أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جميل النجار - عندنا المخطِطون مُحَنطون














المزيد.....

عندنا المخطِطون مُحَنطون


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 10:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


تختلف أهداف ومرامي التخطيط، في عالمٍ يتسم بالتكتُل والتغيُّر المُتسارع والمُتنامي، من أمةٍ لأخرى أومن تكتُّل لآخر، ففي الوقت الذي تتبنى فيه الدول المتخلفة خُططاً مستوردة؛ قد لا تتفق في الغالب مع ظروفها الخاصة، في ظل مناخات رديئة من التخلف الحضاري وشيوع الجهل والرياء واللامبالاة والأنانية على حساب المصالح العامة؛ سقطت منها في الطريق كل النظم والنظريات الاقتصادية؛ فلم يستفيدوا من الاشتراكية أو الرأسمالية واقتصاديات السوق أو الاقتصاد المختلط ولم ينفعهم التخطيط الإقليمي أو المركزي أو المحلي وخلافه؛ وراحوا يركزون فقط على الاقتصاد الحائر أمام سياسة الانفتاح والسياسات الحمائية والغارق في مستنقع التناقضات المقدسة وعجز موازنة يُغذيها التضخم والاقتراض؛ لتوفير رغيف الخبز؛ بدلا من التركيز أولا على التنمية البشرية وإحداث ثورة ثقافية تنسف – ولو بفوهة البندقية- الأفكار والأيديولوجيات التي تُكرس التواكل والتمييز وتحارب الحداثة والمدنية أو العلمانية والعولمة، وتُرسخ الإرهاب والطائفية التي تغذيها الأديان الجهادية والقوميات المهترئة وأنماط السلوكيات والعادات البالية، والنهوض بالتعليم ليواكب الثورات العلمية والتكنولوجية المتلاحقة؛ حتى يتثنى لنا أن نجد موطيء قدم وسط الزحام القادم في ساحات علوم المستقبل أو ما يعرف اصطلاحاً بـ "العلم العميق". ونكبح جماح الانفجار السكاني؛ الناتج بالأساس عن أفكارها التكاثرية المتَخلِفة، ومكافحة الفقر، الذي يمكن أن يتحول –في ظل محدودية الموارد، والتكاثر السكاني الطُفيلي، والتخطيط المركزي المُحنَّط، الذي يعتمد على السلطة أكثر من اعتماده على قواعد البيانات التفصيلية ومؤشرات الأسواق؛ واستناده على المتوسطات والاتجاهات العامة، واسترشاده بالمبالغات البعيدة عن حقيقة الأوضـــــاع التي لا نرغب في مواجهاتها؛ لتعارضها مع ما نعتقد بأنه واقعي وهو أبعد ما يكون عن الواقع الموضوعي؛ ووقوعه؛ تبعــاً لذلك، أسيراً للبيروقراطية وتبديد الموارد، وهشاشة الهياكل التنظيمية والإدارية وتراخي التشريعات والضوابط، وضعف التمويل والاستثمار، والفقر التكنولوجي، وسُعــــــار الأسعـــــار، والبطالة الصريحة، وعِبء الدين الأجنبي... الخ – كل هذا؛ يمكن أن يُحيل الفقر إلى مجاعةٍ.
والبداية التدريجية تأتي عن طريق تأمين الإنتاج الغذائي بدلاً من استيراده؛ تمهيدا ًللانتقال من مجتمع الاستهلاك الشَرِه إلى مجتمع الاستهلاك المُقْتَصِد ثم مجتمع الإنتـــــاج فالوفــــرة... الخ؛ ولو قامت مثل هذه الدول المتخلفة بمعالجة مشاكلها المزمنة تلك أولاً؛ لربما كانت قد أفلحت في الانعتاق من ربقة تخلفها المُزمن والموجع، ولازالت الأمم المتحدة تحاول - ببرامجها الإنمائية- المساعدة، بتقديم مِنَح الدول المتقدمة، والتي رأت بخبرتها أن لا فائدة تُرتَجى من مثل هذه الدول؛ لاعتمادها على أفكارها ومعتقداتها التي جاوزت عمرها الافتراضي وعفى عليها الزمن وأصابها الجمود؛ فبدأت في تقليص معوناتها، سواء المشروطة منها أو غير المشروطة، واقتصرت شروطها على ضرورة قيام دولنا الفاشلة بالإصلاح والشفافية وتعزيز الديموقراطية وحقوق الإنسان – التي ندعي بجهلٍ مفضوح وساذج بأن الدول الكبرى تُزايد بها علينا أو تتاجر بها على حسابنا ولا نمل من تعليق عجزنا على هذه الشماعة التي اختلقناها لنُبرر فشلنا ونحن نتلكأ في مستنقعات الفساد ونتخبط في حانات الفكر المترنح بفعل التناقضات التراثية الصحراوية التي طغت على أول بذرة حقوق انسان صاغها أجدادنا الفراعنة العظام فأوجدت حضارة متسامحة وراقية منذ فجر التاريخ. في حين نجد الأمم المتقدمة تواصل التخطيط بوعيٍ علمي مُنظم ودَأَبٍ لا يَكَل؛ لصيانة مواردها، وبعقلانيتهم وكفاحهم قد جعلوا منها (أي الموارد) شيئاً تتضاءل أهميته النسبية؛ لتخليقهم بدائل من المواد المُصَنَّعة Man-Made، ولا يملون من تقليب الأوضاع؛ لتقييم عنصر الكفـــــاءة و" مدى الفاعلية" وإعادة تنظيم المنظومة الحضارية وتحديثها برمتها وتحديث التوطن الصناعي بالصناعات غير التقليدية وتدشين التوطن الصناعي الأحدث للمواد ما دون الذرية والنانو تكنولوجي المستقبلي؛ وذلك من خلال التوعية بالمزيد من أهمية المعرفة العلمية في الإنتاجScience Knowledge Intensive ، وتوسيع مناطق الترويح والسياحة؛ لمزيدٍ من إسعاد مواطنيها بعد أن تشبعوا بالرفاه، في ظل نسائم العقلانية والموضوعية و" فقه الأولويات".



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الكامات- تحكم الأرض
- أنا والأنا
- تأملاتٌ فكرية حيرى بين التقدمية والرجعية
- تعرف على طبيعة فِكرك
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...
- صعود أسعار النفط بعد بيانات مخزونات الخام الأمريكية
- وظائف جانبية لكسب المال من المنزل في عام 2024
- بلينكن يحث الصين على توفير فرص متكافئة للشركات الأميركية
- أرباح بنك الإمارات دبي الوطني ترتفع 12% في الربع الأول
- ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف في 2024
- مشروع قطري-جزائري لإنتاج الحليب في الجزائر بـ3.5 مليار دولار ...
- -تيك توك- تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - جميل النجار - عندنا المخطِطون مُحَنطون