أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - احمد هاشم الحبوبي - الإعلام العراقي يفتح ملف المنافذ الحدودية مع الإقليم















المزيد.....

الإعلام العراقي يفتح ملف المنافذ الحدودية مع الإقليم


احمد هاشم الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 14:42
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


ألحقَ الاحتلال الأمريكي – البريطاني أضراراً فادحة في الحياة والجماد. كأنه يوم قيامة مصغَّر. وكان يمكن اصلاح الأضرار لو توفرت قيادة سياسية كفوءة. ولكن للأسف، فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وكل حكومة أسوأ من سابقتها. وحكومات 2003 ليست استثناء. ربما هي استثناء في الكم الهائل من العجز والسفاهة وعدم الأهلية الذي اشتملت عليه.

توالت على العراقيين المصائب والمعاناة والحرمان، حتى انتهينا إلى دولة مدينة تتصدق عليها بقية الدول بعد ان بلغت نسبة العراقيين الذين يعيشون تحت الفقر الثلاثين بالمئة، يتركز أغلبهم في المحافظات الوسطى والجنوبية المنتجة للنفط. وسبب ذلك هو اهمال القيادة السياسية لمبدأ العدالة في توزيع الموارد بين أبناء الشعب، وفساد الإدارة المستشري الذي أتى على القليل الذي وصل إلى تلك المحافظات.

لقد حابى كل رؤساء الحكومات السابقين إقليم كردستان فقبلوا على أنفسهم، دون وجل، أن يقتطعوا من حصة العراق العربي ليغدقوا بها على إقليم كردستان. إن عادل عبد المهدي أحد أبرز الأمثلة على التخاذل والتآمر على مصلحة العراق الكبير لصالح الإقليم. فإضافة لمحاباته وتفضيله مصلحة الأسر المتحكمة بالإقليم على حساب مواطني الإقليم والمحافظات الأخرى، فإنه هدم كل ما فعله حيدر العبادي، رئيس الوزراء الذي سبقه، فيما يتعلق بتصويب العلاقة بين العراق الكبير والإقليم. دون أن ننسى إياد علاوي، صاحب سنّة تخصيص17 ٪ من ميزانية البلد للإقليم خلافاً للتعداد السكاني، فصارت بعده سُنّة سيئة سيحمل وزرها ووزر من عمل بها من بعده. أما نوري المالكي فهو الذي رسّخ وفاقم هذا الاجحاف؛ أقواله لم تطابق أفعاله على مدى ثمانية أعوام. يطلق التهديد تلو التهديد في العلن، وخلف الكواليس يوقع لمسعود برزاني على بياض. ليصدق عليه المثل «اسمع كلامك أصدقك... أرى أمورك اتعجب». وليس من الانصاف أن اشمل مصطفى الكاظمي وهو لم يكمل مئة يوم في منصبه بعد. ولا بد من التذكير بأن باكورة قراراته كان تحويل 400 مليار دينار للإقليم، على أن لا يتبع ذلك أي تحويل قبل تدقيق حسابات واردات الإقليم.

إن مثل هكذا قادة سفهاء يتآمرون على أكثر من 87 ٪ من شعبهم، ومجلس نواب مرتزق لا يخرج عن إرادة «اللات وعزى وهبل»، تستوجب وجود إعلاميين شجعان ومنابر إعلامية رصينة تغلِّب مصلحة الوطن. ويمكن ملاحظة ذلك في قنوات «العراقية» و«الشرقية» و«دجلة». فنحن نشهد برامج بعيدة عن الصراخ وكيل الاتهامات، بل عبر الوقائع والحجج المهنية. يحدث هذا بالرغم من سعي إدارة الإقليم لإسكات كل الأصوات المعترضة، سواء عبر شراء الذمم أو التحييد أو التهديد [1].
أما كيف ومتى ولماذا حصل هذا التطور في الأداء الإعلامي، فلعدة أسباب، أهمها:

• الأزمة الاقتصادية الحادة بسبب انخفاض أسعار النفط وسعي الدولة لتأمين موارد مالية إضافية.

• لجوء أغلب الوزراء الجدد المعينين في حكومة مصطفى الكاظمي لطرح تجاوزات الإقليم وامتناعه عن إيجاد حلول للمشاكل العالقة. لم يبث الوزراء الجدد شكاواهم بالقلم العريض، لكن الرسالة وصلت. إن اختيار مدير مهني من داخل الوزارة لتولي شؤونها آتى أكله. وهذا يحسب لمصطفى الكاظمي. لم يصرّح الأخير بشيء عن «نفط الإقليم» و«المنافذ الحدودية»، لكن وزراءه يقومون بالمهمة عبر خلال وسائل الإعلام. وقد بدأت الحكومة بتركيز جهودها على ملف «المنافذ الحدودية» في القسم العربي. فصرنا نسمع عن إرادة رسمية بأتمتة المنافذ وازاحة الموظفين الفاسدين الذين اثروا على حساب المال العام.

