أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدلي علد الفتاح شبيطه - حامت الطيور














المزيد.....

حامت الطيور


عدلي علد الفتاح شبيطه

الحوار المتمدن-العدد: 6609 - 2020 / 7 / 3 - 01:15
المحور: الادب والفن
    


بقلم : عدلي شبيطه
حامت فوق رأسي في صحراء مونغوليا الطيور، وأنا على رمالها وطأت قدماي وحيدا، شايلا حقيبة أحزاني وجرحي هائم منذ عصور، تطاردني همومي، تلاحقني، تسبقني إلى كل المطارات والموانئ عابرة الحدود والجسور والشواطئ.
جئتك من غزه ودمشق وبغداد أبشرك أن لك، يا هلاكو، في بلادي، بلاد العرب، احفاد يحترفون فن القتل والذبح والحرق والدمار، لا رادع عندهم ولا حرام. نم وأنت قريرالعين مرتاح، كل شيئ عندهم مباح، في شرعك هدم البيوت فوق الرؤوس متاح.
منهم من احترف الذبح علي صرخات الله اكبر بالسكاكين المسننة وآخر باسم محاربة الارهاب بالبراميل المتفجرة.

لم يعد في جسمك يا غزة مكان لجرح جديد، فاضرب بيد من حديد، لا تتردد يا هولاكو، حفيد جنغيز، اضرب!
برا اضرب، بحرا اضرب، جوا لا بأس، إذا صهر جسم طفل رضيع، دميته اشلاؤها تناثرت وامه تحت الركام توارت.
أهدم المساجد والكنائس فوق روؤس المصلين، صادر من سمائهم الأكسجين، لا الرب يسمع صلواتهم والا الله يعين.

حامت الطيور في صحرائك فوق رأسي عاليا، تلعب وتلهو في سمائها الصافيه. في حلقات تدور، تعلو وتخور، ترصد فريسة، ثعبان خالع عباءته، لتو بالع فأر، وغزال غر ضل دربه او أرنب ارتاح يستظل صخره.
بلادك كأجنحة نسورك كبيرة، بلادي أصغر من جنح باعوضة. في بلادك، أطفالكم ينامون في مهودهم آمنين ويصحون في أحضان أمهاتهم على زقزقه العصافير. في بلادي، أطفالنا لا يعرفون النوم ولا هم حالمون.
هل تعلم أن الطيور في سماءنا زنانات ( الطائرات الصهيونيه ) المسيره في سماء غزه ) تحوم فوق روؤسنا ليل نهار؟ تزرع الرعب في نفوس الكبار والصغار؟ تقصف تحرق تقتل وتدمر؟
نار، نار ونار!

ألوان قوس قزح السبعة في سمائك الصافية، زاهية جميلة، والنجوم ثريات ساطعة تنير السماء ،لامعة.
سماؤنا بأعمدة الدخان ملبدة وقزح عندنا شيطان وألوانه السبعة اضحت لونين" أحمر قانٍ وأسود من القطران.
حاصرت بغداد وخليفة بني العباس يداعب جارية اسمها "عرفة" تمايلت بين احضانه بدلال، أحست بالطمأنية ونعمت بالأمان.
ماذا لو علمت عرفة أن عرشه خيط عنكبوت واخف من ريش نعام؟
تهاوت ْالمسكينة قتيلة بسهم من سهامك، كتب عليه أشهر شعاراتك "اذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم”.
آذهب الله عقلة ولم يقدر تدبير أمره. سقطت بغداد عاصمة الخلافة بين يديك ولمعت نشوة النصر في عينيك وبأمرك خر الخليفة وحاشيته ساجدين دون قيد أو شرط حواليك.
جئتك يا جنكيز، ها أنا اقف امامك في "غيرك" ( الخيمه المنغوليه )وأنت تأكل لحم الخيول وتشرب "الأراك" ( مشروب مسكر يحضر من حليب الخيل )، يقولون أنك كنت زير نساء كما خلفاء بني العباس بالطرف الكحيل يؤخذون ومن حروجهن يسكرون.

إخرس يا هذا، من أنت ومن أذن لك مقابلة جنغيز العظيم؟ ألا تخاف غضبي وبطشي الأليم؟
جريحك أنا. وعندك دوائي.
أخاف جهل وبطش أحفادك ممن خلفتهن وراءك في بغداد والرياض وفلسطين والأنبار وسائر البلاد والاقطار، أمراء، رؤساء وأصحاب فخامة وسلاطين وجلالة.
أما أنت، أرجوك أن لا تغضب، تملّك أعصابك، حالك لا يفرق عن حال الغزاة أمثالك.
في عين جالود ضاعت هيبتك، ضاق صدرك، خاب فألك ونفد صبرك.. والصليبيون من بعدك في حطين، هزمهم صلاح الدين وتمرغت أنوفهم في الطين، أما نابوليون العظيم، بانت عقدته من قصر قامته وبدا كلاقزام أمام الجزار، وعاد يجر ذيول خيبته، يعتريه الخزي والعار.

فأعلم ان الخوف يا جنغيز، لم يعد هاجسنا ولا الموت يخيفنا. نزعنا الخوف من قلوبا أبدا ولا نهاب احدا..
لا تغضب!
لماذا دمرت بغداد؟ شردت أطفالها ونساءها؟ أحرقت كتبها ومكتباتها؟ وما ذنب اهلها الابرياء وعلمائها؟
إنها مشيئة الله وقدره، هل تنكر مشيئة الله؟ انكم تؤمنون بالقضاء والقدر.
هل قتل الابرياء مشيئة الله وقدره، يا جنغيز؟
أنا لم اقتل احد!
انتم من قتلتم!!
تطلقون لحاكم وتكفّرون سواكم، ومن تحت عباءاتكم استبحتم محرماتكم..
أصبح للجهاد نكاح، والمتعة زواج ومسيار والسبايا واتخذتم ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، وما ملكت أيمانكم، وفي الجنة أنهر الخمرة أمامكم والحوريات بأنتظاركم. وما الآخرة عندكم خير من الاولى..
هل تنكر؟

حامت الطيور في صحراء مونغوليا فوق رأسي وانا ابحث عن خمرة لكأسي. أين الاراك يا جنغيز املأ لي كأسي من فضلك، أريد أن أشرب نخبك لنبول علي الدنيا ونسكر،
لحظة من فضلك، لي طلب أخير قبل الرحيل:
اذا اراد الله انفاذ قضائه وقدره اهب اهل العقول عقولهم، و اذهب احفادك من ربوع بلادي الي رحاب بلادك، وأرجوك لا تغضب..!!
كتبت عند زيارتي لمنغوليا



#عدلي_علد_الفتاح_شبيطه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدلي علد الفتاح شبيطه - حامت الطيور