أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسر عنيبة - الصحافة التونسية : سلطة رابعة عوجاء














المزيد.....

الصحافة التونسية : سلطة رابعة عوجاء


جاسر عنيبة
(Jesser Aniba)


الحوار المتمدن-العدد: 6608 - 2020 / 7 / 2 - 11:09
المحور: الصحافة والاعلام
    


تسعة سنوات بعد الثورة التونسية و انتهاء الصلاحية التاريخية للأنظمة البوليس السياسي تقريبا القائمة على الرقابة المستمرة للصحافة المكتوبة او المسموعة , لا تزال السلطة الرابعة تعالج في تشوهاتها الموروثة من النظام البائت, فهل تعافت الصحافة التونسية من هذه الآثار الجانبية بعد تثمين حرية التعبير و اعتبارها ركيزة أساسية لتونس ما بعد ثورة 2011؟

الصحافة التونسية : انتقائية الأخبار و غياب الحياد :

بعد هيمنة الاذاعات الخاصة و تلاشي أحباء الصحافة المطبوعة بين المهتمين بالشأن العام اصبح من الصعب التعامل مع الاخبار المحلية او العالمية دون مجهود ذهني و تحليل نقدي يمكننا من فهم كواليس صناعة الأخبار في الاذاعات الخاصة في تونس , فبعد انتشارها مع القنوات التلفزية الممولة من الأحزاب بغية تلميع صورة حزب معين او تشويه احزاب منافسة لا يمكننا تلقي الأخبار اليومية كمسلمات لا جدال فيها مما ادى الى نفور الشباب خاصة و المجتمع عامة من مواكبة الوضع السياسي بعد ان كانت الاذاعات مهربا لهم من البرامج السياسية التلفزية الركيكة , بالطبع لا يمكن غض البصر عن استراتيجية انتقائية الاخبار و مواقيت بثها الحساسة المعتمدة من قبل الاذاعات و خاصة في نشراتها اليومية و رغم منهجية الحياد المتفق عليها ظاهريا نستطيع ملاحظة هشاشة هذه المنهجية عند بعض الصحفيين في حوارتهم مع السياسيين او في تعاطيهم مع الاخبار المحلية و يتواصل هدا الشذوذ الى صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي , في حين ان الصحافة العالمية بصحفها الالكترونية اثبتت اضطراب مؤسساتنا الصحفية التونسية ككل بنقلها للأخبار الحصرية في وقت قياسي في عدة مناسبات و آخرها الاحتجاجات التي طالت تطاوين بين 21 جوان و 25 جوان , كما لو انا الصحافة اصبحت بحاجة لموافقة عليا للتغطية على اخبار معينة او خيرت اللجوء لمبدأ الطلب و العرض , تبث ما يعود عليها بالربح المادي فقط و السقوط في فخ نسب "الاستماع" .

الصحافة الإلكترونية البديلة:

أتاحت الفرصة أخيرا للمدونين التونسيين لتفجير طاقتهم و ابراز قدراتهم بعد سنين من التعنيف و الهرسلة و المعاناة مع عمار 404 تحت الحكم النوفمبري فبرزت العديد من الصحف الإلكترونية التونسية في الأعوام الاولى للثورة التونسية الممولة كليا من الشباب العاملين فيها. توفر هده الصحف مقالات و مقابلات بدرجة عالية من الحرفية بطريقة يمكن وصفها بالسليمة طلما لا تحاول تقديم مواقف جاهزة للقراء او تتلاعب بسياق الحقائق و غيره من الممارسات اللاأخلاقية رغم غياب ميزة السبق الصحفي لدى معظمهم , فتحت هده التجربة الباب لتجديد ثقة القراء المشككين في حياد الصحافة بما ان المدونين يمارسون الصحافة من باب الشغف اولا و كخدمة للمصلحة العامة ثانيا , فهي ليست مورد رزق لهؤلاء الطلاب بل هي وسيلة لسقل مواهبهم تزامنا مع دراستهم الجامعية , لكن يبقى هدا النجاح يواجه صعوبات مادية و اجتماعية كجميع المحاولات الاخرى للمجتمع المدني لتشريك الشباب في العمل السياسي , بدأً من الكليشيهات و الأخبار الزائفة المنحصرة في مربع التمويل الخارجي المشبوه و مؤامرة الغرب لضرب هويتنا العربية الإسلامية الى التعنيف الجسدي و التهديد في الأماكن العامة.

ال " Generation Z " في تونس بين الرداءة و الترييض :

مواليد الفترة ما بين 1995 و 2015 في تونس يعانون من أزمة هوية كسائر الأجيال التونسية السابقة و لكن تكمن المشكلة في عمق هذه الأزمة بالتحديد , جيل القرن الواحد والعشرين لا تستهويهم الصحافة المقروءة بلغتها العربية الثقيلة نوعا ما رغم توفر الصحف الإلكترونية بكثرة بلغات مختلفة فلا نرى هذا الشباب يظهر بوادر الاهتمام حتى الزائف منه للسياسة و الشأن العام في تونس. هل هي أخطاء اتصالية من جانب الصحافة التونسية أدت الي تكريس ثقافة ال " Apolitcal " لدى الشباب عوض العمل على تقليصها ؟ الإجابة هي نعم ولا , مما لا جدال فيه ان قطاع الصحافة ليس المسؤول الوحيد على هذه الأزمة , فبالعودة لأصل الخلل و هو النظام التعليمي/التربوي المعتمد في المؤسسات التربوية التونسية يمكننا من فهم عجزه على إنتاج المزيد من أجيال التبعية الفكرية و الطاعة العمياء للأنظمة السياسية شيئا فشيئا , لم يتمكن هذا النظام من السيطرة الكلية على شباب ما بعد الثورة و في الآن ذاته لم يتمكن هذا الأخير من كسب حريته الكاملة , معادلة سليمة و نتيجة مريضة , بمعنى لا يمكن لشباب ترعرع على أغاني الربيع العربي ان يواصل الدراسة بمناهج و أنظمة تربوية تناقض الواقع , هذا التناقض كان من المفروض ان يكون بصيص أمل لبزوغ ثورة تونسية ثانية على كل الأعمال المعلقة لتصحيح المسار الديمقراطي و التقدمي , لكن للأسف تم طمس هدا الحلم بالرداءة و القضايا العقيمة الي تشغلنا بها الصحافة و ووسائل الإعلام عموما يوميا على مدار الساعة و طوال السنة دون هوادة , النتيجة المباشرة هي تقلص سلطة الصحافة و تم حصرها في نقل الأحبار و غيره من المهمات التقليدية .

أخيرا نقدم تحية تقدير و شكر لكل الصحفيين التونسيين النزهاء و الشرفاء الحريصين على ممارسة الصحافة كواجب وطني بمسؤولية كبرى لحماية القطاع من الدخلاء و العمل على إنتاج محتوى يرتقي لتطلعات الشعب بأخلاق و قواعد الصحافة المعمول بها عالميا.



#جاسر_عنيبة (هاشتاغ)       Jesser_Aniba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جاسر عنيبة - الصحافة التونسية : سلطة رابعة عوجاء