عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
جندي إسرائيلي واحد ثمنه حكام الدول العربية مجتمعة , بما في ذلك إخوانهم مجتمعين وأخوان الأردن وسيدهم الزرقاوي , وأخوان ( حماس ) وسيدهم البعثاوي , وأخوان مصر وملهمهم البناوي وأخوان سوريا , ومعلمهم , اليوسفاوي , والعطراوي , وأخوان السعودية والوهباوي , وتمشي القائمة إلى, الا نهاية , من جموع الأخوان , والأخوان هم جمع أخ , والأخ هي من الآخ , والآخ تعني الألم والتوجع , وفي هذا الزمن الرديء إذا ما رحم الله المرء من أخيه أبن أمه وأبيه , يكون حظّه ُ في السعود , خاصة وأن الأنظمة العصاباواتية فرقت الوالد والمولود , ففي الأسرة الواحدة , أصبح الذي يسود هو قانون الأهل الأعداء , لأن الانتهازية أصبحت تجري بدماء الجميع, لماذا ؟ لأن في الأسرة الواحدة , في عالمنا الانتهازي أصبح الأهل هذا مخبر , والآخر حرامي متجبر , والثالث أخواني مكفر , أمّا الصادق الذي يحترم نفسه , أو بُلي بالكتابة , وكان أخلاقياً مع ذاته , فهو منبوذ من الجميع , لماذا ببساطة لأنه يعرف عوراتهم جميعاً , ولأنه لا يملك لا مالاً ولا حلالاً , ولا يتزلف لهذا المسؤول المنافق أو ذاك , وبذلك يكون خطراً على أمنهم وسلامتهم جميعاً , حتى لو كان سلاحه قلماً مكسوراً ( مثل برنامج قلم رصاص ) الذي يقدمه ( قنديل ) لقناة دبي الخليجية , ويظل السؤال هو ماذا يريد الأخوان المسلمون في العالم العربي , فهم مع بن لادن , ومع الزرقاوي , وغيرهما مما إ زرقّ دمهم حتى أصبح لا يجيد سوى الموت بأبشع صوره وأشكاله , أما أخوان الأردن فهم أكثر صدقاً مع ذواتهم , وإخلاصاً لعالم الجريمة المنظم , فهم يساهمون في عزاء سيدهم الزرقاوي اللعين , بل يفتون له بالمجاهد الشهيد , على مسمع من كل الأردنيين , الذين قتلوا في تفجيرات الفنادق بعمان , وعلى رأسهم شهيد الفن والمدافع عن العالم والحقيقة المخرج العالمي – مصطفى العقاد – وابنته , هؤلاء الإرهابيون الذين حولوا العرس , إلى عرس للدم وتلذذوا بشظايا الأجساد المتناثرة , ثم جاؤوا بعد مقتل سيدهم الأزعر الزرقاوي , لينصبوا بيوت عزاء , بجانب أهل الموتى الأبرياء , ويدعون أنهم يمثلون الإيمان وهم أخوان للمسلمين , ماذا يريد المسلمين أكثر من هكذا هراطقة يكفرونهم بدينهم , أم أنهم مجموعة من المرضى المجانين,الذين يجب أن يعرضوا أنفسهم إلى أطباء نفسانيين, في أحسن الحالات , ثم كيف لعاقل أو أخلاقي , أو موضوعي من أن يؤسس حزباً طائفياً , ويريد من الناس أن يؤمنوا بحزبه , وإلا كفرهم جميعاً , والحزب أي حزب طائفي هو حزب تكفيري, بحكم نظامه الداخلي , ودستوره الفئوي هذا إذا كان له دستوراً غير الكره , والجهل وضيق الأفق , وكأن الله نصبهم أولياء على الناس جميعاً , بل كيف لعاقل أن يجعل نفسه يفكر كما يفكر الله في أمور الدين والدنيا , أيّ تعالي على الناس واستصغار لعقولهم ثم أي دين , وأي علم , وأي ثقافة , جلبها الزرقاوي ومن على شاكلته لأهل العراق , هل ثقافة الذبح بالسكين على مرآة ومسمع أطفال العراق , وأطفال العالم , هي التي تمثل الدين الذي يريده الزرقاوي , ومن على شاكلته من الوهابيين , وهمج الأخوان المسلمين , أم أن هؤلاء يريدون أن ُيفهموا العالم, أننا شعوب لا تجيد سوى القتل , والتفجير