أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - إعتصام نيرتتي - الثورة وقضايا الحقوق السياسية والمدنية














المزيد.....

إعتصام نيرتتي - الثورة وقضايا الحقوق السياسية والمدنية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 4 - 14:46
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد دخل إعتصام نيرتتي يومه السادس بذات الزخم الثوري الذي حرر شهادة ميلاده عاكساً جسارة الثوار وصمودهم في ملحمة من البطولة الشعبية التي سطرت تاريخ جديد لمنطقة نيرتتي وشعبها العظيم، فقد رد هذا الإعتصام روح الثورة وأعاد السودان إلي منصة التأسيس الثوري التحرري منعشاً بذلك أشواق التغيير وتطلعات الشعب لبناء دولة السلام والعدالة والمواطنة بلا تمييز، ومن الحقائق التي لا تقبل أبداً التبديل والتدويل وموازين السياسات المختلة أن قضايا الحقوق السياسية والمدنية وقضايا الأمن وحق الحياة الكريمة لا يمكن إبطال مفعولها في كفاح الجماهير لإرتباطها بحياة الناس اليومية في حاضر ومستقبل الكون، ولا بد للجميع من الوقوف قليلا للتأمل في جماليات هذا الحراك الثوري والحقوقي والديمقراطي النبيل بغية التشبع بوهج الإستنارة من الساحات الشعبية التي أظهرت علو قيم الشباب والنساء ضمن روائع آخرى لإعتصام نيرتتي الذي عبر عن أخلاق المجتمع الإنساني التعاوني.

إن ما يحدث في نيرتتي ليس مجرد حركة إحتجاج محدودة بمفهوم ومقايس الجغرافيا السياسية القديمة التي تحصر السودان في مثلث الخرطوم، فمن ينظر بعين الحقيقة يدرك مضامين الإعتصام الذي نظمه النساء والشباب من جيل الثورة في نيرتتي، ومن يبصر الأشياء من حوله بعيون غير التي تحلم بالسلام الشامل والعدالة والمواطنة بلا تمييز يكون كمن يسعى وراء سراب كلما كاد يصله إبتعد ثم لا يجد إلي مبتغاه سبيلاً، ذلك لأن جيل الثورة والتغيير في نيرتتي مشبع بالوعي السياسي والأدب الثوري وأخلاق السودان الجديد الديمقراطي الموحد طبقاً لأسس الحرية والسلام والعدالة كما جاء في ثورة ديسمبر المجيدة منذ عام خلت من تاريخ الإنتصار علي النظام الإنقاذي الإسلاموعسكري الذي أفسد حياة السودانيين باستبداده وإفقاره لسكان الريف المهمش والمدن المريفة، واليوم أضحى النظام الفاسد والمستبد في غياهب التاريخ، لذلك يجب النظر لما يجري الآن في نيرتتي من منظار سياسي وحقوقي جديد لإيضاح طبيعة الحراك في تلك المنطقة وفهم مطالب شعبها وطرائق وضع الحلول المناسبة التي تعيد الحقوق السياسية والمدنية لمجتمع الريف والمدينة ولا تخل بقيم ثورة الحرية والسلام والعدالة، فمشكلة نيرتتي لا تنفصل عن مشاكل السودان وقضايا الثورة بل بينهما إرتباط عضوي لا يخفى لمن يريد الحقيقة، وما دون الحقيقة وحديث الصراحة سيكون مركب مجهول ومن يتشدق بها كمن يبني القصور علي الرمال المتحركة كلما أتاها الريح إنهارت بين أيدي من بناها.

يجب أن تعي حكومة الثورة أن إعتصام نيرتتي تجاوز حدود المنطقة للتعبيير عن قضايا الوطن التي لا زال الناس يتحاورن لإيجاد حلول مناسبة لها، وأن تأخر حسم قضايا الثورة والتغيير سوف ينعكس علي الهامش والسودان ككل، وعلي الحكومة تسريع وتيرة التغيير وتلبية المطالب العاجلة في نيرتتي، وعلي القوى الوطنية والحكومة تقديم الإجابات اللازمة للأسئلة الكبيرة التي يطرحها المعتصميين فيما يتعلق بقضايا السلام والعدالة والحقوق الأساسية من التنمية والأمن والإستقرار في نيرتتي، وعدم الإستجابة لمطالب الجماهير والإجابة علي أسئلة الشباب والنساء هو الذي أدى لسقوط النظام الإنقلابي المباد، ويجب أن نعي هذه الدروس كي لا تتكرر التجربة الإنقاذية السيئة لنعبر بالسودان والسودانيين نحو فجر جديد، ومن هنا نحي شعبنا الصنديد الصامد في نيرتتي من أجل إسترداد الحقوق، وفي هذا الظرف الدقيق من تاريخ تحول السودان من الحكم الدكتاتوري إلي رحاب السلام والديمقراطية يكون تضامن الشعب هو العنصر الفعال في التغيير، وقضية نيرتتي هي قضية السودان لا يمكن عزلها عن المشهد العام، وعلي شباب ونساء نيرتتي وكافة السودانيين الإحتفاء بهذا الإعتصام الملهم الذي كان مضرب مثل من حيث التنظيم والتعاون الشعبي والتعبيير السلمي عن قضايا ساعة الثورة التي تدور بلا توقف من أجل الوصول إلي لحظة إكتمال أهداف ثورة ديسمبر المجيدة وتأسيس سودان السلام والعدالة والديمقراطية.

4 يوليو - 2020م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسالة الثانية للرفيق الدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب ا ...
- رسالة تضامن للرفيق الدكتور سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحد ...
- مفاوضات السلام والمفوضية المستقلة للحريات الدينية
- العم منصور خالد مصباح خطاب التغيير والتحرر
- رداً للبوشي
- رحيل القائد الثوري والشاعر الملهم إدوارد لينو
- نحو مجتمع إنساني تعاوني في عالم خالٍ من ضجيج الرصاص
- وقفة مع القائد فاروق أبو عيسى
- أبريل موقد الثورات وعيد ميلادي الثاني والثلاثون
- أياك الماظ - هل ينطفي بريق الماس
- حملة ضد فيروس كورونا
- أسئلة قلقة حول تراجع العلاقات السودانية المصرية من منظور أما ...
- قصيدة - الحلم
- دعوة لعضوية وجماهير الحركة الشعبية بسنار
- السلام علي روح وزير الدفاع السوداني
- بيان بخصوص مظاهرة حشد
- برتكول السلطة والثروة وهياكل الحكم للمنطقتيين
- ثلاثية الموت في مثلث العنصرية والفقر وكورونا
- القائد/ ياسر عرمان صباحك زين
- تحقيقات النيابة مع الإنتباهة العنصرية


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعد محمد عبدالله - إعتصام نيرتتي - الثورة وقضايا الحقوق السياسية والمدنية