أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - محمد ناصر الذى كان!















المزيد.....

محمد ناصر الذى كان!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6601 - 2020 / 6 / 24 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يفوت الاعلامى البارز محمد ناصر حلقة من برنامجه "مصر النهارة" دون وصلة تشويه معتبره لليسار المصرى، وللعلمانيين المصريين، التى تشى بان لديه ذكريات سلبيه ومريره مع اليسار المصرى، وطبعاً، هذا وارد تماماً بسبب صفات القسوة والرعونه التى يتسم بها العديد من اليساريين المصريين المراهقين سياسياً، هذا من ناحية، ومن الناحية الاخرى، نقدر الظروف والمناخ الذى يعيش فيها ناصر فى الغربة وفى دولة تركيا الذى يحكمها حزب اسلامى، والشروط المباشرة او الغير المباشرة التى تحم عملية تمويل قناه فضائية، ومعروف ان تمويل صناعة الاعلام مكلف للغاية، وما يفرضه تمويل قادم من اليمين الدينى من توجه عام نحو فلسفة اليمين الدينى والذى تزداد مساحتها عند ناصر كلما مرت السنيين، والتى لم يكن يعتقد ناصر او غيره ممن فى الخارج انها ستطول بهذا الشكل، فكانت نظرة الاستخفاف بالحكام الجدد لمصر هى الغالبة على خطابهم خلال الفترة التى تلت 3 يوليو 2013 وكان المعتاد وقتها ان الامر لن يستغرق سوى شهور قليلة لتعود "الشرعية" العزيزة على القلب!، - وهذا موضوع "الشرعية" يمكن مناقشته بشكل منفصل، (والى حين مناقشته يمكن الاطلاع على وجهة نظرى من خلال مقال: خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507&r=0) -، ومع مرور الوقت اكتشف ناصر كما غيره، ان الادارة السياسية الجديدة فى مصر لم تكن بهذا الاستخفاف الذى قدروه، وانها محملة بخبرة ستة عقود من دهاء نظام يوليو العتيق ..

ولكى اكون واضحاً، فاننى اعتبر انه من الخطأ خسارة موهبة فريدة كالتى يتمتع بها محمد ناصر، وكارزما وحضور طاغى، وقدر من الثقافة اذا ما قورن بمقدمى البرامج المصرية، اذا كان من بينهم من يمكن ان نطلق عليه صفة مثقف، الا ان البون يظل شاسعاً، وهى بالتأكيد ليست مسئولية ناصر، وانما هى مسئولية المناخ العام بعد 3 يوليو 2013، الذى لم يستوعبه وهو اجمالاً صاحب ثقافة وتوجهات مدنية لا يمكن اتهامه بالاخونة او بالانتماء للاسلام السياسى، خاصة فى السنوات الاولى التى عمل فيها فى قنوات تمول من تيار الاسلام السياسى وفى مقدمته بالطبع جماعة لاخوان المسلمين ..

وفى الحقيقة ما دفعنى للكتابة عن محمد ناصر هى الهجمة الشرسة والتشويه المعمم لليسار المصرى، وخلط الحابل بالنابل بالاضافة الىنقيصة التعميم الذميمة، هذا الاتجاه الذى يتزايد بشده فى حلقاته مؤخراً .. وما اود ان الفت نظره اليه، هو انه اذا ما كان اليسار بكل هذا القبح، فلابد انك تدعو الى اليمين، ولانك ترفض اليمين العسكرى، فلا يتبقى سوى اليمين الدينى، اذا هذا هو الذى تدعو له موضوعياً، سواء عن وعى او لا .. وفى كل الاحوال لابد لك ان تعلم ان الفكر اليسارى هو الفكر السياسى الوحيد المعبر عن مصالح الطبقات الشعبية التى يدعى الجميع الدفاع عنها، وان الصراع القائمعلى مدى سبعة عقود بيننظام يوليو وبين جماعة الاخوان المسلمين هو صراع على الكرسى فقط، ولكن على ارضية نفس السياسات اليمينية المحافظة على اسس الاستغلال الطبقى ..

