أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - حتى لا يصير البرلمان المغربي حكرا على الاعيان واصحاب المال















المزيد.....

حتى لا يصير البرلمان المغربي حكرا على الاعيان واصحاب المال


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6628 - 2020 / 7 / 26 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتقى الدستور المغربي لسنة2011 بالمؤسسة التشريعية ومنح للبرلمان سلطة قوية في التشريع ومراقبة الحكومة ، لكن رغم المكتسبات الدستورية التي عززت مكانةممثلي الشعب تبقى صورة البرلمان المغربي غير ناصعة ومشوبة بعدد من الصور النمطية بعضها صحيح وبعضها مبالغ فيه . رغم كل ما يمكن ان يقال عن المؤسسة التشريعية المغربية الا اننا وبعيدا عن روح العدمية والتيئيس و سياسة شتم المؤسسات و بهدلتها وهي مواقف رائجة اليوم في الساحة الاعلامية الوطنية وتحظى بالترحيب وتكتسي الشعبية الكبيرة وتحصد الجيمات بالمئات على مواقع التواصل الاجتماعي .
المؤسسةالتشريعية اساسية وضرورية في البناء السياسي والاقتصادي الوطني لانها تساهم في رسم السياسات العمومية والرقي بالجانب الاقتصادي والاجتماعي عبر القوانين التي تصدرها وعبر القرارات المنبثقةعنها . تساؤل بديهي يطرح نفسه ،هو هل استطاع البرلمان المغربي ان يفي بعهده ويؤدي الامانة الملقاة على عاتقه ،ام انه غرفة تسجيل و رجع صدى لمؤسسات اخرى بعضها ظاهر وبعضها مستتر ؟ الواقع لايرتفع كما يقال لذلك لا بدان نقول بكل تجرد وموضوعية بان البرلمان المغربي قام بعدد من المبادرات والاعمال الكثيرة الهامة والمؤسسة للفعل السياسي والاجتماعي والاقتصادي الوطني في وسط عيوب كثيرة ونقائص فادحة اهمها غيابات البرلمانيين بالجملة و سيطرة الحكومة على التشريع و تواجد من لا يستحق اخلاقا وقيما الانتماء لقبةالبرلمان وغيرها من المؤاخذات والمنزلقات التي يجب على كل الغيورين على السياسة النبيلة ببلادنا التنبيه لها والعمل على تجاوزها . وارني شديد الاقتناع ان السبيل الوحيد لتجويد السياسة بلادنا هي العمل على تخليق الحياة السياسيةعبر رزمة اجراءات اداريةوقانونيةوسياسية فعالةوملزمة لجميع المؤسسات المتدخلة في الشان السياسي ،فبلادنا بحاجة الى مؤسسة تشريعية منبثقة فعلا عن ارادة الشعب المغربي ومعبرة عن طموحاته في التقدم والحرية والازدهار . في نظري المتواضع لا يمكن الرقي بالعمل البرلماني المغربي الا بمداخل وشروط محددة لخصتها في تسع مداخل .
• المدخل الاول لتخليق العمل السياسي البرلماني هو اشتراط الترشح الى البرلمان بمستوى جامعي يفوق الاجازة اذ لا يعقل بتاتا ان تحتضن قبة البرلمان ببلادي أناسا لا يحملون في جعبتهم سوى لغة الكلام والصياح امام الكاميرات بلا مستوى فكري وثقافي اكاديمي يؤهلهم للتعامل مع قضايا مصيرية وقوانين مؤثرة على حياة البشر ،وحضورهم منعدمهسيانفي اشغال اللجن البرلمانيةاوفي جلسات تقييمالسياسات العمومية ، فالاسئلة التي تلقى من طرف البعض من النواب مثيرة للشفقةومحزنةللغاية في نفس الان خصوصا وان العالم باسره يشاهد هذه الصور والمشاهدالتي تسئ لبلادناعبر القنوات التلفزية .
• المدخل الثاني هو القطع مع تجميع المناصب والمهام . فكيف يعقل ان يقوم رئيس جماعة حضريةكبرى بمدينةكبيرة بين الجمع بين مهمته كرئيس جماعة وما يتطلبه ذلك من حضور معنوي ونفسي متواصل و عضو في البرلمان يتطلب التفرغ لمجال التشريع ومراقبة الحكومة؟ . الجمع بين المهمتين مضر بالنسبة لتداول النخب ومؤثر بشكل سلبي على الاداء السياسي .
• المدخل الثالث :الغاء تعاقد البرلمانيين لانه بدون معنى ،فما معنى ان يتقاضى البرلماني تقاعدا عن عمل من المفروض انه ينتهي بانتهاء المدة الانتدابية التي انتخب من اجلها؟ . كما ان اللغط والكلام الذي يثار حول الموضوع في كل مرة يسئ للعمل البرلماني ولمؤسسة من المفروض توقيرها واحترامها . لكن عرف التقاعد المريح بعد مدة انتدابية يسيل لعاب ذوي المال والسلطة من اجل الترشح للبرلمان .
