أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - لماذا طالت الحرب فى السودان














المزيد.....

لماذا طالت الحرب فى السودان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-
ان لحرب الاهلية السودانية لهى الحرب الاطول فى افريقيا والاكثر فظاعة. هذه الحرب قتلت وشردت الملايين والذين ظل يعيش معظمهم خارج البلاد كلاجئين وطالبى لجوء. وبالرغم من هول الكارثة التى عدت كاسوأ كارثة انسانية فى القرن العشرين فان الحرب لم تنته بعد ومازالت اثارها الانسانية تثقل كاهل اهالى المناطق المهمشة الذين ارهقتهم كذلك مشاكل الجوع والجهل والمرض

حسب تقارير المنظمات الدولية فان نازحى حروب السودان الشمالى فقط يزيد عن مليونين اما عدد اللاجئين فهو يزيد عن المليون. واذا اضفنا الى ذلك الملايين من اللاجئين والنازحين غير المسجلين فان الصورة تكتمل لكارثة انسانية هى الاسوأ فى هذا القرن. ومن المفارقات ان السودان هو القطر الرابع فى استقبال اللاجئين فى العالم وفى نفس الوقت هو القطر السادس فى تصدير اللاجئين حسب تقارير المنظمات.

التقارير والدراسات التى كتبت عن الحرب الاهلية فى السودان يمكن ان يستنتج منها ان الميل الى الحرب هو الاقوى لدى النخب. هذا يجعلنا نميل الى طرح اسئلة تساعدنا فى سبر اغوار عقلية الحرب ومعرفة الدوافع الاخلاقية والقانونية. والاسئلة هى

هل استنفذت كل الخيارات السلمية قبل اتخاذ خيار الحرب؟
هل قام المتمردون بتحدى السلطة الشرعية؟ وما هى مطالبهم؟
ما هى الضمانات التى اتخذت لكى لا تحدث جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الانسان؟

لقد تجاهلت الحكومات المتعاقبة المطالب الانسانية والسياسية للحركات المتمردة واعتبرت ان التمرد غير شرعى ويجب حسمه بالقوة. ففى حالة الجنوب مثلا نكث الساسة الشماليون بوعودهم باشراك القادة الجنوبيين فى امر الاستقلال وشكل الدولة الوليدة والعلاقة بين الشمال والجنوب, واعلنوا الدولة المستقلة بلا مشورة زملاءهم فانداعت الحرب. وفى حرب دارفور رفض البشير كل الوساطات وادعى ان بامكانه حسم الحرب فى غضون ثلاثة اشهر. وعلى الرغم من سعى الحكومات المدنية للمفاوضات مع المتمردين الا ان التلكوء والخصومات السياسية جعلت جهود السلام غير مثمرة. حتى الاتفاقيات التى ابرمها كل من البشير والنميرى قاما بعد حين بنقضها وعادت الحرب من جديد.

ان مدة الحكم العسكر فى السودان تعادل تقريبا خمسة اضعاف فترة الحكم المدنى. ولان التمرد كان يندلع فى فترة الحكم العسكرى فاننا نفترض ان المتمردين لم يستهدفوا الحكم المدنى فى الاساس. وقد كان لتعنت الحكومات العسكرية واصرارها على تغليب خيار استخدام القوة لحل النزاع اثرا حاسما فى اطالة امد الحرب وازدياد كوارثها وخسائرها على الانسان والارض والحيوان. وطيلة فترات الحكم العسكرى كانت المعارضة المدنية لا تعترف بالسلطة العسكرية بل تريد اجتثاثها من الجذور. هذا الامر يجعل حجة العسكريين ضعيفة لان ليس لديهم قبولا شعبيا يؤهلهم لتمثيل الشعب والادعاء بانهم كانوا يدافعون عن سيادة الوطن وترابه. ان الصراع ليس على السيادة لكنه صراع حول مطالب انسانية واقتصادية. اضافة الى ذلك فان تقرير المصير لم يطرح الا كخيار اخير عندما كان الجانب الحكومى يصر على فرض رؤيته حول تطبيق القوانين الاسلامية.

ان مطالب المعارضة المسلحة وغير المسلحة فى مناطق الهامش هى مطالب عادلة تشمل السماح لسكان هذه المناطق باستخدام جزء معقول من ثرواتها فى تنمية مناطقها وفى تطوير المصادر البشرية والبنية التحتية ووسائل الانتاج وبرامج الحوكمة والاستدامة وغيرها. فليس من العدل ان تكون مناطق الهامش هى الاكثر فى الانتاج الزراعى والحيوانى والاكثر غنى بالثروات المعدنية والسمكية والغابية, وفى نفس الوقت تظل فقيرة.

لقد اعترف الرئيس المخلوع البشير باعمال القتل الواسعة والانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان. الا انه كان مصرا على استمرا ر الحرب فى دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق. بل كان يجند ويحض الميليشيات على القتل ويشحن الطائرات ويرسلها لتقتل وتشرد وتغتصب وتحرق القرى والزرع والانسان. لقد رصدت تصريحات الميديا لكبار قادة نظام البشير وهم يحضون على القتل وانتهاك حقوق الانسان والامثلة لذلك كثيرة منها على عثمان طه واحمد هرون وانس عمر.

ان هنالك مسؤوليات كثيرة تقع على عاتق الحكومة الحالية من اجل وقف الحرب وارساء السلام منها حل مشاكل النازحين الذين فروا الى مدن وقرى وسط وشمال وشرق السودان. هؤلاء لا يجدون المسكن اللائق ولا المياه الصالحة للشرب ولا الكهرباء ولا الخدمات الاخرى. ولان السواد الاعظم من شباب النازحين الخريجين ظل يمارس اعمالا هامشية فان على الحكومة ان تضع فى اولوياتها توظيف هؤلاء بما يتناسب ومؤهلاتهم العلمية.



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل الروح المنعمة
- هل هو تفاوض من اجل السلطة ام السلام
- حول النظام الطائفى فى السودان
- حرية ثرنا من اجلها
- هل هى ازمة نخب
- ادارة التنوع
- الاطار النظرى لادارة التنوع
- هل ادارة التنوع ضرورة
- خوارزمية العشق
- حكم القانون
- المغتسلة
- الانتخابات وطريقة التمثيل
- القيادة وتحديات جيل الالفية
- التعددية السياسية واحتمالات التخريب
- الديمقراطية والحكم الرشيد
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - لماذا طالت الحرب فى السودان