أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد الحريزي - الواقع القائم وخيارات المستقبل















المزيد.....

الواقع القائم وخيارات المستقبل


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 6616 - 2020 / 7 / 12 - 11:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عدد من المقالات حول الواقع العراقي والعربي القائم والخيارات المتاحة والمحتملة للتغير
((1))

ما هو وصف البديل المفترض او البديل الحداثي في بلداننا ؟؟؟
*********************************.
انَّ القطع القهري لنمو وتطور البرجوازية المنتجة في العالم العربي واغلب بلدان العالم ((الثالث)) والذي تكاتف على إدامته عامل محلي مجسدا في ا:-
الإمبراطورية الإسلامية ، كونها دولة تعتمد الخراج في تصريف شؤون الحكم وليس على إيرادات دافعي الضرائب من ذوي المهن والمصالح في الزراعة والصناعة والتجارة، أي إنها دولة ريعية... وبذلك لم تكن تهتم بنمو وتطور الإنتاج الصناعي والزراعي ،أدى الى تهميش وضعف أفكار وأراء وتصورات الطبقة المنتجة في المجتمع على القوى صاحبة القرار في هرم السلطة السياسية المرتدية لرداء الدين في نفس الوقت...
يقرؤنا التاريخ بوضوح كامل ما آلت إليه حركة المعتزلة وأخوان الصفا وكيف حوربت ووأدت لأنها حكمت العقل وأجلسته على العرش المفترض لإدارة شؤون الحياة، مما اوجد حالة تناقض حاد مع طبيعة هرم السلطة الوراثي ألسلالي المبني على المقدس المتوارث وليس على خيارات العقل والاختيار، أي ان إرهاصات نمو ونفوذ برجوازية منتجة خنقت في المهد سواء بقوة المقدس او بقوة السيف....
كذلك يرينا التاريخ حالة الفشل والانكسار الذي كان مصير الحركات والثورات التي قامت به الطبقات الاجتماعية المهشمة الأوسع- مثل حركة القرامطة وحركة الزنج والبابكية وغيرها.. لأنها لم تكن تعبر عن حالة وعي ذاتي لهذه الشرائح والطبقات لكونها شرائح مختلفة الأطياف والمستويات ، لم تستطع ان تنتج نظريتها المعرفية الثورية لتكون القوة الموجهة والهادية لها بل اعتمدت نفس أفكار وأسانيد وأطروحات مضطهديها وكأنها حركة تسعى لاستبدال عمامة سوداء بأخرى بيضاء او حمراء، لا تسعى الى استئصال روح الاستبداد والاستعباد والتسلط وإنما تبادل المواقع، أي تحويل العبيد الى سادة والسادة الى عبيد عبر الاستيلاء على كرسي الحكم ، لم تكن تدرك الأساس الاقتصادي لأسباب الاستبداد والاستعباد وبالتالي العمل على اجتثاث الأسباب والمسببات... لإيجاد حالة من التوازن في الحكم وتقسيم الثروة.. مما أدى الى فشلها بعد حين سواء طال ام قصر ومهما كان حجم الأذى الذي ألحقته في هيكل الطبقات الحاكمة التي تستولي على كراسي الحكم ضمن أسرها حصريا،وهذا دليل فشل وخيبة ثورة الزنج بقيادة سبارتاكوس وثورة الزنج في العراق وانتفاضات الفلاحين في القرون الوسطى ومن ضمنها فشل ((ثورة 1920)) في العراق في بداية القرن العشرين.
أي إنها تفتقر الى التعريف العلمي للثورة في الممارسات الثورية - لكي لا يقترن هذا المفهوم بالعنف او الانقلابات كما هو متداول - وما هي متطلباته وما هي أدواته وكيف يمكن انجاز هذه الثورة ، اثبت تاريخ الثورات والسيطرة على كرسي الحكم عبر العنف او المؤامرة الانقلابية، فشله في اغلب أنحاء العالم فمنه من احتضر ومنه من يعاني ومنه من يحاول ان يجد سبلا جديدة للحياة.