• المدخل الرابع :عقلنةوترشيد اللائحة الوطنية للشباب والنساء ، فروح اقرار لائحة شبابيةواخرى نسائية كان الهدف منها افراز نخب جديدة و اعطاء نفس جديدللسياسة الوطنية في سياق حراك شبابي مغربي مشهود ،لكن الذي حدث هو ان زعماء الاحزاب السياسية انقلبوا على روح دستور 2011 وعلى مخارجه الاصلاحية ومنها لائحة الشباب والنساء التي تحولت الى لائحة الابناء والاصهاروالزوجات والمقربين .. هذه الصورة الملطخة للائحة كان هدفها انتشال سياساتنا من الياس والفسادوالصور السلبية عمقتها ممارسات الاحزاب السياسية . لذلك اقترح اقرار لوائح جهوية للشباب والنساء لان جهونة هذه اللوائح سيمكن على الاقل من تداول نخب جديدة من جهات مختلفة ومتنوعة و ستفوت على زعماء الاحزاب فرصة وضع المقربين من جهة واحدة او دوار واحد كما وقع في التجارب السابقة وان كانت اللوائح الجهوية للنساء والشباب ستحد فقط من الفساد الانتخابي ولن تقضي عليه نهائيا.
• المدخل الخامس : هو اقرار اجراءات صارمة وقوانين رادعة واعطاء الضوء الاخضر للمؤسسة القضائية في التسريع في البث في كل ما يتعلق بالتلاعب في التصريح بالممتلكات لكل المرشحين للبرلمان المغربي ،فعدد كبير من البرلمانيين المغاربة لا يصرح بنزاهةوبشفافية عن ممتلكاته كما لا يصرح بمصادر امواله . فالحملات الانتخابية التي تكلف اصحابها الملايير لابدمن فتح تحقيقات حولها اذا ما اردنا ان نعطي اشارات للشباب المغربي من اجل المشاركة السياسية الفاعلة واعادة الثقة للمؤسسة البرلمانية ،اما والحال ان الوجوه نفسها تفوز بالطرق نفسها وفي غياب ردع حقيقي ولا احترام للقانون فستبقى المؤسسة التشريعيةوالسياسة ببلادنا فاقدة للمصداقية.
• المدخل السادس: هو القطع مع ظاهرة النواب الرحل وتوريث الكراسي والمسؤوليات وسيطرةعائلات باكملها على مقدرات جهات المغرب و سيطرةمنطق الاعيان واصحاب الشكارة على العمل السياسي ببلادنا ، السبيل الى كل هذه الطموحات هواقرار نظام انتخابي يحدد ولايات الترشح بالنسبة للبرلمانيين واقرار قانون احزاب واضح في انتصاره لروح الديموقراطيةوالتناوب الحقيقي على المسؤوليات .لان الناخب المغربي مل من تكرار نفس الوجوه يمينا ويسارا و بلغةخشبيةنمطيةلا تقدم بدائل ولا مقترحات ، المواطن المغربي يعتقدان البرلماني المغربي يستغل موقعه لمراكمةثروته ونسج علاقات افقية وعمودية تسمح له بمزيدمن التمدد في المراتب الاجتماعية ،هذه الصورةكرستها الاستحقاقات الانتخابية السابقة للاسف الشديد.
• المدخل السابع :"علمنة" العمليةالانتخابية و ضرورةتجريم استخدام المشترك الديني اوالوطني في العملية الانتخابية،فاحزاب كثيرة ببلادنا تستغل سواء المقدس الديني في الانتخابات او تستغل القرب من المؤسسة الملكية في حملاتها الانتخابية وهذا مضر للعملية السياسية ببلادنا و يحرم المتنافسين من شروط متساوية في التباري والتنافس الشريفين .
• المدخل الثامن: اقرار المناصفة بين الرجال والنساء في البرلمان ،فلا معنى لبرلمان يكرس التمييز بين النساء والرجال و لا يستطيع الرقي بالذهنية المغربية الى مستوى وعي متقدم، فالمفروض في البرلمان المغربي ان يفرزنخب سياسية قادرة على فهم رهانات بلادنا وطموحاتها المشروعة للحاق بالدول الديموقراطية ،لن يكون ذلك الا ببدل مجهود كبير حتى تستطيع احزابنا فرزنخب برلمانية قادرةعلى تنزيل الروح الحقوقية في الدستور .
• المدخل التاسع : هو ضرورة اقرار نظام انتخابي منصف وعادل ويأخذ بعين الاعتبار التعددية السياسية الحقيقية، نظام انتخابي يبدأ اولا بمراجعة شاملة للوائح الانتخابية التي يشوبها الكثير والكثير من الشوائب من انزالات للناخبين وتجاوزات كثيرةتؤثر على مصداقية العمل السياسي ببلادنا ،كما ان اعطاء جميع الاحزاب الصغرى والكبرى نفس الفرص في الاعلام و التمويل واقرار عتبة منخفضة قد يجعل العملية الانتخابية اكثر ديموقراطيةواكثر تمثيليةلانها تقطع احتكار ما يسمى بالاحزاب الكبرى التقليدية.
في سبيل الختم :
لاشك ان اصلاح المنظومة السياسيةوالانتخابيةتحديدا ببلادنا ليس امرا تقنيا بسيطا يمكن القيام به لتصلح العملية اوتوماتيكيا ،بل ان اي اصلاح اصلاح لابد له من ارادةسياسيةحقيقية لدى كل الشركاء في العملية السياسية ،ولابد له من وعي مشترك في حدوده الدنيا لدى الناخب والمنتخب، فعندما يعترف الجميع بان العملية السياسية ببلادنا يعتريها قصور وان الاحزاب السياسيةالمغربيةتعيش الترهل التنظيمي وغياب الديموقراطية الداخلية وتستقطب النخب القادرة على ربح الاصوات بكل الوسائل لا بمنطق الكفاءةوالاستقامة . فان الناخب هو الاخر مسؤول مسؤولية لاتقل عن الاخرين في اختيار من لا يستحق ان يختار في مؤسسةتشريعية تقرر مصير البلادوالعباد .

