أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - عزوّ أقوال إلى قائليها















المزيد.....

عزوّ أقوال إلى قائليها


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


والعزو: النسبة والانتساب، جاء في (المعجم الوسيط) الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة:( عزا) فلانا إلى فلان- عزوا وعزيا: نسبه إليه، ويقال: عزا الخبر إلى صاحبه: أسنده إليه، ويقال: عزا فلان إلى فلان: انتسب إليه.
وإذ فهمنا معنى الـ (عزو)؛ أي نسبة أقوال إلى قائليها، أو إرجاعها إليهم، فإنني أقول إن ثمة الكثير من الأقوال الشائعة، التي تعزى إلى أكثر من قائل، ولعل ذلك ناتج عن عدم التثبت من قائلها، والتأكد من نسبتها إليه، فضلا عن أن الخطأ في نسبة قول ما، يستتبع من ثم وقوع آخرين فيه اعتماداً على الأخذ منه، والاقتباس عنه، ولقد رأيت الاختلاف في بعض الأقوال، يصل إلى شأو بعيد، كل ينسبه إلى قائل معين، لذا آثرت كتابة هذا الموضوع، كي نعطي كل ذي حق حقه، وننسب هذه الأقوال إلى قائليها، ونعزوها إليهم، وهذا مبلغ علمنا بالشيء، وفوق كل ذي علم عليم.
1- من ذلك إن بعضهم يأتي بمقولة (المتنبي مالىء الدنيا وشاغل الناس)، من غير عزوها لقائل معين، وهي لابن رشيق القيرواني؛ الأزدي ولاء لا نسبا، والمولود عام 390 للهجرة،، والمتوفى ليلة السبت غرة ذي القعدة 456 للهجرة، وقد صنفه كعادة أكثر أهل زمانه، لأبي الحسن علي بن أبي الرجال، الكاتب، رئيس ديوان الإنشاء- أي المراسلات- لدى ابن باديس الصنهاجي، أحد الملوك المعروفين في المغرب اوانذاك، كما ألف اللغوي أحمد بن فارس كتابا في اللغة كتبه للصاحب بن عباد، مهديا إياه له، لا بل أطلق اسمه- أي المُهْدى إليه أو له!- على الكتاب، إذ سماه ( الصاحبي في فقه اللغة).
2- كما وجدت خلطا عجيبا وتباينا في نسبة قول: " كلنا خرجنا من معطف كوكول" أو" قد أتينا جميعاً من معطف كوكول"، فثمة من ينسبه للروائي الروسي ثيو دور ديستويفسكي، وآخر إلى ليو تولستوي، لكن واقع الحال، أو هذا ما توصل إليه بحثي وتنقيري، يؤكد أنه للروائي الروسي إيفان تورجنيف- 28 من تشرين الأول 1818-22 من آب 1883- الذي أصيب بسرطان العمود الفقري وهو في فرنسة، وأوصى بنقل جثمانه إلى بلده، وصاحب الروايات العديدة:( رودين) و(عش النبلاء) و(مذكرات صياد) وغيرها.
ومعطف كوكول هذا، إشارة إلى قصة قصيرة كتبها القاص والروائي الروسي كوكول عنوانها ( المعطف)انبنت على مفارقة مؤسية، إذ تصور حياة رجل فقير اسمه ( أكاكي أكاكيفتش) يتسربل بمعطف قديم متهرىء رُقّع كثيرا إلى الحد الذي لم يعد بالإمكان ترقيعه، أو إضافة رقعة إليه، ولقد شاء الخياط السكير الذي يرقع له معطفه هذا، أن يهديه معطفا جديدا، ليخلصه من معطفه المرقع هذا، ومن ثم كي يتخلص من مصاعب ومتاعب ترقيعه، معطف أكاكي أكاكيفتش البائس، ويحيا هذا المسكين أياما عدة، سعيدا بمعطفه الجديد هذا، وقد نضا عنه معطفه المرقع القديم ذاك، لكن يفاجأ بمن يتحايل عليه ويسرقه منه، فيترك ذلك في نفسه أسوأ الآثار، وما يلبث أن يموت هما وحزنا وكمدا على معطفه الجديد المسروق، ولقد تناول القاص العراقي المبدع؛ محمود عبد الوهاب (ت.2011) ثيمة هذه القصة، لينتج منها قصة رائعة، ضمتها مجموعته القصصية ( رائحة الشتاء)تنحو قريبا من منحاها، ليترك بطل قصته يغادر غرفته الباردة العارية من كل دثار، نحو ساحة أم البروم في منطقة العشار بمدينة البصرة، في ليلة مقرورة شاتية باردة، يواجه موته، كما واجهه أكاكي أكاكيفتش محزونا مهزوما مقهورا مقرورا.
3- ثمة قول آخر مشهور:" الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" رأيت من ينسبه لأكثر من قائل، وما هو في الحقيقة إلا للشاعر البريطاني؛ روديارد كبلنك-ت.1936- والقول بصورته الكاملة هكذا:" الشرق شرق والغرب غرب، عبء الرجل الأبيض. ماذا يعرفون عن انكلترة الذين عن غير انكلترة لا يعرفون، إن أنثى كل كل جنس اقتل من ذكوره". ولقد قرأت دراسة كتبها عنه الروائي البريطاني جورج اورويل-ت.1950- لم يجد مثلبة ومنقصة إلا والصقها بروديارد كبلنك، فهو سادي متغطرس، استعماري منذ أيام حرب البوير، التي خاضتها بريطانية في أفريقية سنة 1902، فضلا عن كونه وكيل دعاية إلى سيسل رودس، الذي سميت ( روديسيا) باسمه، التي نالت استقلالها بعد تنحية حاكمها الأبيض العنصري المتغطرس ( أيان سمث)، بداية سبعينات القرن العشرين،. وأضحت تعرف باسم (جمهورية زامبيا)، ولم يوفر جورج اورويل، صاحب روايتي (حقل الحيوان) و(1984)، لم يوفر أشعار كبلنك وأدبه، إذ وصفها بأنها (نظم)! ومن أراد الاستزادة فبإمكانه الرجوع إلى كتاب (خمسة مداخل إلى النقد الأدبي) تصنيف ويلبر. اس.