أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هذيان الرعب ورفسات الموت














المزيد.....

هذيان الرعب ورفسات الموت


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 03:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشاطات احزاب لصوص الإسلام السياسي والعصابات الداعمة لها والمساهمة معها في القضاء على كل ما يمس خير هذا الوطن واهله بصلة ، تحاول هذه الأيام ابتكار المسرحيات الهزلية وتتبنى الأطروحات الطفولية وتتبارى باختلاق المقولات الفارغة، محاولة منها لإظهار نفسها بنفس ذلك المنظر البشع الذي اغرقت به الشارع العراقي من خلال اطروحات دينية سمَّتها " التجربة الإسلامية في العراق التي يريد العلمانيون القضاء عليها " كما صرح بذلك زعيم دعوتها واستاذ لصوصيتها ومختار عصرها . وتبنى الكثيرون التخلف الفكري هذا لينشروا على الملأ ويملأوا اجواء وطننا بغيوم سوداء كثيفة ظاهرها الدين وباطنها تجريد وطننا واهلنا من كل مقومات الحياة الإنسانية التي تكاثرت فيها حشود الفقراء وتعسرت بسببها سبل العيش الكريم وانتشرت في كل زواياها سلاسل التبعية لما بعد الحدود ، ويجري كل ذلك في بلد كالعراق الذي سلبوا كل ما فيه وتعمدوا إجتناب ، بل والقضاء على ، كل ما يمكن ان يساهم في تخفيف اعباء الفقر والمرض والجهل والتخلف عن اهله . لقد تجاوب مع تجار الدين هؤلاء كثير من شعب العراق الطيب الوفي ، لا حباً بشخوصهم النكرة التي لم يكن احد يعرف عنها شيئأ لولا التأييد الذي نالته هذه العصابات من المرجعيات الدينية ، بل تصديقاً لما كانوا يطرحونه من مقولات ذات ظاهر ديني وورع تختفي تحت لباس لصوصي شيطاني مقيت.
هذا التجاوب الذي ساد بالأمس يختفي اليوم من الشارع العراقي ، وكان لابد له ان يختفي قبل هذا الوقت وقبل مرور سبعة عشر عاماً من البؤس والحرمان والتبعية التي عاشها اهلنا ووطننا طيلة مدة سيطرة عصابات الإسلام السياسي وكل مؤيدي مسيرتها المحاصصاتية المقيتة على الساحة السياسية العراقية منذ زوال دكتاتورية البعثفاشية المقيتة وحتى يومنا هذا.
الشارع العراقي الذي لم يجد مصطلح إهانة او صفة سفالة او تعابير نقص الشرف والأخلاق او الغرق في العَمالة لما خلف الحدود لأحزاب المحاصصات المقيتة إلا ونعتهم بها ، متوجاً ذلك بتعبيره عن هذه القناعات عبر المظاهرات والإحتجاجات التي ملأت شوارع وطننا منذ عشرة اعوام حتى بلغت قمتها في انتفاضة الشعب وكل قواه الشبابية وثورتها العارمة واعتصاماتها الشجاعة في تشرين الأول (اكتوبر) من العام الماضي، والمستمرة لحد الآن لتُنبي عن الموت السريري لعصابات لا مكان لها في عالم القرن الحادي والعشرين عالم الحداثة وليس التخلف الذي تتبناه عصابات الإسلام السياسي وكل مرتشيها في العملية السياسية التي تقودها منذ ان جاء بها الإحتلال الأمريكي للتحكم بشؤون وطننا كخليفة لخادمه الذي انتهى دوره في حسابات ارباب هذا الإحتلال .
إفلاس عصابات الإسلام السياسي وشركاؤها على الشارع العراقي والتناحر بين لصوصها على المزيد من نهب الوطن وسلب خيراته ، وما يلاقيه اسيادها خلف الحدود من مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية ، داخلية وخارجية ،وما سادها من هلع وخوف ورعب يشير الى امكانية تناول اي عميل منها وفي اية لحظة ، كما جرى لبعض قادتها ، هذا وغيره جعل هذه العصابات تهذي وتتخبط الى حد فقدان بوصلة توجهها حتى ذلك التوجه الديني الذي تزعم به كذباً وتبجحاً كضمان لوحدة صفوفها وثبات ارادتها. لقد وصل بها التخبط والهذيان الى اطلاق التهديدات العلنية لشعورها بان الموجة القادمة لا تصب في المجرى الذي تريده ولا تسير بالوجهة التي اعتادت عليها هذه العصابات . ووصل بها التخبط الى التفتيش عن كيانات تجمع شتاتها وتلملم شراذمها التي انتشرت هنا وهناك تفتش عن المنقذ الأوسع والأعرض مما اعتادت عليه قبلاً. ووصل بها التخبط وفقدانها للشارع العراقي الى الإعتماد على ما تملكه من سلاح وما في جعبتها من عنف لتواجه به الجيش العراقي والشارع العراقي الذي اصر على الوقوف بوجه هذه العصابات التي اذاقته الأمرين في السنين السبعة عشر الماضية.
واستناداً الى هذه المعطيات التي تتوفر على الساحة السياسية العراقية اليوم والتي لا تصب في مجرى احزاب لصوص المحاصصات الإسلامين والمؤيدين لهم ، يجدر بالقوى المدنية الديمقراطية العلمانية ان لا تتوانى عن مواصلة الضغط وإفراغ الشارع العراقي نهائياً من اي تأثير سياسي او ديني لهذه العصابات التي تعاني من رفسات الموت اليوم ، وما على الشعب العراقي وكل قواه الخيرة إلا التعجيل بانهاء موتها السريري ومنحها وثيقة الموت الأبدي ونقل رفاتها الى اعمق اعماق مزبلة التاريخ .
الدكتور صادق اطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة النقاش حول القضية الكوردية مجدداً
- مسابقة الكرامات
- داعشي آخر يحرض على قتل اهلنا من غير المسلمين
- حينما يتخلى الإعلامي عن رسالته
- حتى العيد تحاول الرأسمالية المتوحشة ان تسرقه من الطبقة العام ...
- دواعش المنابر خير ورثة لدواعش المجازر
- احتفال بطعم خاص
- منتَصِبَ القامة يمشي
- والدين منهم براء .....
- ارادها المتخلفون عورة فقدمها الوطن ثورة
- لا شأن للعراق بصراع اعداءه
- شعارات تعبر عن وعي ثوري وعمق سياسي
- على شط السماوة تنام تلعفر
- الإنتماء
- سلاح المواجهة الميدانية اليوم
- الإسلاميون ورثة البعثيين ... التربية والتعليم مثالاً القسم ا ...
- الإسلاميون ورثة البعثيين ... التربية والتعليم مثالاً
- فصل المقال فيما بين البقرة والبعير من اتصال
- القال والقيل في القامة والزنجيل
- وسقطوا اخلاقياً ايضاً .......


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هذيان الرعب ورفسات الموت