أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا مقاربة نقدية















المزيد.....

تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا مقاربة نقدية


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6602 - 2020 / 6 / 25 - 13:01
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرة جدا جنس أدبي مستقل له أركانه الخاصة، وشروطه فيها مع الأجناس الأدبية الأخرى، مادام جنس القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا مفتوحا له كامل الاستقلالية والخصوصية، تمتاز بالكثافة، وقصر الحجم، والتسريع، والإرباك، والإدهاش، والتراكب، والمفارقة، والمفاجأة....ويشترك مع باقي الأجناس الادبية في الاتساق والانسجام، والترميز، والأسطرة، وتوظيف المجاز، والانزياح، والإيحاء، والاستعارة، وتنويع البداية والنهاية
بناء القصة القصيرة جدا قائم على عنوان ومتن وقفلة ، بيد أن أهم عنصر في هذا الفن الأدبي الجديد هو النهاية أو القفلة التي تربك المتلقي بإيجازها وإضمارها وتكثيفها، وتخيب أفق انتظاره بجملها الصادمة، وتشتبك معه بعباراتها المستفزة. ولا تقتصر الخاتمة أو القفلة على العبارة أو الجملة الأخيرة من القصة، بل قد تكون عبارة عن نقط حذف أو علامة ترقيم أو مقطع أو فقرة أو متوالية أو مجموعة من الجمل المتراكبة أو المستقلة.
ثم، تترادف القفلة مع النهاية أو الخاتمة أو الخرجة. لذا، تسمى النهاية بالقفلة؛ لأن القفلة - في اللغة- تعني الغلق الأخير، أو سد الباب، أو ختم الكلام، أو الرجوع بالكلام على الصدر أو أول الكلام من النص. أما جمع قفلة، فهو أقفال وقفول وأقفل
أما عن الدارسين الذين اهتموا بالنهاية أو القفلة في القصة القصيرة جدا، فنذكر كلا من: أحمد جاسم الحسين في كتابه (القصة القصيرة جدا) ، ويوسف الحطيني في كتابه (القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق) ، وجاسم خلف إلياس في كتابه (شعرية القصة القصيرة جدا) وجميل حمداوي في كتابيه: (من أجل مقاربة جديدة لنقد القصة القصيرة جدا- المقاربة الميكروسردية) ، و(مقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري (مقاربة ميكروسردية)
أنواع القفلة في القصة القصيرة جدا
ا القفلة السردية:
من الطبيعي أن تكون نهاية القصة القصيرة جدا نهاية سردية، مادامت بدايتها سردية. والأصل في القصص - كما هو معلوم- أن تكون محكية ومسرودة. كما في قصة(كزفيد20)
للقاص عباس عجاح
(كوفيد20 )
حين حل الوباء في تراكيب مساحيق التجميل أغلقت صالونات التجميل أبوابها.
قررت لجنة الصحة حجر النساء في بيوتهن، و منعهن من التجوال.
عند الصباح كان الأطفال يتباكون، لم يتعرف أي منهم على أمهاتهم.
الأزواج سارعوا بحلق لحاهم.
وهكذا، تنتهي هذه القصة القصيرة جدا بنهاية سردية تجمل الحكاية القصصية ختما وإنهاء، وتعلن المنجز الأخير من الحبكة السردية التي تترابط فنيا وجماليا مع بداية القصة
قصة(نزوح) للكاتب نزار الحاج علي
أبطال قصّتي الذين اعترضوا على نهايتهم المؤلمة؛ بطريقةٍ ما تسربوا من دفتري المهترئ.
بعد أشهرٍ قليلة سمعتُ ضحكاتهم على صفحات كاتبٍ مشهور.
وكذلك قصة (سقوط) للقاص سمير الخياري
انهارت العمارة بعد أشهر من بنائها. سقط عشرات الضحايا. صدر أمر بإلقاء القبض على المقاول بعدما يسروا له طريق الهروب.
قصة (سباق) للكاتب فاضل حمود
اماه.. هل ستجلبين فردة الحذاء الاخرى؟ .. لا عليك غداً وقبل أن يهطل النهار سأكون قرب تلك القمامة، سأقف أترقب قدومه طويلاً، عسى أن يرمي بالثانية.
ونحظى بها قبل أن ينالها الآخرون.
قصة (بريء) للكاتب علي المعراوي
استيقظ ينضح عرقا ...ترتجف أوصاله ؛
تسري قشعريرة من قمة رأسه .... جموع
غفيرة تتلاشى تصرخ قاتل قاتل.
قصة (عشق) للكاتب غانم عمران/العراق
عشق
تدفق نهر هادئ من مشاعرها لحظة اقترابها منه لأول مرة بردائها الصوفي ، يدها كقطعة جليد متحجر ، بعثت أناملها رعشة لذيذة بدأت الدماء تغلي في عروقها والدفء يغزو عرش قلبها الندي ، حمى الاصابع يتوهج وضعتهن دون شعور لسعتها جمرة الموقد.
القفلة الحوارية:
تستند القفلة الحوارية إلى توظيف صيغة الحوار المبني على فعل القول، بغية التعبير عن اختلاف وجهات النظر، أو استجلاء الفعل البوليفوني المتعدد، أو استكشاف الصراع الإيديولوجي كما في قصة (تجسيد) للقاص هيثم العوادي
تجسيد
وسطَ مخيّمِ النازحينَ، بنى له كوخا صغيرا، أجلسَ أمه في مكانها على السرير، أوقفَ أباه إلى جانِبها، وضع أختَه الصغرى في مَهدِها، نفدتْ الدمى لديه، أنبتَ عصا في الأرضِ وقال:
-هذا أنا وارثُ الشقاءِ والناجي الوحيد.
وقصة (مخاض) للقاص بوشتاوي صلاح الدين
مخاض
قال لها : لستِ على الموضة !!
قالت : وما يمكنني فعله لأكون كذلك؟
قال : دعيني أحذف، وأشذب، وأُرَكِّب ، وأقتصد ، وأخلخل ، وأُكثف ....
أجابته : قل، تريد مني أن أكون فأرة _ مكي ماوس _
القفلة التناصية:
تعد قصة( افق)للكاتب جمعة الجامعي قصة تناصيه بامتياز، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى اتساع ثقافته، وتبحره في مجالات معرفية متنوعة،
افق
ألقي بي في الجارية، هرعت أمسك بالدفة. نبذتني الامواج باليم. أحيط بي
التقمني حوت ...
الى اليوم وأنا اسبح.
وهو يفتتح النص لسورة الحاقة 11 ويختم انص بتناص لسورة الصافات 142
وكذلك في قصة(قيامة ) للكاتب محمد الميالي
قيامة
كتب روايته، تزاحم التأوه، فاض تنور الألوان، بكت اللوحة بحرقة؛ ابيضت عيناها.
قفلة تناصيه (ابيضت عيناه) يوسف84
وقصته (صمت)
وجدوهم مجتمعين، مكتوفي الايدي ، الدليل إليهم تلك النخلة التي نبتت في رأس صغيرتهم، حين خرجت دميتها مع الطلع.
قفلة تناصية/ مريم 25

