أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - باسل محمد عبد الكريم - رسائل جندي منسية (القسم الثالث)















المزيد.....

رسائل جندي منسية (القسم الثالث)


باسل محمد عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 6605 - 2020 / 6 / 29 - 01:42
المحور: سيرة ذاتية
    


(28)

(يارمجة)

كانت فراشة صغيرة بألوان مفرحة، تحط حيناً وتطير حيناً، غير أنها حاضرةً في أرديتي وعند مساماتي والتصاق الجفون حد التعب، أنه الغروب، تغيب الشمس في (يارمجة) شرق الموصل بين بيوت الطين وأشجار اليوكاليبتوس المتناثرة عند قرية تقترب منا مئات الأمتار يومياً، ولا يفصلها عنا سوى حقول الحنطة الخضراء العطشى... وغابةً للفستق وقريةً تأوي رعاةً وعوائل قتلى الحرب، ذلك هو معسكرنا الصغير (الجديد) وقد غطته الحشائش الخضراء وزهور (البابونج) غير أن دجلة ينساب ليس بعيداً عن ملابسنا الداكنة وقد انتشرت مغسولةً على أسطح القاعات الرخامية وقد استحالت غبراء بفعل الشمس وأمطار الشمال الدائمة...
أنه العيش في المدينة إذاً، بعيداً عن ملاجئ الجبهة الرهيبة، كما أن الوجوه قد تغيرت نوعاً ما، فهذا (رحيم) بإحباطاته القديمة وتطلعاته الحذرة وذاك (حسين) المخابر الراقص على أسلاك التلفون بثرثرته التي لا تعرف قرار، ومدرس الرسم التركماني الذي يجيد فن غناء المقامات العراقية القديمة وقراءات القرآن الكريم ومدرس اللغة العربية الموصلي ذو الاتجاهات الدينية الصارمة، المشكلة هي اعتياد الأمكنة وتأمين الحاجات اليومية الشخصية، الموصل جميلة بشكل غير متوقع، ولا أدري لماذا تذكرني بدمشق، ففيها الكثير منها، المناخ هنا طيب جداً وتبدو الأمور اعتيادية في هذا المعسكر الذي تتقاسمه ألوان الأخضر والأبيض، خضرة الأرض وبياض الأبنية الرخامية، غير أن النفوس تأبى، هنا، إلا أن تحتفظ بسحنتها المعهودة، وكأنه تعيش عزلتها (الماركيزية) بعناد غريب.. .. أحياناً تتحول المدافع إلى لعبة يلهو بها بشرٌ يحسبون الساعات الطوال كأنها دهراً، يقول (ايليوت) "وأفلحنا في تجنب الالتفات إلينا" ولكننا لم نفلح في أن نتجنب هذا الالتفات، فنحن نلتفت لأنفسنا بحساب اللحظات، ونرى بؤسنا المزروع فينا، فكم هو رهيب هذا الالتفات المستديم!

(29)

الشمس تغيب، وقطيع الأغنام يعود متعباً حيث لا أعشاب الآن، غير أن خط الغبار المتخلف وراءها يكاد يحاصرنا ونحن في انهماكاتنا اليومية غير آبهين بها وهي تجتر المتبقي من أعشاب الربيع الفائت.
أن جرائك يا (فيليب) قد كبرت وأصبحت كلاباً وما عادت تذكر أصابعك النحيفة وهي تسقيها حليباً، أعتقد أنه يصلح لتغذية الجنود المتخمين بالخيبة، ترى هل نسيتها أنت الآخر، لا أعتقد، فمن يزرع زرعاً طيباً يترك فيه بعضاً من روحه، بعضاً من دمه أو رائحته، وأنت الذي بدأت تعيش في الذكرى، كان زرعك فينا طيباً، وستمضي السنين مثقلات بنا أو بدوننا، وربما نعود لنفتش بين سطور الأوراق القديمة ونقرأ، فيدور في العيون سؤال وحيرة: ترى أين هي الآن جراء (فيليب)؟
فيليب – عريف في الجيش العراقي، مسيحي، فر من العراق هو وعائلته عام 1984، بعيداً عن الحروب المتواصلة.
(30)
الخرنوبْ

إن طفلتين صغيرتين طلبتا مني السماح لهما بالبحث عنه في باحة المعسكر الواسعة، بحثتا عنه بنهم، تاركتان ماعزهما يرعى بعيداً، أكيد أن (الخرنوب) لا ينمو في المدينة!

