أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - عندما تحكم العصابات














المزيد.....

عندما تحكم العصابات


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 23:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل حكم الإسلام السياسي لا بد لكل واحد منا ان يشعر بالاشمئزاز والتقزز من كل المظاهر التي رافقت تحكم زعماء المليشيات ورجال الدين بمقدرات المواطنين. فمستقبل الأربعين مليونا مرهون بخرافات وترهات أشخاص يرغمون الناس على العيش قبل أربعة عشر قرنا، ويوهمونهم انه الزمن الذهبي الذي يجب العودة اليه، بينما يعيش هؤلاء ويتنعمون بالمليارات بمساعدة قوى عالمية اختارت أن تجعل منهم قادة وزعماء.

في زمن غياب الدولة تتسلط على رقاب الناس مجموعة عصابات وقتلة، يسيطرون على مفاصل الحياة المختلفة، ففي كل مدينة وحي تجد مكاتبهم المحاطة بالكونكريت والأسلاك الشائكة تعلوها صور كالحة لضحايا قتلوا هنا أو هناك في حرب العصابات مع العصابات ... تخرج من هذه المكاتب والمقرات سيارات فخمة مظللة بدفع رباعي، لا يجرؤ احد على إيقافها أو محاسبتها حتى وان ارتكبت أشنع الجرائم.

في زمن حكم العمائم واللحى، لا مصانع تعمل ولا خدمات تقدم، فالمستشفيات في أسوأ أحوالها والكهرباء أصبحت معضلة، فبعد صرف عشرات المليارات على هذا القطاع لا تزال ساعات التجهيز تصل لخمس ساعات فقط في اليوم، في زمنهم يصرف على الجوامع والحسينيات المليارات وتبنى المئات من مقرات نشر الخرافة والدجل في كل عام، بينما المدارس لا تزال من الطين، وجميعها بدوام مزدوج أو ثلاثي.

في زمن العامري والحلبوسي والمالكي والبارزاني، يقسم المجتمع إلى قبائل وطوائف، وكأننا نعيش قبل إلف عام، فلا بد لك إن أردت النجاة أن تصنف نفسك ضمن هذه المسميات البدائية، فلا قانون يحميك ولا سلطة لدولة، إنما هي غابة يتصارع فيها ملوك الطوائف، والحطب دائما هم الفقراء والمعدمون.

في زمن دولة القانون وسائرون والفتح وتحالف القوى، لا صوت يعلو على صوت القتل والخطف والتهجير وافتعال الحروب، فكل عام مسرحية جديدة يذهب ضحيتها الشباب والنساء والأطفال، لا لذنب اقترفوه إنما إرضاء لزعماء العصابات الذين نصبتهم أمريكا وإيران.

في زمن التفاهة والبشاعة والبربرية، تتسول النساء والأطفال في تقاطعات الطرق وتسكن العائلات في مدن الصفيح وتعتاش أخرى على مكبات النفيات التي أصبحت كالجبال في كل مدينة، بينما يتنعم القتلة والمجرمون في قصورهم ويتناولن لحوم الغزلان ويربون الأسود والنمور، ويقضون عطلاتهم في باريس ونيويورك والبندقية.

انه زمن الأمراض والأوبئة والانتحار، فكل يوم تسجل حالات لشباب وشابات بعمر الورود قد شنقوا أو احرقوا أنفسهم، نتيجة عدم قدرتهم على العيش في دولة سلبت منهم إنسانيتهم بسبب الفقر والجهل والرجعية التي تفرضها العشيرة ورجال الدين المتحالفون مع سياسيين سفلة ومتخلفين، وكل يوم يموت المرضى بسبب عدم توفر العلاج والرعاية الصحية المناسبة، بسبب سيطرة المافيات على وزارة الصحة.

أنها نتيجة طبيعية عندما تتحالف الطائفية والقومية والعشائرية لتدعم من الولايات المتحدة وإيران وتركيا وكل القوى المتنفذة في العراق والتي تهدف إلى بسط سيطرتها وضمان مصالح شركاتها، فلا بد أن يتم تدمير كل شيء.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تداس صور الكاظمي بالأحذية
- الموقف تجاه جهاز مكافحة الإرهاب
- احمد -المُله- طلال وعبد الكريم خلف صناعة السلطة
- احمد راضي ومثقفو الطوائف
- بين اعتصام الخرجين والمعطلين وعمال الصناعة وبين تظاهرات الرف ...
- قيصر قانون لاستكمال الإجهاز على الشعب في سوريا
- تنظيم الجهود وتوحيدها الطريق الأقصر لانتصار الانتفاضة
- اتحاد الأدباء والكتاب...انتهازية وتفاهة وميوعة في المواقف
- في الذكرى السادسة لسقوط الموصل
- حول تغريدة مقتدى الصدر الأخيرة
- عندما تكون نقابة الصحفيين العراقيين بوقا للسلطة
- هل فعلا رواتبنا خط احمر؟
- النظرية السياسية هي من ترسم طريق انتصار الانتفاضة
- كلنا لا نستطيع التنفس
- أينما يكون الفقر والقمع تكون الانتفاضات والثورات
- في التعويل على الموقف الأمريكي
- حملات التشويه ضد رموز الانتفاضة
- الانتفاضة في زمن الكاظمي
- دروع من البراميل
- الشيوعي العراقي _ ستة وثمانون عاما على التأسيس


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الصباغ - عندما تحكم العصابات