أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - آخر أنفاس الحجِر















المزيد.....

آخر أنفاس الحجِر


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 00:25
المحور: الادب والفن
    


لألف حلم
انطلق بنظراتي التائهة
لألف حلم
انتهك على وجه النافذة
خطوط عرض الأرض
كأن السنوات
قطار متهاوٍ بعناده
يسترسل مسرعاً من بين أخاديد الذاكرة
لايستمع لنداء المحطات
مهما استنزفت صبرها بكلمة (توقف)
ومثل كوفيةٍ مبتذلة
ألفُّ العجالةَ على خصر القلق
لتنساب المحنة راقصةً على رف أسلافها
كي يتسنى لمجهَد مثلي
مراقبة دوران العمر حول نفسه
مثل بليدٍ يجهده العمى
منفردا مثل الاعتزال
مبتعدا عن غفران الرب
من دون أن يجذب المتهمين بالشوق
المنهكين بين الحب واللاحب
الظامئين لرشفة ودٍ بين مدن الاستكراه
سأبقى موهوماً كعادتي
بذلك العالم المزدحم بالفراغ
مهما عزفتُ بلسان أصابعي
على آلة الجسد
ومهما صفقتْ النشوة عند الختام
ومهما أباحت اللذة فراشاتها
على رؤوس المتعبين....
لألف حلم انطلق
وأعود نَادماً على تريثي
تريثي الذي جعلني تابوتا
في مدينة الخلود....
__________________

دعينا لانجهد وقتنا بالكذب
دعينا نتصارح بماهو لذيذ
فلم يتقدم بي العمر إلا ثلاث سلات فارغة
في الوقت الذي كانت تتدلى من كلامك
عناقيد العنب
كنت أحبك
والآن أنا مشغول بإزالة بقايا اسمك
من جدرانِ الذاكرة
الأمر لايعدو كونه وعدا بالتوظف
جعلني ابني مستقبلا خياليا
اشتري بيتا كبيرا وسيارة فاخرة
وأجمع الكثير من المال في رصيدي المصرفي
لكن بعد كل ذلك
تبين أن وعد التوظيف كان كذبة
هكذا جعلتني واهما
أرشد نفسي لبلوغ نفسي
وفي بداية الطريق يخطفني التيه
لم أراهن على قدري مثلما فعلت معك
حينما دسست نفسي على شكل كلمات
في مصحف محبتك
ولم أنتزع وجه سكوتي مثلما فعلتِ
حينما رقص لسانك مفتخرا
على مسرح المعاتبة
كنت اصرخ:
تعالي نلقن سوء الفهم درسا في ترتيب الأفكار
من أجل أن لا نندفع باتجاهين متعاكسين
مثل ينبوعين فرقتها مذهبية الماء
تعالي أيتها البعيدة مثل السلام
تعالي نتقاتل بشراسة حتى الموت
ليكونَ دمي في رقبتك
ودمك في رقبتي
لنعطي حبنا موعدَ لقاءٍ أكثرَ جدية
في محكمةِ الرب
تعالي ارسمك في مخيلتي
شجرة مثمرة
لأقطف رؤيتك كل الوقت
تعالي، تعالي، تعالي
هكذا صرخت كل العمر
حتَّى تعاليتِ مثل غمامة سوداء
تجتذبين إليكِ
روحي وراحتي
وتتركينني مهروسا
تحت ماكنة الاشتياق
____________________

تَستبدُ
بِظلماتِها الطليقة
هذهِ الجدران
تضيقُ مثل قبرٍ عاشقٍ للجثمان
تستفيضُ جبروتاً قاصماً للجبر
تنهالُ عليّ
مثل مطرٍ حقودٍ على حنايا الأرض
يجلدُني ذلك الخيال المرُّ
وهو يتجرعُني بكاملِ حلاوتي
لطالما تخوفتُ
من شعورِ مابعدَ الموت
لكن حقاً بدأتُ أشعرُ به
ويضيق عليّ فضاء الرحمة
مُذ ذلكَ اليومُ الذي
شرَّعتَ بهِ قانونَ الرحيل
هكذا بقيتُ مثل أسطوانة
في بيتِ عجوزٍ خَرِفةٍ
تحاولُ تَشغيلي كلَّ ليلةٍ
على عينِ الطباخ
العمرُ أكثرُ شحوباً
من وجهِ تلكَ العجوز
خاويةً من تكرارِ الوعودِ الفارغة
لا أجدُ من يمتصُ نظراتي المُشبعة بالدمع
سوى مروحةٍ سقفيةٍ يشوبُها العطل
لا أعلم لمَ تركوها أهلي
فهم أغلقوا حتى النافذةِ بحكمِ العيب
وقطعوا مسارَ الشمسِ نحو بصيلاتِ أملي
لا أعلم لمَ تركوا المروحة فقط
آه....
ربما تركوها
لأنهي حياتي الرتيبة
معلقةً فيها
بعدما لايعزُّ عليّ ذلك...
___________________