(31)

يبدو (حمام النعيم الحديث) الذي يجاور النبي يونس في الموصل قريب الشبه بحمام (المعروف للنساء) الذي يقابل مقبرة الشيخ معروف الكرخي في جانب الكرخ في بغداد، يوم زرته مع الاهل وكان لي من العمر 4 سنوات، غير أني كنت مدهوشاً مما أرى من أشكال النساء العاريات، حتى أن واحدةً منهُنَّ انتبهت لي واعترضت لدى مسؤولة الحمام على دخولي.
في الحقيقة كنت بريئاً في فضولي ذلك غير أني كنت منتبهاً على أسرار ذلك العالم، ولا استبعد التفسير الفرويدي لذلك السلوك الطفولي، حيث كنت مبهوراً بلذة الاكتشاف!

(32)

"فقبل التجربة جميع الناس مناضلون وربما أبطال" حنا مينه – روائي سوري، وتلك حقيقة ملموسة فالتجربة هي المحك على أصالة المبادئ والقيم الإنسانية، وبها تغتني الذات وتنضج، وتزيل عنها أدرانها، وما علق بها من شوائب، وتنشأ المعادلة الصعبة بعد التجربة، وتلك هي محصلة الصراع بين الفكرة والفعل، ذلك الصراع الذي لولاه تبقى الفكرة أسيرة التردد والتلكؤ والخوف المبطن والقرارات المؤجلة وعسر مواجهة الذات بكل أبعادها، غير أن الصراع المحسوم لصالح الفعل، الفعل الإنساني المتقدم، يشكل نواة النضال والبطولة الحقيقية، وتلك تتبدى عبر الشواهد اليومية والصغيرة إلى الأفعال الأكثر جسامةً، والتي تخرج عن كونها محصورةً بما هو ذاتي ممتدةً إلى التطلعات الأكثر عمومية والأكثر إشراقاً لما يشكل بالنتيجة فعلاً إنسانياً متقدماً.

(33)

عندما حاولت أن اعرف مدى ارتفاع أشجار اليوكاليبتوس أو التين البري في غابات الموصل الكثيفة والخضراء الممتدة إلى جوار دجلة المتسارع نحو بغداد، عندما حاولت وتعبت لأنها شاهقةً تذكرتكِ،
ها إن اصابعي ممتدةً إلى أجمل أجزاء هذا (اللواء) العثماني الأصل، وبذا أكون مستعداً لأن أطوف بك مشياً أو ركضاً (رغم أني أشك في تحملك لمثل هذا الطواف الممتع المتعب) غير أن رؤيتك للمئذنة الحدباء وصعودك التل الذي زاره النبي (يونس) فأصبح أحد الجوامع المعروفة إلى جانت جامع النبي (شيت) يستدعي تهيئة (عباءة نسائية) بمثابة جواز مرور لهذه الأمكنة مثلما حصل عند زيارتنا لمرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني.

(34)

