أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراقيون ومن يقتلهم ولماذا يقتلون؟















المزيد.....

العراقيون ومن يقتلهم ولماذا يقتلون؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6620 - 2020 / 7 / 16 - 02:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منتصف التسعينات كان لي صديق والدته في غاية البساطة والتدين والتلقائية وتتحدث بدون مناورة سألتها يوما ونحن في الطريق إلى أحد المزارات الدينية البعيدة عن علاقتها بأبي الفضل العباس بن الإمام علي عليه السلام ، قالت ما طلبت منه يوما شيء ورد طلبي ، قلت لها متعجبا الأمر أليس بيد الله وليس بيد أبي ، أجابتني مستنكرة وبحده ((مو بكيف الله اذا العباس يريد شيء لا يقول الله لا)) ، لا أبرر ولا أنفي ولا أستنكر إيمان هذه المرأة الكريمة ، الله تعالى يتعامل مع القلوب النظيفة الطاهرة وإن أخطأت الهدف أو التعبير ،شرط أن لا يجحدوا علاقة الله بنا ،هذه المقدمة أسوقها للإجابة على السؤال المركزي والمهم الذي يدور في خلد كل العراقيين ، من يقتل العراقيين ؟، من يقتل السنه في العراق ؟، من يقتل الشيعة في العراق ؟.
القاتل ليس واحدا ولم يكن في يوم من الأيام متفردا في حصد الأرواح العراقية بلا كلل ولا ملل ، ليس من يقتل العراقيين اليوم جاء من كوكب خارج المجموعة الشمسية ولا الشيطان قاتلهم فلم يذكر التأريخ يوما أن الشيطان قتل نمله أنه أرفع وأسمى من ذلك ، ولا الجن هم من قتل العراقيين ولا أزعم أن الملائكة يعرفون معنى القتل والاقتتال ، يا سادتي سـأقولها وأنا وأثق أن لا أحدا في العراق سيرضيه كلامي لأننا جميعا من أصحاب هواية القتل شئنا أم أبينا ، بوعينا أو بغفلة منا أفراد أو جماعة المهم نحن لسنا أبرياء وبسنا مظلومين بالرغم أننا حقا مظلومين ، إن لم يكن قتلنا بالسم سيكون بالعسل وإن لم يكن بالمفخخة سيكون بالكلام وإن لم يكن بالرشاش والكاتم فبغير الكاتم الذي لا يكتم ، تعددت الأسباب والموت واحد والعلة واحدة والهدف واحد فمن يقتلنا يا ترة كل صباح ومساء إن لم نكن نحن القتلة والمقتولين .
سادتي من يقتل الشيعة رجال تقلدوا مناصب الوعظ والهداية ونشر الرحمة وحسن الخلق والأمر بالمعروف من بين رجالات الشيعة الذين يدفعون عامة الماس لاقتحام المهلكة ويزعمون أن الله سيدخلهم الجنة من أوسع الأبواب ،فيذهب المساكين زرافات زرافات أملا بالجنة الموعودة دون أن يقولوا للقائم ما أحلى الجنة وهي تشتاق لك فتفضل أسبقنا لها فإن الله يحي السابقين السابقين ،وإن حاول أحدهم قال أن رأس القلادة إن ذهبت فرط الدين وأنفرط العقد أذهب وسلم على الله وقل له أني جئتكم كما قال المتخلفون من وراءنا قاصدا جنتك.
من يقتل السنة رجال من أهل الله كما يزعمون حين يقسمون العالم نصفين دار سلام ودار حرب ،هم وأصحابهم في دار النعيم وعلى الأخر مهما كان أن يضحى به لأجل أن ينتقم لله من عبادة الضالين ، طبعا الله الجزار ذو القوة المحدودة العاجز عن الدفاع عن دينه وعن نساء رسوله وأصحابه الميامين ، فيوصون أبناء الناس دون أبناءهم على أهمية أن تذهب للغداء مع رسول الله والعالم خلفك يسبح بالدماء هذا أبلغ ما يرضيه وسيكون مسرورا كلما أوغلتم بدماء الكفرة والمرتدين والرافضة الصفوين فقط.
من يقتل العراقيين هو الحاكم بأمر الغرب والشرق الذي يرى شعبه يذبح كالنعاج وكأنه يرى أفلام كارتون وأظنه لا يفارق التلفاز لمشاهدة توم وجيري إلا إذا كان موعد قبض الراتب أو مناسبة كي يظهر بالتلفيزيون ليمثل دور أحدهم توم أو جيري ، من يقتل العراقيين الوزير الذي يستورد بضاعة ويعرف أنها ستقتل المئات والعشرات منها لمجرد أنعه قبض وحول المبلغ للبنوك الأجنبية حتى يعيش وهو وصاحبته والولد في هناء ورغد ، الذي يقتل العراقيين الجنرال الذي يقبض مرتبات جنوده الفلكيين الذين يقاسمهم الخيانة والسرقة والتمهيد لدخول الإرهاب ليذبح الناس لأن وحدته العسكرية لم يكتمل عديدها وعددها لأنهم أكثرهم يجلسون في بيوتهم مستأمنين على أرواحهم.
