أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الصباغ - الموقف من السيستاني














المزيد.....

الموقف من السيستاني


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 15:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت صحيفة الشرق الاوسط السعودية في عددها ليوم الجمعة كاركاتيرا لرجل دين يعمل على اقتطاع سيادة العراق بمقص كبير، في إشارة إلى السيستاني، وبالفعل الرجل الواضح في الكاريكاتير يشبه السيستاني، السؤال هو: وماذا في ذلك؟ ما الذي يختلفه السيستاني عن بقية رجال الدين؟ ولماذا كل هذه القدسية والحرمة التي ترافق اي حديث عن الرجل؟ واسألة كثيرة تخطر في البال عند تناوله بالنقد والضجة التي ترافق اي محاولة لقول الحقيقة عنه. 

ليس غريبا على المؤسسة الدينية استنكار مثل هكذا فعل، فهي تدافع عن رموزها التي تستمد منهم البقاء، وتحافظ على مصالحها العابرة للقارات، فحوزة السيستاني التي تمتلك المليارات عبر وكلائها وممثليها حول العالم، تعمل على أسطرة هذا الشخص وجعله مقدسا، حتى أنه يعمد على عدم الظهور واللقاء بالشخصيات الحكومية والدولية الا نادرا، ومن يقوم بهذا الدور هم حاشيته ووكلائه، في إشارة إلى قدسيته وترفعه، فهو يتحكم من بعيد ويقرر من بعيد وبيده الأمر من بعيد!

وليس بالغريب كذلك ان تكشر كل القوى السياسية والمليشيات المدعومة من السيستاني طوال السبعة عشر عاما الماضية عن أنيابها عند تعرض سيدهم وراعيهم لاي نقد، لان نقد هذه الشخصية يعني انهم افلسوا من كل شيء ولم يبقى لديهم ما يتعكزون عليه، فهم باجرامهم ونهبهم وعمالتهم أصبحوا واضحين للقاصي والداني، اما السيستاني فكعادته، ينتقدهم مرة ويدعمهم مرة أخرى، لكن موقفه النهائي هو مع هذا النظام الطائفي القومي المقيت، وجميعنا نعلم أن اي حكومة في العراق لا تمر الا بمباركته، وهذا الأمر جار منذ الاحتلال ولغاية الآن. 

ليس غريبا على أحد أن يسمع ويشاهد المشاريع التي ترعاها حوزة السيستاني فلدى هذه المرجعية المعامل والشركات والمصارف والجامعات والمستشفيات وما مستشفى الكفيل ومعامل إنتاج لحوم الكفيل وجامعة العتبات الحسينية والعباسية الا جزء بسيط من ممتلكات الحوزة، بل ان لديها جزء مهم من المليشيات التي جاءت وتشكلت بفتوى شهيرة من السيستاني نفسه، إبان احتلال داعش لثلث مساحة العراق في حينها. 

كل هذه الحقائق ليست سرية بل ان الجميع يعرفها ويعرف ان امبراراطورية السيستاني المالية ونفوذه السياسي يجعله أحد أهم المتحكمين بالواقع في العراق.


رغم كل هذه السطوة التي يمتلكها الا اننا نتسائل لماذا لم يفتي السيستاني بحرمة قتل المتظاهرين؟ ولماذا لم يفتي بتجريم ومحاكمة كل من يقتل او ينهب او يثير الطائفية او غيرها من الآفات التي عصفت بالدولة والمجتمع ابان حكم رفاقه ومقلديه ومن يدعمهم ويرعاهم من السياسيين؟ الإجابة وبكل بساطة تتعلق به وبمكانته وسيطرته، فقيامه بهذا الفعل يعني فقدانه لكل الامتيازات التي وضعها فيه الظرف بعد الاحتلال، فالامريكيون يدركون جيدا أهمية ان يكون هنالك راع مقدس للنظام وليس هنالك من شخص افضل من السيستاني ليقوم بهذا الدور. 

الغريب أن تجد جوقة من العلمانيين والمثقفين المنتفعين وجزء من اليسار وهم يتباكون على السيستاني ويستغربون وصل الحال بصحيفة معينة او شخص ان ينتقد هذا الشخص الذي لا يخطئ ولا ينطق عن الهوى! وتراهم عبر الفضائيات والصحف وصفاحتهم على مواقع التواصل وهم يتباكون ويلطمون الصدور كيف لأحد أن يمس صورة المقدس؟! وهؤلاء في حقيقتهم  صمام أمان هذا النظام وهم الخطر الحقيقي على كل انتفاضة او تحرك جماهيري يهدف إلى الخلاص من حكم أحزاب الاسلام السياسي ومرجعياتهم  ورموزهم الرجعية والمتخلفة.


لم تتخلص أوربا بعد الثورة الفرنسية من سطوة البابا والكنيسة ورجال الدين، الا بعد نزع اي قدسية عنهم فقد عمل المثقفون التنويرون دورا مهما في تعرية هذه المؤسسة ورموزها وفضح كل جرائمهم وتواطئهم مع السلطات في حينها، ولن تستطيع الجماهير في العراق والمنطقة الخلاص من الأنظمة السياسية الجاثمة على صدورهم الا بتعرية كل الرموز الدينية التي تشرعن الظلم والفقر والقتل والنهب باسم الدين او الطائفة ونقدها وفضح مخططاتها وتواطئها في قمع وإسكات وتخدير الجماهير.      



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تحكم العصابات
- عندما تداس صور الكاظمي بالأحذية
- الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب
- احمد -المُله- طلال وعبد الكريم خلف صناعة السلطة
- احمد راضي ومثقفو الطوائف
- بين اعتصام الخرجين والمعطلين وعمال الصناعة وبين تظاهرات الرف ...
- قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا
- تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة
- اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الصباغ - الموقف من السيستاني