• تصدي وجوه إعلامية جريئة ومقتدرة في عدة قنوات عراقية لهذا الملف. اذكر منهم أحمد العذاري وحيدر زوير في «قناة العراقية الفضائية»، ليث الجزائري في «قناة دجلة». ليضافوا إلى نبيل جاسم في «قناة الشرقية» صاحب الريادة في هذا الشأن (قبل أن يتبوأ منصب رئيس شبكة الإعلام العراقي). لقد تمكن هؤلاء الإعلاميون (وآخرين فاتني ذكرهم) من استثمار فسحة الحرية الموجودة وبدأوا يلفتون الرأي العام لقرصنة الإقليم ومقدار الحيف الواقع على الغالبية الساحقة بسبب سفاهة القيادة وفساد الإدارة وتخاذل مجلس النواب كما ذكرتُ قبل قليل. إنّ الجهد الذي يبذله الإعلاميون يستحق التنويه والثناء.

ليس من الإنصاف أن نلقي الفشل الذي يعيشه العراق العربي على الإقليم. لكن لكي تنجح الحكومة الحالية في «إعمار ما دمره الأشرار»، لا بد لذلك أن يترافق مع إصلاح السلوك الجائر والشائن لإدارة الإقليم. فمثلاً؛ لا يمكن جني منافع الإصلاح في قطاع «المنافذ الحدودية» إذا لم يطبق الإقليم نفس السياقات المتبعة في منافذه. لأن تطبيق القانون في المنافذ العربية سيدفع المستوردين نحو ادخال بضائعهم عبر المنافذ الكردية التي تتقاضى رسوماً أقل. إضافة إلى وجوب إلزام الإقليم بتسليم واردات منافذه إلى الخزينة المركزية باعتبارها واردات اتحادية.

بيّن كاظم العقابي رئيس هيئة المنافذ الحدودية السابق (منذ 1/8/2017 لغاية 13/2/2020) في لقاء مع ليث الجزائري في 15 حزيران 2020 في برنامج «نفس عميق» أن وزارة المالية رفضت عدة طلبات رسمية منه لإجراء عملية مكننة المنافذ الحدودية في الجزء العربي من العراق من خلال الاستثمار. كل هذا حصل في فترة تولي فؤاد حسين لوزارة المالية. وهو مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني في حكومة عادل عبد المهدي. ويقدر العقابي الواردات المالية التي يمكن تحققيها من منافذ الإقليم بخمسة مليار دولار سنوياً. أغلبها يمكن تحصيله من البضائع الواردة عبر منفذ «إبراهيم الخليل»، أكبر المنافذ الحدودية العراقية. ولم يدخل دولار واحد منها إلى الخزينة المركزية [1].

سلوك فؤاد حسين يذكرني بما لمّح اليه وزير الموارد المائية مهدي رشيد الحمداني مع نبيل جاسم في برنامج أقصر الطرق، إلى أن الوزارة ممثلة بوزيرها عبد اللطيف جمال رشيد (2003-2011) كانت تقف حجر عثرة أمام إنشاء سدود جديدة [2]. يبدو أن بعض الوزراء الذين يمثلون الأحزاب الكردية في الحكومات الاتحادية يستغلون مناصبهم لإعاقة أية مشروع فيه نفع عام.

الكارثة الأكبر والأخطر أن منافذ الإقليم لا تلتزم قوانين حماية المنتج المحلي [= الرزنامة الزراعية]، حيث تسمح باستيراد منتجات زراعية محظور استيرادها في فترة الوفرة المحلية. الأمر الذي يتسبب بإغراق السوق العراقي بالمحاصيل الزراعية والحيوانية (كبيض المائدة والأسماك) الواردة من دول الجوار بما يلحق ضرراً كبيراً بالمزارع العراقي، فيمتنع عن الزراعة والتربية في المواسم اللاحقة. وقد عزا العقابي ذلك إلى «ضعف سيادة القانون». يقول العقابي أن وزير مالية الإقليم أخبره بأنه «غير ملزم بتطبيق الرزنامة الزراعية التي تصدرها الحكومة الاتحادية. ما يهمني هو مواطن الإقليم» [1].

