|
محاولة الحكومة مصادرة مقر المنظمة الطلابية - الاتحاد الوطني لطلبة المغرب - - ا و ط م -
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 24 - 00:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أُسدل الستار عن النزاع القضائي الذي جمع الحكومة في شخص الوزير الأول ، ووزير الشباب والرياضة ، التي رفعت امام المحكمة الابتدائية دعوى تجيز لها مصادرة مقر المنظمة الطلابية " الاتحاد الوطني لطلبة المغرب " ، ولجنة اللقاء الوطني التشاوري التي كانت ترفض المصادرة ، التي اعتبرتها مساسا بذاكرة أجيال من الطلبة الذين ، مروا وناضلوا ضمن المنظمة التي كانوا يسمونها بالمنظمة " العتيدة " .. الحكومة رفعت الدعوى امام المحكمة الابتدائية في مارس 2016 ، ونجحت في استصدار حكم لصالح مطلب المصادرة ، لان الاجراء الحكومي ، وفي ظل الفراغ التي تشهده الساحة الطلابية ، منذ آخر مؤتمر " المؤتمر السابع عشر في سنة 1982 " ، الذي فشل بسبب الخلافات السياسية بين الفصائل الطلابية ، ومن يومها والمنظمة معطلة ومشلولة ، اكثر من شللها على اثر قرار الحضر في 24 فبراير في سنة 1974 ، والذي دام ستة سنوات .. كان مقصودا ، في غياب الفصائل الطلابية التي كانت تتمسك بالاطار " ا و ط م " ، وفراغ الساحة كليا . بمجرد صدور الحكم الابتدائي ، سارع محامو لجنة " اللقاء الوطني التشاوري " الى الطعن في قرار المحكمة الابتدائية كمحكمة درجة أولى ، امام محكمة الدرجة الثانية التي هي محكمة الاستئناف بالرباط العاصمة ، ضمن المدة القانونية المخصصة للطعن ، كما ينص على ذلك قانون المسطرة . محكمة الاستئناف قبلت من يحث الشكل ومن حيث الموضوع ، قرار الطعن الذي احترم الآجال القانونية المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية. وبعد سلسلة من التأجيلات ، استغرقت الدعوة للبث فيها نهائيا من قبل محكمة الاستئناف ، حوالي اربع سنوات ، انتهت بصدور حكم مؤيد بطريق شيطانية لحكم محكمة الدرجة الأولى ، الذي كان في صالح مطلب الحكومة بمصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب . لقد هلل وصفق " اللقاء الوطني التشاوري " لحكم محكمة الاستئناف ، واعتبره نصرا نهائيا ضد المصادرة ، كما اعتبر حكم محكمة الاستئناف بمثابة الغاء لحكم المحكمة الابتدائية .. لكن بالرجوع الى الحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف ، فهو لم يحكم بإلغاء الحكم الذي صدر عن المحكمة الابتدائية ، بل أن محكمة الاستئناف ، حكمت بعدم الاختصاص ، وليس بإبطال حكم محكمة الدرجة الأولى الابتدائي ، و هذا يعني ان حكم المحكمة الابتدائية بالمصادرة ، لا يزال قائما ينتظر التطبيق ، ما دام لا توجد محكمة أخرى مختصة بالنظر في طلب الاستئناف .. ان محكمة الاستئناف وهي تصدر قرارها بعدم الاختصاص ، من جهة تحاول ان تبدو محايدة في نزاع طابعه سياسي اكثر منه قانوني ، استعمل فيه القضاء لتصفية الحسابات السياسية ، ومن جهة يكون قرار محكمة الاستئناف بعدم الغاء قرار محكمة الدرجة الأولى الابتدائي ، و صدور القرار بعدم الاختصاص ، اكبر خدمة تسديها محكمة الاستئناف لقرار المحكمة الابتدائية ، ومنها للحكومة ، فالقضاء في القضايا السياسية هو جسم متضامن ، لكن عوض البث المباشر في اصل القرار الذي هو تأييد حكم محكمة الدرجة الأولى الابتدائية ، وحتى تتفادى الانتقادات من جهة المعارضين