الرعيّـة لا الرعاة) درساً جديداً في كيفية تعاطي القادة الإسرائيليون مع مشاكل وهموم مواطنيهم كما في حالة المأسور الأسرائيلي هذا.

فهؤلاء ليسوا زعماء حكومات عربية يتفرجون على أسراهم المنشورين فضائح عارية على حبل الغسيل الأمريكي الممتد من (أبوغريب) الى(غوانتانامو) ، ولا هم وزراء داخلية عرب يسهرون على رفاهية أبنائهم في أقبية الترفيه والأستجمام ، ولا هم رؤساء مخابرات لا هــمّ لهم سوى مطاردة النوايا الأنقلابية للأجـنـّـة العميلة في بطون أمهات المؤامرات الإمبريالية ، ولا هم وزراء دفاع عن الوطن الذي لاتتجاوز حدوده جدران القلعة الرئاسية أو أسوار (المناطق الخضراء) ، هؤلاء العفاريت الأسرائيليين من طينة أخرى وإنْ كانت جيناتها الوراثية تعود الى عمومتنا الواحدة وجدّنا الواحد كما يقال.
هؤلاء الأعداء لايـكيلون مواطنهم بالذهب وإنّـمـا بنــا نحن العرب ، أي انهم يضعون في كفـّـة الميزان (جثة) إسرائيلي وفي الكفـّة الأخرى أمـّــة تمتـــد من المحيط الهادر الى الخليج الثائر، وإذا لم ينكسر الميزان لصالحها يضيفون الى الكفــّـة العربية أيّ عددٍ مطلوبٍ من امتدادها الإسلامي حتى يوفونها وزنها وحقها كما يؤمنون ويقولون ويفعلون .
قد تقولون أنني بهذا الكلام ، أخرق (حديد) جدار المقاطعة العربية للعدو الإسرائيلي وأروّج لبضاعته ، وأنا بدوري أقول فليكن ، وأضيف : دعونا من مكرور الأسطوانة المشروخة عمـّا لا يحتاج الى براهين وأدلة من دموية وعدوانية ووحشية وعنصرية وبربرية إسرائيل الغاصبة ، ولكنني أتحدّى كل من يدعي أنّ ( الحــيّ ) العربي أبقـى من (الميت) الأسرائيلي وأحيله (مثالاً لا حصراً) الى غبار الضجّـة التاريخية ( الهولوكوستية) التي تـلـفّ منذ أربعينات القرن الماضي كوكبنا على قتلى النازية من اليهود ، وكيف انّ هذه الضجة المجلجلة ستبقى تتصدّر جدول أعمال وهموم وفنون وتعويضات ودموع الذاكرة الإنسانية حتى يوم يُبعثون ، في الوقت الذي راحت دماء شهداء القضية الفلسطينية( العربية المركزية) تتحول الى مياهٍ تغسـل آثـار المعارك التي اكتشفنا نحن المغفلون أنها كانت محض عبثية ، فلا الصراع العربي ـ الصهيوني كان صراع وجود ولا نزاعنا الحالي مع الجارة اسرائيل يتجاوز النزاع الحدودي الإلتباسي الذي لا يختلف عن تنازع جاران حميمان على ارتفاع وطول وعرض السياج الفاصل بينهما، أمـّا (العايشين) من العرب أجمعين فأعود بهم الى (الملحمة) الأسرائيلية الماراثونية لأستعادة (جثة) الجاسوس الذائع الصيت ( كوهين) التي دُفنت في سوريا قبل حوالي اربعة عقود , وأتمنى عليهم في هذه المناسبة مراجعتها بأمعان لكي يتعّرفوا من جديد على العلامات الفارقة بين (الميت) الإسرائيلي و (الحي) العربي .

لا وقت ولا داعي إذن للمزايدات الأنسانية : فأمام المقاومون الفلسطينيون فرصة نادرة لأبتزاز الجزار أولمرت بصفقة معتبرة ، وليأت من بعدها الطوفان الإسرائيلي على غزة لانه قادم عليها في كل الأحوال سواء بالجندي المأسور أوبجثته أو بدونهما
وبنفس الوقت أمامنا كمتفرجين عرب ذات الفرصة لنكتشف مقومات وصفات وعناصر المعدن النادر المُسمـّى (انسان) لا فقط لنقارنه بنـا كموجودات طلسمية هلامية بلا لون أوطعم أومعنى ، وانـّما لنتحسّـس ونتلمّـس قيمته الوجودية عسانا نزداد ألماً وغضباً وحسرةً وغيرةً ربما تنتشلنا من هامشنا القصيّ في قاع جدول (دارون) الى الضّـفـة الإنسـانية ، سوى أنّ ذلك يتطلب منـّا تقليب قناة التلفاز من ملعب كرة القدم في ألمانيا الى ملعب المأسور الإسرائيلي في غـزّة ، وهذه للاسف معضلة أخرى تحتاج لكي نحلـها الى معجزة كبرى .
لا أمـــل.



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمدعبدالرحمن - أسراهم لا أحرارنا