أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الترفّق بالديمقراطية الناشئة














المزيد.....

الترفّق بالديمقراطية الناشئة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 27 - 23:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


جاءت في كلمة رئيس البرلمان في الجلسة المخصّصة لمساءلة الحكومة دعوة إلى «إلى التهدئة وتجاوز التجاذبات.. ذلك أنّ الترفّق بالديمقراطية الناشئة واجب الجميع» وتأتي هذه الدعوة في أسبوع تصاعدت فيه وتيرة الاحتجاجات، والعنف داخل أسوار مجلس الشعب وخارجه ولم يترفّق فيه المسؤولون عن إدارة المرحلة بالإنسان. ولنا أن نتساءل :هل يستقيم الترفّق بالمصطلحات والممارسات والمفاهيم؟ وأيّهما أولى: الترفّق بمصالح القيادات والأحزاب وأصحاب المصالح أم بالتونسيين، وخاصّة ضعفاء الحال الّذين عيل صبرهم وما عادوا يتحمّلون؟

إنّ «الترفّق» في السير بهذه المرحلة من بناء الديمقراطية الناشئة الذي يدعو إليه رئيس البرلمان، يقتضي بالضرورة إدارة حازمة ترتكز بالأساس على السهر على احترام المشرّعين للقيم والمبادئ والدستور والقانون، وحرصهم الشديد على تعزيز حزمة الممارسات الفضلى وقديما قال أهل اللغة: «رَفَق العَمَلَ : أَحْكَمَهُ، أَتْقَنَهُ». أمّا ما نعاينه اليوم فهو حركة ارتداد، وكلّ رجوع إلى الوراء هو فعل هدم لا تأسيس لأنّه يقيم الدليل على أنّ ‘المتطفلين على السياسة’ لم يقطعوا مع تاريخ المؤامرات والدسائس و’فبركة الملفات’، وهو في الوقت نفسه ،محفّز على المقارنة بين أداء الفاعلين في أوّل المرحلة (المجلس التأسيسي...) وصولا إلى هذا الأداء الرديء والمشوّه للعمل السياسيّ إضافة إلى أنّ الرجوع إلى الوراء حجّة على عجز الفاعلين في المجلس والحكومة(ولا السياسيين) عن ابتكار طريقة مغايرة لـ«صنع» السياسة والتأمّل في ضروبها وفنونها.

وبما أنّ من أحكام الردّة في الإسلام الاستتابة أو القتل فإنّ بعض الواهمين بوجود فرصة لتدارك الأمر، يحلمون بعقد جلسة عامّة لمساءلة النوّاب من المنظمات والهيئات والشخصيات العامّة وغيرها ويدعون رئيس المجلس والنوّاب إلى مراجعة أنفسهم وتقديم الاعتذار للشعب عن الشغب والهرج والمرج والرداءة والصفاقة و...ونحسب أن ترفّق الشعب بنوّابه ومهندسي إدارة المرحلة ومعاملتهم بلين لن يستمرّ إلى نهاية المدّة الانتخابية فمؤشرات الغضب الشعبيّ واضحة للعيان، وإرهاصات تشكّل ردود فعل منفلتة واردة. وليس الحلّ المقترح في سياق مع بعد الجائحة، ووفق المنظور الدعوي/ السياسي أن ندعو الجموع إلى التوجّه إلى الله بالدعاء: «اللَّهُمَّ رِفقًا بعبادك ... اللّهم فرّج كربنا» بل أن تستيقظ ‘الكتلة الصامتة» داخل البرلمان التي بقيت تحت وقع الصدمة وآثرت السلامة أو الانسحاب أو اكتفت بالمشاهدة ، وفي كلّ الحالات هي في نظرنا، متواطئة لأنّها لم تستطع المقاومة والدفع باتّجاه الضغط والمطالبة بالتصحيح. فالمتابع لبعض التدخلات، على قلّتها، يعثر على خطاب عقلانيّ ورؤية مقبولة إلى حدّ ما ولكنّ أصحاب هذا الخطاب الرصين ظلّوا غير مرئيين ماداموا لا يصنعون «البوز» مثل النواب الذين يحترفون البذاءة والشتم... أو يعبّرون عن مشروع «مأسسة التجهيل».

ولا يمكن التغاضي في هذا السياق، عن مسؤولية رفقاء الدرب في ما آل إليه الوضع. فقد آثروا «تعديل» مواقفهم والعدول عن مبادئهم، وفق مواقعهم الجديدة والاكراهات المسلطة عليهم وهكذا صار خطابهم ليّنا تبريريّا :خطاب رفق بحلفاء اليوم يبحث عن الحيل و«المخارج» ولسان حالهم: لنرافق من تجمعنا بهم اليوم المصالح. أمّا رفاق الأمس فيمكن الاستغناء عنهم لزوال السرديات والأيديولوجيات القديمة.

أمّا الكتل النسائيّة فهي بدورها موّزعة تعيش حالة «تشذرم»، وتأبى الخروج عن سياق التبعيّة فلا تطمح في تغيير التمثلات ولا تعبّر عن تصميم النائبات على أن يتحوّلن من نساء طائعات ومنفذات للأوامر إلى نساء يمثّلن قوّة للضغط لتجويد الأداء وطرح البدائل، وكأنّهنّ يطالبن بمعاملة مخصوصة. ومادام العنف سيّد الميدان في مجلسنا غير الموقّر فـ «رفقا بالقوارير» . ولئن شذّت بعضهنّ عن هذا التوجّه فحضرن من موقع فرض القوّة فإنّ أداءهنّ يستنسخ استراتجيات الهيمنية الذكوريّة التي لا تضع في اعتبارها لا الرفق بالإنسان ولا الحيوان ولا الطبيعة.
وما دام الحال على ما هو عليه فملاذنا الأخير في الرفقة الطيّبة : رفقة الدرب والأهل والوطن.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا
- طقوس الموت في زمن الكورونا
- هل نحن على استعداد لمواجهة تداعيات الأزمة؟
- الكورونا بين السياسيّ والدينيّ
- 8 مارس 2020 عندما تُضرب الفتيات والنساء
- السياسة بين «الطهر والنجاسة»
- السياسة والجدل حول اللغة
- «ليلة سقوط الحكومة» من منظور التحليل الجندري
- روائح المطبخ السياسيّ
- الهجانة السياسيّة
- الشجاعة في مواجهة الظاهرة: العنف ضدّ النساء والسياسة
- في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الترفّق بالديمقراطية الناشئة