مازلتُ
أتتبعُ مسارَ النبضِ وحيداً
أمسحُ فانوسَ أمنياتي الضالة
كما يمسحُ الوقتُ رذاذَ السعادةِ
من على وجهِ العمر
وبعد كل مسحةٍ
يخرج أمامي ماردٌ من أفكارٍ
أحاولُ ترتيبُها كل مرةٍ بشكلٍ مستقيم
وكلما أبلغُ النهايةَ يَرتجفُ كل شيءٍ
حتَّى يتهاوى ترتيبي
مثل قطع الدومينو
هكذا أقضي معظم الوقت
وأنا أفكرُ بكِ
_______________

يومُ أمسٍ
حاولتُ النومَ
وأنا أتخيلكِ تُحررينَ شعركِ
من قيودهِ الخانقة
حينها تجمعتْ راقصةً في رأسي
جميعُ العَصافير
________________

خطى مَجيئكِ
تتبعتُها قلقاً
بِسبَّابتي المُرتجفة
على طاولتي الثريةِ بالأتربة
وكلما انتهيتُ من التخطيط
يظهرُ وجهكِ يعلوهُ تاجٌ
من علامات الاستفهام
__________________

مازلتُ أحدقُ
بوجهِ الفراغ
كمحاولةٍ جادةٍ للهروب مني
أنا المقيدُ بالعزلةِ
الغارقُ في النظامِ حدِّ الفُوضى
الراقصُ على أنغامِ العدمية
المُحبُّ لل....
لل.....
لل.....
افففففف نسيتي كالعادة
سأعودُ لدعكِ فانوسي المغبر
من أجلِ أن يعودَ  لامعاً
كوجهي حينما ألقاكَ....
__________________

لم نعد ولم أعد
نحن صفحات كتاب عتيق
يخشى فوضوية الأصابع والهواء
يخشى ملامسة بعضه
يقتطف بعض الانقلابات
من خلال أنفاس قارئه
التي دائما
لم تنجح في طينا بمهلٍ ورويةٍ
من دون أن يحدث في تفاصيلنا انكسار
____________________

كنا ومازلنا متعبين
مثل حبل غسيل على سطح دار مهجورة
يعلق الوقت آحزانه عليه
من دون أن يهلعَ من تكاتفِ التراب...
__________________

ولأنك تشبهين البدايات
بالعمر والحلاوة والصعوبة
جعلتك مسندا لرأسي المتعب
وجاهرت بحبك لكل الصوامت
مبالغا بما أنت عليه من خرافة
أنا من لحقت اسمك بالاغنيات
واقتبست من خطاك كل الفراشات
وحدثت العالمين ببحر أعجابي بك
وصنعتُ وعملتُ وكتبتُ وغنيتُ
فمضى بي العمرُ
حتَّى نسيتُ إن أصارحكِ بالحب
___________________

مانعانيه من صداع
ماهو إلا مخاض عسير
يقوم به التفكير ليلد ذاته
رباااااه
لست بمريم
وليس معي جذع نخلة
وليس تحتي نهر سري
سأهزني
حتَّى أتساقط مثل المجرات
وأعلم جيداً ليس هنالك من يلتقطني
حتَّى وإن تبعثرت على الوسادة
مثل تلك الدماء التي تطوق الذبيح
بعد فوات الأوان.....
__________________

يعصرنا فراق الأحبة
مثل من يقع في عقدة حبل
يشده طرفان متنازعان
___________________

قالت: أريد أن أخبرك سرا
قلت: كيف آمنتِ بكتماني
قالت: رأيتك تسعل
فسمعت جلجلة الأقفال في صدرك
___________________

عندما يغادرنا من نحب
تكتسب عيوننا موهبةً نادرة
تمكننا من تمييز
جميع تدرجات اللون الأسود
____________________

