أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - القربان البشري بين الرؤية الإستشراقية و الرؤية النقدية














المزيد.....

القربان البشري بين الرؤية الإستشراقية و الرؤية النقدية


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القربان البشري " الفارماكوس"

بين الرؤية الإستشراقيه و الرؤية النقدية.

ظاهرة الفارماكوس " القربان البشري" أولها رينيه جيرار تأويلا سيسيلوجيا إجتماعيا عبر كتابه الماتع " العنف و المقدس" ثم في كتابه
" خروف الأضحية" و قد توصل فيها إلى فكرة أن المضحى به هو شخص يحمل عن الناس رغبتهم في توجيه العنف ضد بعضهم فبدلا عن توجيهه إلى بعضهم يحضرون "دمية او شخصا او حيوانا" يصدرون إليه العنف ليلبوا غريزة العنف الغريزية فيهم، و بهذا المعنى حاول تبرير " صلب المسيح" بوصفه المتنفس الجماعي لغريزة العنف فيلتقي بالتالي مع المخيال الجماعي عن المسيح كما جاء على لسانه " انه يحمل عن الناس خطاياهم"، و يصح بعين رينيه جيرار ان نتأمل اي ظواهر قربانيه قد تبدو و كأنها متمدنه بينما هي في جوهرها بنت مطاردات الجواميس البرية و الوحوش الجائعه، و الاعداء البرابرة.
بنت طبيعة الإنسان الاولى التي جاء منها، ظواهر ككرة القدم على سبيل المثال كونها تمثل " حفلا قربانيا جماعيا " يرفع فيه "المدرب" و حوله -حوارييه الأحدي عشر- على
صليب التنافس و الإنتقام و إعادة تشغيل حركة دائرة العنف عبر الهزيمة و الإنتصار، " رد الكرامة و الثأر".
يصح الأمر على الرياضة بكاملها، بل و أمدده شخصيا إلى الحياة الإدارية و المحاكم، حيث يحضر الحشود لرؤية " المحاكمة" ضد " الفارماكوس" الذي يجسد لوهلة امامهم " الرمز النهائي للشر" الذي سيبرأون منه و يغادرهم للأبد..فيطهرهم " لبعض الوقت".
كما أن جيرار لم يفوت التدليل على نظريته تلك بتقديمه لممارسات لمجتمعات متأخره حضاريا كقبائل الدينكا في الجنوب و معاصرة زمانيا، قاصدا تلك الممارسة التي يحضر فيها الشخص المسبي او المذنب حيث يتم تنعيمه و تكريمه و تسمينه حيث سيقتل بعدها في إحتفال جماعي.
هذه هي وجهة نظر رينيه جيرار و هي وجهة نظر "أقدرها كثيرا" و إن كانت قاصرة لإن جوهرها إستشراقي وصفي يسقط العديد من الجوانب التي وضحها و بجلاء فراس السواح.. السواح الذي ربط بين الدورة الزراعية و الفارماكوس.
مفهوم الفارماكوس "القربان البشري" ليس مفهوما مغلقا او " اكاديميا" ليوضع بين قوسين و يتم تشريحه " سيسيلوجيا بنيويا" كما فعل جيرار، و لا حتى ظاهرة مادية كما شرحها السواح " إقتصاديا" ، بل أنها ظاهرة شديدة الإمتداد و المراوغة و لديها " اياديها الخفية" و إمتداداتها التي تتجاوز تلك النظرات المذعوره للقربان البشري، و من هنا بإمكاننا إستخدام مفهوم الفارماكوس النقدي كمضاد للفارماكوس التشريحي البحثي لنستطيع أن نكون أكثر وفاء " لما يجري هناك".
اي فتح صورة الفارماكوس لتصل حتى إلى قربان إسمه اللفظ و دائم ملح التجدد إسمه المعنى.
غير ان فتح مفهوم الفارماكوس لا يعني إلغاء بقية المفاهيم التي ساقها جيرار و السواح بقدر ما هو فتح يجعل مفهوم الفارماكوس مرنا مواكبا لمختلف سرعات المفهوم و بالتالي الكتل المختلفه للمفهوم.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي الفلسفة؟ حوار جماعي مع خالد تورين
- محمود محمد طه بعيون محمد اركون / الإسلام السوداني و إمكان ال ...
- من شاعرية اللفظ إلى شاعرية المعنى.. نحو رؤية جمالية جديدة.
- تأملات في رحلة المعراج.. في تحيين المتخيل العربي
- من تاريخ التفكيك إلى تاريخ الصيرورة... نحو نظرية جديدة في ال ...
- بين العرب و المغول - تأملات جديدة في حاضر التاريخ
- فوكو نيتشويا
- من حداثة التقليد إلى حداثة التأويل
- تأملات في مشروع محمد أركون
- الاحتفاظ و الإنتشار.. تصور جديد للمرأة و الرجل
- تأملات في سورة القدر
- الحزب الشيوعي السوداني من المؤسسة إلى الرمز
- الوحي
- الوجه الباطني للإسلام
- سلطة الجسد الأنثوي.. بين ميشيل فوكو و عابد الجابري
- تأويل الجنس
- قراءة ما بعد بنيوية للقران....هكذا فهمت محمد اركون
- سورة الكهف..قرأة ما بعد بنيوية
- ما بعد الليبرالية...ما بعد الحداثة
- وهم العصيانات المدنية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطيب عبد السلام - القربان البشري بين الرؤية الإستشراقية و الرؤية النقدية