أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - معجزة القرآن















المزيد.....

معجزة القرآن


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 22:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد المسلمون على اختلاف مذاهبهم وعلى مر العصور في أن الأنبياء كانوا مؤيدين بالمعجزات وأن معجزة محمد كانت القرآن.
فالقرآن ببلاغته التي لا تضاهيها بلاغة – كما يعتقد المسلمون – كان تحدياً تعجيزياً من الله للعرب عامةً ولقريش خاصةً وهم أهل البلاغة واللغة، وبكلمات أخري: أتاح القرآن لمحمد أن يبيع المياه في حارة الساقيين بأن يستعرض أمامهم مهارات الله اللغوية وهم البلغاء والخطباء المفوهين والشعراء الذين لا يُشق لهم غبار.
ويتفق أتباع الأديان بصفة عامة ونحن معهم على أن المعجزة (إن كانت موجودة) هي الإتيان بفعل خارق لقوانين الطبيعة ويستحيل علي البشر الإتيان بمثله ومجاراته في خرق قوانين الطبيعة، ومن ذلك على سبيل المثال نقل جبل من مكانه في غمضة عين والمشي على الماء والتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت، فهكذا أفعال خارقة لا يستطيع البشر الإتيان بها لا كلياً ولا جزئياً لأن قوانين الطبيعة تحول دون ذلك.
أما أن نطلق علي عداء جاء في المرتبة الأولي في مسابقة للعدو لقب المعجزة لأنه يجري أسرع من أقرانه فذاك من قبيل المبالغة التي تهدف إلى مدح إمكانيات هذا العداء وسرعته ولا ينفي هذا وجود بشر أخرين يستطيعون العدو أيضاً ولكنهم لم يكونوا بسرعة العداء المعجزة.
وفي كل المجالات هناك الماهر والأمهر ولكن الأمهر لم يخرق قوانين الطبيعة رغم مهارته وذلك لأن هناك أخرون يستطيعون القيام بنفس ما قام به هذا الأخير مع فارق تفوقه عليهم.
فإن مشي أحدهم على الماء مسافة كيلو ثم جاء أخر فمشي على الماء مسافة عشرة أمتار فقط ثم ثالث فمشي على الماء خطوتين ثم سقط في الماء، لن يعُد المشي على الماء بعدها معجزة ولا يجوز أن نعتبر الشخص الأول صاحب معجزة لمجرد أنه صمد أكثر واستطاع أن يقطع مسافة أكبر من سواه مشياً على الماء، بل بالأحرى نقول إنه الأمهر أو الأفضل في المشي على الماء.
وتنطبق القاعدة علي محمد وقرآنه – هذا إن افترضنا أن القرآن كان بالفعل أبلغ من الإنتاج الأدبي لمعاصري محمد والسابقين عليه – فقرآن محمد ليس معجزة لأن أخرون غيره كان لهم باع في الشعر والنثر، أي أن محمد لم يخرق قوانين الطبيعة ولم يجئ بشيء يعجز عنه البشر وفي أحسن الأحوال قد نقول إن محمد كان أبلغ بلغاء عصره وأكثرهم تفوقاُ لغوياً.
قد نقول إن إنتاج محمد الأدبي كان أكثر بلاغة وتفوقاً من إنتاج المتنبي والأخطل وزهير بن أبي سلمي وزيد بن عمرو ولكن مجرد مقارنة انتاج هؤلاء الأدبي بإنتاج محمد الأدبي أو بقرآنه بأن نقول بأنه كان أبلغهم ينزع عن قرآنه الصفة الإعجازية في الحال، تماما كمن استطاع أن يمشي على الماء لمسافات أطول من أقرانه.
فإن تركنا التنظير جانباً وناقشنا مسألة إعجازية القرآن لاصطدمت تلك الإعجازية بواحدة من أهم الثوابت الإسلامية، الا وهي أن محمد بُعث نبياً للبشر أجمعين في كل زمان ومكان، فإذا كان إله محمد قد أيده بمعجزة القرآن أمام فطاحل العرب أصحاب اللسان العربي والذين من المفترض فيهم أنهم سيقدرون ما بالقرآن من جواهر لغوية وسينبهرون على ما به من إعجاز فقد تركه هذا الإله عارياً تماماً أمام غير الناطقين بالعربية وقد أرسله إليهم بيد فارغة وبلا معجزة ولا يحزنون!
فالقرآن المترجم خالي من البلاغة المزعومة في نسخته العربية وحتى وإن وُجِدت أي بلاغة فهي بلاغة المترجم الذي ينتقي من المترادفات بحرية ويصيغ الجمل بأسلوبه هو، بدليل عدم وجود ترجمة واحدة وحيدة للقرآن بالإنجليزية مثلاً.
ثم إن أي نص أدبي أصلي، أي مكتوب باللغة الأم للكاتب، هو أبلغ من أي نص أدبي مترجم، وإلا فهل يوجد من يتحدى تولستوي بأن يكتب رواية بالروسية أعظم من أنا كاريننا على الرغم من أن الروسية ليست لغته الأم!!!
وبالتالي، فقرآن محمد - لو افترضنا أنه معجزة - هو معجزة للناطقين بالعربية فقط، لأنها – أي المعجزة – جاءت لتتحدي هؤلاء فقط وتثبت لهم تفوقها واعجازها وعجزهم عن مجاراتها رغم كونهم أهل اللغة المتباهين ببلاغتهم، تلك هي القواعد التي وضعها المروجين لمعجزة محمد القرآنية، فإذا كان الحال فلا معني أبداً لاعتبار القرآن معجزة بالنسبة لغير الناطقين بالعربية، وإلا فالقول بنبوة شكسبير لا غبار عليه، فإن كفر أتباع محمد بنبوة شكسبير فالمجال مفتوح أمامهم ليأتوا ولو بسطر واحد من مثل ما كتب شكسبير.
والان فلننظر في مسألة بلاغة القرآن.
معلوم أن الموهبة تبدأ متواضعة ثم يتم صقلها بالممارسة و التمرين و جميع الشعراء و الأدباء يكون انتاجهم الأدبي متواضع في البدايات، و حتي هؤلاء الذين عرفناهم منذ البداية بأعمال أدبية عظيمة، كانت لهم محاولات ساذجة و متواضعة سابقة علي تلك التي عرفناهم بفضلها ، فنضج الكاتب يتناسب طردياً مع كثرة المحاولات، و قرآن محمد ليس استثناءً و يتجلى ذلك بوضوح عند مقارنة السور الطويلة بالسور القصيرة حيث ركاكة البدايات، فلو كان قرآن محمد من عند إله لجاء كله علي نفس المستوي، إذ يستحيل أن تسري قاعدة التدرج و صقل الموهبة علي الإله كما تسري علي البشر.
فإذا كان بعض القرآن ركيك، لكان ذلك لسببين لا ثالث لهما: إما أن القرآن إنتاج بشري، أو أن بعض ما في القرآن ليس من القرآن وأُقحم عليه.
يقول محمد: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
تلك السطور لم يكن لها أي نصيب من البلاغة عند معاصري محمد، بل كانت هي الركاكة عينها، أما مسلمي اليوم من بتوع سكر محلي محطوط عليه كريمة، فهي في عينهم كلام إلهي يعجز البشر مجتمعين على أن يأتوا بمثله وما يعضد اعتقادهم في إعجاز سطور محمد الركيكة السابقة ليس فقط كونهم لا يتحدثون العربية الفصحى كما كان يفعل معاصري محمد، وإنما أيضاً لتنشئتهم منذ الصغر على هكذا اعتقاد وترتيل القرآن على مسامعهم بأصوات المقرأين العذبة وبهيئة وطقوس فيهم من الوقار الكثير.
وختاماً أقول: إن محاكاة قرآن محمد الركيك ليس أمراً صعباً كما غرس المضللون في عقولنا، وعن نفسي فهو عليً هين