لمطلب المصادرة ، استعملت طريقة فنية وجد ذكية في تأييد حكم المحكمة الابتدائية ، وفي تأييد الحكومة عندما أصدرت حكمها بعدم الاختصاص ، أي ظاهريا قد يفهم منه الحياد ، لكن موضوعيا كان تأييدا لحكم المصادرة الابتدائي ... ان ما يدلل على تحليلنا هذا ، انه باستثناء محكمة الاستئناف التي تنظر في استئناف احكام المحاكم الابتدائية ، فلا توجد محكمة غير محكمة الاستئناف تملك الصلاحية والاختصاص ، للبث في حكم المحاكم الابتدائية ... الآن وفي غياب المحكمة المختصة بالنظر في حكم المحكمة الابتدائية ، يكون حكم الدرجة الأولى الذي أصدرته المحكمة الابتدائية ، قد تحصن من أي طعن ، وحاز قوة الشيء المقضي به ، ومن ثم يبقى اجراء المصادرة الذي اقره حكم الدرجة الأولى ، مسألة وقت للتنقيد ... فعوض التطبيل والتهليل ، على الحكم الاستئنافي لمحكمة الاستئناف الذي حكم بعدم الاختصاص ، يكون " اللقاء الوطني التشاوري " الذي طعن في حكم المحكمة الابتدائية ، قد خسر الطعن في قرار المصادرة ، وتكون الحكومة قد ربحت الدعوى في شقيها الابتدائي والاستئنافي .. أي اغلاق الملف .. وبما ان القضية سياسية استعمل فيها القضاء لتصفية الحسابات ، وامام استحالة عرض الطعن امام محكمة مختصة غير موجودة ، باستثناء محكمة الاستئناف التي حكمت بعدم الاختصاص ، يبقى حل واحد ، هو اللجوء الى اعلى سلطة في الدولة ، التي هي الملك الرئيس الفعلي للجهاز القضائي ، بطلب استعطافي يحول دون المصادرة .. فالمحكمة التي ستقرر وفي غياب المحكمة المختصة أخرى ، تبقى الملك ، لان الاحكام تصدر باسمه ، وتنفد باسمه ، والقضاة الذين اصدروا حكمهم في المرحلة الابتدائية بالمصادرة ، وقضاة محكمة الاستئناف الذين حكموا بعدم الاختصاص ، رئيسهم الأول والأخير هو الملك ، فالملك طبعا يبقى وحده السلطة القضائية الكبرى ، القادرة وحدها في الحسم في النزاع بين الحكومة التي هي حكومة الملك ، وبين " اللقاء الوطني التشاوري " الذين هم رعايا الملك ، الذي يعارض قرار الحكومة بمصادرة مقر المنظمة الطلابية " الاتحاد الوطني لطبلة المغرب " .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وهم الاسطورة السياسية
-
في الزمن الرديء ، الزمن الموبوء ، تصبح الخيانة نضالاً باسم ح
...
-
هل النظام المخزني قابل للإصلاح ؟
-
- شرق عدن غرب الله -
-
محكمة العدل الدولي تصدر قرارا ضد الحضر الجوي على إمارة قطر
-
بين تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، وتصريح أبا بشرايا
...
-
من المسؤول عن عرقلة حل نزاع الصحراء الغربية ؟
-
إسبانيا الأمة العظيمة ، ترتعش من شدة الخوف ، من الجار المغرب
...
-
مواصلة الصراع السياسي في المغرب
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يدعو النظام المغربي الى تقديم
...
-
هل من علاقة بين التناوب / الانتقال الديمقراطي ، وبين المنهجي
...
-
هواة سوق الوهِم ، سوق الانتخابات
-
حملة مسعورة قريْشية ، سعودية ، إماراتية ، ضد شعوب شمال افريق
...
-
الحلف الاطلسي - ( الناتو )
-
تهديد مصر بالحرب
-
الدعوة لإستقالة الوزير مصطفى الرميد
-
دعوة الى مغادرة المغرب
-
المغرب / فرنسا
-
مصر تطرق ابواب مجلس الأن ، بعد فشل مفاوضات سد النهضة
-
إنتخابات الملك ، لإنتاج برلمان الملك ، ومنه تشكل حكومة الملك
...
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|