أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم الاعسم - مرثية الى عمال فرن الكاظمية














المزيد.....

مرثية الى عمال فرن الكاظمية


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1592 - 2006 / 6 / 25 - 05:56
المحور: الادب والفن
    


خمس سيارات واسلحة رشاشة وعشرة ملثمين وبركة دم وعويل نساء.

تلك هي المأثرة الجهادية الاسلامية الجديدة، إذْ وقف رجال"المقاومة" فجر الاحد امام احد افران مدينة الكاظمية. نزلوا منها واقتادوا عمال الفرن، تحت تهديد السلاح، وكان بينهم فتيان لا تزيد اعمارهم عن الخمس عشرة سنة وصبي آخر كان يشتري اربعة ارغفة من خبز الصباح لوالديه وشقيقته، الى جهة مجهولة، وهناك صلى كل من الرجال العشرة ركعتين من اجل فاطر السماوات والارض الذي ملأ قلوبهم بالايمان وروح الجهاد ضد الصليبيين، قبل ان يبدأوا احتفالهم الاسلامي المهيب بذبح المختطفين واحدا واحدا، من غير سؤال او جواب، ثم ياتي دور فرقة اخرى من “الناجين من نار جهنم” لتحمل جثث عمال الفرن الكاظمي الى ضواحي حي البياع او الشعب او الدولعي او الالف دار كرسالة مفتوحة الى كل ذي عينين عراقيتين، أنْ جاءكم الحساب على ما جنت ايديكم من جرائم بحق الاسلام وصدر الحكم العادل من قبل محكمة تشكلت من ثلاثة من مجاهدي المقاومة، تونسي ومصري وفلسطيني..فليحيا الاسلام وليمت العراق.

وفي منازل طينية مكتضة بالعائلات المفجوعة، في حارة فقيرة من حارات مدينة الكاظمية، اندلع عويل الاطفال والنساء والصبية واختلط العويل بالضجيج والبكاء والصراخ، وانقلب النبأ الى فاجعة ضربت احياء اخرى في مناطق اخرى تقيم عائلات ضحايا ، فزحفت نساء الاحياء المنكوبة مفجوعات الى حيث مسرح الجريمة المروعة، باحة فرن الخبز، وهناك مزّقت النساء اثوابهن الممزقة اصلا، وارتفعت اصوات مجروحة تنادي باسماء عمال الفرن واحدا واحدا، واحتفت الظهيرة بكونٍ مكلومٍ وغاضب من البشر، لتتحول المناسبة الى سؤال مدوِ: لماذا عمال الافران؟ وقبل هذا السؤال ثمة سؤال اكثر دويا: لماذا الاختطاف؟ ثم: اية مبررات جهادية تقف وراء اختطاف عامل في فرن لانتاج الخبز؟.

سيقال الكثير عن هذه الجريمة الشنعاء، وقد نسمع او نقرأ من يقول او يكتب بان قوى البربرية، تستشعر خطر وطوق الخطة الامنية، قيد التنفيذ، وتستبق المداهمات الوشيكة لاوكارها بتنظيم اعمال اجرامية استعراضية، او انها تتصرف الآن مثل وحش كاسر جريح اصيب اصابة بالغة بمقتل الزرقاوي فتضرب بما تبقى لها من قوة كل من يصادفها في الطريق او كل من يقع تحت متناول يدها، وانها تمعن في التمثيل بجثث الضحايا ، ولا تعف عن اي عمل من اعمال عصابات الموت المطلوبة إلا وترتكبه، وهي لا تكف عن ان تبدأ احتفالاتها الهمجية بالبسملة وتختمها بطلب العون، من خالقها، لتواصل اعمال الاختطاف والذبح، حتى ينتصر دين الله على القوم الكافرين من عمال الافران ونساء واطفال الاسواق والمزدحمات الشعبية، وطوابير العاطلين عن العمل.

والآن، في اي مشرحة للجثث سنجد عمال فرن الكاظمية؟ وفي اي معنى لمقاومة الاحتلال المزعومة سنعثر على اثر لعويل امهاتهم وزوجاتهم؟ بل واي توصيف مناسب لتلك المقاومة اكثر تطابقا من كونها مقاومة همج منبوذين ومطلوبين بامتياز؟.

ــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــــ

“إصحب الفقراء بالتذلل، فالتذلل للفقراء شرف”.

الصوفي ابو عثمان النيسابوري



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام
- ملثمون من عصر آخر


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم الاعسم - مرثية الى عمال فرن الكاظمية