أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - العامل الاقتصادي في ثورة 14 تموز 1958 المجيدة .














المزيد.....

العامل الاقتصادي في ثورة 14 تموز 1958 المجيدة .


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 11:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هنالك جملة من العوامل المختلفة التي تراكمت وتمخض عنها قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 منها عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها . وان عوامل ثورة 14 تموز قد نمت في رحم العهد الملكي نفسه . والثورات عادة هي نتيجة تراكمات ومظالم واحتياجات سياسية واجتماعية واقتصادية , وكما تقول الماركسية فإن التراكمات الكمية تؤدي الى تحولات نوعية .
ومن العوامل التي سنركز عليها هنا هي العوامل الاقتصادية كتردي الأحوال المعيشية والاجتماعية , فقد عجز النظام الملكي عن تلبية احتياجات الجماهير وتحسين احوالها المعيشية حيث كان النظام مرتبطا بالمصالح البريطانية في العراق ضد مصالح الشعب العراقي , وكان هم بريطانيا هو الحاق العراق بالسياسة البريطانية وجعله تابعا لها ومنفذا لاستراتيجياتها بربطه بالعديد من المعاهدات ( 1922 , 1930 , 1848 , حلف السنتو ( حلف بغداد .. وغيرها ).
كان النظام الملكي قائما على الاقطاع ومعتمدا عليه حيث كان الشيوخ الاقطاعيون يهيمنون على الاقتصاد من خلال هيمنتهم على البرلمان والحكومة . ومارس الاقطاعيون سياسة الظلم والاضطهاد ضد الفلاحين وعملوا على تجويعهم وربطهم بالديون التي عجزوا عن تسديدها , وكان الاقطاعي يفرض على الفلاح عشرات الأشكال من الاضراب والرسوم . وقد شكل سكان الريف العراقي نسبة 70% من الشعب العراقي يعيشون حياة بائسة تتميز بالفقر والجهل والمرض وغياب العدالة الاجتماعية بسبب ظلم واضطهاد الاقطاع لهم مما ارغم الملايين منهم الى ترك الزراعة والريف والهجرة الى المدن الى بغداد والمدن العراقية الاخرى .
وفي فترة العهد الملكي في العراق فإن ابرز ما يمكن ملاحظته هو تعمق التمايز الطبقي في المجتمع العراقي في كل من الريف والمدينة على حد سواء وامتدت آثار التمايز الطبقي الى المدينة بعد تعاظم الفقر الذي لحق بمئات الألوف من الفلاحين الذين اضطروا الى ترك ديارهم والهجرة الى المدينة حاملين نعهم كل سلبيات المجتمع الريفي الفقير المتخلف والعادات العشائرية . وكان العامل الأول في افقار الفلاحين هذا قد نتج عن اتساع عملية استيلاء الملاكين الكبار على الأراضي الزراعية بدعم من النظام الملكي , حيث جرت هذه العملية نتيجة لسياسة الحكومة التي كان يهمها تطمين مصالح الاقطاع الذين اصبحوا احد اعمدة النظام الملكي الأساسية , فقد قامت الحكومة بتشريع الكثير من التشريعات لتحقيق تلك السياسة الى درجة ان ( 3 % ) فقط من مجموع مالكي الراضي الزراعية في العراق كانوا يملكون ثلثي الأراضي الزراعية وكان هناك ثمانية ملاكين عراقيين فقط بحوزة كل واحد منهم اكثر من مائة الف دونما . وقد صادر الاقطاع كل حقوق الفلاحين .
وبعد اكتشاف النفط في العراق عام 1927 هيمنت الشركات النفطية الأجنبية على الاقتصاد العراقي والتي لعبت دورا كبيرا في تقويض الاقتصاد العراقي لا سيما بعد ربط الاقتصاد العراقي بالكتلة الاسترلينية ما ادى الى تضخم العملة العراقية وغلاء الأسعار .
وكان 80 % من مردودات النفط تذهب الى جيوب الشركات الاحتكارية ولا يتبقى اكثر من 20% من الموارد النفطية وهي حتى لا تكفي مرتبات البلاط الملكي ووزاراته , لذلك اعتمد النظام على الجباية وفرض الضرائب وسلب الفلاحين وكل المكونات السكانية من خلال العمل الشاق حيث كان يعمل ما نسبته 75 % من السكان كفلاحين عند الاقطاع لزراعة الحنطة والشعير من اجل تصديرها للخارج وجني الأرباح منها لجيوب الاقطاع والسلطة . كما تفشى الفساد المالي والاداري لدى النخبة السياسية وانتشار المحسوبية , وكانت البلاد تغرق في الفقر والجهل والمرض وغياب العدالة الاجتماعية وتعيش تحت رحمة نظام اقطاعي ظالم مصادر لحقوق الفلاحين .
اما القطاع الصناعي في العراق فقد حرم من اموال مجلس الاعمار بحجج مختلفة وظلت الشركات الأجنبية تحتكر معظم تجارة التصدير والاستيراد حتى ثورة 14 تموز وبالتعاون مع بعض التجار المحليين الكبار .
لذلك فإن تدهور الاقتصاد العراقي وسيطرة الشركات الأجنبية عليه وعلى موارده المالية , والاضطهاد والظلم الذي مارسه الاقطاع ضد غالبية الشعب العراقي والتخلف وانتشار الفقر والجهل والمرض وتفشي الفساد والمحسوبية دفعت بالعراقيين المضطهدين الى تأييد ودعم الثورة عند انطلاقتها حيث فتحت الثورة آمالا جديدة لفقراء العراق ومعدميه الذين عانوا من الفاقة والحرمان وغياب العدالة الاجتماعية وتبعية النظام الملكي الحاكم للمحتل البريطاني الذي ربط العراق بمعاهدات والتزامات ابعدت العراق عن استقلال قراره السياسي وموارده الاقتصادية . لذلك وبسبب الأوضاع المزرية وغياب العدالة الاجتماعية بسبب طبيعة النظام الملكي الاقطاعي فقد هب ضحايا الاضطهاد , ضحايا جوع الاضطرار للتخلص من النظام الظالم الذي سلبهم الحرية والكلرامة والحياة الانسانية متمسكين بثورة الرابع عشر من تموز وداعمين لها والتي كانت تمثل المنقذ لهم والأمل الجديد .
وكما قال شاعر العرب الأكبر ( الجواهري ) :
(( وما طال عصر الظلم الا لحكمة تنبئ ان لابد تدنوا المصارع ...))