(انقياد) للكاتبة روشن سامي
الوَاشي كان مُصِيبا ،الجَوَاد تَعَثَّر بشوكةٍ زُرعتْ له ؛سَقَط الفاَرسُ ...تعالت أصوات التَهْليل حِين وعدهم السامري بربٍ جديدِ .
تناص /طه 85
وكذلك قصة (بهتان) للكاتب جبار القريشي
بهتان
لبسها فضفاضة، جاءوا على ملفه بإمضاء كذب، ألقوه في غيابة الحوت، تجمهروا لرجمه، قال قائلهم حرقوه او ليأتينا بسلطان بيٌن، أخرج يده فإذا هي بيضاء من غير سوء؛ لوثوها.
تناص /طه 22
القفلة المضمرة:
نعني بالقفلة المضمرة تلك النهاية القائمة على الحذف والإضمار، حيث يلتجئ إليها السارد من أجل استدراج المتلقي لممارسة لعبة التأويل، وملء الفراغ والبياض، كما في قصة: (فرقعة ) للقاص ود الوكيل
فرقعة
تأهّلت للنهائي، دخلت السّاحة، بهرتني الأضواء، أوضعت الرقعة، مدّ خصمي صاحب القلنسوة يده، أحجمت، استبسلت، سيطرت برودته على أفكاري...كش ملك، صوّرني إعلامي كبطل.. انهزمت مرتين.
قصة (عطف) للكاتب عبد الله الميالي/ العراق
عطف
افترشت باب المسجد تستجدي لأطفالها، رقّ لحالها إمام
الجماعة، مد يده الى جيبه، أخرج حديثاً عن فضل الصوم.
وقصة (أصنام) للقاص صقر حبوب
أَصْنَامٌ
بيادق تلهو، يقطعها سيف الوقت...
يعزف "ترامب" على الرُّقْعة عارياً؛
و"هرتزل" يحكم تحريك العرائس.
قصة(ثبات) للكاتب اكرم ياور رمضان-العراق
بين رائحة القهوة والهيل، وخلف المشهد تمتد يد البدوي، وتغير مواقع الأوتاد، فوافق الجميع، إلا وتد غادر الخيمة والصحراء.
القفلة المتطابقة:
النهاية المتطابقة القائمة على التضاد والطباق، كما في قصة (كفاح) للكاتب عبد المنعم الجبوري تعبيرا عن المأساة، ودلالة عن رؤية سوداوية متشائمة:

