أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!














المزيد.....

هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذُ أن بدأ فيروس كورونا يتجوّل براحتهِ في شوارعِ مدنية نيويورك الأمريكية، غيّر آبهٍ لعظمة الدولة المُتحكّمة بالعالم، بَل منذ أن أعلنَت أميركا عن أوّل إصابةٍ في هذا الفيروس، ونحنُ نشّهَد تراشقاً كبيراً من التُّهمِ بيّن أكبَر إقتصاديّن عالميّين " أميركا والصّين"، فتارةً نسّمع جعّجعةً على أميركا من الصين الطّامِحة إلى تغيير نظامِ السيطرةِ العالمي مِن أُحادي إلى نظامٍ مُتعدّد الأطراف أو على أقلِ تقدير، نظام ثُنائي القِيادة ؛ لإيمانها بأنّها لا تملِك المؤهلات الكافية التي تُمكّنها مِن قيادة العالم على نحوٍ مُنفرِد، وتارة أُخرى نرى الرّجلَ الأشّقَر وهو يعتلي منصّتهِ ليقومَ بغسّلِ عقول البشَر مِن خلال إقّناعِهم بأنّ الصّين هي وراء كُلّ ما يحدُث بالعالم، وأن هذا الفيروس ما هو إلا صنيعة مُختبرٍ صيني، صُنِع مِن أجلِ إضعافِ أعتى وأكبَر الإقتصادات العالميّة " أميركا"، وخاصّة بعد أن فُرِض عليّها - أي على الصين- عقوبات إقتصاديّة جمّة .

اليوم، وبُعيّد أن عطّل هذا الوباء سيّر العجلةِ الإقتصادية لمُعظمِ دولِ العالم -إن لَم تَكُن كلّها- لأكثرِ مِن أربعة شهور، بتّنا نعلَم بأنّ هناكَ شيّنا ما، يُرتّب على طاولةٍ النظام العالمي المتآكلةِ الأقدام، والتي أصبحت تُرتّب عليّها الخطط واحدةٌ تلوَ الأخرى، وكأنّهُ قَد رُسمَ لها بطريقة مُتّقنَة، أن تسّقُطَ بينَ كُلّ حينٍ وآخر أمامَ العالم أجّمَع. فقَد كانَت الخُطّة الأولى التي أُسقِطت، هي خطّة الإستغتاء عِن الحُلفاء، وكأنّها تمهيداً إلى إعادةِ ترتيب قوى العالم كما تسّعى بعض الدول، وفي حقيقة الأمر هذا ما يحصُل اليومَ على أرض الواقِع . أمّا الخطّة التي عارضها الشّعب الأميركي بأكملهِ، إلّا أنّها قَد رُتّبَ لها بيّن الرئيس الأميركي وكبار أثرياء العالم وعلى رأسهم أثّراهم، والمُتغنّي بالإنسانيّة المبنيّة على مصالحه العالميّة السيّد " بيل غيتس"، إذ أنّ هذه الخطّة* قَد كانَت تهدف إلى إيقافِ الدّعم الأميركي لمُنظمة الصّحة العالمية، فأُصدرَ أمراُ رئاسيّاً يوقفُ الدّعم الأميركي لهذه المُنظمة .

إن كُلّ الدلائل التي تظهَر على الساحة العالميّة تُشير إلى أنّ هذا الفيروس - دونَ النظرِ إلى أصلهِ وفصّلِه- قَد أظهرَ الضّعفَ الحقيقي الذي يُعاني منّه النظام العالمي الحالي، وأنّه نظام لَم يُعد صالحاً لقيادةِ العالم، أو حتى بقائه في دائرة صُنعِ القرار العالمي مُستقبلاً، فهو قَد حمّل العالم من الإخفاقات والفشل ما حمّله، وسفكَ الدّماء في كلّ بِقاعِ الأرض، وسلبَ أموال الشّعوب من غيّر حق .

فيُخطئ في حقّ البشرِ، بل يقتُل جميع البشر، كُلّ من يرى أن هذا النّظام قَد ساهمَ في تقديمِ أفضل ما عنّدهُ إلى العالم ؛ لأنّ هذا النظام لَم يُقدّم للعالمِ شيئا، وإن كانَ قَد قدّم، يكون تقديمهُ لا يتجاوَز الدّول والشّعوب الفاعلة فيه، وأهمّها الشّعبينِ " الأوروبي والأميركي " محقّقها لها نجاحات على حسابِ الشّعوب الأُخرى التي كانَ سبباً رئيسياً في نكّبتها وإذلالها وإضّعافها، فهو نظامٌ قائمٌ على مصالحهِ وليّسَ على مصالِح العالم، وهي الحاكمُ الوحيد لبقائه مُتسيّداً على العالم .