في العقد الأول من الخمسينات من القرن الماضي حدثت في العالم العربي العديد من ((الثورات)) الانقلابات العسكرية ، منها ((ثورة))23 يوليو في مصر ((وثورة 14)) تموز في العراق ضد ما أسموه بالحكومات الرجعية والعميلة لم تستكمل عملية التحرر الوطني الديمقراطي، كانت هذه الثورات تحمل الصبغة الاشتراكية او ما سمي بالديمقراطية الشعبية في الحكم مستندة على الشرعية الثورية .. باعتبارها مرحلة انتقالية نحو الشرعية الدستورية ، هذه الديمقراطية التي لم تتيج للمواطن العربي ممارستها وان مارستها فهي شكل مخفف في ممارسات الشرعية الثورية.. هذا الحال نابع من كون الطبقة التي هيمنت على كرسي الحكم بعد الانقلابات ((الثورات)) ، هم خليط من بقايا الاقطاع والبرجوازية الطفيلية والتجارية ، الطبقة المتوسطة المشوهة المصنعة حكوميا وليست وليدة حراك طبيعي، غلب عليها ،هم الاحتفاظ بالكرسي على هم الاحتفاظ برضي الشعب الذي ساندهم وقدم التضحيات من اجلهم ، فهذه الطبقة كما وصفنا ذلك في تجربة العراق ، ظلت حبيسة طبيعيتها المترددة المتذبذبة فهي لا تستطيع ان تمضي قدما في طريق الثورة ونقل السلطة للشعب ، وقد رفعت شعار لا شرقية ولا غربية ، وهي فاقدة القدرة على اجتر اح طريق ثالث للتطور ، مما احدث شرخا في العلاقة بينهما وبين جماهيرها التي بدأت تتململ ومن ثم تحاول الانتفاض وإدارة ظهر المجن لهذه الحكومات، ما دفع هذه الحكومات الى اعتماد العنف ((الثوري)) لقمعها وإعادتها الى ((رشدها )) كما تدعي ، كما أن هذا التردد وفقدان المنهج الفكري لقيادة الدولة واختلاف المصالح داخل هذه الطبقة أدى الى حدوث تصفيات دموية عنيفة بين رفاق الدرب وقادة الثورة، هذا الحال ادخل النسيج الاجتماعي فايروس العنف الطائفي والعرقي والعشائري، بالإضافة الى استشراء حالة المحسوبية والمنسوبية، والرشوة والفساد المالي والإداري، توقف او على الأقل تهالك وتردي عملية الإنتاج المادي والثقافي، تعيد الحياة والنشاط لقيم المجتمع الأهلي الما قبل حداثي ، زحف الريف على المدينة ، والخرافة والهرطقة على العلم والمعرفة.. أي جرت عملية تجريف للقيم والأعراف ((الكونفورميا)) الايجابية ، عملية هدم القيم أكثر خطورة من هدم الأبنية والمصانع والعمارات ، فان توفرت إمكانية ترميم وإعادة بناء المنشآت فمن الصعوبة بمكان إعادة ترميم وبناء القيم المفقودة والمجرفة، كما إنها تعتبر المعيق الأكبر لعملية البناء الحضاري والثقافي في البلد المعين.
