أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الصراع بين الدولة واللا دولة














المزيد.....

الصراع بين الدولة واللا دولة


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتفرعن المجتمع على الدولة يكون الخراب .وحين تتفرعن الدولة على المجتمع يكون القمع والاستبداد والتسلط.
اذ ان المجتمع يعتمد على الدولة ومؤسساتها في حماية امنه وسلمه الاجتماعي والحفاظ على وحدته واستقراره.
تبقى اهمية التمييز بين الدولة والحكومة مهمة فالحكومة يمكن ان تتغير ولكن الدولة ومؤسساتها ثابتة مهما تغير النظام السياسي القائم ومهما كانت مديات هذا التغيير.
لهذا يبقى المواطن مدافعا عن الدولة مهما كانت طبيعة الحكومة القائمة ومهما كان عدائه للحكومة.لان اللادولة جنة المخربين والفوضويين واللصوص والعصابات وجحيم المواطن والمجتمع.
حتى في الصراع السياسي مهما كانت احتداماته ومدياته ينبغى ان يتذكر هذا الفارق وتلك المسافة والفرق بين الحكومي والدولتي . ليكون الصراع الى ابعد مدياته لكن يجب ان تكون هناك ثوابت لايمكن تجاوزها. الدولة ملاذ وسقف لحماية الفرد والمجتمع مهما كان شكلها
اذ ان الدولتي وخطوطه الحمراء يجب ان تبقى حمراء غير قابلة للتجاوز بل يصل الامر الى حد التقديس. نعم يمكن ان نتفق على العمل على تهديم الحكومة واسقاطها لكن تبقى الدولة ومؤسساتها ثابتة.
فقد تعرضنا للكثير من الهزات التي استهدفت الحكومة لتغييرها لظلمها او استبدادها ولكن رافق ازاحة الحكومة تهديم الدولة ومؤسساتها او تعرض هذه المؤسسات الى هزات كبيرة او اعادة تشكيل وهذا يشكل خسارة فادحة في عمر الدول، خسارة للزمن وللموارد ولاشياء اخرى غير منظورة.
لهذا يجب ان يكون هناك جدار من المناعة والمنعة بين المفهومين وعدم الخلط بينهما، ومن ثمّ تشكيل وعي مجتمعي باهمية الحرص على جدران الدولة سالمة ومحروسة حتى وان كانت الحكومة منخورة وآيلة للسقوط.
احيانا تختصر الدولة بالحكومة في ظل النظم الاستبدادية فيصبح المستبد هو الدولة (انا الدولة والدولة انا) مقولة لويس الرابع عشر التي قالها أمام البرلمان عام 1655م، ولكنه تراجع عنها وهو على فراش الموت اذ قال (أنا سأذهب أما الدولة فستبقى دائما).
العداء المستمكن من ثقافتنا ومن ثم سلوكنا هو عداء للحكومة وليس للدولة لأنّ مايقع على المجتمع من ظلم وجور وحيف مصدره الحكومة وليست الدولة.
حين يطغى على نحو ما المجتمع على الدولة فتصبح هدفا سهلا له وخاصرة رخوة في مواجهته، يصبح الدفاع عنها واجبا والدعوة الى حمايتها إحدى أهم مهام صناع الرأي. في ظل وجود بؤر التوازي التي تزاحم الدولة على سيادتها فتثلمها او تسعى لذلك، ووجود جماعات تفرض بعض شروطها الثقافية والسياسية على المجتمع فيتمظهر كل هذا بعدة اشكال للهيمنة وفرض الوجود، في هذه الحالة يجب الدفاع عن الدولة.
في واقع كهذا لا يمكن إلّا ان نبحث عن جسور تواصل وقنوات حوار بين الدولة والمجتمع من اجل سلامة الدولة وحفاظها على هيبتها. العلاقة الايجابية بين الدولة والمجتمع، علاقة التبادل والتواصل والتفاعل بين الطرفين لها مردوداتها المهمة على تحقيق الاستقرار المجتمعي ومغادرة حالات التوتر والعداء بين الطرفين.
ضعف الدولة ووهنها وفشلها في فرض سيادتها وقوانينها على إقليمها ومجتمعها يعني الفوضى والاضطراب وانعدام السلم المجتمعي وهو مايسمى في الادبيات السياسية (الدولة الفاشلة)، وهذا ما تسعى اليه الاطراف المجتمعية التي تعتاش وتنتعش في ظل فقدان هيبة الدولة. فتسعى لصنع الفوضى والانفلات من هيمنة الدولة ومنظومتها التشريعية لتمارس هيمنتها وفرض أجندتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية بما تمتلكه من قوة السلاح.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم اللامركزي في العراق
- رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي... الفرص والتهديدات
- رواية ترتر .. ..بريق الحداثة وظلام القدامة
- قراءة سسيوثقافية في رواية -شبح نصفي-
- انتفاضة تموز صفحة مجيدة في مواجهة الانحراف والفساد
- الانتخابات العراقية
- السلوك الانتخابي
- المشاركة في الانتخابات حق ام واجب؟
- استهداف المرشحات
- برامج المرشحين وآمال الناخبين
- معلمان في صف واحد
- وفاء متأخر....مهملون في حياتهم محتفى بهم حين موتهم
- المسؤولية الاجتماعية للشركات في العراق
- تطبيقات القانون رقم 11 لسنة 2014 انتهاك للدستور
- الايزيديون ... التاريخ والابادات
- العنف المدرسي
- التعايش في مجتمعات التنوع
- مستلزمات التسوية التاريخية
- حين قرعت أجراس كنائس برطلة
- بمناسبة الذكرى السنوية لمجزرة كنيسة سيدة لنجاة


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - الصراع بين الدولة واللا دولة