من يقتل العراقيين الموظف الذي يقبض راتبه وهو لا يصون ولا ينفذ ما يتطلبه شرف المهنة والانتماء للإنسانية وهو يفحص اللحوم والمعلبات والأدوية ويتأكد أنها غير سليمة ومسرطنة وضارة بالناس ولأجل كم من ورقة خضراء يعط الموافقة ، من يقتل العراقيين الطبيب الذي يترك محل عمله قبل ساعة ويتأخر بعد ساعة ويقول لمريضة تعال للعيادة وهو يعلم ان واجبه الأقدس ان يقدم الخدمة لله أولا ، من يقتل العراقيين من يتآمر مع الإرهاب ويفتح لهم محال أن يستوطنوا في أرضه ويمنحهم الأمان بعد أن يسرق الأمان من بيت أخيه لا لشيء لمجرد أنه لا يحبه ،من يقتل العراقيين ضابط الشرطة الذي يجعل الحق باطل والباطل حق ويرتب الأمور ليجري أطلاق سراح المجرم ويودع البريء السجن ، من يقتل العراقيين القاضي والمحامي الذين يتلاعبون بالقوانين والأدلة ليعطوا الحق لغير أهله ويمنحوا المظلوم حكما فاصلا حتى يلعن الساعة التي ولد فيها بالعراق .
من يقتل العراقيين يا سادة يا كرام هو الذي يسب عليا أمامي ويسب الحسن والحسين ويريد مني أن لا انفجر وأن أعتقد شديد الاعتقاد ان الله لولا الحسن والحسين لا حاجة لنا به فأسب اقدس ما عنده أسب أبا بكرا وعمر لأنه يظن مثلي أن رسول الله قال أتمنى لو كنت شعرة في صدر أبي بكر فأقتله ويقتلني ،لنترك خلفنا أيتام وأرامل وهو لا يعلمون ان الحسن والحسين وأبو بكر وعمر يبكون لأجلنا ويتضرعون له ويقلون ربنا أغفر لإخواننا لا يعلمون أننا عبيد من عبيدك ، ويأت رجل وقور قد أكل الدين من نظارة وجهه ليقول قتل الرافضي الصفوي واحدا من أهل الجنة رحماك يا رب أحتسبه عندك شهيدا من السعداء ، ويأت أخر يقول قتل الناصبي الكريه مؤمنا من أل الله فرحماك يا رب فأدخله جنة نعيم ، هؤلاء شر القتلة.
من يقتل العراقيين قبل أمريكا وإسرائيل هم الأقربين الأقربين الجار ذي الجنب والجار ذي القرابة والجار أخو الأيمان هؤلاء يقتلوننا بدراهم ودنانيرهم ويدعون علينا صباح مساء اللهم لا تذر في العراق حجرا على حجر ، اللهم أنتقم من العراق لأنه جرعنا السم ، اللهم أنتقم لنا من العراق لأننا وبهذا الحال سنبقى مثل المارد والأقزام السبعه لا هو يصغر فنكبر ولا يمكننا أن نكبر فنستصغره لذا لا بد من عصره عصرا كي يموت ونخلص ، من يقتل العراقيين اليوم هو من يذهب لهؤلاء ويتخذ منهم سادة وقادة ومتى كان العبد سيدا ليرجعوا ليتسيدوا على أهل العراق الفقراء والفقراء هم عيال الله ، يا سادة من يقتل العراقيين اليوم كل متجبر يرى أن الله عدوه وأن خير وسيلة للانتقام من الله أن يقتل أبناء الله وعياله وأحباءه وهم أهل العراق أيا كان المهم أنه يحمل جينات التراب العراقي وشارب مرتوي من ثدي العراق من دجلة والفرات فلا تنسوا عدوكم وتقتلوا بعضكم لتريحوهم ، الله رقيب عليكم ، تحابوا تنتصروا واتركوا للموت ممرا كي يهرب من أرض الله أن كنتم بالله وبرسوله مؤمنين.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من نهاية قريبة لواقع العراق السياسي؟
- ظاهرة الزعامة ورمزية الزعيم في الوعي العراقي
- الدرس..... قصيدة في رثاء الإنسان
- بناء المجتمع بين الرؤية والمنهج العملي
- القطاع المصرفي العراقي الخاص الرؤية والمستقبل
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح2
- في ذكرى تحرير الموصل داعش الواقع والصورة والأسباب ح1
- مكافحة التطرف والطائفية بين البحث عن الأسباب والمعالجة الواق ...
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح1
- الزمن مدار من مدارات البحث عن الوجودية ح2
- رسالتي للرب... عبر صندوق بريد السفارة
- النفط وكورونا والنصف الثاني من عام 2020.
- في فهم المعنى أولا
- أين يبدأ الوعي الإيماني وأين ينتهي؟.
- كونية المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية
- فرض السلام بداية تأسيس عالم كوني جديد
- حكاية مع جدتي
- حين أمسكت شيئا على قارعة الطريق.... قصة تشبه حدوته
- دين الفقراء
- في معنى العلم وماهيته كنطاق معرفي؟ ح1


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - العراقيون ومن يقتلهم ولماذا يقتلون؟