أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - انما هي نفسية البشر!














المزيد.....

انما هي نفسية البشر!


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 23:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إنما هي دوما نفسية البشر!

دأب البشر على التأويل الخاطئ - حتى- لحقائق علمية واضحة لا لبس فيها. فعبارة "البقاء للأصلح" هي من أكثر العبارات جدلا على مستوى "الفكر العالمي". وأول من صك أو اخترع هذه العبارة هو الفيلسوف وعالم الاجتماع الانجليزي "هربرت سبنسر" (1820- 1903)، منذ ما يزيد عن القرن ونصف. وليس تشارلس داروين عالم الطبيعة والأحياء الانجليزي الأشهر(1809- 1882)؛ كما تعتقد الغالبية. وكان "سبنسر" صاحب رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها، ومؤسس لـ "الداروينية الاجتماعية" الشهيرة، ومن دعاة الفردية/الأنانية.
ويؤمن "الداروينيون الاجتماعيون" بـ "البقاء للأصلح"، والتركيز على فكرة أن بعض الناس يصبحون أقوياء في المجتمع؛ لأنهم الأفضل بالفطرة. وقد استخدمت "الداروينية الاجتماعية" لتبرير الإمبريالية والعنصرية وعلم تحسين النسل وعدم المساواة الاجتماعية في أوقات مختلفة؛ وأفسد مثل هؤلاء العنصريين لغة داروين العلمية البريئة؛ وأخضعوها لتفسيراتهم النفسية والاجتماعية. كما استغلته الطبقة السياسية والاقتصادية (الرأسمالية) في المجتمع الأمريكي (في عصره الذهبي) بمنتهى العنصرية والتحيز في الدفع بالحكومة على ألا تتدخل في مساعدة الفقراء، وروجوا لفكرة أن بعض الأجناس متفوقة بيولوجياً على الآخرين.
كما وقد ساهم هذا المصطلح في ترسيخ عدة مفاهيم أخرى مثل: "الإمبريالية الثقافية"، في الأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع، وعلم الأخلاق، هذه الامبريالية قد فُرضت من قِبل مجتمع يهيمن سياسياً واقتصادياً عادة على جوانب مختلفة من ثقافته الخاصة على مجتمع غير سائد آخر. إنه أمر ثقافي من حيث أن العادات والتقاليد والدين واللغة والمعايير الاجتماعية والأخلاقية والجوانب الأخرى للمجتمع المهيمن تختلف عن الأنظمة الاقتصادية والسياسية التي تشكل المجتمع الآخر، على الرغم من ارتباطهما الوثيق في الغالب. إنها شكل من أشكال الإمبريالية من حيث أن المجتمع المهيمن يوسع بقوة سلطة "أسلوب حياته" على السكان الآخرين إما عن طريق تحويل أو استبدال جوانب من ثقافة المجتمع غير المنتشر. وفي حياةٍ بهذا الشكل؛ النجاح يجب أن يتم انتزاعه. وإلا؛ فسيحصل عليه شخص آخر. فسادت الأنانية والقسوة واللؤم في مثل هذه المجتمعات لفترة من الزمن. ولكن سرعان ما استردت القيم الخيرية والمثل العليا، مثل التعاطف والإيثار والكرم والتعاون، دورها الطبيعي في تطور المجتمعات.
والعبارة لا تشير إلى قوة الكائن الحي أو قدرته العضلية أو "لياقته البدنية" كما قد توحي به مدلولاتها اللغوية؛ في أصلها بالإنجليزية " Survival of the Fittest"؛ فلفظة "the Fittest" تعني السليم/المعافى ومن ثم الأكبر والأقوى والأذكى والملائم بدنياً؛ وهو من يجب أن يفوز. مع أن المقصود بها علمياً: القدرة على "البقاء والتكاثر" من خلال التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة والتزاوج.
مع العلم؛ بأن هذه العبارة – في سياقها التاريخي- هي في الأصل المكافئ اللغوي/الاصطلاحي لعبارة: "الاصطفاء أو الانتقاء الطبيعي"، التي خاف منها داروين في أن تلعب الطبيعة بها دور "الآلهة" في الاصطفاء كما عودتنا عليه أدبياتنا الدينية؛ ووافقه على ذلك التطوري "ألفريد راسل والاس" (1823- 1913).
وبسبب هذا اللغط اقترحت مصطلح آخر أكثر تعبيرا عن المعنى المقصود ويبعد بنا بعيداً عن زلات النفس البشرية وهو: "البقاء حيا" أو "البقاء على قيد الحياة". وهذا ما سيفضله الرجال من العلماء والمفكرين ذوي الفضائل النبيلة، كالتعاطف والشجاعة والتعاون والتراحم بدلا من التنافسية والتزاحم.



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل النجار - انما هي نفسية البشر!