أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - أنا وإقامتي الجبرية الكورونية وحرمان الكهرباء














المزيد.....

أنا وإقامتي الجبرية الكورونية وحرمان الكهرباء


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 20:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


" نعيم الكهرباء الغائب عني في جحيم الإقامة الجبرية بسبب الكورونا السافلة "
اعترف -- دون أن أكون مفاخرا أحدا -- بأنني قد أكون من القلّة القليلة جدا من المحظوظين في بلاد مابين النهرين أو قل القهرين -- وسيان هذان الاسمان -- ممن لم يتأثروا بهموم الكهرباء وانقطاعاتها وشجونها في عراق الحضارات والمرارات معا مذ حللت في ارضي العام /2004 بعد غربة طويلة في المنافي البعيدة والقريبة .
لم انشغل بتصريحات مسؤولينا السياسيين " الصادقة جداً " الذين صيّروا ماء البحر " طحينة " كما يتندر الأشقاء المصريون ومواعيدهم التي فاقت مواعيد عرقوب في التسويف والتأجيل والآمال الوردية الخادعة بان الكهرباء ستصل الى بيوتنا ومصانعنا وبقية المرافق الحيوية المعتمدة اعتمادا كليا على الطاقة الكهربائية وسوف يتم تحسين الطاقة الكهربائية خلال الشهور المقبلة والحاضرة وحتى السالفة ؛ فقد استشرفنا المستقبل وعشنا الحاضر ومِلْنا برقابنا حتى الى الماضي نتوسل اليه كي يعيدنا الى سابق عهدنا ولكن دون جدوى رغم الميزانيات الهائلة التي صرفت والتي فاقت الأربعين مليار دولار المخصصة لإعادة التيار الكهربائي متواصلاً .
غير ان هذا المبلغ الضخم جدا والذي قد يفوق ميزانية عدة دول مجاورة ؛ أقول ان تلك الثروة التي لا تخطر على البال غيّرت مسارها الى جيوب السحت والمآل الحرام والصفقات المريبة والعقود الوهمية والأجهزة الرخيصة من المواد الاحتياطية العليلة ذات المناشيء الرثة التي لا تقاوم هجير قيظنا الذي يمتدّ حتى نهاية أيلول وربما يأخذ أياما طويلة من تشرين الأول .
ولا ننسى بعض التصريحات السابقة التي صارت أضحوكة الناس يتفكهون بها ومفادها ان العراق في طريقه الى تصدير الكهرباء الى دول الجوار وغير الجوار باعتبار ان الطاقة الكهربائية الهائلة عندنا لا يمكن تخزينها .
ذكرتُ بان طاقة الكهرباء لم تفارق مسكني ما يربو على ست عشرة سنةً دون ان ادفع درهما واحداً فقد أكرمني جاري النبيل الموسّر الملاصق لي بعشرة أمبيرات من مولّدته الكبيرة الخاصة به فور ان وطأت قدماي بيتي ولم يعبأ برفضي استحياءً ولكنه أصرّ على مساعدتي وتحمّل حتى مصاريف ايصال الاسلاك من جيبه الخاص .
والحق اني كنت مستمتعا سعيدا بما وهبه لي هذا الجار النادر في وقت الأزمات والويلات الكبيرة حتى نسيت ما يعانيه أبناء وطني من شحة أطايب ومنافع الكهرباء .
ولأن دوام الحال من المحال فقد عزم جاري على الانتقال الى مسكنه الجديد والذي شيّده مؤخرا البعيد عني شأوا طويلا وفعلا قام بنقل مولدته المعطاء مع أجزاء أخرى من أثاثه ؛ فما كان مني الاّ أن أعيش شظف الظلام والحرّ اللاسع هذا الصيف واغرق أمَدا طويلا بالعرَق الذي اخذ يتصبب من جسمي فاضطررت مرغما الى التوجه لصاحب المولّدة التي تغذي قسما من الحيّ الذي انا فيه واطلب منه سبعة امبيرات لكنه اعتذر متذرعا بان مولدته لا تتحمل قدرات أكثر وهي تعمل بأقصى طاقتها ولم تنفع توسلاتي ورجائي للتعاطف معي وتغذية بيتي بالطاقة الكهربائية .
واضطررت الى مراجعة مسؤول مولدة أخرى ابعد قليلا منه من حيث المسافة وحصلت على خمسة امبيرات ولذا تحتم عليّ ان اشتري خمس حزمات من الأسلاك واستأجر سُلّما بغية ايصال التيار الكهربائي الصعب المنال الى بيتي وهكذا كان بعد ان ذقتُ مشقة التعب الشديد صعودا ونزولا على السُلّم وحدي دون مساعد يؤازرني ويخفف عني حتى أوصلت الأسلاك لمغذَّي المولدة بشقّ الأنفس .
من يدري ربما يفيض العراق بالكهرباء في السنوات القريبة اللاحقة بعد ان تمسكه أيدٍ امينة وتدلّه الى مصادر الضوء وتنير ربوعه ومصانعه وبيوتاته وربما تُزيد من انارة عقله وثروته ولكن حتما سيكون هذا التنوير بأيدٍ غير هذه الايدي التي تقودنا الان لتنجينا من الهوّة العميقة التي تكاد تقبرنا الان .
سبحان الله مغيّر الاحوال فمن سرّه زمن ساءته أزمان ، كحالي حين افتقدت نعيم الكهرباء يوم رحيل جاري الأكرم الذي كان جنبي وكذا رحيل ساستنا العاجزين المارقين من بلادي كلها ؛ بثرواتها الهائلة والتي لم نلمس منها حتى مجرد فانوس خافت الضوء فكيف نريد من مسؤوليها إيصال التيار الكهربائي العسير المنال .
ما أصدق فقيهنا أحمد بن حنبل حينما سُئل : كيف تعرف الكاذبين فأجاب بلا تردد :
الأمر بسيط جدا يكفي ان تنظر نظرة عابرة الى مواعيد عهودهم هل أنجزت أم بقيت في خانة التسويف والتأجيل والعجز وربما العمد على عدم إنجاز أي شيء يرقى بأهليهم لغايةٍ سيئة في نفوسهم .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لي برثاءٍ خاطف ؟
- صَيّرتموني هَجّاءً
- شاعرٌ في حجرٍ منزلي
- معاناة الفقر والفاقة وصلتهما بالابداع
- تلويحة شاتمة الى كورونا
- وما أدراك ما أهوال الكتابة !! ؟
- الطاعن في العشق
- وطنٌ ذبّاحٌ
- شيخوخة الكتاب الورقي وفتوة الكتاب الالكتروني
- ومضات شعرية في الصداقة
- متى تكفّ العلمانية عن مغازلة العقائد الدينية والاستنجاد بها ...
- صلاة الشعر حينما تصدق
- وصلةٌ شعريةٌ لبغداد الواهنة الكسيحة
- قفشات وتسميات مبتكرة صاحبتْ ثورة الاشقاء السودانيين
- أحببْ عقائد الآخرين محبتك لدينِك
- هكذا تعلّم الأنظمة الراقية أجيالَها الجديدة
- عناءٌ وشقاءٌ ؛ صديقان لا يفترقانِ عني
- صناعة الابداع ؛ رؤية وانطباع فيما يُكتب الآن
- تــكْـتَـكَـتْ ساعة الصفر فلا توقفوها
- بعض مظاهر النفاق الشائعة في وسطنا المجتمعيّ


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جواد كاظم غلوم - أنا وإقامتي الجبرية الكورونية وحرمان الكهرباء