أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - طفولة ثورة














المزيد.....

طفولة ثورة


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 ـــ في ساحة التحرير سألت احدهم, هل انت خائف؟؟, "انا حذر فقط" اجاب, أتخشى الموت؟؟؟ "نعم اجاب", لماذا إذن تجازف؟؟ " لأننا نحترم الحياة, نريد ان نعيشها لنتأكد اننا احياء, وهنا اصبح لها واجب علينا" قال ثم التحق بالآخرين, ملوحاً بقميصه هاتفاً "نريد وطن", قال رفيقي المحبط احياناً, "هؤلاء وحدهم سينتصرون, سيغيرون كامل المعادلة الوطنية, انهم طفولة ثورة, سألتحق بهم, لأرى صورتي على مرآتهم, وحقي ان تكون لي قطعة وطن لموتي" ودعني ثم التحق بهم, عدت الى ذاتي لتأثيث آخر محطة في الذاكرة, مشبعة بالولاء لجيل جديد, يخلع الآن عنه, جلد ماض ميت, تماماً كما تخلع الزواحف, جلد يعيق حراكها, ويشكل عبئاً على حياتها, انا ايضاً اريد قطعة وطن, كي احس ولو مرة اني عراقي.
2 ـــ طفولة ثورة, ولدت من رحم الجوع ونزيف الثروات, في ساحات التحرير كبرت, فاستوحت ندائها الأول "نريد وطن" كان قد سرقته الأحداث الدامية, منذ الف واربعمائة عام, وكتبت على جلده تواريخ زائفة وافتُرست فيه الهوية, الثورة طفولة سمراء لعراقة سمراء, اكتملت كينونتها بين اضلاع, اول حضارة للقصب والطين الحري, ومهدها كان الجنوب, قد لا يفهم بعض الذين, لا يريدون ان يفهموا, ان الجنوب هو العراق, عندما يعثر اوعندما ينهض, هكذا هو دائماً وسيبقى, حتى في صمته موعد ثورة, وهكذا ايضاً تكونت فيه وكونته, مكونات العراقة ووحدة المشتركات, فالذي يحدث الآن في الجنوب العراقي ووسطه, هي الحقيقة العراقية تهتف بالعراقي الفصيح, ولا غرابة ان كان الأمر, غير مفهوم لأغبياء المنقول عن تواريخ اللامعقول, ولهذا: ان لغة الأحياء في ساحات التحرير, لا يمكن ترجمتها لأموات الماضي.
3 ـــ الذي يحدث في ساحات التحرير, ليس امر طاريء كما يتصوره البعض, انه شيء من جسد الحقيقة العراقية, يعبر عن ذاته لهيب ثورة, يفيض عن واقع ساخن, انها التاريخ الوطني, يترك وصاياه في ساحات التحرير, حاضر تجلت عنه طفولة ثورة, اتخذت الأول من تشرين (2019) لحظتها, حيث اكتملت من داخلها, كل اسباب التغيير, مغموسة بحتمية الأنتصار, انها واقع يتموج وحراك مجتمعي, تذيب سخونة شلالاته جدار المستحيل, فينبلج عن كلس تراكماته واقع جديد, يفصل بين مرحلتين, الأولى راكدة في شرائع الماضي, والأخرى زاخرة بالحياة, فتية التكوين وقوة البقاء.
4 ــ العراق في ساحات التحرير, يخرج من تحت جلده طفولة ثورة, عصية على من يحاول, ان يضع سرج انتهازيته على ظهرها, فينزلق الى حضيض الأرتزاق, كما ترفض كل من نصب خيمته, ان يدعيها او ينتحل اسمها, او يهز ذيل وصوليته من خارجها, لينطق بمشروعه على هامش المكاسب السريعة, مساومة على اهدافها, انها قالت وكتبت بمداد الدم "نريد وطن" ولا تقبل بديلاً غير العراق, ومن يستعجله الأحباط, عليه فقط ان يلتحق بالأخرين, ليعيد دفن نعشه , بعيداً خلف المتاريس المضادة, كما لا يمكن الجمع. بين الأنجازات الوطنية الكبيرة, وسهولة اتمام الأكلات السريعة, أيها الأنتم وابناء الأنتم, ان الذخيرة الحية لا تسقط الكلمة الحرة, وغداً سيأخذ الثأر منكم من هو بينكم, قتلتم اخوة لكم وخطفتم اخوات لكم, يا مثقوبي العرض والشرف والضمير والعقيدة, مهلاً فثأر الشهدا يترصدكم "وإن غداً لناظره قريب".
04 / 07 / 2020
[email protected]



طفولة ثورة.docx
13.2kB



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التافهون...
- عراق بين جيلين...
- مسافرون بلا سفر...
- المستنقع الحكومي...
- الكاظمي: لا تكن مثلهم...
- سيكتبهم التاريخ...
- الكاظمي: جسراً للعبور...
- واعتصموا بحبل الشهيد...
- رسالة سيئة الحظ...
- ألأرض تتكلم عراقي...
- لا تقبلوا بغير العراق...
- من اين لكم هذا؟؟؟
- الشهداء عائدون...
- الجوع يثأر للشهيد...
- لا شرف مع العمالة...
- مثلث الموت العراقي...
- ما بعد الكورونا...
- فوگ ضيم الله الكرونا!!!
- الله يبكي العراق...
- ديمقراطية بالذخيرة الحية...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - طفولة ثورة