أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - سليم نزال - سلمى يا سلامة !














المزيد.....

سلمى يا سلامة !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 05:47
المحور: السياحة والرحلات
    


فى هذا الوقت امس كنت فى القطار المتجه من الرباط الى مراكش .امضبت قسما من الوقت و انا اتامل القرى التى يعبرها القطار .انظر من خلال النافذة القرى المغربية الممتده على طول الطريق .و لو اغمض الواحد عينيه للحظات لظن ان القطار يسير فى ارياف بلاد الشام .طراز البيوت و الاشجار فى غاليتها على الاقل و الاصوات و الروح .و اعنى بالروح هنا ان لكل مكان له روح خاصة و هو ما يشعر بها المرء من خلال طبيعة المكان و النباتات و الناس و الموسيقى الخ .مع فارق يمكن للمرء ان يلمسه بسرعه ان الشوارع فى المغرب حديثة و ليس بها حفر هنا و هناك كالذى نراه فى بلاد عربية اخرى بل حتى افضل من شوارع بلاد فى اوروبا الشرقيه مثل اوكرانيا . و ان كان على استخدام معارفى فى الانثروبولوجيا يمكن لى القول انى خرجت بانطباع ان الشخصية الوطنية المغربية اكثر تبلورا و نضجا من الشخصية الوطنية فى بعض بلاد المشرق و لعل هذا يعود الى حكم مستقر منذ اربعة عقود الذى يطلق عليه المخزن .

و ريما يكون ذلك بسبب ان المغرب نجا من الحكم العثمانى الذى وقع للعالم العربى و ايضا لخلو المغرب من التعددية الدينية التى ارهقت المشرق فى الصراعات قديما و حديثا و لعبت دورا فى اضعاف الهوية الجمعية ..كما ان المغرب لم يكن حقل تجارب لنظم سياسية غريبة عنا كحالتنا فى المشرق مع المماليك و العثمانيين و الاوربين فى العصر الوسيط اثناء المرحلة الصليبية.

اما الدارجة المغربية فهى كما يبدو حصيلة تزاوج العربية مع اللغة او اللغات الامازيغية تماما كما هو الحال مع الدارجة العربية فى بلاد الشام التى هى حصيلة تزاوج العربية و السريانية و مصر التى هى حصيلة تزاوج العربية مع المصرية القديمة و العراق حيث تداخل و تزاوج لغات عدة العربية مع اللغات العراقية السامية القديمة من بابلية و اشورية و السريانية و الفارسية و ربما التركية .

و انا اميل لللاعتقاد رغم محدودية معرفتى بعلم اللسانيات ان احد اسباب انتشار العربية فى ما نسميه الان الوطن العربى هو ان الشعوب التى انتقلت اليها العربية شعوب سامية تتقارب مع العربية و كان من السهل لها التحول للعربية من خلال تاثير الدين الاسلامى .و لعل هذا ما يفسر ان بلاد فارس و التمدد العربى اليها كان اسبق من مناطق اخرى لم تتعرب بسبب ان انظمتها اللغوية مختلفه.

على كل حال العلاقة بين المشرق و المغرب قديمة جدا .و الا كيف نفسر انتقال الفينيقين الى هناك لو لم يكن هناك تواصل و قدرة على التفاهم على المستوى اللغوى حيث تم بناء مدن عدة فى بلدان المغرب بل و امبراطورية كما فى ىقرطاجة و ما كان يتم لولا وجود تشابه بين الفينيقية الكنعانية و لغة بلاد المغرب انذاك .و لعل هذا هو السبب الذى جعل الامازيغ يكتبون لغتهم الان بالحرف الذى يشبه الحرف الكنعانى الفينيقى لان الوجود الفينيقى قد احدث على الاغلب نوع من التزاوج بين الكنعانية و الامازيغية كالذى احدثه التزاوج العربى الامازيغى اللغوى .و حتى الان نلاحظ تشابه بعض اللهجات فى تونس مع اللهجة اللبنانية
على كل حال الموضوع شائك و تتداخل فيه الاراء المتعددة من سياسية و ثقافية الخ.و هو موضوع يحتاج الى كتابة اعمق و حديثى انصب على تداخل العربية مع اللغات الاخرى فى اطار التاريخ لكنى بطبيعة الحال اتعاطف و ايد بقوة ان تحترم كافة اللغات التى لم تزل تستخدم فى العالم العربى و انا اكتب هنا انطباعات عامة على كل حال

.اخيرا اود ان اذكر ظاهرة جميلة فى المغرب .
لفت نظرى حب المغاربة للورود و هو امر يمكن ان يلاحظه المرء اينما اتجه و هو امر حضارى رائع و لا اعرف ان كان الامر مبادرة من الدولة ام المجتمع المدنى لكنى فى كل الاحوال اعتقد انها سمة حضارية .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الكورونا و فلسفه الاخلاق
- القومية العربية الى اين الجزء الثانى
- العرب فى مائتى عام فى رحلة البحث عن الذات ! الجزء الثانى
- القوميه العربية الى اين . الجزء الثانى
- العرب فى مائتى عام فى محاولة البحث عن الذات ! الجزء الاول
- ماذا تكثر اغانى الحب فى المجتمعات البدويه؟
- نهاية القومية العربية! الجزء الاول
- فى نظرية تراجع المجتمعات العربية حلول عصر الظلام على المنطقه ...
- فى نظرية تراجع المجتمعات العربية
- نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية اعوام الفوضى و الاضطراب
- نحو نظرية تراجع المجتمعات العربية افول المرحلة الثورية القوم ...
- فى جذور التراجع العربى
- هذا العالم المتشابك !
- من زمن الحوارات!
- من زمن سبارتاكوس الى ثورة السود فى امريكا النضال السياسى ادا ...
- تسعة دقائق هزت العالم !
- اللغة الخشبية!
- قوانين الحياة!
- نبوءة زهير بن ابى سلمى
- لا تستعجلوا! الطريق طويلة !


المزيد.....




- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...
- بسبب متلازمة صحية.. تبرئة بلجيكي من تهمة القيادة ثملا
- 400 جثة وألفا مفقود ومقابر جماعية.. شهادات من داخل خانيونس
- رسالة من شقيقة زعيم كوريا الشمالية إلى العالم الغربي
- الشيوخ الأميركي يقر -مساعدات مليارية- لإسرائيل وأوكرانيا
- رسالة شكر من إسرائيل.. ماذا قال كاتس لـ-الشيوخ الأميركي-؟


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - سليم نزال - سلمى يا سلامة !