الكلمة كانت تشاركنا المسرات والأحزان، هي السلوى حينما نفترق، وهي البهجة حينما نلتقي، وهي السلم الذي يوصلنا لبعضنا.
غالباً ما تكون البدايات صعبة ومغلقة، أما النهايات فإنها تبقى مفتوحةً، ذلك الإحساس الذي ينتابنا عند الكتابة، وحينما تكون الورقة بيضاء خالية، إنه شعور المنقطع في صحراء، قد تبدو الكلمات أحياناً نوعاً من التسلية، تلك الكلمات التي تصافحها العيون أو تحفرها الأصابع على خدود الورق، وما نبتغيه أحياناً لا يبتعد عن ذلك بل يدور حواليه، غير أننا لابد أن نعاشر الكتابة، بدونها نذوي، وبها نستشعر العافية، عافيةً تنمو من نسغك الخاص، أنْ تخضَوضَرْ أغصانك رغم الجدب، وأن تتنفس هواء هذا العالم ونوافذك مشرعةً، ربما نتوهم أن جميع الأبواب قد اوصدت، وإننا حبيسي ما هو يومي وعابر، ويتملكنا هاجس اللا جدوى فنغرق في لعبةٍ كرهناها مراراً لعبة الأرقام العابرة، تلك التي تمر سريعاً في دورة الحياة، يبدو ذلك وهماً لأننا نقاتل البلادة بضراوةٍ حادة، بل أننا نعمّق خضرتنا الوارفة، غير أن للسنين هنا طعمها المميز، فهي تمر سراعاً عادةً، وآثارها الموجعات باقيات، وغالباً ما تحفر أخاديدها عميقاً، جروحاً تنكئها باستمرار، وما يبقى عادةً نحن ناسها موضوعها الدائم، نلملم ما تبعثر، ونجبِّر ما انكسر، ونبني ما تهدم، تلك هي دورة السنين في هذا (العراق) عنيفةً وموجعةً غير أنها لا تتوقف!
أين يكمن الشعور بالقوة؟ أنه في خلايا الإرادة وفي نبض القلب وفي تلك الحركة التي لاتكلّ، حركة أن تحيا وسط الموت وتكافحه ربما تضعف ولكن لا تنتهي، أن دورة الكفاح هذه معجونةً فينا، وأنْ تضمحل في جانب أو تلين، لكنها تكبر وتتألق حتى في الأمور الصغيرة لأنها تنتمي لنا، هل هو الشعور بالقوة أم القوة ذاتها؟
المصيبة أننا قد نقع فريسةً لهذا الخلط ويصعب تحديد ما نحن فيه، وربما نتصرف كأفعال ونحن أسيري هذا الخلط، غير أن المحك اليومي والمواجهات الفعلية تقرب الصورة وتجعلها واضحةً، وفي ذلك تشذيب للكثير من ادعاءاتنا، بل وتصحيح لها، فيما لو تم رصدها وتجاوزها بوعي، إذاً ما نريد أن نؤكده هو القوة في تجليها وبهاءها، واضحةً، ناصعةً كالشمس، نقترب منها بوضوح..

(35)

يعود القمر إلى تألقه الشاحب المغلف بتلك البرودة المحببة، ويحلو حينها الوقت لأن يتسكع عشاق المساء مرتعشين فرحاً ونشوةً، فيمتلئ القلب بالدم الضاحك وتنهزم اللوعة إلى حين، أنها ليلةً من ليالي تشرين، حيث الطبيعة وروعتها، الأمكنة العابقة بالألفة والخضرة والحنين الشرقي، إنها الموصل..
ومع شروق الشمس صباحاً، وصراعها مع كتل الغيوم الهاربة، تبدأ قوافل الغراب الأسود (الحُر) سعيها، فالسماء مغطاة بتلك الطيور الفاحمة التي يبدأ موسم هجرتها عند حلول الشتاء من كل عام، لها صوتها الاجش غير المريح، إلا أن لونها مع خيوط الشمس المنعكسة يتحلل إلى مجموعة من ألوان الطيف الشمسي التي تسرع بالاختفاء حين تصطفق الاجنحة لتبدأ القافلة مسيرتها، لكن صعاليك المسيرة يتخلفون دوماً لالتقاط ما يتبقى، فترى بعضها على أعمدة الكهرباء أو بالقرب من مزبلة المعسكر، تنقر، تتقافز، تتقاتل، تتطاير، تحط ثم تلحق بالركب.