لم ينفِ كاظم العقابي حصول خروقات في المنافذ الخاضعة للحكومة الاتحادية. إلا أنها محدودة لا تؤثر على الرزنامة الزراعية. ويضيف العقابي أن الأكراد لا يفكرون بمنطق «البلد الواحد» وأنهم ماهرون في التسويف والتملص من تنفيذ الاتفاقات المعقودة معهم [1].
ليس المنتجات الزراعية وحدها التي تهربها إدارة الإقليم للعراق العربي [= الجزء العربي من العراق]. فهي تهرّب سعات الانترنت للداخل العراقي عبر أبراج وقابلوات ضوئية تمتد بشكل غير قانوني (خارج النافذة الحكومية) من الإقليم إلى محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى، مسببة خسائر للدولة بنحو خمسة مليون دولار شهرياً، إضافة للمخاطر الأمنية الناتجة عن ادخال حزم اتصالات لا تخضع لرقابة الجهات الحكومية المعنية.

أما ملف النفط، فالحديث عنه يطول. وقد تحدثت عن بعض هذا الملف في مقال سابق بعنوان «نفط الإقليم والحكومة المركزية المتخاذلة» [3]. فقط أود أن أشير إلى ان وزير النفط احسان عبد الجبار بيّن أن الوزارة طلبت من إدارة الإقليم الالتزام بمحددات «أوبك» والاكتفاء بتصدير 370 ألف برميل يومياً. وقد تملص الوزير عن ذكر كمية المصدرة سابقاً وحين اللقاء. ولكنه بين أن النفط الذي يصدره الإقليم يخصم من حصة العراق التصديرية المتفق عليها مع «أوبك» [4]. الأمر الذي يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد العراقي الممول بواردات بيع النفط حصراً.

إنّ العقلية التي تدير بها إدارة الإقليم علاقتها مع الحكومة الاتحادية ليست عقلية إقليم في بلد ولا دولة أو شبه دولة مجاورة، بل مجموعة «قچقچية» محتالين خارجين عن القانون احترفوا الاجرام والاحتيال لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب على حساب شريكهم الضعيف في الوطن.

المصادر
[1] موقع يوتيوب. قناة دجلة الفضائية. برنامج نفس عميق. ليث الجزائري. "نفس عميق | الحكومة والمنافذ. اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور 2020-7-14".
https://www.youtube.com/watch?v=Zxae_rYhTdY

[2] موقع يوتيوب. قناة الشرقية. برنامج أقصر الطرق. نبيل جاسم. "وزير الموارد المائية وزير الزراعة وكالة مهدي رشيد الحمداني ضيف حلقة أقصر الطرق مع الدكتور نبيل جاسم". (بعد الدقيقة 48 من اللقاء).
https://www.youtube.com/watch?v=am68FXycTss

[3] أحمد هاشم الحبوبي. "نفط الإقليم والحكومة المركزية المتخاذلة". موقع الحوار المتمدن. 5 آب 2019.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=645662

[4] موقع يوتيوب. قناة الشرقية. برنامج أقصر الطرق. نبيل جاسم. "وزير النفط احسان عبد الجبار ضيف حلقة أقصر الطرق مع نبيل جاسم". 14 حزيران 2020. (بعد الدقيقة 29 من اللقاء).
https://www.youtube.com/watch?v=QeniNTKdp1M



#احمد_هاشم_الحبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدام حسين ومسعود برزاني؛ «من خلّف ما مات»
- تكاليف منح الوحدات السكنية للمشمولين بقانونيْ مؤسسة السجناء ...
- نحو إلغاء تام لتعدد الرواتب والامتيازات المجحفة في قانوني مؤ ...
- المخفي من قانون السجناء السياسيين «قانون رواتب رفحاء»
- أسبوع مقتل قاسم سليماني
- رسالة السيستاني في 29/11/2019، ثمة انقلاب على الأبواب
- حين يكذب رئيس الوزراء
- نفط الإقليم والحكومة المركزية المتخاذلة
- المخبر السري؛ رفيق حميم للحكم الجمهوري
- بندر بن سلطان .. سفير دمار سوريا
- سمسرة وبغاء في بغداد
- أزمة طاقة في محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- معضلة النظافة في مطار بغداد الدولي
- معاناةٌ مِن وإلى مطار بغداد الدولي
- التحصيل الدراسي لرئيس وزراء السويد ستيفان لوفين ورؤساء وزارا ...
- هتك الحرمات في انتخابات العراق
- كمبريدج أنالتيكا في العراق
- صدام حسين ونوري المالكي .. تطابق الحصيلة
- دجلة والفرات في الشِّعْرِ العراقي – قصيدة «يا دجلة الخير» لل ...
- السعودية وإيران ... فِيلان في سوق الفخار


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - احمد هاشم الحبوبي - الإعلام العراقي يفتح ملف المنافذ الحدودية مع الإقليم