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العوامل المؤثرة على الاقتصاد العراقي ؟
- اهم المنجزات الاقتصادية في العراق منذ 2003 والى اليوم .
- كيف ينظر الحزب الشيوعي السوداني للثقافة الديمقراطية؟
- التجارة بشقيها الداخلية والخارجية في ضوء برنامج الحزب الشيوع ...
- الاصلاح الزراعي الانتقالي في السودان في ضوء برنامج الحزب الش ...
- تطور التعليم في الامارات كأحد مؤشرات الابتكار العالمي .
- الأوليغاركية في العراق والأغلبية الفقيرة للشعب العراقي.
- هل توجد طبقة وسطى في العراق وما هو دورها ؟
- الخروج من الأزمة الاقتصادية في العراق في ضوء وثائق الحزب الش ...
- هل توجد شفافية في عمل صندوق التقاعد العراقي ؟
- التبعات الاقتصادية المجحفة للقرار ( 435 لسنة 2018 ) الخاص بم ...
- من السبب في تخلف الزراعة لأول بلد زراعي في العالم ؟
- فقر في عراق غني
- تبييض الأموال في لبنان وآثاره الاقتصادية .
- الديمقراطية وموقف الحزب الشيوعي السوداني
- لنستلهم الدروس والعبر من ثورة العشرين المجيدة .
- ضرورة الارتقاء بواقع الصناعة في محافظة النجف الأشرف في العرا ...
- العامل الاقتصادي في ثورة العشرين
- بمناسبة الذكرى المئوية لثورة العشرين في الثلاثين من حزيران ( ...
- ((الاقتراض يجب ان يكون آخر الحلول)) , في ضوء حديث سكرتير الح ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - العامل الاقتصادي في ثورة 14 تموز 1958 المجيدة .