أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فالح حسون الدراجي - ليلى فائق في ذمة الخلود














المزيد.....

ليلى فائق في ذمة الخلود


فالح حسون الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 07:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نعت أنباء العراق رحيل السيدة ليلى فائق، عن عمر يناهزالرابعة والستين ،
بعد تعرضها لأزمة قلبية ، رافقتها منذ فترة ليست قصيرة ، والراحلة هي
أولاً شقيقة الفنان الرائد يحيى فائق ، وعمة المخرج الدكتورعلاء يحيى
فائق ، وهي أيضاً زوجة النحات العراقي الراحل فخري رشيد النعيمي .
تعد الفقيدة واحدة من أبرزالشخصيات النسوية ، اللائي أنخرطن في صفوف
العمل السياسي الوطني المبكر،بخاصة في مرحلة ثورة الرابع عشرمن تموز
المجيدة،وسنوات النضال التي تلت مرحلة الثورة ، وتحديداً بعد أنقلاب شباط
الأسود ،حيث تعرضت للملاحقة والمطاردة ،مما جعلها تغادرالعراق لوحدها
هاربة الى أيران، ومن ثم الى موسكو، أذ أستطاعت أن تتخلص من مجرمي الحرس القومي بصعوبة بالغة. ولدت الفقيدة في محلة البارودية في بغداد عام
1942 ، أنهت دراستها الأعدادية في ثانوية التجارة في بغداد ، ثم أكملت
مشوارها التعليمي في موسكو بعد هروبها للأتحاد السوفياتي السابق ، وفي عام 1967عادت الى بغداد مع زوجها الفنان النعيمي، الذي عمل أستاذاً لمادة
النحت في معهد الفنون الجميلة ببغداد ، في حين راحت هي لأكمال نشاطها
الوطني، والانساني التحرري ، ولم تغادروطنها العزيز حتى رحيلها المُرفي الحادي والعشرين من حزيران الجاري .
ألتحقت الراحلة ليلى فائق بصفوف الأتحاد العام لطلبة العراق ، وهي في أول
الدراسة الأعدادية ، ثم أتجهت للعمل في صفوف رابطة المرأة العراقية ،
فكانت واحدة من أبرزالناشطات في صفوف هذه المنظمة المناضلة ، كما عملت الراحلة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ، فكانت موضع التقدير والأحترام في جميع المواقع النضالية التي عملت فيها ، ومن الجديربالذكر أن عائلة الفقيدة تحتفظ بكثيرمن الذكريات ، والمواقف النضالية ، والأجتماعية
لهذه الشخصية النبيلة ، ولعل علاقتها الطيبة بزوجة الشهيد الفذ سلام عادل
(السيدة ثمينة ناجي يوسف) وأحتفاظها بالكثيرمن العلاقات الوثيقة بكوكبة من
المناضلات الوطنيات والتقدميات العراقيات ، وغيرالعراقيات ، محط فخر،
وأعتزازأفرادعائلتها،ناهيك عن تواصلها الدائم والدؤوب مع أغلب الفعاليات
والنشاطات الأجتماعية والوطنية في العراق رغم أصابتها بالجلطة القلبية
منذ عشرسنوات تقريباً، ولعل حضورها الملفت في الأنتخابات العراقية، كان واحداً من أهم المشاهد البارزة في تلك الأنتخابات ، بخاصة حين تقدمت من
الدبابة الأمريكية الواقفة قبال دارها فيمنطقة العلوية ببغدادطالبة من الضابط الأمريكي مساعدتها في الوصول الى المركزالأنتخابي ، وأعجاباً من الضابط الأمريكي،وتقديراً منه لحسها الوطني والحضاري،وأصرارها على المشاركة في الأنتخابات رغم ظروفها الصحية الصعبة ، قام بأستدعاء سيارة خاصة لنقلها الى المركزالأنتخابي والمشاركة في الأنتخابات في الوقت المحدد وحين
سألها الضابط المريكي ممازحاً :- لمن ستمنحين صوتك يا سيدتي ؟
أجابته بثقة ودون تردد :- للحزب الشيوعي طبعاً !!
ضحك الأمريكي ، وهو يصيح ( واو ) !! يالك من أمرأة باسلة !!
وأمام العالم كله ، أبتسمت الراحلة في تلك اللحظة الأنتخابية وهي تقول :- الحمد لله الذي عشت فيه الى هذا اليوم، حيث يتحقق حلمي برؤية أبناء شعبي
وهم يمضون لصناديق الأنتخاب بمحض أرادتهم، وينتخبون حكومتهم بحرية ، دون أزيزطائرات ، ومدافع فتاكة ، ودون بيان رقم واحد ، هذه الأنتخابات هي حق لكل شعب، وليست منَّة من أحد، وها هوشعبنا ينال حقه الطبيعي مثل
كل شعوب الدنيا، واليوم وبعد أن تحقق حلمي لن يهمني أذا ما مت أوعشت!!
بهذه الكلمات الصادقة،عبرت الراحلة ليلى فائق في آخرمشاركة وطنية ،عن
سعادتها بتحقيق حلمها في رؤية العراقيين وهم يمضون لصناديق الأنتخاب ،
ولتتوج مسيرتها الوطنية والنضالية الطويلة ، تلك المسيرة التي أبتدأت من
مقاعد الدراسة الأعدادية ، وأنتهت عند صندوق الأنتخاب ، مسيرة نضالية
تمتد لأكثرمن نصف قرن، قضتها في صفوف الحركة الوطنية التي قادها
بشرف الحزب الشيوعي العراقي ، ولتترك لها ارثاً سيظل مصدرفخرلذويها
، ورفاقها ، وأصدقائها ، ومحبيها ، فمجداً لتلك الفتاة التي مضت ماشية على
أقدامها الى أيران لتحفظ في قلبها وصايا فهد العشر، وتحمل في سرها أمانة
الرفاق المناضلين ، وطوبى لتلك الشامخة التي زحفت بشيخوختها ، ووجع
قلبها الى صناديق الأنتخاب، لتمنح صوتها (للشمس الحمرة ) متحدية الموت والأرهاب ، وأذناب البعث الصدامي البغيض .
المجد والخلود للراحلة ليلى فائق ، ولكل عراقي شريف يقف مع أبناء شعبه
، فيمضي الى يومه المقرر، وأجله المحتوم ، بسجل أبيض مثل قلب الجنوب الطيب ، وثلوج كردستان الباهر .



#فالح_حسون_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحقاً أنا طائفي ياسيد قلَّو ؟
- وأحنه أشما نقصنه أنزود !!
- في الذكرى الحادية والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- أي عراق هذا ، بلا مسيحيين ؟!!


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فالح حسون الدراجي - ليلى فائق في ذمة الخلود