أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم














المزيد.....

بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6613 - 2020 / 7 / 8 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما كان متوقعا فانه لم يكون بوسع اسرائيل وضع قرارها بضم مناطق الاغوار موضع التنفيذ بعد ان تمكنت السلطة الفلسطينية من المرور الى السرعة القصوى في تفكيك عناصر تنفيذه في البيئتين الاقليمية والدولية علاوة على تفتيت عناصره المحلية، بيد ان ذلك لا يعني نهاية المطاف وان اسرائيل استنفذت كل ما لديها من اوراق.
ولكن في الوقت ذاته والذي لا زال فيه لدى الفلسطينيين طاقة كبرى للصمود والتصدي فانه لدى العرب الكثير من الامكانيات التي من شأن توظيفها ليس فقط افشال مخطط ضم مزيد من اراضي الضفة الغربية بل واسقاط مشروع اسرائيل التوسعي واجبارها على الرضوخ لارادة المجتمع الدولي بالذهاب الى سلام عادل يحقق للشعب الفلسطيني جزء من طموحاته الوطنية وللدول العربية امنها وبقائها الذي يبقى رهينا بكسر الرؤية الإسرائيلية للمنطقة.
فعلى سبيل التذكير فإن اعتبار اسرائيل للأردن أنه جزء من وعد بلفور ليس جديدا اذ يعود ذلك الى كلاسيكيات النظرية الجابوتنسكية «لأرض الميعاد» التي عاد يغال آلون الى نفض الغبار عنها بعيد حرب 1967 من خلال ما عرف حينها بخطة آلون لتقاسم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن، وهي نفس الخطة التي شكلت أساسً رؤية شارون في الثمانينات لاعتبار أن الأردن هو فلسطين والتي تبناها فيما بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي في تلك الاثناء إسحق شامير عام 1982 حين قال بأن المشكلة ليست في غياب وطن للفلسطينيين لان ذلك الوطن يدعى شرق الأردن، أو فلسطين الشرقية.
وعلى الرغم من ان اتفاقيتي وادي عربة واسلو قد دفعتا هذه النظرية الى ما تحت السطح مما ساهم في اشاعة اجواء من الطمأنينة خاصة لدى الطرف الاردني الا ان اصرار حكومات ما بعد رابين وخاصة حكومات اليمين منها على التخلص من اوسلو وقتل حل الدولتين ايقظ في الذهن الاردني هواجس الخوف من نظرية الوطن البديل.
وهي هواجس الخوف منها في محله حيث لا خيار اخر امام اسرائيل الذاهبة لدولة واحدة على كامل فلسطين وباقل عدد من الفلسطينيين سوى تفعيل خيار الوطن البديل.
فقد صار معروفا ان عدد الفلسطينيين في داخل الخط الاخضر والضفة الغربية والقدس وغزة تجاوز 6.6 مليون فلسطيني مقابل 6.5 مليون إسرائيلي ما يعني ان الدولة الاسرائيلية تتجه صوب اغلبية فلسطينية مرشحة للازدياد تدريجياً، باعتبار ان الفارق في معدل الولادة لكل امرأة فلسطينية يصل الى نحو 4.1 طفل مقارنة بـ3.1 طفل للمرأة الإسرائيلية.
ازاء مثل هذا الواقع فإن الاستنتاج المنطقي الوحيد يقود الى أن إسرائيل ستحاول، وبكل الوسائل، أن تتخلص من اكبر عدد من الفلسطينيين، بدفعهم اتجاه الأردن التي عاد الاعلام الصهيوني للحديث عنها كاحد الاحتمالات التي يمكن لها ان توفر هذا التزاوج بين ضم الارض وافراغها.
فلم يخف المعلق الاسرائيلي روجر الفر نوايا من هذا القبيل اذ نقل عن مقال نشرته كارني انداد في صحيفة ماكور ريشون قولها "إذا ما قمنا بضم يهودا والسامرة، قد نجد أنفسنا أقليّة في دولتنا". لذا فالحل بحسب ما نقل عنها الفر يكون بانقلاب في الأردن، يدفع فلسطينيو الضفة للانخراط بانتخابات برلمانية تعزيزا للاكثرية الفلسطينية في الاردن من اجل احراز فوز كاسح يحقق قيام الدولة الفلسطينية هناك.
ان اكثر ما يستحق التوقف عنده في مثل هذه الخزعبلات ليس اي شيء مما جاء فيها لانه خارج السياق الفلسطيني جملة وتفصيلا كما انه خارج السياق الاردني، بل هو الاصرار الاسرائيلي على تصحيح اي خطأ في المراهنة على انها يمكن ان تكون صديقة لغير مشروعها التوسعي.
وللامانة لا يمكن انكار ان الموقف الاردني بمختلف مستوياته من نية اسرائيل ضم مناطق الاغوار كان حاسما وواضحا وربما كان مؤثرا لجهة منع الاقدام عليه، غير ان ذلك لا يجب ان يحجب عنا حقيقة ان بناء موقف دائم وصلب لاسقاط هذا القرار يحتاج الى مضمون سياسي لا زال غائبا او مغيبا عن قرار اسقاط الضم من قبل صانع القرار الاردني.
واليوم اذ يطلق نتنياهو العنان لاذرعه اليمينية في الاعلام الاسرائيلي المعروف عالميا بانه اعلام يخضع لوزارة الحرب الاسرائيلية ومختلف الاجهزة الامنية للتلويح بان يكون الاردن نطاق حل ازمة الدولة اليهودية، فانها فرصة للاردن لاعادة صياغة مواقفه من اسرائيل بما يتوافق وجدول اعمال الشارع الوطني.
والاكيد في هذا الاتجاه هو ان تتم ايضا مراجعة طبيعة العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والانتقال بها من مستويات التنسيق الطارئ الى مستوى الشراكة الاستراتجية لبناء موقف موحد قادر على مواجهة هذه التحديات، واسقاط الرهان الاسرائيلي على مثل هذه الاستراتجيات للتحيل على ارادة المجتمع الدولي وتجاوز الاطروحات السابقة لطبيعة العلاقات المستقبلية بين الجانبين على غرار الشكلين الفيدرالي او الكنفيدرالي.
هاني الروسان استاذ الاعلام والاتصال



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...
- الدعوة السعودية لوحدة الخليج محاولة للاختباء خلف جدار العاصف ...
- التصادم بين الرغبوي والموضوعي
- السياق ألسببي لصعود الإسلام السياسي
- الصراع لاجل سوريا لا عليها
- التردد في التغيير: من الفوضى في التفكيرالى الفوضى في السلوك


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم