أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - احمدالكبيسي وملء الفراغ الطائفي















المزيد.....

احمدالكبيسي وملء الفراغ الطائفي


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 465 - 2003 / 4 / 22 - 05:32
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اذا كان المواطن العراقي البسيط المنتمي ولادة الى المذهب السني، سواء كان متعلما ام غير متعلم، يمارس تدينه والتزامه الفقهي المذهبي باقل شكل من اشكال الروح الطائفية، فان قادة المذهب الرسميون يمارسونها باوضح واجلى الاشكال معتمدين على دعم الدولةالسياسي والاداري وعلى الدعم المعنوي  لبلدان الجوار ذات النفس الطائفي مجتمعات وانظمة حكم. هذا النزوع الطائفي، الذي له امتداداته النفسية والاجتماعية، شئنا ذلك ام ابينا، داخل المجتمع العراقي، قد اذكته، ولدوافع سياسية في المقام الاول، مؤسسات الدولة العراقية منذ نشاتها حيث لعب الظرف التاريخي والاخطاء المنهجية لادارة الحياة السياسية من الاطراف المعنية سنية وشيعية في تكريس هذا النفس ودفع اليات الحياة السياسية بهذا الاتجاه الذي كلف المجتمع الكثير بتفكيك وحدته وطمس معالم سياقه الوطني وحصره في دوائر صراع  تحرفه بالضرورة عن مسار بناء دولة ونظام حكم يمثل ويعكس موضوعيا مصالح المواطن واطياف التركيب الاجتماعي المتنوع. وان ظهر نوع من التجاوز للحالة الطائفية، عبر تارخ العراق الحديث، نحو موقف وطني جامع للمطامح الوطنية في بعض المنعطفات السياسية، فان الفضل في ذلك يعود، بشكل اساس، لابناء وقادة الطائفة الشيعية.  وان كان ذلك التوحد او التقارب يتم دائما على خلفية تحد خارجي اجنبي ولم يكن للصراع السياسي الداخلي مع السلطات اي دور او دافع لذلك التوحد  بسبب من ان الطائفة السنية، ممثلة في مؤسساتها واقطابها، تعتبر نفسها، وهي هكذا فعلا، جزءا من نظام الحكم باستثناء مرحلة 58-63 وان صراعها، ان وجد، مع نظام الحكم ينحو منحا دينيا وبالضرورة طائفي.
من هذه الخلفية العامة يبدو وكأن قادة المذهب السني مؤمنون تماما بان اطار الحكم يجب ان لايبتعد عن دائرتهم المذهبية.
في ربيع هذا العام سقط النظام البعثي الفاشي وقد خلف هذا السقوط، ضمن ماخلفه من فراغات عديدة، فراغا مذهبيا، بسبب من ان النظام، تركيبة وممارسة سياسية، ينتمي الى المذهب السني، وان الطائفية واحتكار ابناء السنة للسلطة كانت من الثوابت الصارخة في سياسة الحكم بعد شباط63، وسقوط هذا النظام يعني، وفق تركيبته وادائه، تراجعا لدور هذا المذهب في الحياة السياسية، لاسيما وان ابناء المذهب، بصفتهم المذهبية،< اؤكد بصفتهم المذهبية> لم يعارضوا النظام، بل كانوا الى حد ما سنده وجزئيا قاعدته الاجتماعية. وقادة المذهب لعبوا الدور الاكبر في تجسيد ذلك الدور من خلال تبوئهم للمناصب الدينية الرسمية وارتباطهم بذلك بآلة الحكم، وبالتالي صار المذهب، من الناحية الموضوعية، رافعة للنظام، لاسيما في الصراع السياسي الداخلي ببعده الطائفي، وصار النظام موضوعيا ممثله  لذات الاسباب والخلفيات.
  هذا الفراغ ولد حالة من الفزع لدى قادة هذا المذهب بعد ان طرحت الساحة السياسية، وبقوة جلية، التيار الشيعي بديلا، ليس فقط لكونه مذهب الاكثرية المسلمة وانما لدوره السياسي والتعبوي المعارض، وهو دور مميز واساسي في الصراع ضد النظام البائد. من هنا يمكننا قراءة الحركة الالتفافية التي قام بها الشيخ احمد الكبيسي الذي عاد فورا الى العراق ليلبس لبوس المعارض للنظام، الذي لم يعارضه حينما كان قائما، وليس هذا وحسب، بل انه كان، وقبل ايام فقط من سقوطه، يدافع عنه ويعتبر رئيسه شهيدا ان قتل، بالاضافة الى انه خدم النظام طيلة فترة حكمه. واستكمالا للدور وبذات الثوب الذي لايناسب مقاسه، طرح الكبيسي معارضته للاحتلال ، حيث سيركز نقده ويحصر برنامجه في تلك النقطة لانها القاسم المشترك بين اغلب التيارات  السياسية العراقية، وذات اثر عاطفي يمكن من خلاله تمرير نوايا، تتعدى هذا المحور، في التفكير الطائفي لدى ابناء المؤسسات الدينية الرسمية التي خدمت النظام. وفي ممارسة لاتخلوا من مكر وانتهازية جامل الشيعة، اعدائه التقليديين، وامتدح، منبهرا، دورهم في المقاومة،  مقاومة الاحتلال وليس النظام طبعا.. ويبدو ان الشيخ لم يكن يقرأ التاريخ< ولا الصحف> ليعرف ان من كان يحمل الثقل الاساسي في النضال ضد النظام البعثي الفاشي هو التيارالاسلامي الشيعي، وان نضال الشيعة ضد النظام ليس وليد هذه الساعة التي تنبه بها الكبيسي ليكتشف اكتشافه المذهل في دور الشيعة وانما يمتد لسنوات طويلة ودفع ابنائه ثمنا غاليا جدا من الدماء والتضحيات. وان اختلف المرء مع دوافع واهداف هذا النضال فان ذلك لايمنعه  من الاقرار بهذا الدور وتلك التضحيات. وحسنا كان يفعل الكبيسي لو انه لم يعد الى العراق ويكسب بذلك حسنة قد تنفعه في يوم الحساب، ويبقى في نعيمه في دولة الامارات فهم بحاجة ماسة لفقهه وعلمه، ويوفر على العراقيين متاعب عودته ومحاولته قطع الطريق على بدائل الشعب العراقي لصالح النظام المنهار او بدائل تبقي على التوازن الاعرج القديم.
