أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - آيا صوفيا .. حبيبتي














المزيد.....

آيا صوفيا .. حبيبتي


زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6617 - 2020 / 7 / 13 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لولا التاريخ والسياسة والأهم ردة فعل بعض العرب ، لكان قرار محكمة تركية ببطلان قرار اتاتورك تحويل آية صوفيا الي متحف قضية تركية داخلية .
آية صوفيا كانت كاتدرائية بيزنطية قام السلطان محمد الملقب بالفاتح بتحويلها الى مسجد بعد احتلال القسطنطينة وتغيير اسمها الى اسلامبول ثم استانبول . يقال ان عقدا جرى بين محمد
والبيزنطيين بخصوص الكنيسة وانه دفع ثمنا مقابل ذلك ، ولكن هل كان لِيبْقى على وضع الكاتدرائية لو لم تتم الموافقة . الجواب معروف فهو المنتصر القوي والعقد كان بين طرفين غير متكافئيين . كان المفروض ان يبقى البناء كما هو من وجهة النظر الاسلامية الصحيحة ، والمثال هو مافعله عمر بن الخطاب عندما دخل فلسطين منتصرا ولم يصلي في كنيسة القيامة حتى لا تتحول الى مسجد وبقيت الكنيسة على ماهي عليه للآن .

تحويل اتاتورك آية صوفيا من مسجد الى متحف كان للتقرب للغرب اي لاسباب سياسية في تركيا الخارجة وقتها من حرب خسرت فيها امبراطوريتها في البلاد العربية ، واليوم يحولها اردوغان الى مسجد مرة اخرى لااسباب انتخابية فهو وحزبه بدأ يخسر جزءا من ناخبيه الاسلاميين نتيجة تخبطه السياسي الذي ادي لوضع اقتصادي سيء لتركيا بعد انتعاش ونمو في بداية حكمه عندما كانت سياسة صفر مشاكل مع الجيران والخارج والتفرغ للعمل الداخلي . غير ذلك لا توجد اسباب مقنعة للتحويل فليست اعداد المساجد قليلة في اسطنبول فتقريبا في كل حي يوجد مسجد ، كما ان السيادة على آيا صوفية تركية بحتة والمكان كمتحف ضمن قائمة اليونسكو للتراث الانساني وهو يدر عملة صعبة من السياح من جميع انحاء العالم ، فكيف ستكون آلية الزيارات الآن عندما تقام به خمس صلوات يوميا ؟ ام هل سيدفع المصليين تذاكر للدخول ؟ اقول هذا للتفكه فقط .

الملفت هو تهليل بعض العرب لهذا القرار وكأن هناك نقصا في المساجد في اسطنبول او ان ذلك القرار انتصار للاسلام اوعودة للخلافة بل ان البعض اعتبره بداية لتحرير المسجد الاقصى وكان آيا صوفيا كانت محتلة ! هم سعيدون لانهم يرون في كل خطوة لاردوغان/ المخلص القادم عودة لامجاد العثمانيين وبالتالي الاسلام ، انهم يريدون ان يتم احتلالهم مرة اخرى من الاتراك .
امر مفهوم رغبة بعض الناس في تمثل زعيم كاريزمي قوي قد يرفع الامة من كبوتها بعد ان خلت البلاد منهم فعبد الناصر وصدام ماتا .. ونسوا ان عبد الناصر على نزاهته وبعض انجازاته قاد البلاد الى هزيمة كبرى عام 1967 بدكتاتوريته وانفراده بالسلطة وقمع المعارضين من اي اتجاه حتى المؤيدين للقومية والتحرر والتحرير . وصدام على ميتته الشجاعة /لغباء جلاديه/ كان بدمويته وقمعه العراقيين وتهوره السبب المباشر للاحتلال الامريكي ثم الايراني للعراق .

مع اهمية وجود زعماء اقوياء لقيادة الشعوب في حراكاتها إلا ان تعظيم الزعيم قد يؤدي الى تأليهه . ويكفي ما عند العرب من آلهة في كل قطر ، وليس كل القادة مثل نيلسون مانديلا . فهل يريد العرب دكتاتورا آخر ام يريدون احتلالا آخر . الفترة العثمانية كانت احتلالا بغيضا أبقى العرب 400 خارج التاريخ لم يخرج منهم فيها كاتب ام عالم او مكتشف ولم يعرفوا ماذا يحصل في العالم إلا بعد غزو نابليون لمصر ، كان العثمانيون بالنسبة للعرب الحاميين بينما كانوا بالنسبة للاتراك مصدرا للضرائب والجنود .

على العرب ان يفكوا بانفسهم ومستقبلهم الذي لن يصنعه اردوغان ولا الامريكان ولا الحكام العرب . على العرب خاصة الشباب والنساء / المظلومات مرتين : مرة مثل الرجال بحرمانهم من الحرية وتقريرالمصير ومرة اخرى من الرجال انفسهم بمعاملتهم كطرف ناقص / ان يتحركوا بسلمية لتغيير الواقع . على مايسمى الاغلبية الصامتة ان تخرج عن صمتها الذي يجيره كل طرف لنفسه .. والحقيقة ان هذه الفئة هي في صف الحاكم الظالم شاءت ام ابت فصمتها هو تواطؤ وموافقة على الاستبداد والظلم والفساد. لا يجب ان يهمنا وضع آي صوفيا إلا من ناحية انسانية وسياحية ، فليتدبر اردوغان مع شعبه والغرب فهو على الغالب إن لم يلجأ الى احراءات دكتاتورية / كبوتين او الرئيس الصيني/ لن ينجح في الانتخابات القادمة . لا اردوغان زعيمنا ولا آيا صوفيا حبيبتنا .



#زياد_ملكوش (هاشتاغ)       Ziyad_Malkosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا استراحة للنساء
- سيرة مدينة .. عمان في الخمسينات والستينات .. عندما كانت جميل ...
- الزمن الجميل
- وحدها شجرة الرمان .. تعرف
- طاعون كامو في زمن الكورونا
- كان ياما كان فيروس اسمه كورونا
- بعيدا عن الكورونا والسياسة
- الدكتاتوريات في زمن الكورونا
- ربيع الشعوب وخريف الانظمة
- اعلان عن جريمة
- العرب والتخلف
- المساواة في الميراث
- وايران ايضا
- نحن وتركيا وايران


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد ملكوش - آيا صوفيا .. حبيبتي