سكوت، ترجمة وتقديم وتعليق، أستاذي الدكتور عناد غزوان إسماعيل-ت.2004-وجعفر صادق الخليلي، وقد نشرته وزارة الثقافة والإعلام في الجمهورية العراقية سنة 1981 في ضمن سلسلة دراسات ورقمها 96 عن دار الرشيد للنشر.
4- كما ذاع في الأوساط الثقافية، قول يصف العالم بالقرية الصغيرة، واختلف الكاتبون في نسبته إلى قائل معين، لكن الثابت أن عالم الاتصالات الكندي (مارشال ماكلوهان) وصف عالم اليوم، في ظل مبتكرات العلم الحديثة، وعالم الاتصالات المذهلة من خلال الأقمار الصناعية، بأنه أصبح قرية كونية.! واضعين في الحسبان، أن عالمِ الاتصالات الكندي (مارشال ماكلوهان) توفي سنة 1980، عن نحو سبعين سنة، يوم لم يكن الإنترنت والبريد الإلكتروني قد اكتشف، تراه ماذا سيصف عالمنا هذا لو كان حيا! يقينا، سيصفه بـ(كوخ كوني)!
5- وعود على بدء، فقد ناقشت في مقالتي (قراءات ومراجعات) المنشورة يوم السبت 27 تشرين الأول 2000 في صفحة (النافذة الثقافية) بجريدة (العراق) المحتجبة عن الصدور الآن، ان هذه الأبيات غير منسوبة لقائل معين:
الشـــــــــعر فأعلمن أربعة فشاعر يجري ولا يُجرى معه
وشاعر ينشد وسط المعمعة وشاعر من حقه أن تسمعه
وشاعر من حقه أن تصفعه!
ولقد عثرت وأنا أقرأ في كتاب (العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده) لابن رشيق القيرواني، على هذه الأبيات، ولكن برواية مختلفة وقريبة منها، إذ قال ابن رشيق: " وانشد بعض العلماء ولم يذكر قائله:
الشعراء فاعلمن أربعة فشاعر لا يرتجى لمنفعة
وشاعر ينشد وسط المجمعة وشاعر آخر لا يجرى معه.
وشاعر يقال: خمر في دعة
وهكذا رويتها عن أبي محمد بن عبد العزيز بن سهل- رحمه الله- وبعض الناس يرويها على خلاف ذلك.
وأقول: ولعلها الرواية التي ذكرتها آنفا، أو غيرها، وقد نسبها محقق الكتاب الصادر في شهر آب/ أغسطس سنة 1934، المرحوم أبو رجاء؛ محيي الدين عبد الحميد، نسبها إلى الشاعر الحطيئة، لكن لم يوضح مصدره، أو مصادره التي استند إليها، في نسبة هذه الأبيات للحطيئة، أو استقى منه هذه المعلومة.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (لماذا تكرهين ريمارك؟) لمحمد علوان جبر نص روائي مثقف تناوب ع ...
- في رحيل الشاعر والمفكر اللبناني صلاح ستيتية.. خافوا التاريخ
- في الحديث عن القومي العروبي الماركسي محسن إبراهيم
- تاييس رواية الحب العذري العفيف.. الوصايا تتحول وبالاً على مط ...
- مَنْ يتذكر محمد حسيب القاضي. شاعر الثورة الفلسطينية؟
- محمد عوض محمد نقلها عن الألمانية - (فاوست) ونزغات الشر في ال ...
- هل تعاني قريحة الروائيين نضوبا؟
- رواية(هل تحبين برامس؟) لفرانسواز ساكان حين يمسي ضعف المترجم ...
- محمد مهدي البصير.. الشاعر الثائر الذي غادر الشعر والسياسة
- ابتسام عبد الله.. مواهب في القصة والرواية والترجمة والحوار ا ...
- السيد محمد سعيد الحبوبي شاعر الحياة وفقيه الجهاد
- مناقشة هادئة مع المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل
- ذاكرة العراق؛ عبد الحميد الرشودي يدرس حياة الرصافي وآثاره وش ...
- صورة المناضل مهدي بن بركة
- قصائد اكليل موسيقى رؤى في بنى تضاد .... النسيان مصاب بداء ال ...
- ( بم تحلم الذئاب؟) لياسمينة خضرا رواية عن العشرية السوداء في ...
- وما آفة الأخبار إلا رواتها سفير بريطاني في حضرة السلطان سليم ...
- تطهرت ريشته من سواد الحقد مارون عبود الناقد الساخر في (نقدات ...
- القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية.توثيق صوتي لمجريات الح ...
- الراديكاليون المتعصبون والكتاب


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - عزوّ أقوال إلى قائليها