القصد ان مشاريع الإصلاح وبناء دولة المؤسسات آلت الى نشوء وتسلط أنظمة ديكتاتورية تسلطية فاشية، كممت الأفواه ، كبلت الأيدي ونصبت نفسها قيمة على الأفكار والسلوكيات ، هيئت كل الظروف والوسائل لتصنيع القائد الملهم والقائد الضرورة، المخلص محبوب الشعب ، فحل الفحول وجامع العقول....(عبد الناصر)،(حافظ الأسد)،(صدام حسين)،( معمر القذافي)، (زين العابدين بن علي)،(محمد زياد بري)،(علي عبدالله صالح) ناهيك عن الملوك والأمراء والسلاطين خلفاء الله على الأرض. وهنا يجب ان لا ننسى الدور السلبي الذي لعبته الجماهير او الكتل البشرية غير الواعية في إنتاج ودعم مثل هذه الديكتاتوريات وإسنادها وحين يتحدث فاضل الربيعي عن دور الجماهير في الثورة الإيرانية يقول :-
(( كيف ان القسم الأعظم من هذه الجماهير كان في الواقع مغرقا في الرجعية، وقد أعاد إنتاج الاستبداد من خلال اندماجه في مؤسسات السلطة القمعية الجديدة التي يهيمن عليها رجال الدين، وبالفعل فقد تحول الجزء الأعظم من هذه الكتلة الهلامية، أي، الجماهير، الى مصدر جديد من مصادر تهديد فكرة الديمقراطية والتحديث في المجتمع، هذه المرة لم يعد القادة الدينيين والتقليديين وحدهم مصدر التهديد؛بل أصبحت هناك كتلة كبيرة من الجماهير تعيش في قلب مهمتها التاريخية والوحيدة تأسيس الاستبداد باسم حماية الثورة)) 6ص 177 فاضل الربيعي
وهنا لم يكن ((المخلص)) الخارجي بعيدا عن هذا الواقع الاستبدادي ، لا بل كان احد صناعه مع ((المخلص)) الداخلي من اجل إعطاءه المبررات الكافية للتدخل المباشر العسكري ،وغير العسكري في شؤون هذه البلدان ، هذا ما حصل في العراق وما يحصل الآن في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن......
ان رغبة التغيير يتبناها طرفان طرف يعمل من اجل بناء مستقبل ديمقراطي مساواتي متنور ، وطرف آخر يسعى الى استعادة ماض مفقود كما يذكر ذلك سمير أمين وهو يرى أهمية وجود طوباوية تدفع الجماهير على مواصلة الكفاح وتمده بالعزم للسير قدما لتحقيق أهدافه ولكنه يرى ان في هذا النضال ضد الواقع الرأسمالي المرير طريقان يختلف احدهما عن الآخر اختلافا جذريا حيث يرى محقا ان :-
(( هناك من يرفض الواقع الرأسمالي من زاوية مستقبلية فيريد ان يتجاوزها، وهناك من يرفضها(كليا او جزئيا) من زاوية ماضوية يريد ان يرجع بالمجتمع الى نموذج عصور سابقة..، ولن اخفي إنني اعتبر ان الأسلوب الأول يمثل طوباوية بالمعنى الايجابي للمفهوم، بينما الأسلوب الثاني يمثل طوباوية بمعناها السلبي))7 ص297
مما جعل الناس تنظر بحنين بالغ الى العهود السابقة ((الرجعية)) وتوجه الأنظار الى مخلص خارجي بعد ان فشلت كل محاولات التغيير الداخلي، هذا الفشل الذي لم يكن المخلص في أفغانستان والعراق وتونس ومصر وسوريا وليبيا وغيرهم على الطريق... لتدخل هذه الشعوب دائرة الأزمات المستدامة ،حيث يجد المخلص الخارجي ((أمريكا)) صعوبة بالغة في تصنيع طبقة سياسية موالية لها تحكم البلاد بأساليب ((عصرية )) قادرة على ارتداء ثوب الديمقراطية لستر عورتها وعجزها وتخلفها لأنها من مكونات مجتمع أهلي (طائفة وعشيرة وعرق) بسبب عدم وجود او ضعف وهزالة الطبقة البرجوازية الوطنية المنتجة وبالتالي الطبقة العاملة وحلفائها باعتبارها المتبني الموضوعي والشرعي للديمقراطية كما أوضحنا / مما جعلها تدخل في حلقة جهنمية من الفوضى ((الخلاقة)) والحروب الداخلية، وديمومة أزمة هيمنتها الطبقية وهذا الحال لا يخدم سوى قوى الرأسمال الخارجي ((المخلص)) والقوى العرقية والطائفية والعشائرية ((القطوازية المخلص الداخلي))... وكما يرى سمير أمين ان قوى الرأسمال:-
(( ينظر بوقاحة الى ان تحل "نظم إسلامية" محل النظم الحاكمة حاليا إذا لزم الامر ، إذ ان هذه النظم ((الإسلامية)) المزعومة لن تمثل خطرا الا على شعوبها... ان خطاب الحركة الإسلامية المتطرفة ( والتطرف يزداد كلما قلت الانجازات الحقيقية) يعطي فرصة للاستعمار للمبادرة في عمليات عسكرية تدميرية شاملة (بما فيها محو الحياة في أقطار او مناطق بكاملها) إذا رأى ان ذلك "مفيدا"))8 ص285
وهذا طبعا ناتج كما سبق وان ذكرنا ، عن تغول وهيمنة البرجوازية الطفيلية المستهلكة المتخادمة مع الرأسمال الخارجي التي يقول عنها سمير امين في مصر وكذا مثيلاتها في بقية البلدان العربية:-
((البورجوازية فى مصر تابعة واستفادت فعلاً من الاندماج فى العولمة كما هى أي عولمة تابعة للولايات المتحدة والاستعمار المهيمن. وبالتالى هذه القوى رجعية على طول الخط ))9
تسعى لخنق البرجوازية الوطنية المنتجة وبالتالي قتل الحامل الموضوعي للديمقراطية واللبرالية الا وهي البرجوازية الوطنية والطبقة الوسطى والطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر..... فبدا العمل من اجل دولة ديمقراطية حديثة بقيادة ((القطوازية)) كمن يريد ان يطلق صاروخا الى الفضاء الخارجي محمولا على ظهر حمار هزيل!!!!!!!!
نلاحظ ان أمريكا الرأسمال والاستغلال اتخذت قرارا ضمن خطة استراتيجة محسوبة يضمن هيمنتها على بلدان البترول وطرق التجارة ، ومضايق البحار ففي الوقت الذي أنهت دول الاستعمار التقليدي نفوذها وتواجدها العسكري المباشر، وخصوصا بريطانيا وفرنسا ونقل الهيمنة للولايات المتحدة الأمريكية، ساندت الأخيرة ودعمت الأنظمة الموالية لها بغض النظر عن طبيعة حكمها وظلمها وتسلطها على شعوبها، خصوصا أيام الحرب الباردة وقبل انهيار المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي كي لا تقع هذه البلدان تحت الهيمنة الشيوعية كما تدعي ، فصنعت منظمات وأحزاب وتكتلات بمختلف المواصفات وتحت مختلف الشعارات –اشتراكية قومية ،دينية لمقاومة المد الشيوعي، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة أخذت الولايات المتحدة تصاب بالقلق من عدم نجاح وعدم قدرة هذه القوى الحاكمة من الاحتفاظ بالسلطة والولاء للولايات المتحدة خصوصا في بلدان الطاقة والموقع الاستراتيجي ربما تذهب السلطة الى القوى الإسلامية المتطرفة او الى العدو الأخطر الذي بدت تدب فيه الروح والتوازن القوى اليسارية بمختلف أطيافها،هذا مما أدى بها الى تشجيع او غض النظر عن تنامي قوة المعارضة الجماهيرية العربية التي نزلت الى الشارع لللاطاحة