(كفاح) تشعبت أمامه الافرع، ظل طريقه، بحث عن قناديل تضيء دياجير ظلامه الدامس، تراكمت عثراته، ادميت قدماه، نام منهكا ، حلم بماضيه المجيد ، صحى على حاضره المأساوي.
وهكذا، تنتهي قفلة القصة باستعراض ثنائية ضدية قائمة على التقابل المأساوي بين ماضيه وحاضره، وإن كان المشترك هو الحزن والمأساة
قصة(تمرير) للكاتبة رولا العمري
رَسم الحاضرُ خريطة المستقبل، رقَّع أثرَ الماضي.
صاحَ التاريخُ ملوحاً بخرقة ... "أنا دخلته قبلك!"
القفلة الفانطاستيكية:
تكثر الخاصية الفانطاستيكية الدالة على سريالية العوالم السردية عند المبدع؛ وتتراوح هذه القصص بين التعجيب والتغريب. تتعدى ذلك إلى القفلة والخاتمة، كما يبدو ذلك بينا في قصة( جينات) للكاتبة اميرة ابراهيم
جيناتٌ
على وقعِ ضحكاتِهم، لم
يكنْ بمقدوري الصّمود أكثر وهمْ يقلّدوني وسامَ النّورِ.
تشجيعٌ هنا، وتصفيقٌ هناك.
وحدَها أصابعي كانتْ تقرأُ حروفاً نافرةً .
قصة (مجون) للكاتب تيسير مغاصبه.
مجون
يملأون تنكات الصفيح من شتى الألوان، يفرغونها
في فوهتها.. ثم يسقونها الماء ..تبدأ بالعلك و
الدوران حتى تصيبها التخمة فيسمحون لها
بالتقيؤ.. ثم يملئون التنكات من ما أخرجته..
فينشئون المباني الشاهقة من فضلات تلك
الألة الصماء،
تتآكل عظامهم.. تغزو أجسادهم الغرغرينا ..
يخنقهم الربو فيحتفل العالم بعيدهم السنوي.
قصة (مَلحَمَة) للكاتب أسامة الحواتمة
اللُّصُوصُ الَّذِينَ سَرَقُوا المِصبَاح، أَومَأَ لَهُمُ العِفرِيتُ بِنَشرِ الوَبَاء... كُلَّمَا تَعَسَّرَ التِّريَاقُ شَبَّكَ وَلَبَّى لَهُم: - مَطعُومُ الشَّرَائِحِ النَّانُومِترِيَّة.
لَمَّا بَاتَتْ عُقُولُنَا رَهنَ إِشَارَةِ العَنكَبُوت؛ اِنتَفَضَ عَلَاءُ الدِّين.
القفلة الفضائية:
نعني بالقفلة الفضائية تلك النهاية المتعلقة بالزمان والمكان. أي: تلك الخاتمة التي تؤثث الحبكة السردية سياقا وحدثا كما في قصة :(تيه) للقاص سالم الوكيل
تيه
دَجَمَ اللَّيْلُ، ضَفَّرَ خُيُوْطَهُ، عَدَتْ حَوَافِرُ السُّكُونِ فِي أَزِقَّةِ الخَوْفِ، أَطَلَّ الفَزَعُ مِنَ المَآقِي، نَعَقَتِ الغِرْبَانُ، تَلَصَّصَ النَّهَارُ خِلْسَةً؛ خَرَجَ مِنَ النَّوْمِ يَتَرَقَّبُ..
قصة (ابن آدم ) للكاتبة خديجة السيد
ابن آدم
انتصب بعنف، فَرَدَ منكبيه، واحتضن العالم بعينين حادتي النظر. ها هو يرمق الكون من علً، أول مرةٍ يقف على قائمتيه الخلفيتين.
القفلة التشكيلية:
نعني بالقفلة التشكيلية تلك النهاية التي تتداخل فيها آليات الرسم والتشكيل والتلوين لتأثيث فضاء تشكيلي شاعري، كما يتجلى ذلك واضحا في قصة ( ليّ) للكاتبة رولا العمري
لَيّ
