أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من كتاب لونكريك















المزيد.....

كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من كتاب لونكريك


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من الترجمة العربية لكتاب ستيفن هيمسلي لونكريك "أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث". تعريف بالكتاب والكاتب والموضوع: لا نعرف إلا القليل جدا عن العراق بعد سنة 1500م، وهذا القليل متشظي وغامض ومضطرب ومقروء بطرق مختلفة. أما المصادر والمراجع في هذا الصدد فهي نادرة ندرة شديدة، ولعل واحدا من أهمها هذا الكتاب للبريطاني لونكريك، وقد كتبه سنة 1925حين كان موظفا وضابطا استعماريا برتبة عميد في العراق أتيحت له فرصة واسعة للحصول على كمية كبيرة من المراجع والوثائق القديمة.
*قراءة هذا الكتاب ستكون مفيدة غاية الفائدة، إنما سيكون من الأفيد أن تكون قراءة حذرة جدا؛ فالمؤلف، وإنْ كان يزود قراءه بمعلومات غنية وثمينة كثيرة، ولكنه يخلطها غالبا باستنتاجاته الشخصية الاستعمارية أو بمعلومات ثانوية ويعطيها الأولية، وهو في ذلك يصدر عن عقليته الأورومركزية والاستشراقية الغربية، وإنْ كان يفعل ذلك بطريقة أخف وطأة من كتاب غربيين كثر وحتى من توابعهم العراقيين لأنه يحافظ على بعض السوية الموضوعية في السرد التاريخي الموثق في مواضع كثيرة من الكتاب.
*أعتقد أن الفصل الأول من الكتاب الذي يحمل عنوان "العراق والفتح التركي - البلاد في 1500: العروق والمجتمع" من أهم فصول الكتاب من الناحية المعلوماتية. إنه وصف جغرافي ومجتمعي وعمراني مفصل ونادر المثيل لعراق القرن السادس عشر، حين لم يبق من العراق العباسي الزاهر - حين كان المسافر المنطلق من جنوب العراق إلى بلاد الشام، كما تخبرنا كتب التراث القديم، لا يكاد يحتاج إلى زوادة طعام يحملها معه لأنه يحصل على طعامه وشرابه من القرى المتصلة على امتداد الفرات وصولا إلى الشام - لم يبق منه الشيء الكثير. فالمدينة الوحيدة التي مُصِّرت على نهر الغراف في قلب السهل الرسوبي السومري القديم هي مدينة الحي، وكان هذا النهر يسمى باسمها أحيانا "شط الحي"، أما القرى والبلدات الصغيرة التي تظهر وتختفي فكان السهل يكتظ بها، وربما كانت تؤوي غالبية سكان البلاد. وغربا، باتجاه بلاد الشام، فلم تكن هناك من مدن جنوبا سوى مدينتي البصرة والحلة التي يصفها بالبلدة العظيمة الآهلة بالسكان / ص23، ومدينة الرمادي شمالها الغربي وعانة "عنت" القديمة في هيئة قرية صغيرة وقد غمرت بالمياه وزالت من الوجود في القرن العشرين خلال إنشاء سد حديثة وبنيت مدينة أخرى جديدة تحمل اسمها الآن.
**أما شرقا، باتجاه الشمال، وعلى امتداد دجلة، فالوضع أكثر مأساوية وخواءً سكانيا، ويكتب لونكريك (ومن قبتي الكاظم وأبي حنيفة - ببغداد - وإلى حمام العليل، ينبوع الموصل، لم يكن المسافر ليمر ببلدات كثيرة سوى السميكة، الواقعة على نهر الدجيل، وسامراء وتكريت... ص15). ويؤكد المؤلف أن هذا الواقع السكاني والمجتمعي ظل قائما "حتى آخر القرن التاسع عشر / ص 23".
وبخصوص ما يسميه لونكريك "العروق والمجتمع" قد يتفاجأ بعض المتأثرين بالقراءات الاستشراقية الغربية المشككة بالهوية الحضارية العربية للعراق من الحقيقة التالية التي ينقلها المؤلف عن وثائقه القديمة ومشاهداته الشخصية في بداية القرن العشرين عن التركيبة المجتمعية السكانية العراقية فهو يقول (كانت سهول العراق محفوفة، على هذه الشاكلة ببلدان تختلف عنها كل الاختلاف بوجه أرضها وسكانها. ونظرة واحدة ننظرها إلى العرب الخلص من بدو بادية الشام وسكان شواطئ الخليج، وإلى اللر والكور - لا أدري إن كان يقصد بالكور جمع كورة أي قرية أم يقصد الكرد التي لم تكن تكتب بالواو في بدايات القرن العشرين بتاتا، ولكني أرجح أنه يقصد الكرد لأنه استعمل عبارة "النواحي الكردية واللرية/ص59" ع.ل- في الشرق والشمال، تؤكد لنا بوضوح سيادة اللغة الواحدة وتناسق الطبيعة في العراق الأصلي. فكانت العربية، في الحقيقة، ينطق بها الجميع من الموصل إلى الكارون (نلاحظ هنا أن لونكريك يعتبر نهر الكارون والأراضي التي يمر بها عراقية. وهو لا يجافي الحقيقة التاريخية التي يؤكدها المثل الشعبي العراقي الحي وذائع الصيت "ماكو ورا عبادان قرية" بمعنى، أن حدود العراق الجنوبية قبل القرن العشرين كانت في الوعي الشعبي تمتد إلى عبادان التابعة هي والكارون لإيران اليوم. ع.ل). وكانت الأنهار تربط الشمال بالجنوب. غير أن التناسق الظاهري في الدم والديانة ووحدة المجتمع كان يضم اختلافات مفعمة بالمعنى. ص20). ورغم هذه المعطيات والمعلومات التي تؤكد الهوية الحضارية للعراق بلدا ومجتمعا وكونها عربية إسلامية، ولكن المؤلف يعود ليطرح استنتاجا يعاكس مقدماته فيقول (فلم يكن العراق بلدا واحدا من الوجهة العنصرية)، علماً، أن الوحدة العرقية أو الصفاء العنصري لم يقل به أحد، ولم يدافع عنه مدافع، فهو مجرد وهم لا طائل تحته في العصر الحديث. ولكن الهوية العربية للعراق لا ينفيها وجود أقليات قومية من الكرد والتركمان والكلدان والآشوريين والهنود والإيرانيين الذين لا تصل نسبتهم مجتمعين وحتى اليوم إلى أكثر من 15 بالمائة بعد أن اندمجت أو رحلت بعض هذه الجاليات وخصوصا الهنود والإيرانيين. فلماذا يحاول لونكريك وتلامذته المعاصرون والمشتغلون في مؤسسات الاحتلال الأميركي كمجموعة كروكر سيئة الصيت، الشطب على هذه الهوية العراقية العربية وتشويهها والترويج لعراق ثنائي القومية أو متعدد القوميات؟
لقد نجح، الحليف الأقرب والأخطر للاحتلال الأميركي، زعيم مليشيات "الاتحاد الوطني الكردستاني" جلال الطالباني، وبدعم أميركي، في فرض هذه المقولة سياسيا ودستوريا على حلفائه الساسة الشيعة العرب أيام كتابة الدستور العراقي الاحتلالي في عهد الحاكم الأميركي بول بريمر، ولكن ذلك النجاح لن يكون الكلمة الفصل والأخيرة لأنها كلمة متغلبين بقوة الاحتلال الأجنبي وستزول بزوالها وزوال نظام حكمهم المكوناتي التابع. ونتساءل في هذا السياق: هل كفت إيران عن أن تكون فارسية الهوية علما أن النسبة السكانية للفرس لا تزيد عن النصف إلا قليلا ومثلها دولة تركيا التي لا تزيد نسبة الترك الطورانيين فيها عن الستين بالمائة، والقائمة طويلة وتشمل فرنسا الرومانية الكاثوليكية رغم وجود عشرات الملايين من غير الرومان؟
رابط سهل لتحميل كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث:
https://www.aljawadain.org/book-library-details.php?id=1211&cat=560