بعروش الطغاة، ولكنها أخذت تعد الخطط وترسم السيناريوهات كي لا تفلت سيطرت مؤيديها ان لم نقل عملاءها على السلطة المقبلة برداء ديمقراطي براق ، فاخذت تثار المشاكل العرقية والطائفية والعشائرية بوجه ((الثورات))، هذه الانتفاضات التي بدأت سلمية سرعان ما تحولت في بعض البلدان – حسب تعاملها مع طبيعة القوى المنتفضة ونسبة راديكاليتها وقربها وبعدها من المعسكر الرأسمالي - تحول النزاع الى نزاع مسلح سينهك الطرفين ويسلم قياده في نهاية الامر للعقل الكوني المدبر ((المحرر)) الرأسمال الأمريكي وحلفاءه ؛ فرنسا وبريطانيا

وإسرائيل وتركيا، وهذا ما نلحظه في ليبيا وسوريا بشكل جلي واضح، مسنودا من قبل شركات واحتكارات إعلامية عملاقة في كل العالم ومنه العالم العربي حيث الجزيرة والعربية وقنوات وفضائيات اخرى....وقد كان المفكر الكبير سمير امين على حق تماما حين يقول :-
((ويدخل ضمن هذه اللعبة الخبيثة استخدام الإرهاب والقاعدة لإبقاء الأوضاع على ما هى عليه. باسم "محاربة الإرهاب" ومنع الانتفاضات والحركات الشعبية من إنجاز تغييرات محسوسة بتحويل الرأي العام إلى قضايا أخرى. ولعله سوف نعلم بعد خمسين عاما أن أسامة بن لادن كان مقيمًا فى الولايات المتحدة وأنهم يخرجوه من وقت إلى آخر وفى اللحظة المناسبة لإلقاء البيانات التي تعطيها تبريرا للتدخل العسكري هنا أو هناك! لا ينفى ذلك سير بعض الناس المُضللين وراء هذه الشخصيات او الحركات وهو أمر طبيعي فى الحركات من هذا النوع. لكن القيادة فى الطرفين، الولايات المتحدة من جانب، والحركات السلفية المتجمدة من الجانب الآخر، واعية تماما بما تفعل)) 10 الحوار المتمدن
الم يحصل هذا السيناريو في العراق ما بعد الاحتلال ، فالولايات المتحدة الأمريكية ربما تميزت بميزة ربما لم تكن لأي من الدول الاستعمارية في العالم من قبل،حيث جلبت معها با لاضافة الى العدد والمعدات ومؤازريها ، كذلك جلبت -القاعدة وما شاكلها من منظمات القتل والسلب والنهب -معارضتها المسلحة المصنعة على مقاسها والمبرمج عقلها حسبما تريد وترغب ، من اجل خطف خيار الشعوب للمقاومة الحقيقة بعد أن لوثت هذه الصنيعة القذرة سمعة المقاومة ، فقد وضع المحتل الخيط الابيض والأسود في غرفة حالكة الظلام مقفلة الأبواب .... فتعذر الحكم والتمييز!!!


نصب ثورة العشرين في مدينة النجف ،هدم مؤخرا(2010)لغرض انشاء مجسر بمحله!!!
لحين التاريخ نفتخر بما بذله أجدادنا وآبائنا في الكفاح والثورة- ثورة 1920 - ضد الاستعمار الانكليزي، ولكننا ننظر بعين الريبة والشك وحتى الرفض والعداء لمن يدعي المقاومة للاحتلال في الوقت الحاضر، هذا المستعمر الذي رفض ان يسمي نفسه محررا بل محتلا، ووفر لنا مبررات المقاومة، وهو حق لكل شعب يتعرض للاحتلال، ان هذا حدث لان المقاومة الاولى انبثقت من رحم الشعب العراقي بمختلف قواه وأطيافه، فلم يشهد تاريخ هذه المقاومة للاستعمار الانكليزي ،قتل الأبرياء وتفجير الساحات واختطاف او اغتصاب النساء وووو مما يحدث ألان من قبل ((المقاومة)) المصنعة المجلوبة على ظهورالدولارات الامريكية والريالات الخليجية .
