أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جميل النجار - الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن















المزيد.....

الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 11:27
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مصطلح "اليمين" هو مصطلح سياسي يرجع أصله إلى زمن الثورة الفرنسية 1789م، حيث كان النواب "اليمينيون" الاقطاعيون (المعفيون من دفع الضرائب) والموالون للملكية، يجلسون إلى اليمين في البرلمان الفرنسي. أما المعارضين "اليساريين" فكانوا يجلسون إلى اليسار.
ومن الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية؛ يؤمن اليمينيون بالتفاوت الطبقي بين البشر ويرونه شيئاً طبيعيا أيدته وأقرته الأديان تاريخياً. فالآلهة دوماً "ترزق من تشاء". ويعتقدون بأن الأغنياء ذوي دماء وقدرات متميزة، أما ذوي القدرات المحدودة يصبحون فقراء؛ وتلك قِسمة الآلهة التي قدَّرت أقدار الناس سلفاً في سجلات مُحكمة، وكتبت لكل فرد رزقه، وأجله، وعمله، وحتى عما سيكون (شقيا أو سعيدا)‏.
ولكن مع تغير الظروف السياسية والاقتصادية المرتبطة بانحسار رقعة الملكية والاقطاع؛ تأرجح رجال الدين - بمصالحهم ومواقفهم وأوقافهم وفتاويهم- بين اليمين واليسار. وإن حافظت "الإنجيلية" الأمريكية على يمينيتها؛ بعد أن ألبستها ثوب "الشعبوية" وثارت ضد "النخب" الليبرالية من الأعلى و"المخربين" و"الطفيلين" من الأسفل. وأتت بدونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في العام 2015.
ثم انخرطت في نوع من السياسات المحافظة المتشددة. والتي كان من أبرز تياراتها حركة "باتريوت" المعاصرة، التي تتألف من ميليشيات ضمت عددا من المواطنين المسلحين، الذين اجتاحوا البلاد في التسعينات. واليوم تُشعل القومية المسيحية البيضاء، وتحض على كراهية الأجانب من المهاجرين، كما دعم هذا اليمين المسيحي السلطة الدينية الأبوية ومعارضة حقوق المثليين. وأخوف ما يخاف منه كل ليبرالي مستنير؛ هو أن تأتي هذه "اليمينية" المتعصبة بترامب لجولة رئاسية أخرى؛ يمكن أن يكون لها آثارها السلبية على العلم والعلماء؛ لأنهم لا يقيموا وزنا للعلم في مقابل الرأسمالية الاحتكارية والخرافة.
والأخطر من كل ذلك؛ تصرفات ترامب الهوجاء؛ كتلك الواقعة التي صورها فيه الإعلام وهو يحمل "الكتاب المقدس" خارج كنيسة سانت جون عبر منتزه "لافاييت" من البيت الأبيض. في مسلك أحمق غير مسؤول (من وجهة نظري وقد أكون مخطئاً)؛ كان من الممكن أن يشعل حرباً أهلية في البلاد على خلفية معارضته للتظاهرات التي خرجت لدعم شاب أمريكي من أصول أفريقية قتلته الشرطة.
وليست هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة. لكن تظل دلالاتها أعمق من أي تفكير عابر؛ إذ تبرهن على أن عالمنا، ونحن في القرن 21؛ لازال يحتضن بين جنباته التطورية المتحضرة، مثل هؤلاء العنصريين (حتى وإن باتوا قلة)، والأكثر إدهاشاً وجود شخص مثل "ترامب" على سُدة الحكم في أكبر بلد في العالم، وهو من يحمل في رأسه المحدودة تلك كل هذا الكم من الجهل؛ وظني بأن هذ الرجل لو ظل فترة رئاسية أخرى على سُدة هذا البلد؛ أقولها بمنتهى الصراحة: "سوف تخرب مالطا".
المهم بأن هذه الأجواء الباعثة على التشاؤم، وإن كان قد خفف منها وجود قدر أكبر من التفاؤل، والذي تنفست به التظاهرات السلمية والعنيفة المناهضة لهذا الجهل حول العالم. لكن هذا الحدث ذكرني بأحد المؤتمرات العلمية التاريخية والذي عقده عالم التطور الشهير "توماس هكسلي" في العام 1860 لمناقشة "نظرية التطور" والتي كانت في مهدها، ولاقت ابانها معارضة عنيفة من قِبل رجال الدين حول العالم. ووقف أحد كبارهم يسأل العالم هكسلي: هل يسمح البروفسيور هكسلي أن يقول لي، هل جده لأبيه أو جده لأمه هو القرد؟ فرد عليه هكسلي قائلا عبارته الشهيرة: "إنني لا أخجل إذا كان جدي قرداً، ولكنني كنت حتما سأخجل؛ إذا كان جدي رجلا جاهلا مثلك، ويتبجح بإقحام نفسه الوضيعة في مسائل العلم التي لا يفهمها ولن يفهمها!" وكان هذا أول صدام علني بين الكنيسة والعلم.
كان ذلك في العام 1860، ويمكن أن يكون مثل هكذا الفهم مبرراً؛ لعدم انعتاق الناس من تحت وطأة الخرافات التي كرستها المعتقدات المختلة وألفوها مدة طويلة. أما وأن يحدث مثل ذلك الآن؛ فهذا هو ما لا يمكن تصديقه، لأن كل التجمعات العلمية بمحافلها أصبحت لا تناقش مدى صحة نظرية التطور؛ بعدما باتت حقيقة مؤكدة في أغلب دول العالم، ولم يعد يجادل فيها سوى الشعوب الغارقة لنخاعها في غياهب الجهل والتخلف.
ورأيتها مناسبة أقول فيها لأصحاب العنصرية العرقية أو الدينية: لو تدرون مدى جهلكم؛ لاستحيتم من أنفسكم. لا لعنصريتكم في حد ذاتها؛ إنما لأنكم تجهلون أبجديات "علم الأحياء"؛ وهذا عار لا يُمحيه امتلاككم لثروات الدنيا، ولا يُمحى حتى بكرسي "ترامب". تعلموا. علكم تدركون حقيقة أنكم والقرود أخوة في الدم؛ أي أولاد عم. وإلى كل عنصري أقدم له تاريخا موجزا (من عشر محطات) عن شجرة نسبه:

