فطنة بن ضالي
كاتبة، شاعرة
(Fatna Bendali)
الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 20:18
المحور:
الادب والفن
أحيانا تقرأ المكان وهو يقرؤك ، لأنه يتقاسم معك فعل الذاكرة بقدر ما يحفر في مخزون مضغوط من الأفعال والأقوال و سلوكات أيام الصبا في داخلك، تلك التي تتوالى وتتداعى في الاسترجاع . ففي رحلة قصيرة المدى إلى الصويرة ممتدة في أحداث المكان وإحالاته التاريخية، بكل ما يعنيه التاريخ من سيرورة وصيرورة ، يحكي الدكتور و السرد والحكي من اختصاصه تنظيرا وتحليلا ، يعود بالمكان في الأزقة القديمة إلى تاريخه وظروفه وعلاقاته الوشيجة ، ورمزيته في الذاكرة الجماعية التاريخية والفردية .
مرورا بباب دكالة وأزقته الضيقة داخل السور إلى المبنى العتيق سفارة البرتغال إلى الصقالة وإلى أماكن أخزى غيرها .اغتنمنا هدوء المدينة ذات صباح، حيث يتوجه الكل إلى الشاطئ، فجبنا المدينة بابا بابا ، بعد أن توقفنا بالأمس بمكتبة وحيدة وسط السويقة ، إذ تفوح روائح المقلاة من كل جانب ، حاملة ما لذ وطاب من خيرات البحر ، يجلس البائع في الداخل وسط ركام من الكتب غير عابئ بفلول المارة ، قال الأستاذ هو الغذاء نفسه للعقل أو لغيره، بكم الكتاب ؟ بكم هذا؟ وهذا؟ هو الواجب أمام الكتاب نؤديه دون تردد .
من عادتنا في مثل هذه الزيارة أن نملأ جوفنا برائحة البحر و التردد على المرسى ، كما نملأه برائحة خشب العرعار من معروضات الصناع الفنية ، سارت بنا الخطوات في اتجاه الصقالة ، لعلها تفي بغرض الهدايا التذكارية ، كما هو دأبنا .. استمعنا إلى تاريخ الحوانيت الصغيرة التي كانت مخازن ووظيفتها في الدفاع عن المدينة . تخطينا ها في اتجاه باب السبع مارين بكل مبنى عتيق تجدد أو لم يتجدد ، فعرفنا سيرورته التاريخية وقرأنا الإعلانات ، وعرفنا من باع ومن اشترى .بدأت الساحة تعج بأهل الفن الأهازيج تملأ الفضاء ، والمعروضات تصفف في كل مكان، جلسنا بالمقهى في زاوية تمكن من المتابعة والمشاهدة، بعد أن تقصينا حالة المرسى . هكذا كان لكل مكان حديث معنا ، بحياته في ذاكرتنا. صلوا الأمكنة تحدثكم عن ذكرياتكم .
#فطنة_بن_ضالي (هاشتاغ)
Fatna_Bendali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