يقول محمد........: إنا أعطيناك الكوثر
فصلي لربك وانحر
إن شانئك هو الابتر
وأكمل له أنا.........: الذي بغي وتجبر
وحاد عن الحق وأنكر
ويحيا في جهنم أبجر
والأبجر هو عظيم البطن. والذي خرجت سرته عن موضعها وهو الذي امتلأ بطنه من الماء ونحوه ولم يرو.
أما الكوثر فهو نهر عظيم في الجنة يتفرع عنه سائر الأنهار حافتاه قباب من در مجوف وذهب وفضة وطينه مسك وحصباؤه ياقوت در، وماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلي من العسل وريحه أطيب من المسك أعطاه الله نبيه محمد حين لقيه أثناء المعراج ويشرب منه النبي في الجنة.
والسورة نزلت في العاص بن وائل الذي نعت الرسول بالأبتر أي الذي ليس له عقب أي ليس له ولد فقال الله عز وجل: إن شانئك يا محمد هو الأبتر أي مبغضك هو الأبتر، ففي حين وهب الله تعالي للنبي نهر الكوثر وهو أعظم أنهار الجنة وأطيبها، فقد توعد العاص بن وائل بأن يحيا في جهنم أبجر، فلا يرويه ماء مهما نهل منه وذلك بأنه يُسقي ماء كالمهل يشوي الوجوه وساءت مرتفقا. قال بن عباس: المهل، ماء غليظ مثل دردري الزيت، وقال الضحاك: ماء جهنم أسود غليظ منتن وحار لا يروي ظمأ أهل النار مهما نهلوا منه.
وليس لدي أي شك في إن العقول التي استساغت هراء نهر الكوثر وصدقت فيه كانت لتصدق بمنتهي السهولة هراء الأبجر منتفخ البطن الذي لا يرويه ماء مهما شرب منه، و الفرق الوحيد هو أنهم لم يعتادوا علي ترديد آياتي كببغاوات منذ طفولتهم، بينما فعلوا مع آيات محمد فصار كوثره عندهم و ابتره عندهم كلام إلهي مُعجِز.



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجوع الحرة !
- الغائية في الفكر الديني
- أن نكون شوكة في حُلُوق الأفاقين
- القاموس القرآني ( الإنسان )
- الرقص بخاصرة الوطن .
- رب العزة ذَلَّ وهذَى
- شعوب تتنفس إحتقار النساء
- المسلم شيزوفرينك بالضرورة.
- بلاهوته و ناسوته (1)
- إستعذ من عقلك الذي يوسوس في رأسك
- النمط الدائري للمجتمعات المتخلفة حضارياً
- كل المساندة لشريف جابر
- جواري محمد
- يادي خاشقجي إللي فلقتونا بيه
- المسيحية ... تلك الديانة السامية
- التحدي الهزلي
- الله المكار و ذكائه البتار حجة علي الكفار
- دور الإسلام في ظاهرة التحرش الجنسي 2/2
- دور الإسلام في ظاهرة التحرش 1/2
- يا ملجم العقول لجم عقلي علي كيفك


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - معجزة القرآن