 ويستطيع الكبيسي ان يقدم برهانا للنوايا الطيبة التي يدعيها في وحدة السنة والشيعة، فيذهب في الجمعة القادمة لاداء الصلاة في مرقد الامام موسى الكاظم.
لكن موقف الرفض لقناعة وتطلع الكبيسي ومن معه من الطائفيين في ان لمذهبه حق مطلق في ادارة الحياة السياسية، دون فهم وتفهم لتوزع المجتمع السياسي والاجتماعي، لايعني ذلك القبول بمواجهة نزعته الطائفية بنزعة مماثلة بديلة عنها فقط لكونها تعتمد على واقعة غالبية المجتمع بغير مراعاة لذات التنوع والتعدد الذي يتجاهله الكبيسي، فردة فعل ابناء الطائفة الشيعية، من خلال بعض الكتابات والتعليقات على الاحداث، تريد ان تقدم لنا بديلا طائفيا بصبغة شيعية بديلا لطائفية الكبيسي.
 وهنا تجدر الملاحظة ان سقوط النظام هو انتصار لمجموع الشعب العراقي وليس للطائفة الشيعية وحدها لذا لايجب ان يدفع الانتشاء بذلك النصر البعض الى اعلاء النبرة الطائفية كردود فعل على ممارسات الكبيسي  وغيره من بقايا النظام البعثي . 
من البداهة القول ان مواجهة الخطأ بخطأ هو خطأ ، وان بديل الطائفية ليس طائفية اخرى وان كانت مستمدة قوتها وارضيتها من نضال وتضحيات كبيرين ونسبة سكانية واسعة. فالبديل الحقيقي، ولاجل اجتثاث الطائفية من جذورها، لكي لاتتكرر مآسيها في اقصاء من له الحق في الوجود بجريرة انتمائه، هو في العمل من اجل بناء الديمقراطية وتعزيزها لانها الضامن الفعلي لكل الحقوق مهما يكن موضع وحجم صاحبها في الواقع الاجتماعي والسياسي، وفي بناء دولة القانون والمواطن التي يتساوى فيها الجميع امام القانون ويسحب البساط من اي محاولة لاحتكار الحكم والسياسة والادوار الاجتماعية وغيرها. فلقطع الطريق على طائفية الكبيسي يجب العمل على الغاء الطائفية من الحياة السياسية والعمل على اجتثاث جذورها من المجتمع وان لاينجر احد لردود الفعل والمواجهة بالمثل.
 اثبتت لنا التجارب لحد الان ان قيادة الطائفة الشيعية، الدينية والسياسية، قد قدمت نوعا من الوعي الناضج للموقف السليم لاسيما في المواقف المفصلية والظروف الاستثنائية في تاريخ البلد، وفي الوقت الذي لايجب فيه ان  تنطلي عليهم لعبة الكبيسي في توظيفهم لملء الفراغ وتقوية شوكته بهم لنبذهم فيما بعد في تكرار لاينتهي من الاقصاء الطائفي، عليهم ان لاينجروا  للالاعيب تلك في ردود فعل متشنجة، وان يقفوا الموقف الوطني السليم في تثبيت دعائم الوطنية العراقية باسس الديمقراطية والتعددية، مقدمين مصالح الوطن على كل ماعداها ليقطعوا الطريق على الردة الطائفية ومحاولات احياء الدكتاتورية بالبعث ام بغيره التي يسعى اليها الكبيسي وايتام البعث الفاشي.
السويد
20-04-2003



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمائر الحرية
- اسئلةالغزو والاحتلال والافق المسدود
- لمروجي الحل الامريكي مع التحيات
- توسيع الدائرة - ضرورات موقف ام نوايا خاصة؟
- انتفاضة آذار - ملامح ودروس
- الازمة العراقية هل ستقع الحرب ام سيهرب النظام نافذا بجلده؟
- فائق حسين حتى في حياتك كنت جميلا
- الخيار الثالث ماله وماعليه
- المثقف في مواجهة المشروع الفاشي
- خيار الحل السلمي للازمة العراقية الفرصة الاخيرة
- هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟
- الحوار المتمدن شمعة المواقع
- حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا
- لقاء الفرع والاصل في لعبة الانقاذ المتبادل
- المصالحة الوطنية مشروع لمكافئة النظام
- الاتحاد الوطني الكردستاني النزعة التصفوية والعنصرية
- النقود.. النقود.. النقود
- خواطر وتناظراتحول الانتخابات السويدية و-اخلاقيات الذبابة
- مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية
- من اجل نقاش حر وديمقراطي - تعقيب على الرد الصادر من الاعلام ...


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - احمدالكبيسي وملء الفراغ الطائفي