أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - بارقة الامل لن تخبو جذوتها














المزيد.....

بارقة الامل لن تخبو جذوتها


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 16:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كل ثلاثاء (بارقة الامل لن تخبو جذوتها)
هنالك مثل شعبي يتسم بالروعة والديمومة، ويعكس سرمدية الأمل، وإستعصائه على التلاشي، هو المثل المعروف (الأمل يضعف وما يموت)، فمهما بذل الحكام من جهود غاية في الدناءة والعداء للإنسان، ومهما شيدوا من سدود لصد الغضب الشعبي، وتزييف الوعي، والمتاجرة بالعواطف، كغطاء لنزعة اللصوصية المتجذرة في دواخلهم، وتدمير كل شيء جميل لدى شعوبهم وفي أوطانهم فهم لا يستطيعون إجتثاثه من التربة العراقية، ولا أطفاء مصابيحه المضيئة في نفوس العراقيين، رغم أنهم ربما ينجحون مؤقتاً في إضعاف الفولتية المغذية له، وخفض مستوى الأيمان به.
لقد عانى شعبنا العراقي، على مدى تأريخه الطويل، الأمرّين على أيدي حكامه، الذين ساموه سوء العذاب، ونكلوا به، كما لم ينكل بشعب اخر، لضمان الهيمنة عليه، وقمع أية بادرة للمطالبة بحقوقه المسلوبة، سواء كان هؤلاء الحكام محليين، أو من الغزاة. لكن الخزين الثوري للشعب، كان كافياً على الدوام، لتفجير الاحتجاجات والتمردات والأنتفاضات على جلاديه، وناهبي خيراته، وما مرّ عام إلا وإندلعت فيه إنتفاضة أو ثورة عارمة، رغم قوة وبطش المغتصبين للسلطة وجلاوزتهم، وأجهزتهم القمعية.
وكما قرأ "صدام حسين" تاريخ العراقيين بالمقلوب، وتصور أنه قادر على تحويل أفكاره المريضة الى واقع يمشي على قدمين، عن طريق العنف اللا محدود، والقسوة المفرطة، وما يسمى بنظرية تأطير المجتمع، التي لا تعني في حقيقتها سوى تحويل حتى الأطفال الى وشاة ومخبرين على ابائهم وعوائلهم، بالإضافة الى إكثاره من الأجهزة الأمنية المعروفة بدمويتها، وممارستها لأبشع أساليب التعذيب، والرشى التي أستخدمها على نطاق واسع داخلياً وخارجياً.
كذلك فعل المشعوذون الذين جاءوا بعده، بفضل المحتل الأمريكي، في قراءة التاريخ، فتربعوا على مفاصل السلطة صغيرها وكبيرها، محتكرين كل شيء فيها، بعد أن أنجزوا حلفهم غير المقدس، ورفعوا رايته المتسخة بالمحاصصة والطائفية السياسية، وأقاموا حكم الطوائف بديلاً عن دولة المواطنة، التي ضحى من أجلها الشعب العراقي، وقدم خيرة بناته وأبنائه قرابين لدولة ديمقراطية عصرية يستطيع العيش فيها بكرامة، وبحياة ملؤها الرفاه والعيش الرغيد.
إلا أن التاريخ له قوانينه وأحكامه، التي قد تتأخر لفترة قد تطول أو تقصر، لكنها في المطاف الأخير، ستجد الفرصة الملائمة لتقول كلمتها الفصل التي لا مرد لها، ولا يمكن تجنبها، فيأخذ كل ذي حق حقه ولذلك تجد من يعتلي سلم المجد وهم القلة، كما ترى من يجد طريقه سريعاً الى مزبلة التاريخ مشيعاً بلعنات شعبه والشعوب الاخرى.
في العراق لم ينجح أحد وسوف لن ينجح مستقبلاً في وأد جذوة الأمل في صدور العراقيين على الرغم من السائد الان، او لاحقاً، من مشاكل وويلات وماسي تنوء بها الجبال، ومتنفذين مازالوا مصرين على جر العراق عنوة الى الهاوية، غير مستعدين للتنازل عن أي جزء مهما كان صغيراً، من مكاسبهم وغنائمهم التي هي الدولة برمتها، ومن يجرأ على الحد من نفوذهم ولو مثقال ذرة، سيجد نفسه غارقاً في حملة تشهير وتسقيط ظالمة، مشفوعة بتهديد الميليشيات وكل الخارجين على القانون.
إن هذه الحقائق المرُة تفرض على السيد الكاظمي إذا أراد النجاح في مهمته أو في جزء منها على الاقل، إتباع نهجين لا ثالث لهما، في التعامل مع هذا الواقع المعقد والملغوم، أولهما الحذر والحيطة، والتحضير الجيد، لأية خطوة تجاه الدولة العميقة وفرسانها، وثانيهما الأنحياز الى جماهير الشعب والمنتفضين وتنفيذ مطالبهم لكي يحظى بدعمهم وتأييدهم الكاملين، وهو الشرط الذي بدونه لا يمكن تحقيق أي انتصار.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخارجون على القانون
- مخلب واحد أم مخالب كثيرة ؟!
- هل وفرنا مستلزمات الحوار الاستراتيجي؟
- حذارِ مسك العصا من الوسط!
- مفوضية الانتخابات تعيد انتاج حصان طروادة
- هيروسترات عراقي
- نظرية المسطرة إسم جديد للمحاصصة
- تصريحات و تغريدات لا مصداقية لها
- لعنة المحاصصة تجدد شبابها!
- لا إفراط في التفاؤل
- وباء كورونا ينعش نظرية -ما ننطيها-!
- القوى المتنفذة والأنتخابات المبكرة
- فيروس التشبث بالسلطة أخطر من كورونا!
- بريمر لم يكن جاهلاً او غبياً!
- رمتني بدائها وانسلت
- لا دخان أبيض يلوح في الأفق!
- الخزي والعار للقتلة القدامى والجدد
- نواقص ينبغي تلافيها
- الحكومة ضعيفة أمام المليشيات وقوية ضد المتظاهرين!
- المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - بارقة الامل لن تخبو جذوتها