منحوه حق التعبير، لقَّمَ الريشة ألوانا ... لم ينجُ سقفٌ ولا حائط، أرهبوه بدم كذب، أثنوا على لوحته الصامتة.
ترسم هذه القفلة لوحة تشكيلية لمنظر انطباعي تشكيلي أخاذ، تطبعها الألوان الحارة الدالة على الشحنة الدرامية في توترها وتأزمها واضمحلالها.
وكذلك قصة (لوحة ) للكاتبة فاطمة الخولاني
لوحة
كانت تغمس رؤوس أصابعها المبتورة في زرقة البحر وتلعق ما يعلق بها من زبد لتزيين وجهها المتحلل خجلاً،
عذراء في ليلة عرسها نظرت إلى نفسها في المرآة ؛ تقيأت الوانها.
قصة (تجريد) للكاتب سعيد طلال
تجريد
حاول تجسيد الواقع، أغراه الابيض...كلما مد ريشته، التهمها السواد.
القفلة التأملية:
تنتهي بعض قصص برؤية تأملية إلى الإنسان والكون والوجود كما في قصة (أثقال) للكاتبة مريم بغيغ /الجزائر
أثقال
أخبروه أن الحزن يصنع الرجال...صدقهم.
أهانوه، ذلوه وقيَّدوه... صبر، كظم وسامح...
لكنَّه كلما تألَّم نبتت له أطراف وأقدام...
يحسدونه عليها... ويكأنَّ هذه التشوهات تحملُه!
قصة (ارتحال) للكاتب نزار الحاج علي /
لم يقدر على رفع رأسه المائل؛ أدرك أنّ الأمنيات الكبيرة هي السبب، فقرر أن يفرغها.
لكنها كانتْ ثقيلةً لدرجة أنها أحدثتْ ثقباً في الأرض...امتد حتى الطرف الآخر من العالم.
القفلة الإنشائية:
تنتهي بعض قصص بقفلة إنشائية، تتجاوز الخبر والتقرير والمباشرة إلى جمل استلزاميه مبنية على تنويع أساليب الإنشاء مقالا ومقاما وسياقا، كما يظهر ذلك واضحا في قصة( جزاء) فاطمة هاشم الاغا
جزاء
صنعوا إلهاً من جمرٍ
يتعبَّدونه دون الرغيف...
كلَّما سألوه...
يطعمهم شواء ألسنتهم مقهقهاً.
قفلة الانزياحية:
تكون القفلة انزياحا حينما تنتهك الخاتمة المعيار، أو تنزاح عن القاعدة التركيبية الأصلية، فتحدث بذلك نوعا من التشويش، خاصة تشويش الرتبة، كما يتبين ذلك باديا في قصص فتحية دبش/ تونس في ثلاثيتها ( أرصفة):
رصيف اول
جالسا كان ...مطرقا الى اللاشيء .. من حوله أحذية تدق و
وجوه ملونة وأصوات تشق جدران الصمت .
وحده ذلك الصّحن الحديدي يثرثر: رغيف!
النهاية المفاجئة:
تنتهي بعض القصص بنهاية مفاجئة تصدم المتلقي بمعطياتها الخارقة أو السريالية أو بصيغها الفانطاستيكية القائمة على التغريب أو التعجيب، كما يتضح ذلك جليا في
قصة (نداء) للكاتب ود الوكيل
زيفوا الصكوك، طمسوا معالم مدينتنا، استنجدت بعروبتي؛
طوقوها بالعصاة و الجزرة!
حثثت أئمتنا :
_حي علي ال.... تراجعت راياتهم؛ لجأت لقاضي القضاة؛ أشهروا شعرة معاوية.!
تنتهي قفلة القصة بخاتمة مفاجئة غرائبية، تتمثل في تحول الشعارات السياسية الجوفاء إلى قوة ردعية مفاجئة. بمعنى أن السارد يثور على القول العاجز، ويستبدله بقوة الفعل والإنجاز.

