أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عامر هشام الصفّار - يا أطباء العراق... الله يكون بعونكم














المزيد.....

يا أطباء العراق... الله يكون بعونكم


عامر هشام الصفّار

الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 02:27
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما نتحدث عن الطبيب العراقي فأنما نقصد الحديث عن مسيرة الصحة في العراق.. لأنه لا صحة لمجتمع اذا كان تواجد الطبيب فيه ناقصاً غير كامل أو بنسبة تقل عن الصحيح عالمياً مما توصي به المنظمات الدولية ( الأحصائيات تقول أن هناك أقل من طبيب واحد لكل ألف مواطن عراقي، بينما النسبة هي 3,5 طبيبا لكل ألف مواطن أردني) ... كما لا صحة لمجتمع يكون فيه الطبيب غير مرتاح يشعر بالغبن والأحباط جراء تفاعل عوامل كثيرة... بل ويشعر بعدم الأمان... وقد مرّت على الطبيب العراقي فترات صعبة عسيرة لم تمّر مثلها على غيره من أطباء العالم.. فقد عانى حاله حال شعبه من حروب وحصارات طويلة عانت فيها الدراسات الطبية الكثير..كما تم أختطاف وأغتيال العشرات من الأطباء الأختصاص في السنوات التي تلت أحتلال بغداد عام 2003 أضافة الى تهجير الكفاءات العراقية وبمختلف أختصاصاتها ومنها الأختصاص الطبي، فصار الآلاف من أطباء العراق من المغتربين الذين يخدمون اليوم في نظم الصحة في أمريكا وبريطانيا ودول أوروبا والخليج العربي وكندا وغيرها من دول العالم الأخرى... حيث يعتبر العراق مقارنة بعدد سكانه من أكثر دول العالم التي تصدّر الأطباء لبقية دول العالم دون رغبة الدولة، بل نتيجة الظرف الطاريء الذي يعيش فيه الطبيب نفسه... كل ذلك كان قبل تفشي وباء فايروس الكورونا أو الكوفيد 19 في بداية هذا العام والذي يهدد اليوم حياة أبناء الشعب في مدن العراق من شمال لجنوبه وبشكل غير مسبوق، حيث لم يكن العراق مؤهلاً لمثل هذه الحالات الطارئة الوبائية... وهو تهديد للطبيب العراقي نفسه الذي يتصدى للمرض اليوم بما يتواجد عنده من مستلزمات غير كافية... فها نحن نسمع عن عشرات الشهداء من الزملاء الأطباء الأستشاريين ممن فقدوا حياتهم بسبب مضاعفات الأصابة بفايروس الكورونا...فرغم أن جائحة الكورونا قد تأخرت في وصولها العراق الاّ أن السلطات العراقية لم توفر ملابس الوقاية اللازمة للأطباء ولم تولي جانب التوعية الصحية لأبناء المجتمع الأهتمام المطلوب، أضافة الى أسباب أخرى تتعلق بحالة النظام الصحي نفسه وبناه التحتية في بغداد وبقية مدن العراق، مما سببّ أصابة أعداد كبيرة من المواطنين بالفايروس بل وأصابة العديد من الأطباء أنفسهم بالكورونا ووفاة ما يقرب من 40 طبيبا وفي مختلف الأختصاصات الطبية في بغداد وبقية محافظات العراق المختلفة، وخاصة منها محافظات جنوب الوطن.
أن العراق اليوم بحاجة الى خطة عمل لكبح جائحة الكورونا والحد من الأصابات من خلال نظام فعال للأختبارات والمتابعة للمصابين وعزلهم عن بقية الناس لفترة معلومة للتقليل وبأسرع وقت ممكن من أنتشار المرض... كما أن هناك حاجة ماسة لتشكيل مجموعة علمية تتابع الجديد في العلاج والوقاية من فايروس الكورونا والعمل على التطبيق في الداخل العراقي، أضافة الى العمل المتواصل لتهيأة المستشفيات المتخصصة لعلاج مرضى الكورونا... وبالتعاون مع المجتمع الدولي ومنظماته ومراكزه العلمية، خاصة وأن هناك العديد من الدول المتقدمة اليوم والتي أصبحت عندها الخبرة اللازمة للتعامل مع الكورونا، من التي قلّت عندها حالات المرض، وخف الضغط على نظامها الصحي، مما يسمح لها بالتواصل مع العراق تعاوناً ومساعدات...
ولابد بعد ذلك من العمل على ستراتيجية للنهوض بالقطاع الصحي العراقي وتخصيص ما يلزم له من أموال، وتحسين بناه التحتية من مستشفيات ومراكز صحية، ومن قوى عاملة طبية وتمريضية وغيرها... وكل ذلك لابد من أن يوجه الأنظار الى الدور الكبير الذي يقع على كاهل الكليات الطبية في البلاد والقائمين عليها من القادة التربويين الأطباء والذين يعملون لأن يكون مستوى خريج كلية الطب العراقية بأفضل ما يجب عليه... ولن ننسى هنا أن نتائج أمتحانات الدراسات العليا للأطباء العراقيين في جامعات العالم وكلياتها كانت دائما في المقدمة دلالة النوعية الممتازة للدراسات الطبية الأولية في كليات طب العراق في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي... كما أدعو للأنتباه الى أهمية عقد مؤتمرات الكفاءات العلمية والطبية العراقية التي في الخارج لتجتمع تحت ظل نخيل الوطن لعدة أيام لتضع الخطة اللازمة بعد نقاش وحوار لما يجب أن يكون عليه دور المغترب الكفوء لخدمة الوطن.. وفي مجالات الخدمات الأجتماعية المختلفة ومنها الخدمات الصحية....
أن أول ما يجب ان يقدمه الشعب والحكومة لطبيب العراق وللعاملين في مجال الصحة اليوم هو الأحترام والتقدير للدور الكبير الذي يقومون به خدمة للناس والوطن... وعليه فلابد من أعتبار كل شخص يقوم بالأعتداء على الأطباء بأنه من المنبوذين أجتماعياً ومن الذين يعاقبهم القانون... أضافة الى أهمية أشاعة ثقافة التكريم حاضرا ومستقبلاً للطبيب العراقي الذي يواصل الليل بالنهار لخدمة الناس والعناية بهم في ظروف صعبة قاسية... والله من وراء القصد..