(36)

في مطعم القطار (الصاعد إلى الموصل) تلتقي (العم سعدون) حديثه المقطوع بطلبات الطعام المتعددة (بتيتة جاب، لحم روست، فخذ دجاج مع السلطة، وأحياناً بعض الطلبات مع قناني البيرة أو مع أكواب الشاي وقناني البيبسي كولا) ثم أسئلته المقتضبة ونظراته الجانبية الطويلة التي يوزعها بلا تعيين، لا أدري لِمَ أرجعتني هيئته الكلاسيكية إلى سنين خلت، كنا نسكن فيها محطات وقطارات لا تتوقف، نهارها طويل وليلها أطول!
شخصية (العم سعدون) أليفة ومريحة رغم هيبتها الظاهرية، هل لأنه أعادني إلى وجوه وموضوعات تكاد تختفي من وجودنا اليومي، صور السنين الفائتات التي تركناها بعيداً، حتى أنها تبدو شاحبةً أحياناً لا نكاد نميزها.
هل خطر ببال (جان كابان) أن العم سعدون (شبيهه) يعمل منذ ربع قرن في القطارات الصاعدة والنازلة من وإلى بغداد شمالاً وجنوباً، لا أعتقد
جان كابان – ممثل سينمائي فرنسي معروف.
(37)

أوراقك الممتلئة بالعافية، عافية الفكر وعافية الروح، وتلك هي بشارتي، أوراقك الممتلئة بالحنين بين يدي أحتضنها كأنتِ!
تقولين مع الماغوط "قرعتُ البابَ بهدوءٍ، وأسْلَمْتُ عينيَّ لوجهِهِ الحبيبْ، للسفنِ المبعثرة كالعَلَقْ على قدميْ، فلم أجِدْ غيرَ الرّيح، والأوراق الممزّقَة، سريرُهُ فارِغٌ، وثيابُهُ مسلوخَةٌ عن الجُدرانْ، والمطر يضرب النوافذ كالجلّاد، كان وسْط الشارعِ يغيب، يتأبط ثيابه وكتبه، سأبكي بحرارة، سأرنو إلى السقف والبحيرة والسرير، وأتلمس الخزانةَ والمرآة، والثياب الباردة، سأرتجِفُ وحيدةً عندَ الغروب"
محمد الماغوط – شاعر سوري من أبرز شعراء قصيدة النثر في العالم العربي.

(38)

"أن تجلبوا الدفاتر وتحفظوا النصوص وبالأخص النشيد الوطني، لأننا سنفتش ونختبر باستمرار والويل لمن يقصر، لا تضعوا صورته على موائد الطعام واحفظوا الجرائد في أمكنةٍ مناسبة، دونوا خطبه وما يقوله دوماً، وباستمرار في دفاتر خاصة واحتفظوا بها، ليكن دستوره انجيلاً عصرياً واجب الحفظ والتلقين والويل والثبور لمن ينسى او يتلكأ، التزموا النظام ومجدوا الروح العسكرية (له) ولرجالات تاريخنا العظام، أنه سليل كبريائنا ومجدنا الذي لا يخبو، أنه النور الذي سيعم الارجاء بعد أن يسود الظلام، أنه وأنه وليكن...!" مقطع من رواية (1984) لجورج أورويل.
هذه اللغة بكل ما تحتويه من تعسف واستلاب هي الخطر الداهم لوجودنا اليومي، إنهم يريدون أن نتحول إلى ببغاوات سهلة التلقين، أنها ورطة كبيرة، كيف سنواجهها الآن، وكيف سنواجه أنفسنا مستقبلاً، إننا نحدق إلى هذا السجن الكبير من الداخل، يا لبشاعته التي لا تتصور، إنه عذاب مستمر ومتفاقم.
"أنها مرآة لما يمكن أن ينتظرنا، إذا استمر انحدارنا نحو هوة (طغيان السلطة) هي وليدة خيال غدا اليوم يقصر عن الواقع (الحقيقة) وخلاصة تفكير نظري، أخذ ينقلب بسرعة إلى واقع موجع تنتشر آثاره من حولنا، وتطرق أبواب مجتمعاتنا بعنف."
إن هذه الرواية القاسية السوداء تنتمي لنا لأنها تتكلم عنا بصدق، إن هذا العمل الادبي الموجع يبدأ في الواقع قبل أن نقرأه ولا ينتهي لأنه يستمر عبر هذا الواقع، غير أنه حين قراءته يفتح أعيننا واسعةً وبالضد من هذا الواقع، أن مأساة (وينستون وجوليا) في بلاد (أسيانيا) المترامية الأطراف نلمسها واضحةً حادةً وأشد تطرفاً في كثير من بقاع عالمنا المعاصر، ويبدو أن رؤية (أورويل) القاتمة متحققة منذ زمن بعيد. أن هذه الرواية صرخة احتجاج حادة وعنيفة ضد الدكتاتورية واستلاب الانسان.
... بهرجةً واحتفالات وخطب وموسيقى وقطع حلوى وكيك.. أنهم يحتفلون بعيد ميلاد (الرفيق الأكبر) هذا البطريرك المتبجح صانع الكوارث التاريخية!