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملوا نسختكم من كتاب -التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمير ...
- من قرر قتل الملك وعائلته في 14 تموز؟ 
- رواتب العائلة المالكة وتقييم بريطاني لعبد الإله ونوري السعيد
- لماذا وصف السفير الأميركي 14 تموز بحركة رعاع، وكيف رد عليه ح ...
- حول 14 تموز الفرنسية التي -يقدسها- البعض عمياوي
- حول آيا صوفيا الكنيسة فالمسجد فالمتحف فالمسجد!
- خسائر البريطانيين البشرية والمالية في ثورة العشرين العراقية ...
- لماذا يهاجم برجوازي قومي ضيق الأفق مثل بوتين اشتراكي أممي مث ...
- كارثة أوسلو لا تقل شرا عن كارثة صفقة القرن الترامبية
- ثورة العشرين والإقصاء الطائفي المتبادل
- دفاعا عن الشيخ المقاتل ضاري المحمود وعن ثورة العشرين
- تركيا بدأت المرحلة الأخيرة من تجفيف نهر الفرات وإزالته من ال ...
- كارثة الاقتراض والديون في لبنان اليوم والمكسيك بالأمس والعرا ...
- جهاز مكافحة الإرهاب يداهم أحد الفصائل المليشياوية المسلحة
- انتفاضة تشرين في مواجهة الحزبين الأميركي والإيراني في الحكم
- الزرفي: حاجة أميركا إلى العراق هي واحد بالمائة من حاجة العرا ...
- حملوا نسختكم من الكتاب الأكثر مبيعا في العالم -الاغتيال الاق ...
- وزير سابق: أربع طرق لحل الأزمة المالية تهملها حكومة الكاظمي، ...
- من حصار بوش على العراق إلى حصار ترامب على سوريا!
- ثلاثة رؤساء استقبلوا الوزير الكويتي والمطلوب رأس ميناء الفاو ...


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - كيف كان العراق قبل خمسمائة سنة؟ حملوا نسختكم من كتاب لونكريك