#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحف لندن ليوم الأحد 19 تموز 2020
- أقرأ في العدد الجديد من المجلة الطبية البريطانية
- صحف لندن ليوم الأربعاء 15 تموز 2020
- قراءة في مجموعة -طربوش جدي- القصصية للقاص ماهر منزلجي
- قصتان قصيرتان جدا..اللوك داون ..
- الكورونا أو فايروس الكوفيد 19 في العراق:
- صحافة لندن ليوم الثلاثاء 23 حزيران 2020
- صحافة لندن ليوم الأحد 21 حزيران 2020
- الأصدقاء.. قصة قصيرة جداً
- رحمهم الله... وماذا بعد؟..
- صحافة لندن ليوم الجمعة 19 حزيران 2020
- صحافة لندن ليوم الأربعاء 17 حزيران 2020
- فايروس الكورونا.. والعوامل الوراثية
- فايروس الكورونا.. والأقليات العرقية في بريطانيا
- صحافة لندن ليومي السبت والأحد 13 و 14 حزيران 2020
- المجهر... قصتان قصيرتان
- أحسنتم يا أطباء العراق..
- صحافة لندن.. وجائحة الكورونا .. الجزء الثالث
- الدكتور سلوان بابان في ذمة الخلود..
- قصص قصيرة جدا: أنا والكورونا


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عامر هشام الصفّار - يا أطباء العراق... الله يكون بعونكم