أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - أين نحن من أزمة الكهرباء ؟














المزيد.....

أين نحن من أزمة الكهرباء ؟


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكهرباء كما الماء والهواء ، من ضرورات ديمومة الحياة الإنسانية، فهي تلعب دور الدم في الشرايين وهنا تظهر أهميتها و تكمن آفة انعدامها، خصوصا في بلد مثل العراق حيث درجات الحرارة تتجاوز الخمسين مئوية أيام فصل الصيف الطويل .
بعد مرور حوالي قرن على دخول الكهرباء الى العراق والى يومنا هذا ، لازال البلد يعاني من ازمة مستفحلة لا وجود لبوادر حلها ليس فقط على المدى القريب، بل وحتى على المدى البعيد، في ظل سلطة الأحزاب الطائفية والقومية . جائحة كورونا جاءت لتزيد من شدة وطأتها وهو ما حدى بالناشطين الى اطلاق وسم #العراق_بدون_كهرباء الذي تصدر مواقع التواصل الاجتماعي ، وأتهم من خلاله المستخدمون الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ 2003 بـ"التقصير والفساد".
جذور هذه الزمة تعود الى أيام حكم نظام صدام وايام الحصار الاقتصادي آنذاك، ولكن تفاقم هذه الازمة واستفحالها جاء بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ومجيء سلطة حيتان الفساد الى سدة الحكم .
منذ ذلك الحين، لم تأتي حكومة إلا وتعهدت بتوفير الكهرباء ووضعها في سلم الأولويات، فالوعود الانتخابية لمافيات الفساد بخصوص الكهرباء حدث ولا حرج ، وعلى سبيل المثال ما صرح به حسين الشهرستاني لفضائية العراقية ، أثناء وجوده كوزير للطاقة في حكومة نوري المالكي الثانية ، وأرادت (صفحة بي بي سي عربي يوم 20 / 5 / 2020) تذكير العراقيين بها قوله :
بحدود نهاية 2013 ستكون الطاقة الكهربائية متوفرة في العراق وتسد حاجة المواطن بالكامل، لا بل وحتى ربما يتم تصديرها، لان الكهرباء ليست كالنفط لا يمكن تخزينها وان أسعار بيعها لا باس بها !!( 1)
نحن اليوم أمام أزمة سياسية بامتياز تسمى أزمة الكهرباء ، فايران التي تزود العراق لا فقط بالطاقة الكهربائية، وانما حتى بقسم كبير من الغاز المستعمل لتشغيل محطات توليد الطاقة ، مقابل مليارات الدولارات ومنذ سنوات، لذا تسعى عبر وكلاءها ،الى بقاء هذه الازمة على حالها وبقاء معاناة العراقيين من نقص الكهرباء وذلك لأن هذه القضية أصبحت ورقة ضغط بيدها ، تستخدمها عبر مؤيّديها في العملية السياسية، لتبقى ممسكة بهذه الورقة الحساسة بغية استخدامها حين تشعر ان مصالحها باتت مهددة.
أما أمريكا، فقد دخلت بشريكاتها لأهم قطاعين في العراق وهما الكهرباء والنفط، وحصلت شركة (جنرال الكتريك) منذ عام 2003 على 3 عقود رئيسية لسد عجز الكهرباء، بالإضافة الى القروض الأميركية التي بلغت 525 مليون دولار، علاوة على أربعة مليارات أخرى سيتم الاتفاق عليها للسيطرة على قطاع الكهرباء، ولكنها فشلت وتقاعست بإنهاء أزمة هذه الازمة، وعندما توجه العراق إلى (شركة سيمنز) الألمانية لإنهاء العجز، كما تدعي الحكومة طبعا، تدخل ترامب بشكل مباشر وأوقف العقد حسب ما ذكرته صفحة بي بي سي عربي 20 / 5 / 2020 في معرض تسليطها الضوء على واقع الكهرباء في العراق .
وسط هذه الأجواء، يلعب الفساد دوره في استفحال هذه الازمة ويدخل فيها كعنصر فاعل ومؤثر، وحسب وكالة ( يقين ) للانباء، فان العراق، ومنذ عام 2003 ولحد الآن أنفق 60 مليار دولار في قطاع الكهرباء . احتل العراق المرتبة 168 عالميا ضمن الدول الخمسة الأكثر فسادا في العالم، بحسب منظمة الشفافية الدولية في تقريرها الصادر عام 2018.
ان أي توقع من هذه الزمرة الطائفية القومية الفاسدة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ومنها حل ازمة الكهرباء، ليس سوى خيال وسراب . انتفاضة تشرين، في مسيرتها ورغم توقفها النسبي بسبب جائحة كورونا، انطلقت لاسقاط هذه السلطة بكل مؤسساتها لذا فحل معضلة الكهرباء الى جانب المعضلات الأخرى مرهون فقط باسقاط هذه السلطة وتأسيس سلطة المجالس الجماهيرية الثورية بدلا منها .
-----------------------------------------------------------------
(1)حسب تحقيق أجراه موقعا "فبرفاكس ميديا" و"هافنتغون بوست"، ونشر الأربعاء 30 مارس/آذار 2016، فان حسين الشهرستاني ، من الأسماء البارزة في العراق ذات العلاقة المباشرة بفضيحة فساد كبرى.



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ، نظرةٌ من الداخل !
- هل سيتكرر السيناريو السوري في ليبيا !؟
- بين هدم التماثيل وصنع التماثيل !
- أمريكا ليست بيضاء كما يريدها ترامب !
- التوحش ضد المرأة يزداد ضراوة !
- إقليم كوردستان ، من سيدفع الثمن ؟
- طفح الكيل وبلغ السيل الزُبى!
- سيبقى الأول من آيار يوما مفتوحا !
- نحو إنطلاقة جديدة لانتفاضة أكتوبر !
- مصطفى الكاظمي، لُعبةٌ أم لاعبْ ؟!
- تأملات الاعلام البرجوازي لمرحلة ما بعد كورونا !
- بين الموت بكورونا أو الموت جوعا هناك خيار ثالث !
- لنرفع القبعة للكوادر الطبية!
- الرأسمالية تترنح، آن أوان رحيلها!
- وباء كورونا وَحَّدَ العالم وفَرَّقَ المسلمين!
- حقائق يؤكدها فايروس كورونا !
- كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!
- عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!
- كورونا تحقق المساواة، ولكن بطريقتها الخاصة!
- عام مميز للمرأة في العراق !


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - أين نحن من أزمة الكهرباء ؟