أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الشاعرة و الأديبة اللبنانية المتميزة اخلاص فرنسيس















المزيد.....

حوار مع الشاعرة و الأديبة اللبنانية المتميزة اخلاص فرنسيس


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 03:16
المحور: الادب والفن
    


الشخصية التي دخلت قلب كل من عرفها أو قرأ حرفها في جميع الميادين معها لا تحس بالوقت كيف يمضي وهي تبحر في بحور الفكر والثقافة تجول في كل مكان لاقيود على حبها للإنسانية جمعاء
من هي اخلاص فرنسيس؟
خاطرة في قلب الحلم، حبّ الحياة والجمال صومعتي...
فلسفتي بنت الحياة أنا
أخطاؤك وخطاياك لن تقتلني، الإرادة دائماً حيّة خضراء عندي
شكيمتي لا تلين، وعقلي يأبى الاستسلام، وقلبي نابض بالحب والحياة.
المشاعر لا يمكن لأحد مهما بلغ جبروته أن يقهرها، ويوقف سيلها الهادر
أما الروح فهي طائر حرّ لا يعرف سوى الحرية، ولا يخضع للقيود.
حياة، كلمات، حروف.. أطلقها على ذاتي..
أما من أنا؟ فسؤال تصعب الإجابة عليه.
أنا فكرة، وكلمة لم تكتمل بعد...
الصوت والصورة بُعدٌ لكياني الإنساني، ولاكتمال الصورة..
الفكرة الحيّة، والحرف الجميل الذي يخترق الروح، والكلمة الحلوة تبقى آثارها إلى أبعد مدى..
لذا أكتفي بأن أكون فكرة وكلمة في كيان امرأة أحبّت الحياة برغم ما فيها من منغصات وآلام.
أنا سليلة الحرب، انتصرت عليها بالحبّ.
الحبّ جوهر الحياة، والإله الذي لا يُغلب.
ولي من الإيمان ما يجعلني مُتيقنة أنّ لي السّماء.
١ كيف كانت بدايتك مع الكتابة...؟
بدايتي كانت بسيطة جدًّا، محاولات مع الشعر، وأهمّها الحوارات الغزلية والسجال التي أعشقها.
للبدايات طعم ولون مختلف دائمًا مثل الطفل الذي ينطق أول كلمة له، ويخطو أول خطوة، يكاد الكون لا يسعه من الفرحة، فقد استطاع أن ينجز شيئًا بمفرده دون مساعدة أحد، والشعور بالاستقلالية والإنتاج له طعم خاصّ، فكيف يكون الحال في الكتابة؟ الكتابة التي هي سكب الذات في كلمات وحروف.
الغربة كان لها الدور الرئيس في بداية كتاباتي، حيث كانت الكتابة المنفذ الوحيد الذي أستطيع أن أعبّر به عمّا أشعر وأحسّ، وكانت بمثابة علاج لي وشفاء.
الغربة كان لها الدور الأكبر في ولوجي هذا المجال، الحنين للوطن، الحنين للأهل، التحدّيات التي واجهتها، كلّ هذه العوامل أدّت إلى أن أتّجه إلى التعبير عنها كتابة.

٢ هل واجهتِ أيَّة صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة؛ سواءً من الأسرة أو المجتمع؟
مع الأسف في المجتمع الشرقيّ حين تكتب المرأة تهاجم سواء من المجتمع أو من أفراد الأسرة.
لقد مررت بهذه التجربة نعم، وقد هاجمني بعض الأفراد من المجتمع من حولي، وبعض ممّن يدعون الثقافة والحرص على المرأة وحرية المرأة وحقهّا في التعبير. هنا أقول: هذا الحرص الذي يحمل وجهين بالظاهر يأتيك بأنّه لا يجوز للمرأة أن تكتب شعر الحبّ والغزل. هي أمّ وربّة اسرة وأخت إلخ، ومن جهة ثانية يمارس الضغط والازدراء في الحكم عليها، يريد فقط أن يخضعها للنمطية ولقوانين ذكورية، وأحيانًا تجد أشخاصًا كنت تتوقّع منهم الهجوم، فتراهم يمسكون يدك ويسندونك.
لم يؤثّر عليّ كثيراً وقوف البعض بوجهي والهزء من كتاباتي، لأنّ هناك بالمقابل من شدّ على يدي، وشجّعني من أهلي، وزوجي وأولادي وأصدقاء آمنوا برسالتي من خلال كتاباتي، ووقفوا معي، أكنّ لهم كلّ الحبّ والشكر.

