أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - امنيات كاسب














المزيد.....

امنيات كاسب


فراس مهدي زوين

الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 24 - 03:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بعيدا عن الأسس العامة للاقتصاد الكلي والجزئي، وبعيداً عن المعادلات الرياضية، والرسوم البيانية، ومنحنيات العرض والطلب، وهروباً من جائحة كرونا التي القت بظلالها على أسعار النفط العالمية الى الواقع الاقتصادي للبلاد والذي قد يكون اشد خطراً من الوباء نفسه، اكتب هذه الورقة كمتنفس او امنيات لكل العاملين وأصحاب والورش والمعامل الصغيرة والكسبة البسطاء في شوارع وأسواق البلاد، الذين سحقهم التناحر السياسي بين الأحزاب، والقرارات الاقتصادية الارتجالية والغير مدروسة لكل الحكومات التي أعقبت عام 2003 ولغاية الان والتي تحمل المواطن البسيط اعبائها ونتائجها السلبية، وبالرغم من قائمة الإخفاقات والاخطاء قد تطول وتعرض الا انني سوف اتناول في هذه المقالة بعض الجوانب البسيطة من السياسة الاقتصادية،

ان الاقتصاد العراقي بشكله الحالي يحمل العديد من السمات والملامح التي تميزه تاريخياً وجغرافياً، ولعل ابرز هذه السمات هي ريعيته المفرطة واعتماده المطلق والكامل على الواردات النفطية في ايراداته ، الامر الذي اودى بالبلاد الى تهميش باقي القطاعات الإنتاجية مثل القطاع الزراعي والصناعي والانتاجي والتحويلي نتيجة استغناء القوى السياسية عن وارداتها بعد ان ذاقت هذه القوى شهد الريع النفطي السهل ومهملة أي محاولة للتنمية او النهوض بواقع الانتاج الاقتصادي، بالرغم من التحذيرات التي اطلقها كل الاقتصاديين والباحثين والمهتمين بالشأن المالي او حتى العاملين في المجال النفطي من عدم الركون الى هذا الجانب والوقوع في هذا الفخ وبأستحالة الركون الى الأسعار المرتفعة للنفط وان الهبوط والانهيار في هذه الأسعار قادم لا محالة ،وعند ذاك لن يجد الاقتصاد العراقي مايسعفه ويعينه بعد ان خنق بنفسه انتاجه الداخلي البسيط وحوله الى سوق للاستهلاك وليس للإنتاج، لكن دون ان يجدوا لهم اذان صاغية من قبل الحكومات المتعاقبة او السياسيين أصحاب القرار الحقيقي والفعلي كما في عام 2014.

ان الفراغ السلعي الذي تركه اهمال القطاع الزراعي والصناعي والتحويلي وغيره بحاجة الى اشباع وسد لعذا الفراغ وقد تم تعويضه من خلال فتح أبواب البلاد امام البظائع المستوردة والسلع الأجنبية من حدب وصوب، والمشكلة الأكبر ان معظم هذه المواد كانت من السلع الرديئة ومن مناشئ غير معروفة وباسعار زهيدة استفادت من القيمة المترفعة نسبياً للدينار العراقي إزاء عملات هذه الدول لتغرق الأسواق بكل المنتجات التي كانت تصنع في الورش والمعامل المحلية، متسببةً بخلق بطالة كبيرة نجحت الأحزاب السياسية المتحكمة بالمشهد السياسي من استغلالها وتوضيفها لصالحها في انتخابات مجلس النواب من خلال استقبال الملايين العاطلين عن العمل (بسبب سوء السياسة الاقتصادية) داخل جسد الدولة من خلال التعيينات بعد ان تضمن أصواتهم واصوات عوائلهم الانتخابية الامر الذي وتحويل البلاد الى مكتب صيرفة كبير كل وضيفته ان يبيع النفط وينفق وارداته اما عن الانفاق المبالغ به والغير مبرر والذي يختلط به العديد والعديد من شبهات الفساد، او رواتب الموظفين التي تشكل النسبة الأعلى من الموازنة.

