أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بلقمة واحدة ابتلعت الصين إيران ...















المزيد.....

بلقمة واحدة ابتلعت الصين إيران ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ ما يتعامى عنه هو تلك الحقيقة المضيئة التى أشارت على نوع العلاقة التى يعتقد أحد أطرافها بأنها تكاملية ، لكن سرعان ما سيكتشف أنها ابتلاعية وكل ما تحمل ليس إلا بضعة من الجرعات لحماية النظام من السقوط ، فبعد دخول الأمريكان الي العراق 2003م ، توصلوا إلى قناعة بأن المنطقة العربية والإسلامية تحتاج لقوى عالمية لكي يتم السيطرة عليها وبالتالي جاء الرئيس اوباما بفكرة تقاسم المنطقة مع الروس والأوربيين ، وهذا التفاهم ليس بجديد ، بل يعود إلى أيام اجتماع يالطا ، المدينة الواقعة في أوكرانية ، عُقد الاجتماع الثاني قبل شهور قليلة من إستسلام الألمان ، كانوا قد اجتمعوا في طهران قبل عامين من ذلك التاريخ وحدد الاجتماع الثاني كيفية توزيع التركة الألمانية بين الثلاثي الكبار ، أمريكا وروسيا ( السوفيات ) وبريطانيا ، وأنشأوا بعد ذلك ، تجمع أطلق عليه الأمم المتحدة لكي يتحكموا في حياة البشرية وعلى الرغم من أن الروس كان لهم الفضل في زعزعت الجيش ألماني في مناطق شرق أوروبا والتى شهدت مقاومة ألمانية غير مسبوقة ، إلا أن الأمريكان خرجوا من الحرب بنفوذ أوسع وهيمنوا على العقلية البشرية بحكم التكنولوجيا المستدامة والتى حاكت على الدوام النفس البشرية ، لقد قبلت واشنطن بتقسيم ألمانيا وهي تعلم أنها ستتوحد في المستقبل لصالحها ، وبالرغم من بسط الجيش السوفياتي سيطرته حتى حدود بولندا ، لكن مع إنهيار الإتحاد ، تحولت بولندا قاعدة كبيرة لحلف الناتو ، أما التركة الألمانية ، من ثروات ومعدات ، تنازلوا الأمريكان والبريطانيين عنها للسوفيات ، لأنهما أخذوا الأفكار والخبراء .

القوى التى انبثقت عن مؤتمر يالطا انخرطت في مهمات عسكرية متعددة في العالم ، وبالاخص المناطق التى تعتبر إستراتيجية ، فاليوم على سبيل المثال ، روسيا لها وجود ما يقارب 1500 جندي من شركة فاغنز يقاتلون في ليبيا وتعود ملكية هذه الشركة إلى شخصية مقربة من الرئيس بوتين ويعتبر يفغيني بريغوجين من الأشخاص الذين يعتمد عليهم بقيام المهام الصعبة ، ايضاً شركته تقوم بأعمال في مناطق أخرى ، مثل أفغانستان وسوريا واوكرانيا وتعتبر الذراع السري لوزارة الدفاع الروسية ، بل ايضاً قاتلت هذه القوات سابقاً في مولدوفا ، الدولة الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا ، واستطاعت انتزاع منطقة ترانسنيستريا التى تتمركز فيها حتى الآن قوات روسيا ، أما سكانها يطالبون بالالتحاق بالإتحاد الروسي ، ومن جانب آخر ، دعمت موسكو تاريخياً غزو ارمينيا في أذربيجان ، ويعود التوتر هناك بالأخص في منطقة باكو إلى عام 1918م القرن المنصرم ، ودعمت انفصال أبخازيا في جنوب اوسيتيا وجورجيا وضمت جزيرة القرم وتدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا ، بل ذهبت وزارة الدفاع الروسية إلى تأسيس قواعد عسكرية في كل من مولدونا وأرمينيا وحولت القرم إلى قاعدة كبيرة تطل على البحر الأسود ، بالطبع من خلال مساهمتها في القتال في سوريا ، عززت وجودها العسكري ووسعت قواعدها وأنشأت قواعد أخرى حتى وصلت أعداد قواتها إلى 70 ألف جندي وضابط ، وهذا ما تحاول صنعه في ليبيا ، وبالتالي سيتيح هذا الموطئ القدم لها في المستقبل التمدد في شمال أفريقيا وأفريقيا العمق وايضاً تهدف في محاصرة أوروبا الغربية من المنطقة الجنوبية وبالتالي بذلك تكون قد أطبقت سيطرتها على الطاقة التى تغذي أوروبا ، في المقابل تسعى تركيا فعل ما يفعله الروسي في عديد من المناطق التى باتت تتقابل معه في أغلب الميادين .