فى حلقة الثلاثاء 23 يونيه يقول ناصر فى تحليله "العميق" والذى يدعو اليسار لان يحاولوا ان يفهموه، عن قضية سد النهضة، ليكرر بحماس الواثق، ان على اليسار، (طبعاً، يقصد اليسار المصرى)، ان يحاول ان يفهم وان يتخلص من حالة الجمود الفكرى "الدوجما" التى يعانى منها .. الخ من كل الاوصاف المشينه؛ لكن فى الحقيقة كان على ناصر هو نفسه ان يفهم اولاً، ان يفهم ان اصحاب الامر والنهى فى موضوع سد النهضة هم حكام عالم اليوم، والناطق الرسمى بأسمهم، البنك الدولى، وليس الاتحاد الافريقى ولا اثيوبيا التى يبنى السد على ارضها وفقاً لارادة هؤلاء "اسياد العالم"، وان السيسى وقع على وثيقة المبادى فى مارس 2015 وفقاً لارادة هؤلاء الاسياد وليس وفقاً لاى ارادة اخرى، وليس كما ذهب ناصر تحليله "العميق" من ان "السيسى وقع على وثيقة سد النهضه من اجل ان يرضى عنه الاتحاد الافريقى، بعد طرد مصر من الاتحاد بسبب الانقلاب، كى تعود مصر لعضوية الاتحاد مرة اخرى!"، ى لحقيقة لابد لناصر نفسه ان يفهم انه ليس هناك دولة فى عالم اليوم، بمن فيهم الصين وروسيا، يمكنها ان تتحدى بشكل اساسى، النظام الذى فرضه مجلس ادارة عالم اليوم، بعداهيار الاتحاد السوفيتى وحلف وارسو، هذا المجلس الذى يساهم فيه الرأسمال الامريكى بنصيب الاسد، كل ما هنالك ان تحاول هذه الدولة او تلك، ان تحسن شروط تطبيق هذا النظام الذى وضعه هؤلاء الحكام، "العولمة" "النيوليبرالية الاقتصادية"، وكلمة سره "تغيير السياسات"، والذى اجتاح العالم منذ سبعينات القرن الماضى، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، والذى يجرى تشكيل الشرق الاوسط الجديد على شاكلته حالياً ..

لا يمكن فهم "احجية" "سد النهضة" الا فى السياق العام!
منذ سنوات يجرى على قدم وساق تشكيل الشرق الاوسط الكبير الجديد، بقيادة اقليمية لأسرائيل اليمينية القوية لصالح اليمين العالمى الحاكم .. بعد الانتهاء شبه النهائى من العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، ومن قبلهم وبعدهم السودان .. يأتى الدور على الدولة الاكبر، رمانة الميزان، الجائزة الكبرى، مصر .. ولانه بتفعيل ازمة الى حدها الاقصى، يمكن قبول ما لا يمكن قبوله، كان بترتيب منسق "سد النهضة"، "الخنق من الرقبة"، محبس روح مصر ومصدر هبتها، "محبس ارادة مصر" فى الحاضر والمستقبل، وبأزمة مائية مفعلة، تطال ماء الشرب والزراعة والثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، كما تطال الصناعات القائمة على الزراعة، وانهيار فى الصحة العامة بانتشار الامراض لضعف النظافة العامة والشخصية، لتتصاعد البطالة والمجاعة بشكل هستيرى غير مسبوق، تنفجر وتتصاعد على اثرها المشاحنات والاحتراب الاهلى والصراعات العنيفة على الماء والغذاء، انه المناخ العام المواتى المؤدى للتقسيم، تقسيم مصر الكبيرة ليسهل ابتلاعها وهضمها!.

