أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد ابراهيم بسيوني - مائة مليار خلية تعيش علي وجهك وبشرتك















المزيد.....

مائة مليار خلية تعيش علي وجهك وبشرتك


محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)


الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 12:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما تلمس وجوهك أنت لا تشعر بالكائنات المجهرية التي تعيش على وجوهك وأصابعك، انت لا تشعر بالفطريات التي انحرفت إلى الأسفل عبر القنوات الهوائية، أنت لا تشعر ببعض من مائة مليار خلية بكتيرية تعيش على بشرتك وتقوم بالمضغ من زيوت الجلد الخاصة بك وتتكاثر، من المرجح أنت تقوم بلمس البكتيريا البرازية التي وصلت اليك في آخر مرة استخدمت دورة المياة، أو تلك البكتيريا التي تعيش في أنابيب المياة، إنك على الأقل تعطي كفك مجهريا لنوع من البكتيريا التي تعيش على وجوهنا، ولقد مضوا الليل يتلون عبر وجهك ويتزاوجون على أنفك. العديد منها تسرب محتوياتها امعائها عبر المسام الخاصة بك.

وفقا لتقديرات علمية هناك حوالي تريليون نوع من الميكروبات على الأرض، و99.999 في المئة منهم لم يتم اكتشافها بعد.
وفي الآونة الأخيرة منذ عدة اعوام كان يعتقد أن عدد الأنواع الميكروبية هو بضعة ملايين على الأكثر وأكثر قليلا من عدد أنواع الحشرات ولكن التقديرات ظلت تنمو منذ ذلك الحين.
من خلال أستخدام تقنيات الحمض النووي المتطورة للكشف عن الحياة المجهرية في المنازل، وجدوا أكثر من ستمائة فصيلة من الحشرات في منازل أمريكا، بدء من العناكب والصراصير إلى أنواع العث الصغيرة.
وهناك أكثر من مائة ألف فصيلة من البكتيريا والفطريات تعيش في أدوات تنظيف الغبار، والآلاف في أماكن أخرى كأماكن الاستحمام، وليس هذا وحسب بل تطرقت هي وفريقها للبحث في أماكن أبعد من ذلك، فبحثوا عن الحياة المجهرية التي تعيش داخل أجساد الحشرات التي تعيش في المنازل، فمثلا الدبور وجدوا فيه غابة مجهرية، ففيه عالم من مئات الأنواع النابضة بالحياة.

تستقصي تقنية الحمض النووي DNA من البيانات المتاحة للميكروبات، وليس على أساس الكائنات الفردية ولكن على عينات من الحمض النووي.
فإذا قلنا مليوناً، فإننا نعني مليون قطعة من الحمض النووي التي نعتقد أنها تنتمي إلى كائنات مختلفة، ومن بينها تمثل أنواعا مختلفة.
والنهج الثاني هو استخدام نموذج معروف للتنوع البيولوجي كأساس لصنع التنبؤات. "إذا كنت تعرف عدد الأفراد، يمكنك التنبؤ بالأنواع الأكثر وفرة".

إن البشرة نسيج من النظم الإيكولوجية تقريبا حجم ثلاثة مناشف الحمام فهذه المجتمعات المعقدة من البكتيريا والفيروسات والفطريات تعيش في هذه الموائل المتنوعة من الوجه والظهر، إلى كهوف رطبة من الأنف.
على مدى عقود، قال الباحثون إن بعض سكان الجلد المجهري هم الذين يُلامون على بعض الاضطرابات، مثل حب الشباب والأكزيما.

في المائة سنة الأخيرة ظهرت حلول إنسانية للمشاكل الميكروبية، ولكن خلال المائة سنة القادمة ستظهر حلول ميكروبية للمشاكل الإنسانية.
فتلك المائة ألف فصيلة التي تم اكتشافها تمثل أيضا مائة ألف حل لمشاكل إنسانية، شئ من الصعب تصديقه كائنات غاية في الصغر يمكنها عمل أشياء بمنتهى القوة.
فكائنات تستطيع المحافظة على حياتها بتناول اي شئ من البلاستيك والنفايات ولها القدرة على العيش في أي مكان بمقدورها إنتاج الزيت والطاقة من شذرات صغيرة من الذهب الحقيقي، وتحويل مواد غير قابله للأكل إلى مواد غذائية غاية في الأهمية لا غنى عنها، تهب هذه الكائنات الشوكولاه نكهتها والتربة القدرة على النمو، كما تحيل السكر إلى كحول ..
إن المائة سنه المقبلة ستكون حافلة بالأشياء المذهلة في هذا العالم، ستحل هذه الكائنات مشاكلنا العديدة.


قام الدكتور ريتشارد غالو، طبيب الأمراض الجلدية والأحياء في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، وزملاؤه مؤخرا بتصنيع علاج ميكروبي مبتكر للأكزيما، وهو اضطراب يتميز ببشرة حمراء وحكة ملتهبة، وكانت وصفة بسيطة نسبيا.
وقد اكتشف الدكتور غالو أن المكورات العنقودية هومينيس والمكورات العنقودية البشرية، وأعضاء عادة من ميكروبيوم الجلد البشري، يمكن أن تقتل المكورات العنقودية الذهبية، والتي من المعروف أن تلعب دورا في الأكزيما، لذلك قام الفريق بطرح المكورات هومينيس والمكورت إبيدرميديس من جلد عدد قليل من المتطوعين مع الأكزيما، ونمت البكتيريا في المختبر، وأدرجت الميكروبات في محلول سيتافيل.
بعد ذلك طبق البلسم التجريبي على المتطوعين، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد بكتيريا الجلد المفيدة الخاصة بهم، في غضون 24 ساعة، تم القضاء تقريبا على العنقودية الذهبية من جلدهم، كما تمكن الباحثون من التعرف على بعض المركبات التي تستخدمها البكتيريا المفيدة لردع العنقودية الذهبية.
هذه كانت المرة الأولى التي يظهر فيها أي شيء من هذا القبيل. ما زال يتعين ان نراه هو ما إذا كان هذا النوع من العلاج يمكن أن يقلل من خطورة الامراض الجلدية على المدى الطويل.