كالعادة
نحن الفقراء
نموت بهدوء
من دون أن نشغل الرأي العام
أو نحصل على شارة حداد
في القنوات التلفزيونية
أمهاتنا وحدهن يبكين
بعدما يبدلن أدمغتهن بخزانات دموع
لنضمن خلودنا
على شكل ذكرى رطبة
في الحقيقة
لا أعرف مدى صحة هذا الأمر
لأنني أعرف شابا مات
فتحول إلى ذرة تراب
دخلت في عين أمه
__________________

لن أكرر قولي (تعالي)
ولن أبحر بهذا الشراع
ولن أساهم بقطع لساني
سأدس مشاعري كلها
في صندوق زجاجي
أضعه في طريق منزلك
كي ترين بنفسك ماعجزت عن قوله.
_____________________

يبدأُ ولاينتهي
فلمٌ سينمائيٌ بائسٌ
يشعُّ سوداويةً مُبهمةً
لا أكادُ أفهمهُ من فرطِ سرعةِ الأحداث
سريعٌ مثلُ رصاصةٍ تتركُ ألماً بالغاً
وبينَ حدثٍ وأخر
أُشاهدُ أملاً متعباً
وَحولهُ ألفُ إحباطٍ لاهث
أُشاهدُ بسمةً بريئةً تَتعثرُ
فَتسقطُ في حفرةٍ من صراخ
بِبساطةٍ هَكذا هي الحياة
مُزدانةٌ بالفقد والافتقار
مُحاطةٌ بالضيقِ والحروب
مَشغولةٌ بالتلوثِ والأوبئة
مَسكونةٌ بالمضيِّ والمشكلات
مضاءةٌ بالعوزِ والاحتياج
حتَّى كدتُ أن أُجيبَ:
- الموتُ بخير..
على كلِّ من يقولُ لي:
- كيفَ الحَال؟
___________________

لست سعيدا
ولست حزينا
أنا فقط أنظرُ للبؤس المحلق هنا وهناك
أتنفس ولا أجيد نظرية الاستمتاع
لا الألوان تبهرني ولاتعدد البيئات
ولا بهرجة الحديث مع عابري السبيل
ولا حتى ولا حتى....
ربما لأنني وجدت ترنيمة عشتار
الهاربة من بين أصابعها الناعمة
الناجية من تهافت الأحاسيس
الخالية من التبسم والشعور
وجدتها فعلاً
وجدتها في صدري الرث
المتهالك من تعدد غزوات السجائر
صدري الذي يتربص به الوباء
صدري المكدسة في دهاليزه
الكلمات
والرسائل
والأغنيات القديمة
وآلاف الحسرات النادمة
وحب جاحد.
___________________

مريبة
هذه الحياة
مثل بعثرة تراب في وجه العاصفة
نتلاشى فيها كأننا لم نكن
ولا أحد يشحذ خنجرهُ
للبحث عنا
نحن المطمورين في قاع الهم
الماكثين بين الخوف والقلق
الشاربين من نبيذ الترقب
العاجزين عن النطق
الواهنين مثل أهداب الريش
نعيد أنفسنا
بهدوء حيث اللا أحد
نجدنا مدمني النظر بالإتجاه ذاته
ذلك الإتجاه السالب للعمر
كأنه نيزك أسود مدبب الحقد
وقع متعمدا وسط خط النبض
حتَّى توقفت سيرورة الحياة
واندثرت دموعنا في كهوف يابسة
ذلك الإتجاه اللعين
وراء كل ميتةٍ تلفظنا
وراء كل بؤس يقصفنا بصواريخه الليلية
ذلك الإتجاه الخصب بالعناد
المليء بالاستفهامات الشائكة
ذلك الإتجاه...
الذي سلكهُ الراحلون
بعدما انعقدت ألسنتهم عن قولِ وداعاً



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجراتٌ وثقبٌ أبيض
- كمنجة غاضبة
- كأن شيئاً هناك
- يا أيها الريلُ
- أكتوبريات
- بكل هدوء... شعبية
- خيمة أمل
- شمس الأبدية
- حان قطاف القلب
- سورة الجدوى
- بديهياتها
- تفاوت
- صباح الخير
- تنتظرين
- هالات نيرة
- سورة القلق
- سقسقات مُوحشة
- بوح الكتاب
- نحن الشباب
- منتهى الشدة


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - آخر أنفاس الحجِر