لترتسم خريطة الشرق الاوسط الكبيرالجديد، بقيادة اقليمية لاسرائيل اليمينية القوية لصالح اليمين العالمى الحاكم، شرق اوسط جديد، وحدته الاساسية دويلات صغيرة، ومليشيات بعقيدة قتالية "الحرب على الارهاب" معتمدة التعريف اليمينى للارهاب، باعتبار ان التمرد ضد المحتل، خارجى او داخلى، هو ارهاب!، لتأخذ كل دويلة مكانها المخطط له فى ماكينة العولمة العالمية العملاقة، استهلاكاً وانتاجاً، تحت شعار العولمة النيوليبرالية الاقتصادية "الاستسلام التام او الموت الزؤام"!.

ومن اجل اسرائيل القوية، اصبح "ممر تيران" ممر دولى بعد التنازل عن "تيران وصنافير"، وايصال ماء النيل لاسرائيل التى تعانى من شح مائى، لتصبح احدى دول مصب نهر النيل، "والنيل ياعم حيتظلم" الابنودى، واخلاء شمال سيناء استعداداً لـ"صفقة القرن"، واعادة رسم حدود مصر الاقتصادية فى شرق المتوسط ليصبح الغاز غاز اسرائيلى وتتعهد مصر بشراؤه لعشر سنوات قادمة بسعر ثابت وباضعاف سعره العالمى!، وبعد ان كانت مصر تصدره لاسرائيل بسعر تكلفة النقل فقط، تتحول مصر بعد 25 يناير 2011 بقدرة قادر، وبين ليلة وضحاها، من دولة مصدرة للغاز لاسرائيل، الى دولة مستوردة للغاز من اسرائيل نفسها!.

لا يمكن فهم "احجية" "سد النهضة" الا فى السياق العام!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681808&fbclid=IwAR2btN95clOhj5qBSoFs8cjwh4yWFq9eSl6p1brlNFUOtr567ukJ6LHEveU



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكن فهم -احجية- -سد النهضة- الا فى السياق العام!
- قانون قيصر ليس لحماية المدنيين من سفاح سوريا! مجرد دفعة قوية ...
- رسالة الى كل المحللين المحترمين اصحاب القلوب الرقيقة، الفخور ...
- تغيير العقيدة العسكرية للجيش الامريكى! ترامب يضغط، ووزير الد ...
- ان يأتى متأخراً، افضل من ان لا يأتى ابداً! عن شكر شخصى واجب، ...
- تمخض الجبل، فولد فأراً ! ملاحظات اولية على نتائج لقاء رئيس ا ...
- الانتهازية، تُجبر على إعادة مناقشة البديهيات! الحقوقى نجاد ا ...
- نحو استراتيجية هجومية: الصراع على السُلطة المدنية فى مصر!
- تحديث: انتباه: لن تنجح ثورة بمفردها!. -اللى اتلسع فى مصر، ين ...
- تحديث: خلطة -الهوية المشوهة- للسلطة المصرية! عسكرية / دينية ...
- تحديث: ثلث التنظيمات الإسلامية الاصولية فى العالم، خرجت من م ...
- تحديث: دستور مصر، دستور دولة دينية بامتياز!
- مجدداً، صندوق النقد ليس بنك تسليف!
- موسم كورونا، الموسم الامثل للصفقات المفاجأة! الخلاف على من ي ...
- عفواً المحمودان، وهبه وبكير، صندوق النقد ليس بنك تسليف! صندو ...
- السيسى موافق من حيث المبدأ، مختلف فقط، على جهة التنفيذ!
- بل بسبب كورونا، وليس بالرغم من كورونا! وباء كورونا، هو التوق ...
- اللوبى الجديد لـ-صفقة القرن- فى مصر! الصراع على صفقة الـ-صفق ...
- بمناسبة نجيب ساويرس!
- عولمة كورونا!* الكوارث والحروب واعادة الاعمار، اسواق الرأسما ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - محمد ناصر الذى كان!