الأفه الدبور الذي يعيش في المنازل بداخله كائنات مجهرية لها العديد من المميزات. فله قدرة على صناعة البيرة وهي ميزة القليل جدا من الفصائل من يملكونها، الحقيقة كل أنواع البيرة المتوفرة تصنع من ثلاث فصائل مجهرية، ولكن هذه الفصيلة تستطيع صنع بيرة ذو مذاق العسل، ولها طعم ورائع ولاذع.
هذه الفصيلة المجهرية الدقيقة التي تعيش في بطن الدبور تصنع بيرة قيمة وحامضة، أفضل من تلك الفصائل الاخرى، والآن أصبح بالإمكان القول أن البيرة تصنع من أربع فصائل مجهرية على هذا الكوكب.

الباحثون اكتشفوا كائنات مجهرية تنتج مضادات حيوية جديدة تستطيع قتل أسوأ الجراثيم في العالم، فكل يوم الكثير على هذا الكوكب يتم إنقاذهم ببكتيريا مشابهه لبكتيريا التربة، فحيثما كنت تنظر إلى التربة على أنها أوساخ، فلتنظر إليها على أنها دواء.

روث البقر يحتوي على كائنات مجهرية وسميت بروث البقر أيضا كونها وجدت هناك أول مره، وجد الباحثون أن عند تغذية الفئران بها تكون كعلاج لها من اضطراب ما بعد الصدمة، فحيثما كنت ترى روث البقر فكر في الأمل.
ولا أنسى ذكر تلك العبارة التي قالها الدكتور غالو التي تحوي حلولا مستقبلية مذهلة :"هناك الكثير من الأدوية القوية الجديدة تحت أنفنا".
الآن فكر في المائة ألف فصيلة التي تعيش في أداة تنضيف الغبار وما يمكن أن تفعله، ففي المستقبل قد تجعلك أكثر جاذبية، ولربما أكثر ذكاءً وقد تمنحك حياة أطول.

لقد تغيرت نظرتنا لهذه الكائنات بشكل كبير ،فلم نعد نرى من خصومنا القديمة تلك إلا كائنات ودية لطيفة نسعى لخلق علاقات ودية معها أيضاً، إن الغوص في عالم الكائنات المجهرية والتعمق في القراءة فيه يجعلك تتلذذ بقراءة الجديد دون ملل، عالم الأحياء المجهرية هو حياة أخرى على هذه الأرض يحتاج منا أن نحافظ عليه أكثر من السعي نحو إبادته، الكائنات المجهرية هي عالماً من الكائنات الصغيرة تشاركنا العيش على هذا الكوكب وتهبنا المنفعة . 
لكن هناك أسئلة تجتاح فكر. هل هناك كائنات مجهرية أخرى على كوكب آخر؟ أم أن وجود مثل هذه الكائنات يحتاج إلى كائنات كالإنسان والحيوان مثلا؟ وإن كان فما السر؟ هل هذه الكائنات تحتاج إلى الإنسان لتوجد؟ أم إن الإنسان هو من يحتاجها لأكل رفاته بعد أن يموت، وتناول مخلفاته التي لا تنتهي وتحقيق توازن على أرض وجودهما؟ أم أن كل فرد منهما بحاجة ماسة إلى الآخر ليوجد، فوجدا معا منذ الأزل؟ فلنفكر سوياً بذلك.



#محمد_ابراهيم_بسيوني (هاشتاغ)       Mohamed_Ibrahim_Bassyouni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة حول الكورونا
- اختبارات COVID-19
- الاحتلال الجديد
- تناول العشاء مبكرًا يساعد على حرق دهون الجسم وخفض نسبة السكر ...
- الحشاشون الجدد
- ماذا يمكنك أن تفعل إذا كان هناك نقص في المطهرات في منطقتك
- الموجة الثانية لCOVID-19
- مسلسل الجماعة
- التدابير العلاجية المستخدمة لمرضى COVID-19
- كيف يكتب تاريخ مصر؟
- مكافحة الامراض المختلفة والكورونا
- وباء الكورونا ضربة مدمرة للاقتصاد العالمي
- تأثير سياسات مكافحة العدوى واسعة النطاق على جائحة COVID-19
- تصريح غير دقيق من منظمة الصحة العالمية
- الموجة الثانية من الفيروس التاجي الجديد حدثت بها تغيرات اضعف ...
- لماذا يموت بعض الاشخاص بCOVID-19 وبعض الأشخاص الآخرين لا يتأ ...
- الأطباء لا يحاربون وباءً فحسب، بل أيضًا يحاربون سيل من المعل ...
- لا تعولوا كثيرا علي مناعة القطيع
- هل تحور فيروس الكورونا الجديد؟
- التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - محمد ابراهيم بسيوني - مائة مليار خلية تعيش علي وجهك وبشرتك