قصة (آبَــــاءٌ) للكاتب صاحب ساجت
آبَــــاءٌ
بَدَتْ السَّماءُ واسِعَةً، اِنْتَقَلنا إلى حَدِيقَةِ المَنْزِلِ، ضــاقَتْ بِنا الغُرَفُ بَعْـدَما اِكْتَظَّتْ بِضِيُوفٍ، تَناوَلُوْا شارِدَةَ السِّياسَةِ وَ وارِدَةَ الدِّينِ..
أَكَـلُوا الحِصْرِمَ، فَطَمُـونا على كسـرَةِ خُـبزٍ، تَرَكُونا لِصَقِيعٍ بِلا دِثارٍ!
قصة (ترمل) لكاتب احسان علي
مازالت سفينتها تمخر بالأرجاء، تتلاقفها الأمواج بلا رحمة، في دنيا بلا مرفأ، حين شاءت الأقدار أن تبين اليابسة، كسروا مجدافها الوحيد.
القفلة الساخرة:
تنتهي كثير من القصص بالنهاية الساخرة التي تقوم على الفكاهة والسخرية الناقدة والمفارقة، كما يتضح ذلك جليا في قصة (صَريّر) للكاتبة فوزية الكوراني سورية
صَريّر
تسابقت مع وهمي، كانت خطواته كمهب الريح. لهثت جاهداً، وعلى شفير الوصول؛ ضحكات بُكْم خرجت من فاهي.
القفلة الشاعرية:
نقصد بالقفلة الشاعرية تلك النهاية التي تكون ذات طابع شاعري قائم على الصور البلاغية والمجازية والاستعارية، وتكون فيها المشابهة حاضرة بشكل جلي،
كما يبدو ذلك واضحا في قصة (الحصاد): للكاتب ميمون حرش/ المغرب
" شاباً ضربت في الأرض غورًا ونجدًا..
أبحث عن " نبتة الخلود"..
وكهلاً ساقتني الريح حيث حصدت بقايايَ
وكل الباحثين بعدي..
كل العاشقين الحيارى..
كل السكارى..
سيعرفون أن "الحب" هو الأيكة المفقودة..
تنتهي هذه القصة بتعبير بلاغي استعاري أكثر إيحاء وتضمينا، يتأسس على المشابهة دالا ودلالة ووظيفة.
[1] أحمد جاسم الحسين: القصة القصيرة جدا، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى سنة 1997م، ص:48.
[2] د.يوسف الحطيني: القصة القصيرة جدا بين النظرية والتطبيق، مطبعة اليازجي، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة 2004م.
[3] جاسم خلف إلياس: شعرية القصة القصيرة جدا، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، سورية، الطبعة الأولى سنة 2010م،

[4] د. جميل حمداوي: من أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا، مطابع الأنوار المغاربية، وجدة، الطبعة الأولى سنة 2011م.



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمز الشر في الديانات القديمة الحلقة 3
- تَجَذُّرِ رَمْز الشّر في الكَوْنِ الحلقة 2
- رمز الشر في تاريخ الاديان الإنسانية الحلقة 1
- قراءة تحليلية للقصة القصيرة جدا (نكران) للقاص هيثم العوادي
- قصص قصيرة جدا دونا
- قصص قصيرة جدا ( فصول ، ضعف ، نشوه)
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة جدا بعنوان تجسس
- قصص وامضة
- قصة قصيرة جمرات قلوب
- قصص قصيرة جدا (توأم)
- عودة (خمس قصص قصيرة جدا)
- قصة قصيرة بعنوان حوت
- خمس ومضات قصصية
- ومضات قصصية ( رسام)
- ومضات قصصية
- جزء 2-3 من رواية الجمجمة لم تكن راسا فرغا
- خمس قصص قصيرة جدا وجه لوجه
- ق ق ج جنون مؤقت
- حنين .. الى الاديب طه الزرباطي


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - تنوع القفلة في القصة القصيرة جدا مقاربة نقدية