ربّما تستطيع أن نقول، أنَّ النظام العالمي الحالي كانَ في أوّجِ ناجحهِ عندما حاول أن يتخلّى عَن الموتِ والتّوجهِ الجاد في صناعةِ الحياة ؛ بدايةً من إنتهاء الحرب العالميّة الثانية إلى فتّرة الإستقرار الأولى، إلّا أنّهُ عادَ إلى ما كانَ عليّه مِن صناعةِ الموّت سابقاً، فصنعَ أفضلَ الأسلحة الفتّاكة، وأعدَّ الجيوش وأسّرفَ في وضّعِ ميزانيّاتها، فأرسلها إلى فيتنام، ومِن ثمَّ العِراق، ومِن ثمّ أفغانستان، والكثير من الدّول العالميّة والعربيّة على وجّه الخصوص، كُل هذه الحروب كانَت كفيلةً بأن تُثبتَ بأنّ هذا النظام إن بقيَ على عرشِ الحُكم العالمي ؛ سيبّقى دمويًّا إلى أجل غيّر معلوم، كيف لا، ومَن أسّسهُ هُم أؤلئكَ قادة الحربِ العالميّة الثانية، والتي بلغَ عدد ضحاياها أكثرَ من ستّينَ مليون قتيل، والتي عُرفَت بأنّها إكثرَ حربٍ دمويّة في تاريخ البشريّة .. فمَن المُستحيلِ أن يكونَ نظاماً عالميّا عادلاً، يتعاطى مع كلّ الشعوبِ بالصورة المطلوبة، وهو قَد أُسِّسَ على أيّدي مَن قتلوا -بصورةٍ مُباشرة، أو غير مُباشرة- ما يزيد عن نصفِ مئة مليون إنسان، إضافة إلى أنّهُ لَم يتمكّن من تطبيقِ منظومة القِيم - التي يتغنّى بها دائما- خارج حدودهِ إن كانَت حقُّا مُطبّقة داخل حدوده، كالديمقراطيّة وحقوق الإنسان وغيّرها .


يقولُ ابن خلدون : " إنَّ للدولِ آجالٌ مثّل آجالِ البشَر " ..
هُنا، وبعدَ قراءتنا لهذه المقولة التي إن أسّقطّناها على واقعنا ؛ تتورادُ إلى أذهاننا أمورٌ كثيرة، أقلّها تأثيراً، هي تّرتيبٌ للبيتِ العربي الذي بسببِ حُكامهِ وخُذلانهم وظُلمهم وجبروتهم وطُغيانهم وإضطهادِهم لشعوبهم ؛ لَم يذُق أجلاً واحدا، بل أذيقَ آجال كثيرة . أمّا أكثرها تاثيراً، أنّ كُل المؤشرات تُشير إلى أنّ النظام العالمي الحالي، باتَ في وضّعٍ لا يُرثى لهُ، وأنّهُ قَد أُدخلَ في غُرفةِ إنعاشٍ تفتَقد إلى كادرٍ طبيٍّ مُتميّز إختصاصهُ جراحة القَلب، وتخلو مِن أجهزة طبيّة جيّدة، تُعيدهُ نشاطهِ كما كانَ سابقاً .

" الليبرالية، الرأسمالية، العولمة " مبادئ تأسّس عليّها النظام الحالي . فلَن تكون هذه المبادئ قادِرة لو على أن تُسّعفَ هذا النظام، وقادرة على إخراجهِ مِن غُرفةِ الإنعاشِ التي أدخلَ بها، بَل هي - اليوم- بمثابةِ دواءٍ قَد إنتهَت صلاحيّتهُ منذ فترةٍ طويلة، يُعجّلُ بإرتداء الكفنَ الأبيض لمَن تناوله، ومِن ثمّ وضعه في حُفرةٍ مِن الطين ..

إنَّ تناول هذه الأدوية الفاسدة، هو أكبر دليلٍ على أنّ العالم اليوم، أصبحَ بحاجةٍ ماسّة إلى نظامٍ جديد، يُعيدُ تشكيل قواه بما يتناسب مع دول العالم أجمَع .


فهَل سيكون النظام العالميّ الجديد قريب جدا من الوجود ؟! وإن كان، فما هي المبادئ التي سيتأسّس عليها ؟!
وهَل سيكون نظام مُتعدّد الأقطاب؟!



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!