كان الرئيس أوباما قد أسس إلى سياسة الشراكة الجديدة للصراعات الدولية ، فأصبحت واشنطن تتفرج أكثر مما تصنع ، وهذه الشراكة سمحت إلى قوة أخرى التمدد في أماكن كانت محسومة للأمريكان ، لكن ما جعل الأمريكي العودة إلى إتفاق يالطا ، هو تخوفه من دول بدأت تطل برأسها ، قد تهدد المنتصرين في الحرب العالمية ، وهذا يفسر كيف حاصرت الولايات المتحدة الامريكية ايران ، في المقابل انقضت الصين عليها ، فإتفاق الصيني الإيراني التى أعلنت الأولى عن قيمته ب 400 مليار دولار وسيتم تنفيذه على مدى 25 عاماً ، يُعتبر إحتلال ناعم لأنه سيمكن الشركات الصينية من السيطرة على كافة مناحي الحياة ، مثل البنوك والبنية التحتية والمواصلات والسكسك الحديدية والاتصالات والموانئ ، والموانئ ستكون حكايتها حكاية ، كما أن الإتفاق منح الصين وجود كبير في المصانع العسكرية بل بالأصل الصين كانت هي التى تطورت المنظومة الصاروخية بشكل عام ، وسيمنحها الاتفاق ايضاً التدخل في جهازين الأمن والاستخبارات وبالتالي يعتبر هذا الاتفاق جزء من نفوذ الصين الاقتصادي والاستراتيجي عبر أوراسيا التى أطلقت عليه مسمى حزام واحد طريق واحد وبالتالي الرئيس الصيني الحالي ، استحضر طريق الحرير السابق وأعاد هيكلته من جديد ليكون الأقوى ، لأن الصينيون كانوا قبل 1820م يمتلكون الاقتصاد الأكبر في العالم ، لكن التكنولوجيا والثورات الصناعية أنهت هذا التفوق ، كما أن حصلت الصين من إيران على تمويل نفطي بأسعار مخفضه لسنوات طويلة .

الأخطر من ذلك ، بالتوقيع على هذا الإتفاق ، تكون الصين باشرت في وضع موطئ قدم حديث في الشرق الأوسط ، وعلى مقربة من حقول النفط ، لأنها سيمكنها الاتفاق من بناء موانئ على طول بحر عُمان ، فالجندي الصيني سيصبح متمترس في نقطة استراتيجية يراقب مبدئياً خط الإمدادات النفط والسلع إلى العالم ، بعد ما بنت الصين ميناء في مدينة حيفا إسرائيل ، موقع تجاري وصناعات مشتركة بينهما وايضاً بنت موانئ على طول البحر النهدي وعبدت طريق الحرير عبر باكستان ، إذن باختصار الإتفاق الصيني ، نقل الإيراني من التبعية المتذبذبة لروسيا إلى الصين ، بل حقيقة الإتفاق ، كل ما صنعته الثورة الايراني الخمينية ، نقلت تبعية إيران من واشنطن إلى بكين بعد ما تم استنزاف موارد الجمهورية من البشر والنفط في حروب مجنونة ، أعادت بفضلها المنطقة إلى العصر الحجري وعلى الأخص ، العراق وسوريا ولبنان .

الخلاصة ، من يملك القدرة على تبصر الحقيقة لا يلجأ إلى ظلها ، جميع القوى الدولية أو الاقليمية تحمل مشروعين متكاملين باستثناء العرب ، اقتصادي ووجود عسكري مبني على مصالح الأمني القومي وما بعد القومي ، فعندما تتجه إيران إلى الشرق أو عندما ينادى حسن نصرالله أمين حزب الله في لبنان ، تعالوا نجرب الشرقيين ، أي الصينين ، أو عندما يردد من يسموا أنفسهم بالمقاومين العرب ، بضرورة إقامة تحالف مع الصين كقوة صاعدة في العالم ، يتساءل المرء هنا ، يا ترى ، هل هؤلاء يعرفون حق المعرفة ما هو الفارق بين الرأسمالية الغربية والاشتراكية الشرقية أو النيوليبرالية وحدود التباين والتقارب بينهما ، بالتأكيد لا علم لهم بالفرق ، لأن هذا التخبط بالاتجاهات كان قد وقع به الرئيس عبد الناصر ، بالطبع يعود لعدم إمكانية الدولة العربية ، تبني مشروع يعتمد على الذات كما حصل مع الصين ، وبالتالي لماذا يستغرب البعض ، أن تبتلع الصين بلقمة واحدة إيران أو الأخيرة تُدمر العراق ، فالابتلاعات والتدميرات كثيرة ، طالما المبلوع والمدمر مستسلم ورافض أن يكون مؤهل وحر . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبة الرمل ونقطة النفط ...
- القضية الفلسطينية رهينة سياسات الإدارة الأمريكية ...
- من الخطأ أن لا نعرف حجم مصر ...
- إتفاق السلام بين حركة طالبان وإدارة الرئيس ترمب / يقلب الطاو ...
- ولاية الفقيه بين الصمت المطبق للضربات العسكرية ونشر السموم . ...
- من رحم الاستخبارات إلى عرش القياصرة ...
- المقدم السابق أبو أحمد علي رئيس مجلس الوزراء الحالي ...
- جيش بلا لحمة وشعب بلا خبز ...
- التوازن بين الواقع والحلم ...
- قنبلة أثيوبيا النومئية ...
- أسرلّت الضفة الغربية ...
- الموت مرتين / ما فائدة الرأس فوق الماء ...
- أبراج المعرفة وأبراج المعلومة ...
- الليرتان شتشهدان مزيد من الإنهيار / ترقبوا ...
- نجاحهما سيرسم لنجاحات مستقبلية والعكس صحيح ...
- إذا كان قذف المؤمنات حرام / فكيف إذا كانت المقذوفة أم المؤمن ...
- تحالف المصالح / لبنان نموذج لأرض لم تشهد استقلالاً حقيقياً .
- كيف تحول الأقصى من قيمة إلى ثمن ، يقدر ب 50 مليار دولار ...
- همجية الذباب وهمجية الإنسان ، معارك طاحنة على من هو أكثر همج ...
- نتنياهو العاقل وروهان المجنون ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بلقمة واحدة ابتلعت الصين إيران ...