(39)
الجرائد المحلية، جرائد اليوم الفائت تصلنا اليوم، وجرائد اليوم تصلنا غداً، غير أننا نتعامل معنا وكأنها طازجةً خرجت لتوها من الفرن (المطبعة).. (عبد الرحمن طهمازي، رشدي العامل، ياسين النصير، أسعد محمد علي، د. محمد عبد اللطيف مطلب، سامي محمد، بديعة أمين، فاضل ثامر، عبد الستار ناصر، حاتم الصقر... إنهم كتاب الصفحة الثقافية لجريدة الجمهورية) أنهم العزاء الأخير حيث نجد بعض ما افتقدناه في صحافتنا المحلية، وقد تحددت ذائقتنا في قراءة الصحف نحو أسماء محددة أو موضوعات بعينها، خصوصاً وإن تلك الصحف هي (الرسمية فقط).
بئس زمن تصبح فيه الثقافة تهمة، وهذا زمنٌ أصبحت فيه الثقافة تهمة، هذا الإحساس الفاجع بالزمن، هذا الزمن المسروق عنوةً.. أن الإحساس باللا إنتاجية يصل حد الخيبة.

(40)

أنه الحنين الذي يلازم المسافرين او المودعين في محطات نحسبها نهايات العالم، تلك التي تقتطع من العمر أجمل سنينه وتتركنا لوحدتنا وأشواقنا المؤجلة...
وتقولين "لأول مرة، أتوقف، وأشعر بقلمي يهتز بين أصابعي، يرتجف رعباً، يتخبط على الورق، لا يعرف ماذا يكتب، أنها اللوعة والشوق والحنين، أين أصبحت وكيف أمسيت، هل تعد اليوم بكل دقائقه، هل تلعن زمناً يقسو ويدوس أجمل المشاعر الإنسانية، أنه الخوف والوحدة والانتظار الذي يبحث عن أمل".

(41)

عذراً (عبد الحسن) فقد وافتك المنية غدراً، أيها الطائر المرتعش الحزين، ماكنت أدري إني سأرثيك، غير أني أرثي نفسي فيك.
سلامٌ على الموتى، سلامٌ على الأحبة، من مقبرة (يارمجة) العتيقة، أشم رائحة البخور، تصلني عبر حقول الطماطم وعباد الشمس، يحملها دجلة الصامت، غير أن ملامح الأحبة الذين غادروا ولم يتركوا سوى أشياءهم الصغيرة المهملة، حاضرة أمامي، تلك الوجوه المبتسمة، أنهم يبتسمون دوماً..
عبد الحسن سلمان، صديقنا الذي غادرنا مبكراً، شقيق الكتبي المرحوم عدنان سلمان والكتبي محمد سلمان.

يتبع...



#باسل_محمد_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل جندي منسية (القسم الثاني)
- رسائل جندي منسية
- النحات الكوردي الراحل حسين مايخان
- (نص) (تداعيات حسان بن خنجر وهو يتنفس رطوبة الفاو ومستنقعاته ...
- طائر الغراف الحزين... إلى عدنان سلمان* حياً
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الثاني
- محطات من ذاكرة عقيل الخزاعي (ابوذر) : الجزء الاول
- خالد احمد زكي - شهيد الغموكه


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - باسل محمد عبد الكريم - رسائل جندي منسية (القسم الثالث)