لذلك يتوجب عدم الانجرار الى العواطف والانجرار وراء الإعلام المظلل والانخداع بالدور التحرري للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، وهذا لا يعني أيضا الخضوع والخنوع للحكومات الاستبدادية الديكتاتورية المتسلطة بل نتمسك بشعار واضح ((لا احتلال ولا ديكتاتورية))، الرفض المطلق للتدخل العسكري والمخابراتي لأمريكا وحلفائها لنقع في المحظور كما هو الحال في العراق وأفغانستان ، لا يمكن ان نهرب من شرور الكلب الهائج لنحتمي بعرين الذئب المسعور...................... في حديثه عن مستقبل الثورة في مصر يقول سمير أمين:-
((أعتقد وربما أكون متفائلاً في ذلك أن هناك نوعًا من التعاطف التلقائي بين الشبان ومجموعات اليسار لأن هؤلاء الشباب يساريون في نهاية الأمر بإيمانهم بالديمقراطية الصحيحة وعداءهم للاستعمار وتوجههم الاجتماعي إن لم يكن الاشتراكي. ولذلك أرى أن التفاهم بين اليسار الراديكالي والأغلبية الكبرى من الشباب يمثل جوهر وأساس مستقبل الثورة لأن المستقبل بيد هؤلاء الشباب.))11 الحوار.
وواضح هنا ان سمير أمين يعول كثيرا على قدرة اليسار الجديد في كسب ود الشباب الثائر والذي بحكم تطلعه للحرية والعدل الاجتماعي فهو يساري النزعة والتوجه...

نعم ثورة مصر في خطر والثورة في تونس في خطر أما ليبيا فهي قد دخلت في مأزق خطير ثمنه حريتها واستقلالها ودمار اقتصادها، وقد تنحى سوريا نفس المنحى الليبي ان لم تفلح القوى اليسارية والديمقراطية قي تحقيق تغيرات جوهرية في بنية النظام من خلال مؤتمراتها الحوارية الحالية وبذلك تقطع الطريق على القوى المتطرفة او حاملة الأجندات الخارجية ، و إجبار النظام لإعطاء التنازلات وتامين طريق سلمي للانتقال للديمقراطية،وربما لبنان ووووو انه عالم متشظي قابل لكل الاحتمالات..
يتبع .
المصادر:-
6- فاضل الربيعي ص177 الجماهيريات العنفية ونهاية الدولة الكارزمية في العراق..
7- سمير أمين كيف نواجه الازمة ص297.
8--نفس المصدر ص 285.

9--نفس المصدر.
10- سمير امين الحوار المتمدن 3423 في 11-7- 2011ثورة مصر وما بعد
11- نفس المصدر.



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دراسة لرواية ((مرحبا ايها الاسفل)) للروائي محسن ضيهود الزبيد ...
- دراسة لرواية ((شارع الكتروني)) للروائي صالح مهدي
- من بلاد الثلج الى بلاد النار هاتف بشبوش صوت الجمال والثقا ...
- من بلاد الثلج الى بلاد النا هاتف بشبوش صوت الجمال والثقافة و ...
- دراسة ((بائع القلق)) للقاص انمار رحمة الله
- التصابي- ققصج
- طبيعة الحراك الاجتماعي ومتغيرات الثقافة العراقية .
- الوطن المضام ، الفائض عن حاجة الحكام
- المسخ - قصة قصيرة
- المجهول _ رواية قصيرة جدا - للاديب حميد الحريزي
- حقول وطني ليست متاحة لأسراب الجراد
- دراسة حول رواية (( مالم تمسسه النار )) للروائي القدير عبد ال ...
- ماذا عبد العبيدي ؟؟؟؟؟
- الفتاح المطلبي يفتح مغاليق الذات في قصته (( الاقزام ))
- عصافير الفلوجة - مقالة
- بغداد بين الأمس واليوم في ذاكرة عاشق ((أنا وبغداد )) ل ...
- حقائب الامير - نص من وحي المأساة
- دراسة - ((النهر في رواية كاهنات معبد اور)) للاديبة العراقية ...
- دراسة نقدية لرواية (( بلدة في علبة)) للروائي العراقي الاستاذ ...
- قول في الادب الصيني - دراسة في رواية ((الجمل شيانغ تسي))


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حميد الحريزي - الواقع القائم وخيارات المستقبل