والموت , بدلاً من العلم والرقي والحضارة , ثم أين مشاريع الحضارة والثقافة والعلم عند هؤلاء , ثم أين الأموال الهائلة والطائلة التي أنتجها نفطهم الكريه , ثم ألم يكونوا من أكثر المتلصقين بأذناب أسيادهم الحكام الطغاة , ثم من منهم الذي بنى مصنعاً , أو فكر أن يكون من الذين يخدمون شعوبهم بالأموال, الطائلة التي يملكون , والتي لايضخونها إلا إلى الحرب في أفغانستان, لمحاربة الكفار , وفي العراق لذبح الشعب العراقي وخلق الفتنة , وفي أماكن مختلفة من العالم نصرة لما يتوهمون أنه نصرة للدين , وشعوبهم تبحث عن رغيف الخبز , كل الأحزاب العرقية , والطائفية, ليس لها دين , دينها الذين يضخون لها المال, ليتحولوا أسياداً على طوائفهم , ويستأجرون أنصاف الأميين ليحرضوا ,الغرائز عند بسطاء الناس , ويجمعونهم على طريقة القطيع , مرة تحاورت مع إرهابي – فهو كان معجب بجرأتي في الحديث , لأنني كنت دائماً أصَغِّره في الحوار , فقلت له ما هو حكم الذي لا يؤمن بمفاهيمكم , قال لي وبالحرف الواحد : أنت مثلاً نمهلك ثلاثة أيام وإذا لم تستجب نقتلك, قلت له : ما هو حكمكم في قتلي , قال : هذا الشيء يوجد فيه فتوى فضحكت وقلت له , طز فيكم وفي هكذا فتوى , فغضب مني غضباً شديداً ولم يكلمني بعد ذلك , فتأملوا على هكذا أناس يريدون أن يصبحوا حكام أوطانهم , ألا بئس الحكام , وبئس الأوطان , التي أنتجت لنا هكذا مفاهيم , ثم بعد احتجاز جماعة حماس في فلسطين لجندي إسرائيلي واحد , حيث قلبت إسرائيل ظهر المجن , على السلطة الفلسطينية , وحكومتها المبجلة حماس, ألا يعني ذلك , أن كل البلدان العربية , وسياستها الخاطئة , وكل الأخوان غير المسلمين , وعلى رأسهم , أخوان فلسطين , ألا يعني ذلك أنهم كلّهم مجتمعين , ثمنهم لا يساوي جندياً واحداً في الدولة الإسرائيلية , إذاً كفا كذباً ونفاقاً وتوريطاً لشعوبكم , في المآسي , والموت , والقهر , والذل الذي جلبتموه بمفاهيمكم, لهذه الشعوب , أيها الأخوان , أيها الطوائف , أيها الحكام الطغاة البغاث , أيها المتحمسون في حماس يا جلاب الشر إلى بلادهم ,ألا تأخذون العبرة من العظيم (غاندي ) الذي حرر بلاده , والتي هي بحجم قارة بالنسبة لبلدكم , من الاستعمار عندما كان يستخدم الحكمة ليس للحفاظ على أرواح شعبه فقط بل ليكون رمزاً ومخلصاً , بل مسيح هذا الزمان , انكشفت اللعبة , إذ ذهبت السكرة , وجاءت الفكرة , ألا تستطيعون أن تتحملوا مسؤولية جندي إسرائيلي اختطفتموه , وتتحدوا العدو الإسرائيلي , أم أنكم مجرد لعبة سياسية بيد أناس خارج حدود فلسطين , لا تتعبوا أنفسكم فالفكر الأخواني ليس ضد حامليه فقط, بل هو ضد منطق الحياة , وأنا هنا أكبر من أن أدافع عن أي نظام عربي , أو سلطوي أو فئوي , لأن جميعهم مصيرهم في مزابل التاريخ , رغم أنهم حولوا شعوبهم إلى مسخ , بل أريد أن أقول أن الذي لا يمشي مع ركب الحضارة وفق ظروفه الذاتية والموضوعية آخذاً بعين الاعتبار ما وصلت إليه البشرية من علوم , فهو هالك لا محالة , ثم لماذا أنهوا ثورة الحجارة , إلىا ما سموه حرب المسدسات , ثم السؤال الأكثر أهمية , إذا كان الإنسان خليفة الله في الأرض , هل يرضى الله بالذي يفعله خليفته في الأرض ؟
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