أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه مسعود - بين يدي فاطمه














المزيد.....

بين يدي فاطمه


وجيه مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


لم يتبقى في العمر الا تسع تسعه الاخير واود لو انهيه في سقيفة, طين,, وقش,, وحنين

احط فيها حط الحمام

في عينها موقد يصل الدفء بالنجوم

والسماء والجار والهموم

بيت كبير كبير

مطبخه يطل على ما بين قهوة الهيل والحصير

مظافته مشرعة’’ لا سواتر , وتفضي القال فيها الى ما تقول الريح

سقيفة طين قبتها معشوشبه بالحنون والنعناع والزعتر والكزبره

كسقف مطبخ ( شهله )
-----
اود لو ابتني بيتآ بخوابي للطحين والعدس والحمص

وغدر السنين

وكبيت فاطمه تتدلى من سقفه ارجوحه

له نافذة تطل على الطريق

تأتيها ( خضور ) جدتي ما بين الحين والحين

تخبئ فيها بيضة مسلوقه

كما لو اننا ( نبيله رائد وامي ) فراخ عش

كما لو اننا موال حصاد,, حزين:

( يا ظريف الطول ذكر الحمام في الغربة ونحن اغرب من غريب )

واريد ان ازرع شجرة توت

لجدتي مريم , تتوضأ على حوضها قبيل الفجر ثم تقطف ما يطيب

وفي الجانب اريد ان ابني سقيفة عاليه

في قلبها كانون للقهوة والشاي والسمر

كموقد سيدي جميل
---------

اريد ان ابني دار طين ببوابة يدخل منها الجمل

بيت ( الطابون ) فيها قصر مهيب

له غرفة للقش وأخرى ل ( اللطع ) الجاف وله باب مشرع كبحر عكا
--------

اريد قبل ان اموت ان انام في بيت طين وحجر يضيؤه ( شمعدان )

فيه نملية كلها ( تطلي ) , ( رصيع ) ثوم بصل لوز ( قطين ) وزبيب

قبل ان اموت

كم اود لو انام تحت النافذه في ذاك البيت

برودة حميمه تنسل ما بين الشقوق

فأتكور -- ثانية -- تحت لحاف الصوف كبيضة تحت دفء جناح السنين

كحبة تين
-------

اريد ان ابني في حوارة قصر طين مفتوح على السماء

والغيم والقمر

كلما لثمت اوراق توتته الريح يعمده المطر

بيت صخر وطين

له ( علية ) تطل على عريشة عنب

وله سور بسيط كمشربيه تطل منها الشمس

يطل منها الجان والقمر

فيها مقعد قش اشرب عليه الشاي

واريكة لركوة القهوه , نسخة قديمه من ( ما قالت الارض ) وجلجامش

بيت صخر وطين قبالة مقام الشيخ بشاره ودكانة عمي عبدالله

من يذكر كيف كان يقايض الحمص ب ( الملبس ) الابهى من ( حنون ) قوس قزح ؟

----

بيت طين

------

و (حوش) مشرع للغيم والريح فيه ( خم ) دجاجات

اسكنه وتسكنه معي عنزة حلوب وديك

وراديو انابيب قديم

اذا ما غنت منه ( ورده ) تسمعه حوارة كلها من بيتا لقوزا لعينبوس وحتى ( سلمان الفارسي)

كما كان يحلو لابن عمي - نعيم -

-----

لا اريد ان اموت كبحار في مركب خرق

يلقي امواته في البحر كما تلقى القمامه

يلقي ابناء امه وراء الظلمة كصدام وبشار وعباس وابن مليكة واهل التخريف والخرافه

---------

اريد - قبل ان اموت - ان ابتني بيت طين يملأ خوابيه الطحين

له مصطبة طويله يتوجها كالملاك الحارس الرب انليل

جرار النبيذ , اباريق الزيت

وفي الظل زير

له عتبه اقف فوقها كتاجر التجار

كالشهبندر او امير

(اقرمز ) فوقها وافطر كمن في الجنة

على زيت وزعتر , جبنة بيضاء , بيضا مقليآ -نجوم -

شاي, وخبز ربة الخير ( شهله )
-------

ولا اريد ان ارى احد

لا اريد ان اسمع احد

لا اريد لقيا احد

جل ما اريده بيت طين فيه طابون ومصطبه عريشه وعليه وحوش فسيح

اغاني فيروز , اشعار الماغوط , والمعري

رسومات ابنتي

وبضعة صور : كمال خير بك , فؤاد الشمالي , سعاده , سعيد العاص , سنحاريب ,

وصورة تلك الفاتنه بالوجه المستدير كالقمر وشعرها الملفوف كعش الحجل

ونهداها يبزا قميصها كبيدرين

اظنها اميرة من كنعانيات قرطاجه

واريدها كتلك التي كانت معلقه على حائط فاطمه في دار (سيدي) جميل

لوح زجاجي بسيط , لاصق الورق البني يؤطرها او يخلدها

يوشمها بسر حنين الجدات للضحى
-----------

اتعرفون صفيه ؟

قبل موتي ,
يميتني انني لم أقرأ

ولم اكن كما ارادتني - فاطمه - ان اكون

كما وددت ان اكون

كم اود لو اصير كما وددت ان اكون

وقبيل دفني كم اود لو انني مت في حوارة قبل ان اموت وأن

التحف تراب ( ستي ) خضور , شهله, تينة بيتنا القديم و ( سيدي ) سعيد



#وجيه_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرابيش سقطت من ( كسميات نجيب سرور)
- حسينية تغريد / خرابيش
- خرابيش / خلوه - شعر
- خرابيش / واحه -- شعر
- خرابيش , خرابيش
- خرابيش, عن توفيق زياد, شعر-
- خرابيش : فوضى وضياع شعر
- دار’ شهله شعر - وما زلت اخربش
- خرابيش:دعابات ابي طافش عن مسلسل جلطه
- خرابش, لا اريد احد / شع
- خرابيش, عن توفيق زياد, شعر
- (الفلسطينيات) خرابيش
- خرابيش . مستفعلن. مستظرطن, شعر
- خرابيش, بعث وموات. شعر
- خرابيش, خمريات ابو طافش, شعر
- خرابيش ابو طافش: في التيه, شعر
- خرابيش: لتموز, شعر
- خرابيش: لمن تكتب ؟ شعر
- خرابيش, طافشيات,


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجيه مسعود - بين يدي فاطمه