ان احد اهم النتائج السلبية التي ترتبت على انهيار الصناعة والزراعة والإنتاج المحلية هو تحويل المواطن العراقي الى احد من نموذجين
• الانموذج الأول هو الموظف والذي تحول الى مستهلك عملاق كل همه انفاق راتبه الشهري على المواد والسلع المستوردة بالرغم من ان معظمها كانت تصنع في الداخل وبيد أبنائنا وفي ورشنا ومعاملنا الصغيرة والكبيرة .
• الانموذج الثاني هو القوى العمالية الشابة من عمال المسطر والكسبة وأصحاب الورش والعمل الحر الذين تحطمت أعمالهم ومستقبلهم وتركوا نهباً للمعامل والمصانع وورش العمل الأجنبية والاستيراد العشوائي على حسابهم دون ان تهتم به او تلتفت اليه أي حكومة سابقة او حالية بالرغم من الآف الأصوات التي تتعالى لنجدتهم ونجدة الواقع الاقتصادي العراقي.
ان المناخ التجاري العالمي الذي يشوبه القلق والاضطراب الشديد على اثر جائحة كورونا العالمية وتأثيراتها السلبية على الطلب العالمي للنفط نتيجة تراجع النمو العالي وارتفاع العرض مع تراجع الطلب والحرب الأسعار بين الدول السعودية وروسيا والعديد من العوامل أدت الى انهيار أسعار النفط بصورة، الامر الذي أعاد الحكومة العراقية الى نفس المشهد السابق عند اخر انهيار لاسعار النفط عام 2014 ولكن هذه المرة بأثار اشد ومدى يتوقع له ان يكون أطول، وامام هذه الفوضى الاقتصادية فان الكاسب والعالمل العراقي يتمنى ويأمل ان تلتفت الحكومة العراقية القادمة (اياً كان شكلها) الى القطاع والصناعي والزراعي وتغلق أبواب الاستيراد المشرعة او على الأقل تحد منها لصالح المعامل والورش المحلية مما يتيح له العمل والإنتاج ويضمن للدولة الاحتفاض الدولارات التي كانت تهدر وتسرب للخارج عن طريق الاستيراد.



#فراس_مهدي_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع أسعار النفط ،، مواجهة الازمة وأزمة المواجهة
- مدام بوفاري بين الخيبة والخيانة … غوستاف فلوبير
- ازمة السكن ،، إخفاقات حكومية وحلول فردية
- الريع ،،، اموال سهلة وخيارات صعبة
- القطاع الخاص بين الإهمال والمشاركة
- عجز الموازنة... بين المشكلة والحل
- النفط وتذبذباته
- الاثار الاقتصادية لأسعار النفط
- موازنة 2019 بين الريعية والابتعاد عن النمطية
- ماذا فعلتم بهذه الامة
- أسعار الطماطم .. مجاملات سياسية وتبعية اقتصادية
- مفاتيح التنمية والبناء
- المنافذ الحدودية النفط البديل
- اتجاهات الانفاق العام في دولة رصد التخصيصات
- عادل عبد المهدي ... بين ثوابت الاقتصاد ومتغيرات السياسة
- التظاهرات الشعبية بين الخطط الانية والحلول الجذرية
- السياحة في العراق اهمال البدائل المتاحة
- التنوع الاقتصادي وضرورة البدائل
- البيئة الاستثمارية بين الواقع والطموح
- ماء البصرة بين الترقيع والحل


المزيد.....




- ارتفاع أسعار النفط بعد أنباء عن هجوم إسرائيلي على إيران
- بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر بلجيكا تستأنف استيراد الماس من روس ...
- مطار حمد الدولي ينتزع الصدارة في قائمة أفضل مطارات العالم
- هتكسب أضعاف الفلوس اللي معاك في شهر واحدة بس .. مع أفضل 6 شه ...
- حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة
- -قضية الذهب الكبرى-.. قرار جديد من هيئة مصرية بحق رجل الأعما ...
- ستاندرد أند بورز? ?تخفض تصنيف إسرائيل طويل الأجل 
- اعملي ألذ صوص شوكولاته للحلويات والتورتات بسيط جدا واقتصادي ...
- تباين أداء بورصات الخليج مع اتجاه الأنظار للفائدة الأميركية ...
- صندوق النقد: حرب غزة تواصل كبح النمو بالشرق الأوسط في 2024


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فراس مهدي زوين - امنيات كاسب