1. أبعد جد له كان مجرد "كائن وحيد الخلية"، وعاش منذ أكثر من مليار سنة.
2. وكان له جدٌ عتيد عبارة "كائن بسيط يتألف من عدة خلايا مختلفة ذات وظائف فردية" عاش على الأرض قبل حوالي 900 مليون سنة.
3. وقبل 550 مليون سنة، كان جده مجرد "كائن رخوي"، يشبه قنديل البحر الحالي.
4. وقبل 500 مليون سنة بفترة وجيزة، كان "جده السمكة" يلهث في المحيطات المفتوحة هرباً من وحوش الانفجار الذي حدث في الكمبري.
5. وقبل 450 مليون سنة، كان "جده الطُحلبي" قد بدأ يتكيف تدريجياً ليتمكن من العيش على أرض جافة.
6. ومنذ حوالي 400 مليون سنة، كان جده المعروف تاريخياً باسم: "رباعيّ الأرجل"، يسعى خلف اناثه المختلفات؛ وينجبوا له مجموعة متنوعة من البرمائيات، ليسجلوا أنواعهم كأسلاف لجميع الزواحف والحشرات والطيور والثدييات.
7. وقبل 300 مليون سنة مضت، كان "جده السِحلية" يشق طريقه بمشقة موحلة بين أقاربه من الزواحف التي استوطنت المستنقعات والغابات الاستوائية، والتي كانت تزخر بالسراخس وغيرها من النباتات الصنوبرية القديمة. في الوقت الذي ترك فيه "الميزوصور" أقرب أقربائه من المفترسات البرَ وعاد إلى المحيط مرة أخرى. ثم حدث انقراض جماعي كبير قضى على أغلب أجداده الضعفاء مع كافة أشكال الحياة على الأرض.
8. وبعد أن استعادت الحياة عافيتها؛ منذ 250 مليون سنة كان أول ظهور للديناصورات.
9. ومنذ 200 مليون سنة، ظهر "جده الفأر أو الجِرز" ضمن طلائع الثدييات الصغيرة جدًا من ذوات الدم الحار في السجل. وكثير منها كالقرود والغزلان لا يكبر الفئران في أحجامها؛ ما يعني بأنها كانت تعيش بجحورها أغلب أوقاتها تحت ظل العمالقة من الديناصورات. وهذه الحقبة شهدت ظهور أول الطيور التي انفصلت عن الديناصورات.
10. منذ 66 مليون سنة شهدت الأرض حادث انقراض الديناصورات بالعصر الطباشيري. وتمكنت الثدييات من السيطرة على الأرض بعدما نمت وتنوعت؛ فتمتعت بعالم جديد خال من الديناصورات. وفي هذه الفترة، بدأت القرود تنتشر وتتحول إلى أنواع جديدة. كالليمور، والجيبون، البونوبو، الأورانجوتان، الغوريلا، والشمبانزي الذي يرتبط مع البشر من خلال سلف مشترك من "أشباه البشر Apelike" يطلق عليه العلماء: "الرامابيثيكوس" عاش خلال الفترة ما بين 8 – 12 عاما، تلاها "الاسترالوبيثيكوس" و"أرديبيثيكوس راميداس" البالغان من العمر 4.4 مليون عاما خلت. وهما أقرب أجدادنا في شجرة الحياة.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختبرات في حياتي
- عندنا المخطِطون مُحَنطون
- -الكامات- تحكم الأرض
- أنا والأنا
- تأملاتٌ فكرية حيرى بين التقدمية والرجعية
- تعرف على طبيعة فِكرك
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جميل النجار - الصداع -اليميني- الأمريكي المزمن