أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - الاِسْتِئْنَاس














المزيد.....

الاِسْتِئْنَاس


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 20:42
المحور: الادب والفن
    


فَكَر في أعماقه: ما الذي يمنعني أن أكون نقابياً ناجحاً في الكلية بل في الجامعة!؟ أدافع من موقعي عن حقوق الزملاء المهندسين.
في اليوم المُحدَّد اجتمع أعضاء الهيئة التدريسية وكل المهندسين العاملين في الكلية من أجل انتخاب ممثلهم النقابي في الجامعة. كان أحمد ما زال غريباً عن جسد الكلية وعمّا يحدث فيها من مؤامرات ومخطّطات، كان بعيداً عمّا يدور في الحلقات والفرق الحزبية.
جلس يومها مع الجالسين، رحّب أمين الفرقة الحزبية، الذي يعمل على التوازي كمحاضر جامعي في الكلية نفسها، بالحضور، ثم ألقى عميد الكلية كلمة قصيرة عن ديمقراطية الانتخابات.

سأل كلاهما بعد وهلة فيما إذا كان من بين الأشخاص المتواجدين من يرغب بترشيح نفسه كنقابيّ.
تجرّأ أحمد ومدّ يده إلى الأعلى، رفع آخر يده وثالث أيضاً.
انتظر عميد الكلية بضع دقائق ثم قال: هل من مُرشّح جديد؟
تكلم أمين الفرقة لأحد أعضائها: سجّل في محضر الاجتماع يا رفيق "تقدَّم أربعة أشخاص للترشيح فقط لا غير".
أين هو الرابع؟ لم يرَ أحد من الحاضرين وجهه أو يسمع صوته.

اجتمع أمين الفرقة وعميد الكلية ووكيلها الإداري ومدير مكتب أمين فرع الحزب في الجامعة وممثل عن فرع الأمن الجامعي ورئيس مكتب الاتحاد الوطني للطلبة في غرفة جانبية، بعد حوالي عشرة دقائق عادوا إلى قاعة الاجتماع وقد اتخذوا قرارهم.
قال العميد بصوت حكيم: لقد حصل الاِسْتِئْنَاس يا رفاق.

لم يفهم أحمد يومها تلك الكلمة، رغم أنّه قد ردّها إلى مصدرها الثلاثي، لكنه شعر وكأنّها تعني: استجحاش أو استخصاء أو استئصال أو استخفاف أو تدجين.

نطق أمين الفرقة آمراً: على الرفاق المرشحين سحب ترشيحاتهم فوراً.
سحب الآخران ترشيحهما وبقيّ وحده، طلب عميد الكلية إليّه بشكل مباشر أن يسحب ترشيحه، لكنه أبى فعل ذلك دون أن يعي عواقب الرفض.

صمتت القاعة، نهض الطالب أبو جميل مسؤول مكتب الطلبة، أحد الذين كانوا يعملون في خدمة اللواء، الذي كان يعمل بدوره في خدمة القصر مستمداً طاقته على الوفاء من نبضات قلبه الاصطناعي، اِقترَب منه، همس في أذنه الكلمة ذاتها دون أن يفهمها أحمد: الاِسْتِئْنَاس.

جاء عميد الكلية إليه وقال: لقد وقع الاِسْتِئْنَاس يا رفيق، سيفوز مرشحنا بالتَّزكية، ألا تفهم عربي؟
همست أصوات من خلفه: لا تنسحب نحن معك، سننتخبك حتماً، سنصوِّت لك، لا تقلق.
شعر أحمد بالحماس على المتابعة والتحدّي، قال بمعنويات عالية: أرغب أن أحافظ على ترشيحي.

بدأ التصويت في القاعة، فرح أحمد وعلم أن عدد الأصوات التي تنتخبه سيكون الغالب، مرت الدقائق بحذر، انتهى التصويت وبدأت عملية فرز الأصوات، راح يسمعهم يزعقفون: صوت للمهندس نبيل، صوت للمهندس نبيل، نبيل، نبيل، صوت للمهندس أحمد، نبيل، نبيل، نبيل، أحمد...
وهكذا أخذ عدد أصوات المهندس نبيل بالتضاعف وأصوات المهندس أحمد بالتضاؤل.

عندما انتهت طقوس الاجتماع والانتخاب تقدَّم منه أمين الفرقة وممثل الطلاب، سألاه باستهزاء: لماذا رفضت الاِسْتِئْنَاس يا رفيق!؟
أجاب أحمد صادقاً: والله لم أفهم معنى الكلمة.
قال عيسى أمين الفرقة: أنت مطلوب للتحقيق، تعال إلينا في الغد.



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الحلبي
- علي الريحان
- قراءة نقدية في حجر الجلخ
- يوميات ملازم -4-
- يوميات ملازم -3-
- يوميات ملازم -2-
- يوميات ملازم -1-
- الحب والغباء
- المُستَبِد اللطيف
- الجَلاَّد الحنون
- هاني أبو المجد
- يا من لم يعرفني قَطّ
- مقتطفات من كتبي
- في المهجع
- فول أخضر
- حصاد الحقل الإلكتروني
- السيدة كورونا
- المثلث
- المنحنى الأُسّيّ
- الكمَّاشة


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - الاِسْتِئْنَاس