انغير بوبكر
المنسق لوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
باحث في قضايا التنمية والديموقرطية وحقوق الانسان
[email protected]
0661093037



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الامازيغية المغربية من التأثير السياسي الى المشاركة ا ...
- كيف استطاع الملك محمد السادس تقوية التأثير المغربي بافريقيا؟
- ميشيل كولون : الصحفي الذي ناهض الحروب الامبريالية
- ايدوي بلينيل : رائد التحقيقات الصحفية المتميزة
- بيير فيرمورين المؤرخ المتخصص في التاريخ المغاربي وفي نقد الا ...
- جان زيغلر : المناضل الاممي الذي امن بالانسانية والعدالة الاج ...
- هل يستطيع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الاستجابة لمطالب ا ...
- الدكتور صادق جلال العظم: الفيلسوف والمفكر السوري الذي امن با ...
- العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات الت ...
- الدكتور برهان غليون المثقف العضوي السوري الذي حلم بثورة لم ت ...
- الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.
- الدكتور فالح عبد الجبار :عالم الاجتماع السياسي العراقي الذي ...
- من دروس الخيانة الامريكية والغربية للاكراد ؟
- لماذا يعتبر العثماني وحزبه من اكبر الرابحين في التعديل الحكو ...
- من اجل جبهة حداثية تقودها المؤسسة الملكية بالمغرب .
- في سبيل اعداد نموذج تنموي مغربي جديد
- الشعب المصري أمام امتحان التغيير
- الاقتصاد الافريقي يصنع التاريخ من جديد
- الحراك الجزائري خطوة اولى نحو تحرر الشعب الجزائري
- هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية إحياء امال الشعوب في ان ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - حتى لا يصير البرلمان المغربي حكرا على الاعيان واصحاب المال