٣ ما رأيكِ في الرواية العربية؟ وهل تعتقدين أنّها وصلت إلى العالمية؟
في النصف الثاني من القرن العشرين، بدأت الرواية العربية تشقّ طريقها بنجاح ولا سيما على يد نجيب محفوظ، بعد أن بدأت تغيّر بعض مواضيعها التي كانت عبارة عن سيرة ذاتية، واتّخذت منحنى آخر من الوجهة الفنية لتقنيات الكتابة أكثر إبداعية وأصالة فيما يتعلّق بالموضوع والشخصيات، اللغة وتوظيف الزمكان، وذلك على يد نخبة أمثال الطيب صالح وسهيل إدريس وغائب طعمة فرمان وحنا مينه الذين أتقنوا فنهم، وأظهروا قدرة على تقديم رؤية أكبر وأوسع، تمكّن الأدب من تخطّي حدود الزمان والمكان.
إنّ الرواية العربية مرّت بمراحل عديدة حتى بلغت نضجها الفنّي على يد نجيب محفوظ وآخرين.
إنّ ترجمة الرواية العربية لها دور كبير في وصولها للعالمية، حيث ترجمت بعض روايات غسان كنفاني والطيب الصالح، ومجمل أعمال نجيب محفوظ بعد نيله جائزة نوبل. لكن مع الأسف الآن تكاثرت الترجمات بدوافع مختلفة تماما عن الشروط التي كانت تحكم المشهد ضمن اعتبارات أدبية.

٤ ما موقفكِ من النقد في المشهد الثقافي؟ وهل تتقبلين النقد؟
إنّ المشهد الثقافيّ في الوطن العربي يقع تحت عبء كبير، عبء السياسة والتحزّب، ولم يسلم بعض النقاد من هذه التبعية، أو الشللية.
أنا لا أخاف النقد الموضوعيّ البناء، وأتقبّله برحابة صدر بل أصغي إليه، وأتعلّم منه.
نحن في حاجة ماسّة إلى النقد الموضوعي، لأنّ النقد هو العجلة التي تدفع الكاتب نحو التميز والابداع.
أما عن تجربتي فقد تعرّضت أعمالي للنقد.
أستطيع أن أقول إني قد استفدت كثيرًا من توجيهاتهم، لأنّ النقد وجد كي يوجّه الكاتب، ويكشف له مواطن الضعف والقوة، وعلى الكاتب أن يستمع للنصيحة، ويعمل بها، أما النقد الهدّام فلا حاجة لنا به، إذ يكفي ما نعانيه من هدم في حياتنا السياسية والفكرية والاجتماعية.
تجربتي بالإجمال نالت رضا النقاد الذين تناولوا روايتي في لقاءات عديدة لا سيما في مصر مكان إصدار روايتي "رغبات مهشمة" والمجموعة القصصية "على مرمى قُبلة".

٥ حول الأدب النسويّ قيل الكثير، كيف للمتلقّي فرز هذا التجنيس من عدمه؟
الأدب النسويّ، لا أحبّ هذه التسمية، لأنّ الادب هو أدب سواء كتبه الرجل أو المرأة، لكنّ الأدب الذي تكتبه المرأة يختلف كليًّا عن الأدب الذي يكتبه الرجل. إنّ المتلقي المثقّف الذي فهم سيكولوجية المرأة قادر أن يفرز نوعية هذا الأدب، لأنّ تعبير المرأة عن نفسها في أدبها يختلف عن تعبير الرجل حتى عن المرأة ذاتها.
أيضًا ما تكتبه المرأة عن نظرة الرجل إليها في بعض المجتمعات فاق تصوّر الرجل في الكتابة عنها بنفسه.
إنّ المجتمعات تختلف عن بعضها، لذا تختلف كتابة المرأة عن الرجل، ففي المجتمعات المحافظة تتعرّض المرأة إلى التهميش والتمييز والإلغاء في بعض الأحيان، ما يجعل كتابتها تختلف كليًّا عن كتابة الرجل، فالقمع يؤدّي بالمرأة إلى المعاناة التي تنتج عنها السلبيات في الكتابة، أو الانفتاح والتحرّر الأقرب إلى الإباحية منه إلى الحرية الفكرية.
بعض النساء تبدو الصرخات في كتاباتهنّ أقرب إلى سوط الجلّاد، وإلى زلزال مدمّر، لا يستطيع أن يعبّر عنه أيّ رجل حيث لا رجل يستطيع أن يعرف عمق المرأة، ويلمس إحساسها، ويعبّر عنها، لأنّها هي التي تعذّبت، وديست وكمّ فوها.
كيف لرجل أن يكتب عن صوت لا يملك أوتاره؟ وكيف له أن يكتب عن جسد انتهكت حرمته مرارًا؟ وكيف لرجل أن يتكلّم بلسان امرأة قطع لسانها حين قيل: عن صوتها عورة؟
لا أخشى نقد الرجال، لأنّي أؤمن بحريتي في التعبير كما حريته هو. إنّ المرأة دائمًا تهاجم خاصّة في المجتمعات العربية ليس من الرجال فقط بل من بعض النساء اللواتي يخضعن نفوسهن لإرادة الرجل، ويذبن في شخصيته ربما تحت مسميات الدين أو المجتمع وما إلى ذلك.
على النساء أن يخرجن من قوقعتهنّ، ويعبّرن عن نفوسهنّ، ويثبتن وجودهنّ ككائنات يستحقن الحياة.
المرأة تكتب بالعقل والعاطفة، وهذا ما يجعلها أكثر تأثيرا في المجتمع إن سمح لها التعبير، وبما أنها تتعرّض للقمع فعليها انتزاع حقّها في التعبير.
ويبقى الأدب في المحصلة تعبيرًا عن الذات المتشظية في مواجهة العالم الذي يخشى الكلمة الملتزمة الهادفة.

٦ متى يتوقّف العطاء الإبداعي بشتى صوره لدى المبدع؟
يتوقّف العطاء الإبداعيّ لدى المبدع حين يفقد المعين الذي يستقي منه، ويفقد الحماس للسعي وراء شغفه والإيمان برسالته،
وحين يرى أنّه لا يغيّر شيئًا مما كان يطمح إلى تغييره، فيصاب بالإحباط، لكن باعتقادي تكون فترة مؤقّتة.
عرفت بعض المبدعين الذين توقّف عطاؤهم فترة، وكانت قريبة من هذه الأسباب، لكنهم عادوا إلى الحياة حين مسّت روحهم قضية جوهرية دفعتهم للتعبير عنها، والعودة بزخم إلى الكتابة والعطاء.

٧ باعتبارك شاعرة متميّزة بأيّ حسّ تكتبين القصيدة؟ وهل هناك وقت أو مكان محدّدان لكتابة القصيدة لديك؟
لا طقوس للكتابة، لأنّ الفكرة مزاجية تأتي على غير موعد كالحبّ لا تطرق باب القلب بل تقتحمه، وتحرق الأصابع، تجبرني على الانصياع لها متى وأين شاءت. أحيانا وأنا أقود سيارتي على الطريق السريع، أوقف محرّك السيارة، لتدور عجلة الكتابة. أفرغ على تلفوني الفكرة، لأنّها حسّاسة مثل حبيب مراهق، إن لم أستجب لها تحزن، وتفارق شغاف حماسي، لهذا أحرص على هذه العلاقة الحميمة بأن أستجيب، وأكون طوعها دائمًا.

٨ آخر كلمة لك في نهاية الحوار.
أقول: إنّ مجال الكتابة واسع جدًّا، ولكلّ منّا خطّ سيره، وأسلوبه ورسالته.
إنّ المهاترات ورشق أعمال الآخرين وشخصهم بالحجارة لا يجعل منك مبدعًاً.
آمن برسالتك، اقرأ وتعلّم وكفّ عن الكلام الذي لا يجدي نفعًا، واحمل قلمك لأنّ الحصاد كثير، والساحة تستوعب الجميع.
ويبقى المبدع الأصيل قابضًا على الجمر بدل القلم، ويرى من واجبه إشعال شمعة بدلًا من لعن الظلام.
يقول محمود درويش:
وأنت تفكّر في الآخرينَ البعيدينَ
فكّرْ بنفسِكَ
قل: ليتني شمعةٌ في الظّلامْ.



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردنا على آزاد عنز قطار خالد بكداش الذي نشره في مجلة آفشين
- ثورة
- الحب الموؤود
- ذكريات
- الحلم الذي لا ينتهي
- حكومات جاءت لنهب الشعب
- الشتاء
- فِي الحَدِيقَةِ
- سيما عروسة كوردستان
- حلم سيدرا
- الحلم
- لقد مَلَّنا الموت ولم يَمُّل العالم من قتلنا
- من أوائل معارك الصراع الطبقي في الجزيرة السورية
- احْتَرَقَت كُلّ الأَوْرَق
- حالة التشرد في التنظيم السياسي
- ستبقى الذاكرة ترحل في كل مكان
- الديمقراطيات الدونكيشوتية......5
- الشيزوفرينيا السياسية
- القروي والربيع
- الملك العادل


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الشاعرة و الأديبة اللبنانية المتميزة اخلاص فرنسيس